دعم الإبداع الثقافي
الدعم المباشر وغير المباشر للفنانين
صناديق خاصَّة للفنانين
يهدف الصندوق الوطني للعمل الثَّقافي الذي أحدث سنة 1983 في شكل حساب مرصد لأمور خصوصية إلى ضبط حسابات العمليات المرتبطة بالعمل الثَّقافي.  ويساهم الصندوق الوطني للعمل الثَّقافي في تثمين التُّراث الوطني من المآثر والأركيولوجيا وتنمية الإبداع الفني والتنشيط الثَّقافي وتشجيع تداول الكتاب إضافة إلى رصد اعتمادات لدعم الإنتاج وترويج الأعمال المسرحية كما هو منصوص عليه في المادَّة الرابعة من المرسوم رقم 2.00.345.
وتتأتى مداخيل هذا الصندوق أساسًا من حصيلة واجبات زيارة المتاحف والمواقع والمآثر التاريخية التابعة لوزارة الثَّقافة وحقوق التسجيل بالمعاهد الموسيقية وكذا حصيلة بيع منشورات هذه الوزارة.
وقد بلغت المداخيل المنجزة في إطار هذا الصندوق برسم سنة 2007 ما قدره 256.04 مليون درهم مقابل 165.94 مليون درهم سنة 2006 و160.39 مليون درهم سنة 2005، أي بزيادة سنوية تصل إلى 28.97%.
إن النفقات المنجزة في إطار الصندوق الوطني للعمل الثَّقافي وُجِّهَت لتحقيق المشروعات التالية:
1)              إنهاء الأشغال بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية على مساحة 5.5 هكتار بمبلغ إجمالي يقدر بـ270 مليون سنتيم.
2)              إنشاء المتحف الوطني على مساحة 10.000 متر مربع وبتكلفة إجمالية تقدر بـ73 مليون درهم، وهو يهدف إلى صيانة الرصيد الثَّقافي وإنعاش الإبداع الفني.
3)              صيانة وتهيئة الرصيد الثَّقافي للمملكة وكذا بناء وتهيئة وتجهيز مؤسَّسات ذات طابع ثقافي وفني (دور الثَّقافة والمسارح ومعاهد الموسيقى والرقص وأروقة العرض).
4)              تنظيم عدة مهرجانات ومعارض وطنية ودولية منها على الخصوص معرض روافد ومعرض وليلي والمعرض الدولي للكتاب.
5)              المشاركة في عدة معارض دولية ذات صبغة ثقافيَّة.
6)              البحث الأثري الذي مكَّن من تهيئة مواقع أثرية كـ"بنسا" بسيدي قاسم و"كوتا" بطنجة.
7)              انعاش الإبداع المسرحي وكذا طبع ونشر الكتاب.
8)              دعم الجمعيات العاملة في القطاع الثَّقافي.
منح مالية، وجوائز، ومنح دراسية
-                    دعم الفرق المسرحية:
تخصص السلطة الحكومية المكلفة بالثَّقافة اعتمادات تمنحها سنويًّا للفرق والمؤسَّسات المسرحية المغربية بقصد دعمها إنتاجًا وترويجًا, وذلك وفق الشروط والمعايير المبيَّنة بعده.
شروط منح الدعم: يُمْنَح الدعم لكل فرقة أو مؤسَّسة مسرحية يتوفر مشروعها المرشح للدعم على مقوِّمات الجدة والجودة المهنية, مع مراعاة ما يلي:
1.  أن يتوفر ملفها الإداري على كل الوثائق التي تخول لها أهلية مزاولة الإنتاج المسرحي.
2.  أن يكون المسؤول عنها قد قضى خمس سنوات من الممارسة الفعلية للعمل المسرحي أو الأعمال المرتبطة به، أو أن يكون قد قضى, بعد تخرجه في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثَّقافي أو في أحد المعاهد العليا الأجنبية المماثلة, سنة واحدة من الممارسة الفعلية للمسرح أو للأعمال المرتبطة به.
3.  أن تكون لها, أو للمسؤول عنها، تجرِبة مشهود له بها في المسرح أو الأعمال المرتبطة به على مستوى الإنتاج والإبداع والابتكار.
