جماعة الإخوان المسلمون، والجماعات المتأثرة بهم
الإخوان المسلمون: 
التعريف:
الإخوان المسلمون إحدى الحركات الإسلامية المعاصرة التي نادت بالرجوع إلى الإسلام، وإلى تطبيق الشريعة الإسلامية في واقع الحياة، وقد وقفت متصدية لسياسة فصل الدين عن الدولة ومنابذة موجة المد العلماني في المنطقة العربية والعالم الإسلامي.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
* مؤسس هذه الدعوة الشيخ: حسن البنا (1324 - 1368هـ) (1906- 1949م): وُلِد في إحدى قرى البحيرة بمصر، ونشأ نشأة دينية.
- إلى جانب تعليمه الديني في المنزل والمسجد درس في مدارس الحكومة حتى التحق بدار العلوم بالقاهرة حيث تخرج فيها عام 1927م.
- عُيِّن مدرسًا في إحدى مدارس الإسماعيلية الابتدائية، وهناك بدأ نشاطه الدعوي بين الناس، وخاصة في المقاهي وبين عمال قناة السويس حتى إذا كان شهر ذو القعدة 1347هـ/ إبريل 1928هـ تم تأسيس النواة الأولى من الإخوان.
- في عام 1932م انتقل الشيخ حسن البنا إلى القاهرة، وانتقلت قيادة الحركة معه إليها.
- في عام 1332هـ - 1933م تم إصدار جريدة (الإخوان المسلمون) الأسبوعية، واختير الأستاذ محب الدين الخطيب (1303-1389هـ) (1886- 1969م) مديرًا لها، ثم صدرت (النذير) في (1357هـ - 1938م)، ثم (الشهاب) (1367هـ - 1947م)... وتوالت المجلات والجرائد الإخوانية.
- تكونت أول هيئة تأسيسية للحركة عام 1941م من مائة عضو اختارهم الشيخ حسن البنا بنفسه.
- شارك الإخوان في حرب فلسطين 1948م؛ حيث دخلوا بقوات خاصة بهم، وقد سجّل ذلك بالتفصيل كامل الشريف -من قادة الإخوان المتطوعين ووزير أردني سابق- والأمين العام حاليًا للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة- في كتابه: (الإخوان المسلمون في حرب فلسطين).
- في نوفمبر 1948م اُغتيل النقراشي واتُّهم الإخوان بقتله، وهتف أنصار النقراشي في جنازته بأن رأس النقراشي برأس البنا الذي اغتيل فعلًا في 12 فبراير 1949م.
* جاءت وزارة النحاس سنة 1950م فأفرجت عن الجماعة بناء على حكم مجلس الدولة الذي نص على أن أمر الحل باطل من أساسه.
* في عام 1950م اختير المستشار حسن الهضيبي (1306- 1393هـ) (1891- 1973م)، مرشدًا للإخوان، وهو واحد من كبار رجال القضاء المصري، وقد اعتُقل عددًا من المرات، وصدر ضده عام 1954م حكم بالإعدام، ثم خفف إلى المؤبد، وأفرج عنه آخر مرة سنة 1971م.
- في شهر أكتوبر 1951م اشتدت الأزمة بين بريطانيا ومصر؛ فشن الإخوان حرب عصابات ضد الإنجليز في قناة السويس، سجلها كامل الشريف في كتاب آخر بعنوان: (المقاومة السرية في قناة السويس).
* في 23يوليو 1951م قام مجموعة من الضباط المصريين بزعامة اللواء محمد نجيب بثورة، بمؤازرة الإخوان، لكن الإخوان بعد ذلك رفضوا الاشتراك في الحكم؛ إذ كان لهم رأي واضح في مناهج الثورة، وقد اعتبر جمال عبد الناصر هذا الرفض نوعًا من فرض الوصاية على الثورة، ودخل الطرفان سلسلة من الجدل والخصومة، تطورت حتى قامت الحكومة سنة 1954م باعتقال الإخوان وتشريد الألوف منهم بحجة أنهم حاولوا الاعتداء على حياة عبد الناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية، وأعدمت ستة منهم هم: عبد القادر عودة، ومحمد فرغلي، ويوسف طلعت، وهنداوي دوير، وإبراهيم الطيب، ومحمود عبد اللطيف.
