أهداف الجماعة: تتلخص أهداف الجماعة فيما يلي:
- الإسلام نظام شامل للبشرية كافة وللمسلمين خاصة  .
- الدعوة لكل من أظهر الإسلام أن يخلصوا دينهم لله ويزكوا أنفسهم لتتخلص من التناقض والنفاق.
- الدعوة لكل أهل الأرض أن يستخلصوا الحكم الحاضر من الطواغيت المستبدة والفجرة والفَسَدة وأن ينتزعوا الإمامة الفكرية والعلمية من أيديهم وينقلوها إلى أيدي المؤمنين المسلمين.
* لقد ركز المودودي جهاده ضد أربع جهات:
- ضد النظرية القومية الواحدة داخل الهند: وهي دعوة رفعها حزب المؤتمر الذي يدعو إلى قومية مشتركة بين الهنادكة والمسلمين، وقد ألف في هذا الصدد كتابيه: (المسلمون والصراع الحالي) و(مسألة القومية).
- ضد سيطرة وتحكم الحضارة الغربية.
- ضد القيادات التي تحمل أفكارًا تتعارض والفكر الإسلامي.
- ضد الأفكار التي يراها تحمل طابع الجمود الديني.
* أكَّد المودودي على ثلاثة أمور لتوطيد الحركة هي:
- لا يكفي أن يكون زملاؤه في العمل أقوياء في عقيدتهم، بل يجب كذلك أن يكونوا موثوقين في سلوكهم الفردي.
- أن يكون نظام الدعوة محكمًا، فلا يقبل التساهل والتهاون.
- أن تشتمل الدعوة في آن واحد على عنصرين من الدعاة:
1- أصحاب الثقافة الإسلامية القديمة.
2- أصحاب الثقافة العصرية الحديثة.
* في خطابه الذي ألقاه في كلية الحقوق بلاهور بتاريخ 19/2/1948م أعلن المودودي المطالبة بأربع نقاط رئيسية كأهداف للدولة الباكستانية الوليدة، وهي:
- أن الحاكمية في الباكستان لله وحده وليس للحكومة الباكستانية إلا تنفيذ مرضاة الله.
- الشريعة الإسلامية هي القانون الأساسي للدولة.
- إلغاء جميع القوانين المخالفة للشريعة الإسلامية ولا يوضع في المستقبل قانون ينافي الشريعة الإسلامية.
- على الحكومة الباكستانية أن تمارس سلطاتها ضمن الحدود التي حددتها الشريعة الإسلامية.
* لقد كان صدى هذه النقاط واسعًا؛ حيث انهالت آلاف الرسائل من مختلف المناطق مطالبة بها ومؤيدة لها، وقد عارضتها الحكومة أول الأمر واعتقلت المودودي وزملاءه بسببها، لكنها ما لبثت أن رضخت لها وصدر قرار الجمعية التأسيسية في مارس 1949م المعروف بقرار الأهداف الذي ما يزال يعتبر أساس الوجهة الإسلامية في الدولة الباكستانية إلى الآن.
* وسائل الجماعة لتحقيق أهدافها:
- تصحيح الأفكار وتعهدها بالغرس والتنمية لتوضيح الصراط المستقيم، ونقد الغرب الذي افتتن به أغلبية الناس.
- استخلاص الأفراد الصالحين وتربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة.
- السعي في الإصلاح الاجتماعي وهو يشمل كل طبقات المجتمع واتخاذ الحلول العلمية لمشكلاتهم على أساس مبادئ الإسلام الإنسانية من أخوة وعدالة ومساواة.
- إصلاح الحكم ويكون ذلك بإيجاد البرامج الإصلاحية للمفاسد الاجتماعية ونشر الوعي الإسلامي الذي يمهد لتسلم رجال صالحين مقاليد الحكم لينهضوا بالإصلاح على أساس كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.
* عملت الجماعة على إيجاد حركة طلابية إسلامية منظمة عرفت باسم (إسلامي جمعية الطالبة) وهي جمعية مستقلة في نشاطاتها وإداراتها.