4.  أن تكون قد نفذت جميع التزاماتها المترتبة عن دعم سابق استفادت منه, عند الاقتضاء.
5.  أن تلتزم بتقديم عشرة عروض كحد أدنى, طبقًا للبرنامج المفصل للإنتاج والترويج المشار إليه في المادَّة5 أدناه, ويجب أن تلتزم الفرقة أو المؤسَّسة في جولاتها بتقديم عروضها في ثلاثة أقاليم على الأقل.
6.  أن يكون النص المسرحي مؤلفا أو مترجما أو مقتبسا باللغة العربية الفصحى, أو بإحدى اللهجات المغربية.
7.  أن يخضع المشروع لقواعد التدبير المالي والإداري الشفاف, وكذا المقوِّمات الأدبية والفنية التي من شأنها أن تسهم في تطوير المسرح المغربي.
8.  أن يراعي المشروع شرط التخصُّص في مجالَي التأليف والإخراج ويسندهما إلى المؤلف والمخرج المتمرسَين والمعترَف لهما بهذه الصفة.
9.  أن يتمّ توزيع المهامُّ بكيفية تحول دون تقليص فرص الشغل أمام المسرحيين المغاربة بمختلف تخصصاتهم, جراء تراكم هذه المهام.
-                    منح الإقامة بمدينة الفنون بباريز:
يتمّ فتح باب الترشُّح أمام الفنانين المغاربة للاستفادة من منح الإقامة بمدينة الفنـون بباريز، حيث تتوفر وزارة الثَّقافة على أربعة محترفات فنية تمَّ اقتناؤها سنة 1993،، تحت اسم "مؤسَّسة الحسن الثاني للفنون الجميلة". وتستقبل مدينة الفنون بباريز، منذ إحداثها سنة 1965، فنانين من مختلف الدول، حيث توفر لهم فضاءً للإقامة واللقاء والعمل والدراسة.
مدة الإقامة:
يستهدف برنامج الإقامة الذي تشرف عليه وزارة الثَّقافة والمصلحة الثَّقافيَّة لسفارة فرنسـا بالرباط، الفنانيــن المغاربة المحترفين والأدباء وكُتَّاب السيناريو من أجل الاستفادة من مدة إقامة تتراوح بين3 و9 أشهر. يبقى من حق لجنة الاختيار تحديد مدة إقامة أطول وذلك حسب طبيعـة المشروع المقـدَّم مـن طرف المرشَّح.

التخصصات الفنية:
يستفيد من الإقامة بمدينة الفنون المرشحون من التخصصات التالية:
فن تشكيلي (صباغة، نحت، حفر فني)، فوتوغرافيا، فيديو، ديزاين، سينما، موسيقى، رقــص، أدب (رواية، شعر، مسرح، قصة).
شروط الإقامة:
1.  يستفيد كل فنان تمَّ قبوله بمدينة الفنون من محترف للإقامة إضافة إلى منحة تقدمها الحكومة الفرنسية.
2.  يخضع الفنان المقيم للقانون الداخلي لمدينة الفنون.
3.  إمكانية اعتماد هؤلاء الفنانين على مؤسَّسة ثقافيَّة لمساندتهم في أثناء فترة إقامتهم. يمكن للفنان، بناءً على ذلك أن يتقدم باقتراح من أجل الاعتماد على مؤسَّسة ثقافيَّة، بباريز أو بجهة باريز (فضاء الإبداع، مؤسَّسة مهنية لها علاقة بـتخصص المبدع) لمساندته في أثناء فترة إقامته.
نفقات السفر:
تتحمل وزارة الثَّقافة نفقات سفر الفنانين ذهابًا وإيابًا من وإلى باريز.
تقييم حصيلة الإقامة:
يتمّ تقييم حصيلة إقامة الفنان من طرف وزارة الثَّقافة والمصلحة الثَّقافيَّة لسفارة فرنسا عند نهاية فـترة الإقامـة، حيث يقدم الفنان المستفيد تقريرا لوزارة الثَّقافة والمصلحة الثَّقافيَّة لسفارة فرنسا، خلال شــهر بعد رجوعه إلى المغرب، ثم تستقبل لجنة الاختيار الفنان من أجل تقييم جماعي لحصيلة إقامته.