* في عام 1965 - 1966م تكرر اعتقال الإخوان بتهمة تشكيل جهاز سري يهدف إلى قلب نظام الحكم، وقامت الحكومة بشن حملات السجن والتعذيب، وقد أعدمت هذه المرة ثلاثة من أعضاء الجماعة هم:
- سيد قطب (1324- 1387هـ) (1906- 1966م): الذي يُعد المفكر الثاني في الجماعة بعد البنا وواحدًا من رواد الفكر الإسلامي الحديث، وقد أُلقي القبض عليه سنة 1954م، وأمضى في السجن عشر سنوات، ثم أفرج عنه عام 1964م بتدخل من الرئيس العراقي عبد السلام عارف، لكنه ما لبث أن أُعيد إليه مرة أخرى ليواجه حكمًا بالإعدام. له العديد من المؤلفات الأدبية والفكرية الإسلامية التي من أبرزها (في ظلال القرآن)، (العدالة الاجتماعية في الإسلام)، (خصائص التصور الإسلامي ومقوماته)، (معالم في الطريق)، وغيرها الكثير. (ومؤلفاته -رحمه الله- لا تخلو من مخالفات بينها العلماء).
- يوسف هواش.
- عبد الفتاح إسماعيل.
* بقيت الجماعة تعمل بشكل سرِّي حتى وفاة عبد الناصر 28/ 9/ 1970م .
* في عهد أنور السادات تمّ الإفراج عمن سجنهم عبد الناصر على مراحل.
* عمر التلمساني (1904 - 1986م): اختير مرشدًا عامًا بعد الهضيبي . وقد طالبت قيادة الإخوان في عهده بحقوق الجماعة كاملة وعودة جميع ممتلكاتها المصادرة في عهد عبد الناصر، وسلك المرشد بالإخوان طريقًا يجنِّبهم المصادمات مع الحكومات، وكرر دائمًا أن الدعوة ينبغي أن تعمل بالحكمة وأن تنبذ العنف والتطرف.
* أصدرت الجماعة المجلات والصحف التالية: النذير (مجلة أسبوعية)، (الدعوة) مجلة أسبوعية، (الإخوان المسلمون) صحيفة يومية، (الشهاب) مجلة شهرية (المسلمون) مجلة شهرية، ومجلة (لواء الإسلام)، وقد أوقف صدور هذه الدوريات حاليًا عدا الأخيرة منهم.
* محمد حامد أبو النصر: اختير مرشدًا بعد الأستاذ التلمساني وسار على طريقته وأسلوبه.
* مصطفى مشهور: أحد قيادات النظام الخاص للجماعة في فترة الأربعينيات وبداية الخمسينيات، أختير مرشدًا عامًا للإخوان المسلمين خلفًا للأستاذ/ محمد حامد أبو النصر بعد وفاته عام 1996م، ويعد الأستاذ/ مصطفى مشهور من أنشط قيادات الجماعة في فترة ما بعد السبعينيات من هذا القرن، حيث ظهر له العديد من الكتب والمقالات الصحيفة بالإضافة على جهود البارزة في إنشاء المراكز الإسلامية "شُعب" في الغرب والتابعة للجماعة. (وقد توفي أخيرًا).
* هناك العديد من الشخصيات الإخوانية التي ظهرت خارج مصر نذكر منها:
- الشيخ محمد محمود الصواف: والذي كان مؤسسًا ومراقبًا عامًا للإخوان المسلمين في العراق، له عدد من المؤلفات، وقد كان له دور نشط في نشر الإسلام في إفريقيا بعد هجرته من العراق سنة 1959م واستقراره في مكة المكرمة.
