الطب في دولة الصين و الهند
الطب في الحضارة الصينية القديمة:

يمكننا في الحقيقة الاستدلال على مدى اهتمام الصينيين بالطب و ذلك من خلال بروز العديد من المصطلحات الطبية في فترات باكرة من التاريخ مثل (يأو)  التي تعني طب و (يي) و التي تعني طبيب و ذلك في عام 2500 ق.م .  إن كتابة المخطوطات بعد فترة لا بأس بها من الزمن ما إلا دليل على أن مرحلة من التطور الكبير قد سبقت هذه المرحلة التدوينية.
وكما هو حال التاريخ لدى الأمم القديمة الأخرى  كذلك هو الأمر بالنسبة لتاريخ الطب الصيني حيث يقسم إلى مرحلتين: مرحلة ما قبل التدوين ، ومرحلة التدوين و إن تاريخ الطب الصيني يمتد إلى 5000 عام قبيل بدء التدوين.
وبعيداً عن التدوين فإننا نلاحظ بأن  تاريخ الطب الصيني  يحتوي على الأساطير أكثر مما يحتوي على الحقائق العلمية. تشير الأساطير الصينية أن الإمبراطور الأسطوري ( فو زي Fu Xi ) هو أول من صاغ الأحرف الأبجدية الصينية ، وأول من اخترع الإبر الصينية ، فصاغ ثمانية أحرف ، وصنع تسع إبر صينية مختلفة الأشكال و الاستخدامات.
أما مؤسس طب الأعشاب الصيني فتنسب الأساطير ذلك إلى الإمبراطور  الأسطوري ( شين نونج   Shen Nong) الذي عاش في القرن الثاني والعشرون قبل الميلاد والذي يعرف بالمزارع السماوي ، والذي قيل  بأنه أول من نقل علم الزراعة إلى الناس،  و قد كان لشدة اهتمامه بالطب يجرب الأعشاب الطبية على نفسه ليكتب خواصها و يتعرف على مميزاتها وتذهب الأساطير إلى أبعد من ذلك فتقول أنه جرب مئات الأعشاب بما فيها 70 عشبة سامة في يومٍ واحد.
وقد بعض المخطوطات على العظم و أخرى على الحرير في العام1500 ق.م تشمل وصفا لما لا يقل عن 250 مادة طبيعية وتأثيراتها العلاجية.بيد أن أول مرجع طبي مخطوط ، ويدعى ( القانون الإمبراطوري الأصفر للأمراض الباطنية) فيختلف العلماء والمؤرخين في تاريخ كتابته إلا أنهم يجمعون على كتابته بين القرنين الثامن والثالث قبل الميلاد.
 صورة( للقانون الإمبراطوري الأصفر للأمراض الباطنية)
ويعتبر الكتاب المذكور أقدم مرجع طبي في العالم بحق ، وقد لخص وفهرس النظريات الأولية للطب الصيني كالنظرية الزوالية ( meridian theory) بالإضافة  إلى مواضيع أخرى كعلم وظائف الأعضاء ، وعلم الأمراض ، وفنون الوقاية ، والتشخيص ، والعلاج ، والعلاج بالإبر الصينية ، والكي ، وغيرها.
وفي عهد أسرة تشو الملكية تمت أبرز الاكتشافات الطبية كالتأسيس النظري لليين   و اليانج (yin and yang)، والعناصر الخمسة ، والدور الممرض لعناصر البيئة الخارجية ، وتوضيح النظرية الزوالية ، واستبدال الإبر الصينية الحجرية بأخرى معدنية بما فيها الذهبية والفضية.
 