- وقفت الجماعة إلى جانب اللاجئين والمجاهدين الأفغان؛ إذ قدمت لهم المخيمات والمستشفيات وساندتهم، وما يزال هذا الأمر الشغل الشاغل للجماعة في الباكستان من مرحلة ما بعد الحرب.
* دخلت الجماعة في صراع مع الاشتراكيين والهندوس واللادينيين لمدة تسع سنوات (1947م - 1956م) حتى وضع دستور 1956م الذي يعد انتصارًا للاتجاه الإسلامي وما يزال هذا الصراع يأخذ أشكالًا مختلفة حتى اليوم.
* ورد في دستور الجماعة في الباكستان:
* "أن تتخذ (الجماعةُ) كتاب الله وسُنة رسوله مصدرين للاحتجاج والاستناد في كل شأن من شؤون الحياة".
* "لا يقوم كفاح (الجماعة) لأجل الوصول إلى غايتها على النشاط السري على غرار الحركات السرية في العالم، بل إنها تعمل كل ما تعمل علنًا وفي وضح النهار".
- "أن (الجماعة) تمارس الطرق الدستورية والقانونية للقيام بالإصلاح الذي تنشده والانقلاب الذي تستهدفه، كما أنها تحاول كسب تأييد الرأي العام للتغيير الذي وضعته نصب عينيها".
* للجماعة أمير ومجلس شورى ولها صلات طيبة مع الهيئات الإسلامية العاملة في حقل الدعوة الإسلامية.
الجذور الفكرية والعقائدية:
* استمد أبو الأعلى المودودي دعوته ابتداء من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
* تأثرت دعوته -في الغالب- بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب؛ إذ كان شديد الإلحاح على تنقية العقيدة من شوائب الشرك وضرورة العود دائمًا إلى النبعين الصافيين والرجوع إلى الدليل في كل أمر وترك البدع.
* تأثر المودودي بالفيلسوف محمد إقبال الذي تغنَّى بفكرة انفصال الباكستان المسلمة عن الهند الوثنية ، وكان شديد الإعجاب به، وقد التقيا ثلاث مرات فقط كانت أفكارُهما خلال ذلك متطابقة إلى أبعد الحدود.
* هناك عملية تأثُّر وتأثير بين دعوة الإخوان المسلمين ودعوة الجماعة الإسلامية هذه، وكُتُبُ كلٍّ منهما تُدرس في مناهج الأخرى، وقد وجد حسن البنا في كتاب (الجهاد في الإسلام) الذي ألفه المودودي تطابقًا بينه وبين أفكاره التي يحملها عن الجهاد وأبدى إعجابه به.
الانتشار ومواقع النفوذ:
* تتركز الجماعة الإسلامية في شبه القارة الهندية الباكستانية.
* مركز الجماعة الإسلامية في الباكستان هو مدينة لاهور - المنصورة.
* على الرغم من أن لأفراد الجماعة قيادات متعددة في كل من بنغلاديش والهند وسريلانكا وكشمير وغيرها إلا أنها جميعًا ذات اتجاه وفكر واحد لا يختلف من منطقة إلى أخرى، إذ أن ذلك أمر إداري فقط.
* للجماعة وجود ونشاط في الدول الغربية بين أفراد الجالية من شبه القارة الهندية، وقد أسهم أفرادها في الدعوة الإسلامية في الباكستان، وتربية الأجيال المسلمة حيثما وجدوا.
* وجه نقاد الجماعة الإسلامية للمودودي -رحمه الله- وللجماعة من بعده بعض النقد الذي لا يخلو من وجاهة.