- الدكتور مصطفى السباعي (1334- 1384هـ) (1915- 1964م): أولُ مراقبٍ عام للإخوان المسلمين في سوريا، نال درجة الدكتوراه من كلية الشريعة بالأزهر عام 1949م، قاد كتائب الإخوان إلى فلسطين سنة 1948م، كما رشح نفسه نائبًا عن دمشق عام 1949م، كان خطيبًا مفوهًا لا يبارى، أسس كلية الشريعة بدمشق عام 1954م، وكان أول عميد لها، له قانون الأحوال الشخصية.
- تأسست جماعة الإخوان المسلمين في الأردن بتاريخ 13 رمضان 1364هـ الموافق 19/ 11/ 1945م وكان أول رئيس لها الشيخ عبد اللطيف أبو قورة الذي قاد كتيبة الإخوان في الأردن إلى فلسطين سنة 1948م.
- وفي 26/ 11/ 1953م انتخب الأستاذ محمد عبد الرحمن خليفة (ولد عام 1919م) مراقبًا عامًا للإخوان بالأردن وهو يحمل ثلاث شهادات علمية.
الأفكار والمعتقدات:
* يؤمن الإخوان بالإسلام عقيدة تحكم توجهات المسلمين ومنهجًا شاملًا لكل جنبات الحياة وينادون بإقامة الدولة الإسلامية التي تسعى لإعلاء كلمة الله في الأرض.
ويوضح الشيخ حسن البنا هذا المعنى بقوله: "الإسلام عبادة وقيادة ودين ودولة وروحانية وعمل وصلاة وجهاد وطاعة وحكم ومصحف وسيف لا ينفك واحد من هؤلاء عن الآخر".
* حرص الإخوان منذ نشأة الجماعة على توسيع دائرة عملهم حتى تكون حركتهم عالمية النطاق ويضمن لها الاستمرار بحكم تعدد المراكز.
- يقول حسن البنا عن هذه الدعوة: "إن الإخوان المسلمين دعوة سلفية، وطريقة سنّية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية وثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية".
* يؤكد البنا أن سمات حركة الإخوان هي:
- البعد عن مواطن الخلاف .
- البعد عن هيمنة الأعيان والكبراء.
- البعد عن الأحزاب والهيئات
- العناية بالتكوين والتدرج في الخطوات.
- إيثار الناحية العملية الإنتاجية على الدعاية والإعلانات.
- شدة الإقبال من الشباب.
- سرعة الانتشار في القرى والبلاد.
* ويذكر أن أخص خصائص دعوة الإخوان هي:
- أنها ربانية: لأن الأساس الذي تدور عليه أهدافنا أن يتقرب الناس إلى ربهم.
- وأنها عالمية: لأنها موجهة إلى الناس كافة؛ لأن الناس في حكمها إخوة أصلهم واحد، لا يتفاضلون إلا بالتقوى وبما يقدم أحدهم للمجموع من خير سابغ وفضل شامل.
- وأنها إسلامية: لأنها تنتسب إلى الإسلام.
* ويقرر الشيخ البنا أن مراتب العمل المطلوبة من الأخ الصادق هي:
- إصلاح نفسه حتى يكون قوي الجسم، وأن يكون متين الخلق، مثقف الفكر، قادرًا على الكسب، سليم العقيدة، صحيح العبادة .
- وتكوين البيت المسلم بأن يحمل أهله على احترام فكرته والمحافظة على آداب الإسلام في كل مظاهر الحياة المنزلية.
- إرشاد المجتمع بنشر دعوة الخير فيه ومحاربة الرذائل والمنكرات.
- تحرير الوطن بتخليصه من كل سلطان أجنبي غير إسلامي، سياسي أو اقتصادي أو روحي.
- إصلاح الحكومة حتى تكون إسلامية بحق.
- إعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية بتحرير أوطانها وإحياء مجدها.
- أستاذية العالم بنشر دعوة الإسلام في ربوعه حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَه}.
- يقسم البنا مراحل الدعوة إلى ثلاث:
1- التعريف.
2- التكوين.
3- التنفيذ.