بيد أن أبرز الاكتشافات في العهد المذكور هو اكتشاف النبض واستخدامه في التشخيص لأول مرة في العالم على يد الطبيب الصيني الشهير ( بيان قو) المتوفى عام 500 ق.م والذي اشتهر بقدرة ممتازة على التشخيص ،وقياس النبض ، والعلاج بالإبر الصينية. ومن الطرائف انه سمع يوما بوفاة ولي عهد ولاية (غو) فحزن حزنا شديدا وذهب إلى القصر لعلاجه بعد أن عجز عن ذلك طبيب القصر ، فوجدهم يجهزون ولي العهد للدفن ، وبرغم ذلك أصر على فحص الأمير ، ومن خلال الفحص تبين أنه كان غارقاً في غيبوبة عميقة وليس ميتاً ، فقام بإنعاشه باستخدام الإبر الصينية ثم عالجه باستخدام كمادات مغموسة بخلاصة الأعشاب ولم تمضِ ساعات على زيارة بيان قو حتى أصبح الأمير قادراً على الوقوف على قدميه ثم أوصى له بأعشابٍ تغلي ويأخذها لمدة عشرين يوماً ، فذاع صيته كطبيب يشفي الموتى، ومنذ ذاك الحادث أصبح (بيان قو) شخصية طبية يحمل قداسة الآلهة في عيون الناس، مما دفع حاسديه من أطباء الإمبراطور إلى التآمر على قتله ، فنال بعد موته اسم (بيان قو) والتي تعني في الصينية (الطبيب الروحاني) وذلك لبراعته الفائقة في الطب، أما اسمه الأصلي فهو (تاي يورين).
ومن الأطباء الصينيين العظام كذلك(تسانغ  تونغ) الذي عاش في القرن الثاني قبل الميلاد والذي امتاز بتسجيله للحالات المرضية ومن ثم التنبؤ بمصير الحالة بناء على المعطيات السريرية، فكان رائدا لفن طبي اندثر ليمارس من جديد في القرن العشرين.

من الأسماء اللامعة كذلك في الطب الصيني الطبيب تشانغ تشوغ جينغ ( 150-219 م) والذي يعتبر أكثر أطباء الأعشاب الصينيين شهرةً في عهد أشرة هان الشرقية ، وذلك لبراعته الطبية البارزة آنذاك والذي ألف كتاباً بعنوان ( أطروحة حول أمراض الحمى) والذي لا تزال نظرياته ووصفاته ذات قيمة عالية في الممارسة الطبية، ولا يزال يستخدم حتى الآن كمرجع مهم في الطب الشعبي الصيني بما يشمل الكي والإبر الصينية والأعشاب.تشانغ تشوغ جينغ

أما أشهر الجراحين والأطباء الصينيين في الفترة المذكورة فهو ( هوا تو) -110-م207-، والذي قام  بتطوير التخدير ، ووسع المعرفة الصينية المحدودة في علم التشريح ، كما ويعتبر أول طبيب يستخدم الأدوية المخدرة في العالم .
كما وطور هوا تو ما عرف بألعاب الحيوانات الخمسة ، وهي عبارة عن تمارين رياضية يقلد فيها المريض حركة خمسة حيوانات هي : النمر ، والغزال، والدب ، والقرد ، والطائر، حيث جسد بذلك نظريته القائلة أن الحركة مهمة للصحة ، وأنه بتقليد حركة الحيوانات فانه يتم تمرين كافة أعضاء الجسم ومن ثم ستنشط حركة السوائل وتنشط الطاقة في الجسم.

هوا تو
* كتابان مهمان :
في عهد أسرة (سوي) قام الطبيب ( تشاو يوان فانغ) مع آخرين بتأليف كتاب ( الأطروحة العامة في أسباب وأعراض المرض) ، وجاء الكتاب في 50 مجلد شملت 67 تصنيفاً ، وشملت قوائم بـ 1700 متلازمة مرضية. وكان لهذا الكتاب أثره في تطوير الطب والعلوم الطبية حيث قدم شروحاً جليلة في علم الأمراض وأعراض وعلامات مختلف الأمراض ، والجراحة ، وطب النساء والولادة ، وطب الأطفال.

تشاو يوان فانغ
وفي العام 725 للميلاد ، قام عالم الطب الصيني المعروف وانغ تاو بإصدار كتابه ( الأسرار الطبية للمسؤول) ، فجاء كتابه في 40 مجلداً شملت 1104 تصنيفاً وشرحاً لأكثر من 6000 وصفة طبية عشبية.