ويتضح مما سبق:
أن الجماعة الإسلامية في شبه القارة الهندية الباكستانية هي جماعة إسلامية تهدف إلى تطبيق الشريعة الإسلامية والوقوف بحزم أمام جميع أشكال العلمانية، وقد أسسها الشيخ أبو الأعلى المودودي -رحمه الله-، عقيدة سنية، فهي تتمسك بالكتاب والسنة، وتهدف إلى جعل الإسلام نظامًا شاملاً للبشرية كافة وللمسلمين عامة، وترى ضرورة استخلاص المسلمين الحكم من الطواغيت، خروجًا من النظرية القومية الضيقة ونأيًا عن تحكم الحضارة الغربية ووأدًا لكل الأفكار التي تعارض الفكر الإسلامي، وتحقيقًا لسيادة الأفكار التي تقضي على الجمود الديني. وقد كافح المودودي من أجل تأكيد أن الحاكمية لله وحده، وأنه ليس للحكومة إلا تنفيذ مرضاة الله، ورأى وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية وإلغاء جميع القوانين المخالفة لها، وبين أن الحكومة الباكستانية تمارس سلطاتها ضمن حدود الشريعة الإسلامية. وقد اعتقل المودودي بسبب هذا الإعلان، ولكنَّ الحكومة رضخت لهذه المبادئ بعد ذلك. وترى الجماعة وجوب السعي في الإصلاح الاجتماعي ونشر الوعي الإسلامي وإيجاد حركة إسلامية طُلاَّبية منظمة، للعمل في سبيل إعلاء شرع الله....
حركة الاتجاه الإسلامي بتونس"حزب النهضة":
التعريف:
حركة الاتجاه الإسلامي بتونس -حركة إسلامية- قامت على منهج فكر "الإخوان المسلمين" في العالم الإسلامي، وظهرت كرد فعل شعبي ضد التطرف العلماني المتمثل في الاستهتار بالإسلام وقيمه وأحكامه، ونتيجة لتدهور الأوضاع الاقتصادية واستشراء الاستبداد السياسي. وقد بدأها راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو واحميده النيفر، والتف حولهم عدد من الشباب وشكلوا جميعًا النواة الأولى لانتشار الفكرة الإسلامية، وأصبحت المساجد والمعاهد والجامعات رافدًا أساسيًا للحركة الإسلامية، التي واصلت معركتها ضد رموز التبعية والتغريب. وظلت تنشط في الساحة التونسية حتى صدر قرار بحلها وبدأ اعتقال قادتها وشبابها في ظل الحكم الحالي، إلا أنها حركة مستقلة في قرارها. ومازال لها وجود داخل تونس وخارجها رغم المطاردة.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
تأسست حركة الاتجاه الإسلامي في 1969م بتونس بعد سلسلة من الأحداث كان هدفها محو الشخصية الإسلامية لتونس، ومن أبرز شخصيات هذه الحركة:
* الدكتور راشد الغنوشي:
- مؤسس حركة الاتجاه الإسلامي.
- ولد في مدينة "الحامة" بولاية "قابس" بالجنوب الشرقي لتونس سنة 1939م، ودرس في دمشق.
- أتم دراسته العليا في الفلسفة والتربية في فرنسا، اعتقل مرات كثيرة في أواخر السبعينات وحوكم في صائفة سنة 1981م وحكم عليه بعشر سنوات سجنًا، ثم أطلق سراحه سنة 1984م ثم اعتقل في 9مارس 1987م وعندما أفرج عنه خرج من البلاد ويعيش الآن في الخارج.
* الشيخ عبد الفتاح مورو:
- الأمين العام لحركة الاتجاه الإسلامي.
- من مواليد سنة 1948م في تونس.
- حصل على إجازة الحقوق سنة 1970م، وتولى مهنة القضاء حتى سنة 1977م، ثم التحق بالمحاماة.
- التقى مع راشد الغنوشي سنة 1969م، وتعاهدا على العمل والدعوة للإسلام، وتأثر الاثنان بفكر سيد قطب -رحمه الله.
- وخلال تعرض الحركة للمحنة في عهد ابن علي (خليفة بورقيبة) في 1412هـ - 1992م انشق عن الحركة وشكل جماعة جديدة.