* يقول الأستاذ البنا في (رسالة التعاليم): "أركان بيعتنا عشرة فاحفظوها: الفهم، والإخلاص، والعمل، والجهاد ، والتضحية، والطاعة، والثبات، والتجرد، والأخوة، والثقة". ثم يأخذ في شرح كل ركن من هذه الأركان ثم يقول بعدها:
"أيها الأخ الصادق: هذا مجمل لدعوتك وبيان موجز لفكرتك، وتستطيع أن تجمع هذه المبادئ في خمس كلمات: الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن شرعتنا، والجهاد سبيلنا، والشهادة أسمى أمانينا، وأن تجمع مظاهرها في خمس كلمات أخرى: البساطة، والتلاوة، والصلاة، والجندية، والخلق".
* يعكس الأستاذ سيد قطب في كتابه (خصائص التصور الإسلامي ومقوماته) فهمه وفهم الإخوان للإسلام حيث يجعل خصائص هذا التصور تقوم على: "الربانية .. الثبات .. الشمول .. التوازن .. الإيجابية .. الواقعية .. التوحيد" ويعقد المؤلف لكل خاصية فصلًا مستقلًا بذاته يشرحها ويوضح معناها.
* شعار الإخوان: سيفان متقاطعان يحيطان بمصحف شريف، واللفظة القرآنية (وأعدوا)، وثلاث كلمات هي: حق، قوة، حرية.
* عدلت الجماعة من أسلوب المواجهة المباشرة مع السلطات الحاكمة لما سببه هذا الأسلوب من إضرار بالجماعة سواء في مصر أو سوريا حيث فقدت العديد من القيادات المؤثرة وتعرض المنضمون للجماعة للتعذيب في السجون والمعتقلات واختفى وجودهم العلني الذي كان يساعد على انتشار الدعوة.
* أصبح للجماعة سيطرة واضحة على النقابات المهنية وظهور واضح في الساحات السياسية المختلفة.
* لا تسمح الحكومة المصرية حتى الآن بقيام أحزاب على أساس ديني بحجة عدم إقحام الدين في السياسة، ولوجود أقليات غير مسلمة مما يحرم الإخوان من الوجود الشرعي المعترف به. وقد اضطرهم ذلك للتحالف مع أحزاب المعارضة السياسية القائمة، وتشكيل تحالف يسمح لهم بدخول مجلس الشعب المصري. وقد استقطب هذا التحالف وبعض ممارسات الجماعة الأخرى، بعض النقد من بعض مؤيديها ومعارضيها في أكثر من مناسبة.
* على أن المآخذ على جماعة الإخوان المسلمين لم تقتصر على المواقف السياسية، بل وجه لها النقد في بعض الجوانب العقائدية والمنهجية وأقوال الأتباع.
فمن الناحية العقائدية: أُخذ على البنا قوله في مجال تعداد صفات الحركة الشمولية "وحقيقة صوفية". كما أُخِذَ عليه موقفه التفويضي في مجال الأسماء والصفات واعتباره البدعة الإضافية خلافًا فقهيًا.
ومن الواضح: أن مفهوم حسن البنا للتصوف هو أنه موازٍ للزهد، وليس التصوف المنحرف عقائديًا وسلوكيًا.
وأما فيما يتعلق بالأسماء والصفات: فإن البنا يرى: أن منهج السلف "هو أسلم وأولى بالاتباع" سواء أدرك الإنسان كل المعاني المحيطة بالأسماء والصفات أو لم يدركها.
* وقد أخذ على بعض أتباع الحركة الغلو في إعجابهم بالشيخ حسن البنا. ولا شك أن الغلو في القيادة والأشخاص هو سلوك إنساني لم يسلم منه كثير من المسلمين ؛ حيث غالوا في الرسول وبعض أصحابه والصالحين ممن تبعهم.
وهذا الغلو واضح بين المنتسبين للحركات الإسلامية المعاصرة على اختلاف في الدرجة والشيوع، فنجد من يغلو في الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وآخر يغلو في حسن البنا، وثالث في المودودي، ورابع في سيد قطب وهكذا.