عهد أسرة تانغ
يعتبر عهد ( تانغ) العصر الذهبي الثاني في التاريخ الصيني ، ففيه افتتحت أول مدرسة طبية صينية ، وقد نذر أشهر الأطباء الصينيين في عهد تانغ ، الطبيب (سون سيمياو) 581-682 م حياته للطب من مرحلة مبكرة من حياته ، ففي الخامسة عشرة من عمره ألم بالطاوية والبوذية على اختلاف جماعاتها ، وأحاط خبراً بالطب التقليدي الصينية إحاطة واسعة حتى أنه توج في العشرين من عمره كملك طب الأعشاب الصيني .

(سون سيمياو)
في عهد جنكيز خان:
وفي عهد يوان رضخت الصين لحكم الإمبراطور المنغولي العظيم ( جنكيز خان) فأصبح الطب الصيني في هذا العهد أكثر تخصصاً ـ وأصبحت المعرفة بالإبر الصينية أكثر تفصيلاً .
وقد استردت الصين استقلالها من الإمبراطورية المنغولية عام 1368 م في عهد أسرة منغ ، وبرز في هذه الفترة الطبيب لي شيجن (1518-1539)، والذي يعتبر من أعظم الأطباء والصيادلة الصينيين ، وأبرز إسهاماته الطبية عزوفه على تأليف كتابه الشهير ( خلاصة المادة الطبية) لمدة 40 عاماً ، فقد احتوى الكتاب على 1900000 كلمة صينية ووصفاً لأكثر من 1800 دواء و1100 رسماً توضيحياً ، و11000 وصفة طبية ، وسجلاً لـِ 1094 عشبة طبية واصفاً أنواعها وأشكالها وطعم كل منها وطبيعتها ، واستخدامها في العلاج بالتفصيل.
 ويعتبر هذا الكتاب أكبر إسهام في تطور علم الدواء في الصين والعالم بأسره ، وقد تمت ترجمة الكتاب المذكور إلى عدة لغات وظل مرجعاً أساسياً لطب الاعشاب حتى اليوم.

(لي شيجن)


تاريخ الطب عند قدامى الهنود

من أعرق الحضارات الهندية القديمة التي تم اكتشاف آثارها في القرنين الأخيرين هي تلك التي وجدت على ضفاف الأنهار لا سيما حضارة نهر الهندوس، وحضارة نهر (غاجار-هاكرا ) في باكستان والشمال الغربي للهند.