أحداث وتطورات الحركة:
* منذ أن أعلن بورقيبة سنة 1945م -قبل إعلان الاستقلال بسنتين أنه ينوي إقامة حكم لا ديني في البلد، قرر بورقيبة وحزبه -فعلًا- تجريد البلد من كل مقوماته الإسلامية.. ففي سنة 1957م أعلنت قوانين الأحوال الشخصية التي تقطع علاقتها بالشريعة الإسلامية في مجال الأسرة. وفي سنة 1958م ألغيت الأوقاف العامة، و1959م منع التعليم الديني و1960م شن بورقيبة حربًا ضد الصيام و1962م ألغي التقويم الهجري، و1965م فُتح أول ناد للعراة، و1968م بدأت تعرية المرأة المسلمة من لباسها الإسلامي. و1969م بدأت حملة لغلق المساجد، و1974م بدأ بورقيبة بإلقاء محاضرات ضد القيم الإسلامية، وتهجم على القرآن الكريم والسنة النبوية، والآداب الشرعية والعادات الإسلامية.
- وكان من نتيجة هذه الأحداث تحرك بعض الغيورين على الإسلام، ومنهم الشيخ راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو للوقوف ضد هذه الهجمة الشرسة وتأسيس حركة الاتجاه الإسلامي سنة 1969م.
- وبارك الله في الدعوة الإسلامية فانضم إليها الشباب من الجنسين وطلاب الجامعات، وبرزت ملامح الإسلام عليهم، من إطلاق اللحى إلى الزي الشرعي وغير ذلك.
* أهداف الاتجاه الإسلامي بتونس:
* بعث الشخصية الإسلامية لتونس حتى تستعيد مهمتها كقاعدة كبرى للحضارة الإسلامية بأفريقيا، ووضع حد لحالة التبعية والاغتراب والضلال.
* تجديد الفكر الإسلامي على ضوء أصول الإسلام الثابتة ومقتضيات الحياة المتطورة وتنقيته من رواسب عصور الانحطاط وآثار التغريب.
* استعادة الجماهير حقها المشروع في تقرير مصيرها بعيدًا عن كل وصاية داخلية أو هيمنة خارجية.
* إعادة بناء الحياة الاقتصادية على أسس إنسانية وتوزيع الثروة بالبلاد توزيعًا عادلًا على ضوء المبدأ الإسلامي "الرجل وبلاؤه، والرجل وحاجته" أي: "من حق كل فرد أن يتمتع بثمار جهده في حدود مصلحة الجماعة وأن يحصل على حاجته في كل الأحوال" حتى تتمكن الجماهير من حقها الشرعي المسلوب في العيش الكريم بعيدًا عن كل ضروب الاستغلال والدوران في فلك القوى الاقتصادية الدولية.
* المساهمة في بعث الكيان السياسي والحضاري للإسلام على المستوى المحلي والمغربي والعربي والعالمي وحتى يتم إنقاذ شعوبنا والبشرية جمعاء مما تردت فيه من ضياع نفسي وحيف اجتماعي وتسلط دولي.
وتتخذ الحركة الوسائل التالية لتحقيق هذه المهام:
* إعادة الحياة إلى المسجد كمركز لتعبد والتعبئة الجماهيرية الشاملة أسوة بالمسجد في العهد النبوي وامتدادًا لما كان يقوم به الجامع الأعظم، جامع الزيتونة، من صيانة للشخصية الإسلامية ودعمًا لمكانة البلاد كمركز عالمي للإشعاع الحضاري.
* تنشيط الحركة الفكرية والثقافية، ومن ذلك: إقامة الندوات وتشجيع حركة التأليف والنشر، وتأصيل وبلورة المفاهيم والقيم الإسلامية في مجالات الأدب والثقافة عامة وتشجيع البحث العلمي ودعم الطلاب، واللباس الشرعي للفتيات.
- هذا الوضع أثار صحيفة اللوموند الفرنسية فكتبت صفحة كاملة سنة 1974م تحذر بورقيبة من ظاهرة الصحوة الإسلامية، وخطرها على التقدم والمدنية في تونس.
- في نفس السنة شنَّت جرائد الحزب الحاكم حملة شعواء على الإسلاميين وسخرت منهم. ثم انتقلت إلى التهديد والوعيد وما إن أعلن راشد الغنوشي عن تشكيل المكتب السياسي العلني الأول لحركة الاتجاه الإسلامي، وتقدم بطلب رسمي للترخيص القانوني بقيام الحزب حتى دخلت مجال العمل السياسي وبدأت الحرب ضدها.