والصحيح أن يلزم الجميع منهج الإسلام المتمثل في الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله بفهم السلف الصالح؛ حيث النهي عن الغلو حتى في شخص الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-.
كما صدرت عن بعضهم (التلمساني وسعيد حوى) عدد من الأقوال والاجتهادات التي لا يجيزها الفهم الصحيح للإسلام.
الجذور الفكرية والعقائدية:
* تأثرت دعوتهم بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية والدعوة السنوسية ودعوة السيد رشيد رضا، وأغلب هذه الدعوات امتداد لمدرسة ابن تيمية المتوفي سنة 728هـ- 1328م، والمستمدة من مدرسة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله-.
* أخذ الإخوان عن التصوف ما فيه من دعوة إلى تربية النفس وتهذيبها والرقي بها على ما كان أوائل المتصوفة من صحة في العقيدة وعدم الاستكانة والسلبية.
* لقد جمع البنا المفاهيم السابقة في دعوته وأضاف إليها ما فرضته عليه ظروف العصر والبيئة التي أخذت تسري في مصر بخاصة وفي المنطقة بعامة. 
الانتشار ومواقع النفوذ:
*بدأت الحركة في الإسماعيلية ثم انتقلت إلى القاهرة ومنها إلى معظم بلاد وقرى مصر، وقد بلغ عدد شعب الإخوان في أواخر الأربعينات في مصر (3000) شعبة ضمنت أعدادًا كبيرة من الأعضاء.
* انتقلت الحركة إلى الأقطار العربية وصار لها وجود قوي في سوريا وفلسطين والأردن ولبنان والعراق واليمن والسودان وغيرها.. كما أن لها أتباعًا في معظم أنحاء العالم اليوم.
ويتضح مما سبق:
أن الإخوان المسلمين، حركة إسلامية معاصرة، بل هي أكبر هذه الحركات وهدفها تحكيم الكتاب والسنَّة، وتطبيق شريعة الله في شتى مناحي الحياة، والوقوف بحزم أمام سياسة فصل الدين عن الدنيا، ووقف المد العلماني، والعمل لإعلاء كلمة الله في الأرض، من خلال حركة عالمية تبعد عن مواطن الخلاف وتكوِّن الشباب عبر هذه الدعوة الربانية، لإصلاح أنفسهم وبيئاتهم وحكوماتهم، أملًا في إعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية، وقد أخذ على حركة الإخوان -كغيرها من الحركات- فيما يتعلق بالمنهج أو سلوكيات بعض المنتسبين إليها....
الجماعة الإسلامية في شبه القارة الهندية:
التعريف:
الجماعة الإسلامية في شبه القارة الهندية الباكستانية جماعة إسلامية معاصرة كرست جهودها في سبيل إقرار الشريعة الإسلامية وتطبيقها في حياة الناس والوقوف بحزم ضد جميع أشكال الاتجاهات العلمانية التي تحاول السيطرة على المنطقة.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
* أبو الأعلى المودودي: (1321 - 1399هـ) (1903 - 1979م): وُلِد في مدينة "أورنك آباد الدكن" بولاية "حيدر آباد"، وتلقى تعليمه وتربيته الأولى على يد والده السيد أحمد حسن الذي يرجع بنسبه إلى عائلة قطب الدين مودود الشهيرة بتدينها ومكانتها.
- بدأ حياته الدعوية بالدخول إلى ميدان الصحافة عام 1918م، وفي عام 1920م كوَّن جبهة صحفية هدفها تبليغ الإسلام، وقد تنقل في عدد من الصحف كاتبًا ومديرًا ورئيسًا.
- كان لكتابه الجهاد في الإسلام الذي نشره عام 1928م دويٌّ واسع وأثر بالغ ضد الإنجليز والوثنيين وأعداء الإسلام في كل مكان.
- أصدر (ترجمان القرآن) من "حيدر أباد الدكن" عام 1933م وكان شعارها "احملوا أيها المسلمون دعوة القرآن، وانهضوا، وحلِّقوا فوق العالم" وعن طريق هذه المجلة انتقلت أفكاره إلى مسلمي شبه القارة الهندية / الباكستانية مما مهَّد له الطريق إلى تأسيس جماعته الإسلامية فيما بعد.