خريطة توضح موقع حضارة نهر الهندوس العظيم
ولعل من ابرز الاكتشافات  المتعلقة بالطب هي تلك التي حدثت عام 2001 م حيث كشف علماء الآثار بقايا رجلين عاشا في مدينة (مهرجار) وقام علماء الآثار والسلالات بفحصهما بعناية ليتبين لهما آثار حفر في الأسنان باستخدام  مقدح  صواني الأمر الذي يعكس مستوى مرموقا في طب الأسنان لدى أهل الحضارة المذكورة.
قد يبدو ذلك غريبا للوهلة الأولى ، أو مثيرا للدهشة غير أن من يطلع على التراث الطبي للحضارة المذكورة يدرك المستوى الجيد الذي كانت عليه في مجال الطب و التداولي ،والتي وصلتنا من خلال المرجع الطبي الهندي المرموق )ايورفيدا) والذي يعني (علم الحياة) والذي تم تطويره باستمرار على مدى آلاف السنين من قبل ارباب الهند القدماء والذي يلخص الصحة كانسجام وتناسق بين الجسد والروح والعقل.
وقبل الحديث عن الأيورفيدا ينبغي الإشارة إلى أول نص هندي ذي علاقة بالطب هو ( آثار فا فيدا) ، والذي يرجع الى العصر الحديدي الأول ، ويعتبر سبب المرض عائداً الى تأثير الأرواح الشريرة ، ويلخص العلاج في قتل الروح الشريرة بسمٍ خاصٍ بها ، فمثلاً كانوا يعالجون الجذام بنبات الأشنة الذي يشبه تأثيره تأثير المضادات الحيوية ، كما كانوا يعالجون سم الأفاعي بتلاوة الرقى والتعاويذ.
ويعد (علم الحياة) من أقدم النصوص المستمدة من مدرسة (شاراكا) الذي يعتبر الحياة خاضعة للجهد الإنساني وقابلة للإطالة ، ومدرسة (سوشروتا) الذي عرف اهدا فالطب بعلاج للمرض، حفظ للصحة، وإطالة للحياة.وأصبح فيما بعد مدرسة طبية عريقة. ولا سيما في عهد طبيب الأعشاب الشهير (ناغارجونا) احد أتباع (بوذا) في القرن السادس قبل الميلاد.
ويضم (علم الحياة) أقساما ثمانية:الأمراض الباطنية ،الجراحة والتشريح ،  الأنف والأذن والحنجرة،طب الأطفال، الطب النفسي ،علم السموم ، الإنجاب، والنقاهة.
وقد توجب على من تتلمذ على هذا الكتاب إتقان فنون عشرة لا غنى عنها لمن أراد ان يحذق الفن الطبي بما يشمل من تحضير وتقديم للدواء ، وهي: التقطير،المهارات الجراحية،الطبخ،البستنة،علم المعادن، إنتاج السكر،الصيدلة،تحليل و فصل المعادن و تجميع الفلزات،وتحضير القلويات.
إن الحضارة الهندية القديمة من ضمن الحضارات التي اهتمت بدراسة الطب وهناك شخص من البنجاب الهندي استطاع أن ينشأ مدرسة لتدريس الطب في الهند القديمة واسمه بونافاسو أتْريا Punarvasu Atreya وقد كان جدا محبوب في الهند وكانت دراسته مقصورة على الأغنياء والأثرياء من الهند فقط أما عامة الشعب والفقراء لم يُسمح لهم بالالتحاق بهذه المدرسة ولكن كان هناك ولد صغير كان يتمنى أن يدرس العلوم الطبية ولكنه كان فقير جدا  وكان اسمه جيفاكا فذهب في يوم من الأيام إلى بونافاسو أتْريا وقال له انه يريد أن يعلم الطب فأجابه بونافاسو أتْريا أنت لا تملك شيئا تقدمه لي لأجعلك تدرس الطب فقال له أنا عندي شيء يمكن أن أقدمه لك وارجو وان تقبله مني فأجابه ما الذي تستطيع تقديمه لي ؟ فقال له أنا استطيع أن اعمل عندك كخادم المدة التي تستوفي فيها أجرك لتعليمي الطب , ولان بونافاسو أتْريا لم يكن عنده خادم قبل عرضه , وبالفعل عمل عنده كخادم ومساعد 7 سبع سنين متواصلة يطيع معلمه ويخدمه في كل شيء ويتابع معلمه ويدون لأن العلم كان معتمد على التدوين قديما  ....وبعد انقضاء هذه السنوات السبع من جلوس جيفاكا مع معلمه بونافاسو أتْريا سأله سؤال :ألم يحن الوقت لكي أدرس الطب فقال له معلمه بونافاسو أتْريا :أريدك أن تنزل إلى البستان وتجد لي نبات ليس له فائدة طبية أبدا فذهب جيفاكا وبحث عن نبات ليس له فائدة علاجية ولمدة أسبوع كامل فلم يجد فعاد إلى معلمه فسأله المعلم أين النباتات التي طلبت منك إحضارها ؟ فأجابه لم أجد نبات ليس له أي تأثير علاجي فقال له معلمه :الآن أنت أصبحت طبيبا .وكان هذا اختبار بونافاسو أتْريا لجيفاكا وفعلا أصبح جيفاكا طبيبا مشهورا جدا في الهند .و نستطيع الملاحظة من هذا النص دقة الأطباء الهنديين في اختيار أطباء الجيل الجديد. و كما نلاحظ شدة اهتمامهم بالأعشاب و استخدامهم لها كعلاج لمعظم الأمراض .