* سنة 1981م فتحت أبواب السجون لرجال الحركة الإسلامية وصدرت أحكام بسجن ما يقر
ريخي والعقائدي والموضوعي مغربيًا وعربيًا وإسلاميًا وضمن عالم المستضعفين عامة.
- توثيق علاقات الأخوة والتعاون مع المسلمين كافة: في تونس وعلى صعيد المغرب والعالم الإسلامي كله.
- دعم ومناصرة حركات التحرر في العالم.
الجذور الفكرية والعقائدية:
- حركة الاتجاه الإسلامي قامت على منهج حركة الإخوان المسلمين في مصر والعالم العربي.
- كما تأثرت الحركة بمنهج المدرسة العقلية (المعتزلة - أهل الكلام) في التاريخ الإسلامي؛ كما يظهر ذلك جليًا في كتابات مؤسسها.
الانتشار ومواقع النفوذ:
* انتشر فكر الحركة في تونس بشكل خاص، وأعلنت الحركة عام 1985م عن مكتبها التنفيذي الثالث برئاسة الأستاذ راشد الغنوشي والأستاذ عبد الفتاح مورو أمينًا عامًا، وعضوية السادة حمادي الجبالي والحبيب اللور والحبيب السويسي واعتُرف بالحركة رسميًا عندما استقبلهم الوزير الأول محمد المزالي في قصر الحكومة، واعترفت كل الأطراف بالوجود السياسي الفعلي لحركة الاتجاه الإسلامي، واضطرت للتعامل معها. وكانت جريدة (الرأي) وسيلة النشر لمؤلفات بعض مفكري الحركة، مثل الدكتور عبد المجيد النجار، ومحسن الميلي، وعندما تولى ابن علي السلطة أفرج عن رموز الحركة في البداية، واضطر قادتها في 8 فبراير 1989م أن يتقدموا بطلب تأشيرة للسماح للحركة بمزاولة نشاطها تحت اسم جديد هو "حزب النهضة" تمشيًا مع قانون الأحزاب، ولكن سرعان ما غيرت السلطة موقفها، وقلبت لهم ظهر المجنَّ، وسارعت إلى القبض على الكثير من شباب الحزب، وأودعتهم السجون، واضطر الكثيرون من رموز الحركة إلى الفرار بدينهم إلى خارج البلاد بعد مصادرة نشاطها.
ويتضح مما سبق:
أن حركة الاتجاه الإسلامي بتونس هي حركة إسلامية تتبنى كثيرًا من المفاهيم الفكرية لحركة الإخوان المسلمين، وهدفها القضاء على المد العلماني، وبعث الشخصية الإسلامية وتجديد الفكر الإسلامي ، وإعادة بناء الحياة الاقتصادية على أسس إنسانية، وبعث الكيان السياسي والحضاري للإسلام داخل البلاد وخارجها في ظل إعلام إسلامي ملتزم، ورفض كامل للعنف كأداة للتغيير، وتكريس السلطة الإسلامية الشورية الجماعية والانحياز إلى صفوف المستضعفين من العمال والفلاحين.....
حماس (حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين):
التعريف:
حماس حركة إسلامية جهادية فلسطينية، نشأت في مدينة غزّة بفلسطين، ثم انتشرت في كافة أرجاء الأرض المحتلة. وكما جاء في ميثاق الحركة الذي أصدرته في 1 محرم 1409هـ 18/8/1988م، فإنها تعد جناحًا من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
* أعلنت حماس في بيانها الأول الذي صدر يوم 14 كانون الأول (ديسمبر) 1987م، بأنها الذراع الضارب لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين المحتلة، وهددت العدو اليهودي بأنها ستقابله بعنف أشد كلما اشتد عنفه.. مؤكدة أن الإسلام هو الحل العملي لقضية فلسطين، وأنها ترفض إضاعة الجهد والوقت في الركض وراء الحلول السلمية والمؤتمرات الدولية الفارغة.
* من أكبر ما قامت به حركة حماس، هو تفجيرها الانتفاضة الباسلة التي أطلق عليها ثورة الحجارة في 8 كانون الأول (ديسمبر) 1987م، وقدمت مئات الشهداء والسجناء ولا زالت تقدم... وتقول الحركة إنها لن توقف ثورتها حتى تحرر فلسطين من رجس اليهود.