- في عام 1937 - 1938م قدم إلى "لاهور" تلبية لدعوة محمد إقبال 1873 - 1938م وأسس في "باثانكوت" دارًا للإسلام يربي فيها الرجال، ويؤلف الكتب، لكن إقبالًا ما لبث أن انتقل إلى ربه بعد أشهر قليلة من وصول المودودي.
- عن طريق مجلة (ترجمان القرآن) وجه المودودي دعوة لعلماء المسلمين وقادتهم لحضور المؤتمر الذي عقد فعلًا في 26 أغسطس 1941م / 1360هـ بلاهور بحضور 75 شخصًا يمثلون مختلف بلاد الهند، وتأسست في هذا المؤتمر الجماعة الإسلامية، وانتخب المودودي أميرًا لها.
- في تلك الأيام كان البريطانيون يمسكون بزمام السلطة حينما أطلق المودودي فتواه الجريئة بتحريم العمل في خدمة قوات الاحتلال مما عرّض الجماعة الإسلامية للهجوم من قبل القوى الاستعمارية منذ أول ظهورها.
- في 28 أغسطس 1947م ظهرت الباكستان بشطريها دولة مستقلة عن الهند الوثنية، وتبع ذلك ظهور قيادة جديدة للجماعة في الهند مستقلة بذاتها لتسهيل النواحي الإدارية لا أكثر، ووقفت الجماعة حينها على قدم وساق تقيم المعسكرات لإيواء المسلمين المهاجرين وتقدِّم لهم العون ريثما تستقر بهم الأحوال.
- اعتقل المودودي في حياته عدة مرات بسبب جرأته ووقوفه ضد معارضي تطبيق الشريعة الإسلامية في الباكستان، وحكم عليه في بعضها بالإعدام ثم خفف الحكم بعد ذلك، ولم تفتَّ هذه الاعتقالات في عضده؛ بل زادته إيمانًا راسخًا بدعوته وبمبادئه الإسلامية.
- ساعدت الجماعة الإسلامية المجاهدين الكشميريين في جهادهم ضد الهند وقدمت لهم المؤن والمراكز الطبية والمخيمات.
- في نوفمبر 1971م انشطرت الباكستان إلى شطرين، الغربية حافظت على اسم الباكستان، والشرقية عرفت باسم بنغلاديش، وقد أزعج هذا الانقسام الشيخ المودودي كثيرًا.
- ابتداءً من نوفمبر 1972م أُعْفي المودودي من منصبه كأمير للجماعة بناءً على طلبه لاعتلال صحته، فانصرف إلى البحث والكتابة عاكفًا على إكمال كتابه تفهيم القرآن واختير ميان طفيل محمد أميرًا للجماعة بعده.
- منحت جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام للمودودي في 27 فبراير 1979م، وقد تبرع بقيمة الجائزة لإنشاء مجمع المعارف الإسلامية بلاهور.
- في 1/11/1399هـ الموافق 22/9/1979م انتقل المودودي إلى رحاب ربه إثر عملية جراحية أجريت له في نيويورك وقد نقل جثمانه إلى "لاهور" مشيَّعًا برثاء العالم الإسلامي له.
- خلَّف المودودي وراءه دعوة، ورجالًا، ومكتبة عامرة من تأليفه ترجمت إلى لغات كثيرة وطبعت عديدًا من المرات.
وقد صدرت عن المودودي -رحمه الله- بعض الآراء التي كانت موضع جدل بين الدعاة خصوصًا حول بعض القضايا الجديدة التي كان يطرحها.
* ميان طفيل محمد: مواليد 1914م أحد الأعضاء المؤسسين، عمل أمينًا عامًا للجماعة أيام المودودي، ثم حل محله عام 1972م أميرًا للجماعة، وأعيد انتخابه مرة أخرى عام 1977م، واستمر في منصبه حتى عام 1987م. دخل السجن مع المودودي وشارك في العديد من المؤتمرات واللقاءات داخل الباكستان وخارجها، يحمل شهادات جامعية في الفيزياء والرياضيات والقانون.