·                 دعم القراءة والنشر:
للتخفيف من عبء مقاولات النشر المغربية ومشروعاتها عملت وزارة الثَّقافة على اعتماد صيغة متوازنة تعتمد على تغطية تكاليف الطبع في حدود 50% من التكلفة، وعلى ضمان تخفيض سعر البيع بنفس النسبة المئوية.
وقد شمل هذا الدعم الذي ينظمه مرسوم رقم 2.00.354 صادر في 4 شعبان 1421 (1 نونبر 2000) منح إعانات مالية في ميدانَي المسرح والكتاب، والقرار التطبيقي رقم 1224-02 الصادر في 20 من جمادى الأولى 1423 (31 يوليوز 2002) بتحديد كيفية منح إعانات مالية لدعم نشر الكتاب، وتقره لجنة قراءة متخصصة ما بين سنة 1999 و2002 ما قدره 132 مطبوعًا (110 كتب و22 مجلة تصل إلى 56 عددا)، وهو أمر أسهم كثيرًا في ضمان حدّ أدنى من انتظام الصدور في مجال نشر الكتاب الثَّقافي الفكري بعامَّة، والإبداعي على وجه التحديد. ووصل الغلاف المالي لهذا الدعم إلى 2.879.425.6 دراهم، واستفادت منه برامج النشر لـ31 مقاولة ومؤسَّسة.
كما تقتني الوزارة عبر صفقة عمومية 100 نسخة من كل كتاب مغربي لتزويد فضاءات القراءة العمومية.
كما سهرت الوزارة على دعم مشروعات كبرى للنشر تهتمّ بإبراز معالم الحضارات المغربية وتعريف القراء والباحثين المهتمين بأصالتهم وتاريخهم. وقد تمَّ في هذا الإطار دعم إصدار ستة مجلدات (11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16)، وبلغ الغلاف المالي المخصَّص لها 657.000 درهم. من "معلمة المغرب" التي تشرف على نشرها "الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر"، وكذلك تغطية النفقات الكاملة لإصدار كتاب "الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى" للناصري في ثمانية أجزاء (طبعة مجلدة وأخرى غير مجلدة)، وقد بلغت 350.000.00 درهما.
-                    جوائز الكتاب:
ينظم المغرب ثلاث جوائز كبرى للكتاب:
جائزة الاستحقاق الكبرى: أحدثتها وزارة الشؤون الثَّقافيَّة ابتداء من سنة 1986، وهي تهدف إلى تكريم رجالات المغرب تقديرًا لجُلِّ إنتاجاتها المتميزة في الميادين الثَّقافيَّة أو العلمية أو الإبداعية، ولمواقفهم وخدماتهم للثَّقافة المغربية.
جائزة المغرب للكتاب
تشتمل "جائزة المغرب" الْمُحدَثة بالمرسوم رقم 2.74.564 الصادر في 16 من شعبان 1394 (4 سبتمبر 1974)، على الأصناف التالية:

-                 جائزة المغرب للآداب والفنون:
- الفرع الأول - الإبداع الأدبي:
- الفرع الثاني - الدراسات الأدبية والفنية:
جائزة المغرب للعلوم:
- الفرع الأول - جائزة المغرب للعلوم الإنسانية والاجتماعية والقانونية:
- الفرع الثاني - جائزة المغرب للعلوم والتكنولوجيا:
-                 جائزة المغرب للترجمة:
تعين السلطة الحكومية المكلفة بالشؤون الثَّقافيَّة سنويًّا لجنة "جائزة المغرب" وتحدد أعضاء اللجان الفرعية المتخصصة المنبثقة عن هذه اللجنة حسب فروع الأصناف الثلاثة للجائزة.
يتمّ اختيار أعضاء اللجان الفرعية من ذوي الكفاءات العلمية والأدبية والفنية المرتبطة بالميادين التي تمنح فيها الجائزة.
يمنح الفائزة بجائزة المغرب:
9)             شهادة.
10)       تذكارًا.
11)       مبلغًا ماليا قدره سبعون ألف (70.000) درهم.