* ومن أبرز شخصياتها التي أعلنت حتى الآن:
- الشيخ أحمد ياسين: وهو رجل مقعد، ويعد المؤسس لحركة حماس وقائدها الأول، قبض عليه اليهود عام 1984م في غزة لوجود أسلحة في منزله كانت معدة للمواجهة العسكرية مع الصهاينة، وحكم عليه بالسجن عدة سنوات. ثم اغتاله اليهود أخيرًا -رحمه الله-.
- الأستاذ خليل القوقا: أحد قادة حماس، وقد أبعدته سلطات الاحتلال اليهودي بعد الانتفاضة إلى خارج فلسطين المحتلة.
الأفكار والمعتقدات:
* إن أفكار ومعتقدات حركة حماس تتمثل في ميثاقها الأول الذي أعلنته يوم 1 محرم 1409هـ/ 15/8/ 1988م. ويمكن أن نجملها فيما يلي:
- حركة المقاومة الإسلامية: الإسلام منهجها؛ منه تستمد أفكارها ومفاهيمها وتصوراتها عن الكون والحياة والإنسان وإليه تحتكم في كل تصرفاتها، ومنه تستلهم ترشيد خطاها (المادة الأولى).
- حركة المقاومة الإسلامية: حركة إنسانية، تلتزم بسماحة الإسلام، وترى أنه في ظل الإسلام يمكن أن يتعايش أتباع الديانات جميعًا. آمنين على أنفسهم وأموالهم وحقوقهم.
- إن أرض فلسطين وقف إسلامي على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة، لا يصح التفريط فيها أو في جزء منها أو التنازل عنها أو عن جزء منها، ولا تملك ذلك دولة عربية أو كل الدول العربية ولا يملك ذلك ملك أو رئيس أو كل الملوك والرؤساء، ولا تملك ذلك منظمة أو كل المنظمات سواء كانت فلسطينية أو عربية.
- جهاد اليهود في فلسطين فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وتخرج المرأة للقتال بغير إذن زوجها.. ولا حل للقضية الفلسطينية إلا بالجهاد.
- معارضة المبادرات وما يُسمى بالحلول السلمية للقضية الفلسطينية فهي مضيعة للوقت، وعبث لا طائل منه.
- للمرأة المسلمة دور في معركة التحرير لا يقل عن الرجل، فهي مصنع الرجال ومربية الأجيال على القيم والمفاهيم الأخلاقية المستمدة من الإسلام.
- احترام الرأي الآخر في الحركات الإسلامية الأخرى ما دامت تصرفاتها في حدود الدائرة الإسلامية.
* وهذا الميثاق يتكون من 36 مادة من أهمها اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية من أقرب المقربين إلى حركة المقاومة الإسلامية، ولكنها لا توافقها في تبنيها للفكرة العلمانية.
الجذور الفكرية والعقائدية:
أعلنت حماس في ميثاقها (المادة الثانية): أنها جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين، فجذورها الفكرية والعقائدية تمتد ضمن التصور الإسلامي للكون والإنسان والحياة .
ويتضح مما سبق:
أن حركة حماس إسلامية جهادية فلسطينية، نشأت في غزة بفلسطين، ثم انتشرت في كافة أرجاء الأرض المحتلة، وقائدها الأول هو الشيخ أحمد ياسين -رحمه الله-، وتتخذ الحركة من الإسلام منهجًا لها. وهي حركة إنسانية تلتزم بسماحة الإسلام، وترى أنه في ظل الإسلام يمكن أن يتعايش أتباع الديانات جميعًا. كما أن أرض فلسطين تعتبر أرض وقف إسلامي على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة، ولا يصح التفريط فيها أو في جزء منها أو التنازل عنها أو عن جزء منها، فلا تملك ذلك دولة عربية أو كل الدول العربية، وجهاد اليهود في فلسطين هو فرض عين على كل مسلم ومسلمة.



Previous Post Next Post