* قاضي حسين أحمد: كان أمينًا عامًّا للجماعة ثم انتخب أميرًا لها بعد ميان طفيل محمد عام 1987م.
* خورشيد أحمد: نائب الأمير، ووزير سابق في وزارة 1987م، عضو مجلس النواب الباكستاني.
* محمد أسلم سليمي: الأمين العام للجماعة.
* خليل أحمد الحامدي: مدير دار العروبة، ومدير معهد المودودي العالمي للدراسات الإسلامية.
* خرم جاه مراد: توفي رحمه الله عام 1416هـ بباكستان كان مدير المؤسسة الإسلامية في إنجلترا (ليستر) وأمير الجماعة الإسلامية في عاصمة الباكستان الشرقية قبل الانفصال ونائب الأمين العام حاليَّا.
*أمين أحسن إصلاحي: من كبار العلماء، اعتقل مع المودودي، سبق له أن ترك الجماعة لدخولها المعترك السياسي والانتخابات، ولكن كتبه ما تزال تُدرَّس ضمن مناهج الجماعة.
* بروفسور عبد الغفور أحمد: كان أمير فرع الجماعة في كراتشي، وعضو البرلمان المركزي ووزيرًا للصناعات والمواد المعدنية في وزارة 1978م.
* محمود أعظم الفاروقي: كان عضو البرلمان المركزي ووزيرًا للإعلام والإذاعة 1978م.
* السيد أسعد الجيلاني: أمير إقليم البنجاب، وعضو البرلمان المركزي عن الجماعة الإسلامية سابقًا، وقد صدر له أكثر من 80 كتابًا في مختلف مجالات الحياة الإسلامية.
- شودري رحمة إلهي: كان وزيرًا للمياه ومصادر القوى في وزارة 1978م.
* أبو الليث الإصلاحي الندوي: أول أمير للجماعة في الهند، ثم ترك الإمارة، ثم أعيد انتخابه مرة ثانية وما يزال في منصبه.
* الشيخ محمد يوسف: عمل أميرًا للجماعة بعد الفترة الأولى لأبي الليث.
* سيد حامد حسين: من رجال الدعوة والخطباء البارزين، توفي بعد حج عام 1405هـ في جدة.
* أفضل حسين: الأمين العام للجماعة حاليًّا، وهو خبير في التربية، وقد ألَّف حوالي ثلاثين كتابًا في ذلك.
* سيد أحمد عروج القادري: نائب أمير الجماعة حاليًّا، ورئيس تحرير مجلة زندنكي (الحياة) وهي لسان حال الجماعة الإسلامية في الهند.
* أبو الكلام محمد أبو يوسف: أول أمير فعلي للجماعة من بنغلاديش بعد انفصالها عن الباكستان سنة 1972م.
عباس علي خان: الأمير الحالي للجماعة.
* غلام أعظم: الذي كان يعيش في بلاده بدون جنسية حيث إن الحكومة قد سحبتها منه لإزعاجه ولتضييق الخناق على حركته الدعوية، كان أمير الجماعة الإسلامية في الباكستان الشرقية قبل الانفصال، وبعد خروجه من السجن أصبح أمير الجماعة في بنغلاديش.
الأفكار والمعتقدات:
* عقيدة الجماعة - في الغالب - عقيدة أهل السنة والجماعة من حيث الدعوة، ولا يخرج فكرها في مجمله عن هذه العقيدة من دعوة إلى التمسك بكتاب الله وسُنة نبيه والعمل الحثيث من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية في واقع الحياة البشرية.
- كان رأي المودودي الدائم: أن الإسلام ليس نظامًا فلسفيًّا محضًا للحياة؛ بل هو نظام كامل تام للحياة، وما لم نر نموذجًا له ممثلًا أمامنا فلن نتمكن أبدًا من تقديم أيَّة خدمة للإسلام عن طريق الكلام والحديث.

Previous Post Next Post