وكانت دراسة المساقات الأساسية تتم أثناء دراسة المساقات السريرة ، فمثلا كانت دراسة التشريح تتم كجزء من دراسة الجراحة، ودراسة علم الأجنة كان يتم أثناء التدرب على طب النساء والأطفال، وكذلك علم الأمراض و علم وظائف الأعضاء كان يتم بالتزامن مع العلوم السريرية  الأخرى.
وقد اهتموا بعلم الأخلاق الطبي ، حيث كان طلبة الطب يتلقون دروسا من المحاضرين الروحيين (غورو) لتعليمهم حياة العفة والنظافة والنمط النباتي في الغذائي ، وكان طالب الطب يحث على منح ذاته كلها لخير المريض ، وأن لا يخدع المريض من اجل مصلحته الخاصة ،وأن يبتعد عن تعاطي المشروبات الثقيلة، كذلك أن يتعلم السلوك المتواضع والدقة والنظام وأن يحصي كلامه في كل الأوقات.وأن يطور علومه ومهاراته باستمرار . وأن يكون دمثا و متواضعا في بيت المريض عند زيارته وأن يحرص جل انتباهه في عافية المريض وأن لا يفشي أسرار مرضاه ، وأن يكتم عن المريض وعائلته إذا كان مرضه عضالا لا يمكن الشفاء منه.
والطريف في الأمر إن دراسة الطب كانت تمتد لسنين سبع تختتم بامتحان يتلوه التخرج على إن يواصل الأطباء قراءة النصوص الطبية و حضور المؤتمرات والتمرن على الملاحظة والاستنتاج وتعلم خواص الأدوية غير المألوفة من سكان التلال و قاطني الغابات و رجال القبائل.
ومن أشهر الأسماء الطبية الهندية (سوشروتا) صاحب المدرسة التي أشرنا إليها ، والذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد وأصدر كتابه الشهير (سامهيتا) الذي فصل فيه بعض الإجراءات الجراحية كخلع الأسنان وتثبيت الكسور ، واستخدم النبيذ كوسيلة وحيدة للتخدير ، كما وشمل الكتاب وصفاً لـِ 1120 مرضاً ، و 760 وصفة طبية ، ووصف 20 أداة جراحية حادة كالمقصات والسكاكين والإبر والمناشير ، و110 أخرى غير حادة كالملاقط والأنابيب والخطاطيف والروافع وغيرها.
ويعتبر سوشروتا أول جراح تجميل في العالم ، وذلك لقيامه بما عرف بعملية ( ترميم الأنف) ، وكان ذلك انجازاً جراحياً في زمنه لشيوع عملية جدع الأنف كعملية عقابية آنذاك.
أما الطبيب العَلَم الآخر ( شاراكا) فقد ظهر في القرن الثاني بعد الميلاد ، أي في ذات الحقبة التي بدأ أطباء العالم القديم يتحررون فيها من سيطرة مفهوم الأرواح الشريرة على الطب ، ويتجهون إلى ما عرف بنظرية ( الأخلاط) ، واعتبروا أن المرض سببه اضطراب توازن الأخلاط ، بيد أن شاراكا تحدث عن ثلاثة أخلاط هي ( السائل الصفراوي ، والبلغم والريح ) بعكس الأطباء الإغريق الذين تحدثوا عن أربعة هي ( الدم والعصارة الصفراوية ، والليمفا ، والبلغم(
وكان شاراكا يعتبر الوقاية هي العلاج الأنجح ، وتحدث عن الجدري الذي انتشر في ربوع الإمبراطورية الرومانية قادماً من الشرق .ويحسب للهنود قيامهم باختراع أول لقاح للجدري وذلك بأخذ القيح من المريض وحقن كمية قليلة منه في جلد السليم  كما نود أن نذكر علم الأعشاب الذي كان متقدما بشكل كبير جدا. ركزت مدرسة الطب الهندي القديم الأيروفيدا Ayurveda على الأعشاب بصورة واضحة وضمت كتبهم القديمة أكثر من 2500 نبات طبي مصنفة حسب تأثيرها على الجسم وعلى الأمراض المختلفة، وتعد مدرسة الأيروفيدا من المدارس المتميزة في مجال الأعشاب الطبية. و لنأخذ مثالا على ذلك و هو استخدامهم للبردقوش في  معالجة آلام الظهر و استخدامه كمنوم .

Previous Post Next Post