وقد وقَّعت وزيرة الثَّقافة ووزير المالية يوم 10 شتنبر 2008 مشروع مرسوم لتعديل المرسوم المنظم لجائزة المغرب للكتاب. وتم بناءً على ذلك رفع القيمة المادية للجائزة إلى سقف 120.000 درهم. كما تمَّ إحداث جائزة جديدة خاصَّة بالشعر إضافة إلى جائزة مخصَّصة للسرديات وتعديلات خاصَّة بتكوين لجنة التحكيم.
جائزة الحسن الثاني للمخطوطات والوثائق:
تهدف هذه الجائزة المنظمة سنويًّا إلى:
1- البحـث عن المخطوطات والوثائق الموجودة في ملكية الخواص.
2- إغناء رصيد الخزانة العامَّة بمصورات ميكروفيلمية من هذه المخطوطات والوثائق وضمان الحفاظ عليها من الضياع.
3- إثراء المصادر الأساسية في التاريخ، والحياة المغربية والتقاليد الإسلامية والمعارف المختلفة.
ويقدر الغلاف المالي الإجمالي للجائزة بـ111.000.00 درهم.
جائزة أركانة العالمية للشعر:
يمنحها بيت الشعر بالشراكة مع صندوق الإيداع والتدبير المغربي.
مشروع دعم الأغنية المغربية:
من المرتقَب أن تتلقى الموسيقى المغربية تحفيزًا رسميًّا، حيث قررت الحكومة الخميس 8 يناير 2009 منح المساعدة المالية للموسيقيين المغاربة. وسيتمُّ تأسيس لجنة لمراجعة طلبات الدعم. وفي كل سنة سيستفيد نحو خمسة عشر مشروعًا من هذا الدعم في حدود 300 ألف درهم. وتخصُّ هذه الخطوة جانبين من الجوانب الموسيقية هما كتابة الأغاني والإنتاج وتشجيع صناعة الموسيقى المغربية.

8-1-3 تدعيم جمعيات الفنانين المحترفين أو الاتحادات والنقابات أو الشبكات.
تخصِّص وزارة الثَّقافة سنويًّا نحو مليـونَي درهـم (2.000.000 درهم) كدعم تحفيزي لفائدة الجمعيات الثَّقافيَّة والفنية الفعَّالة، والتي لها إشعاع وطني في المجالين الثَّقافي والفني.
8-2 الجمهور والمشاركة:
8-2-1 تيارات وأرقام:
شهد المغرب في السنوات العشر الأخيرة تضاعُف عدد المهرجانات الفنية حيث ازدحمت الساحة الثَّقافيَّة عن آخرها وحققت فائضًا ماديًّا ورمزيًّا غير مسبوق، فمن مهرجانات الاحتفال بالتُّراث الشعبي الشفوي إلى مهرجانات الاحتفال بالفرس والجمل والسحر.
ينظم المغرب مهرجانات كثيرة بمستوى دولي رفيع كما أن هذه الأخيرة اكتسبت شيئًا فشيئًا صيتًا عالميًّا متزايدًا، وربما تكفي الإشارة إلى مهرجان موازين بالرباط الذي عرف مشاركة موسيقية من أربعين بلدًا، كما صرَّح مدير المهرجان بأن التجهيزات التقنية التي تمَّ اعتمادها "مطابقة للمعايير الدولية"، وقد نجح المهرجان في تقديم ما يفوق مئة عرض موسيقي من خمس منصات كبرى. غير أنه اختُتم في دورة 2009 بمأساة مقتل أحد عشر شخصًا وجرح أربعين من جراء التدافع في حفل المطرب الشعبي عبد العزيز الستاتي الذي حضرة أكثر من سبعين ألف متفرج. كما استطاع المهرجان الدولي "كناوة" بالصويرة أن يستقطب اهتمامًا دوليًّا كبيرًا، وقد ورد في بعض التقارير أنه عرف حضور أربعمئة ألف زائر في دورته الحادية عشرة سنة 2008. وهو المهرجان الذي يحظى برعاية ابن الصويرة المستشار الملكي أندري أزولاي.
أما مهرجان "تيميتار" في أكادير, فقد تمَّ تنظيم دورته الخامسة تحت شعار "موسيقى العالم". وقد لفت انتباه الجمهور ووسائل الإعلام كما استطاع تقديم أكثر من خمسين عرض موسيقي من مختلف مناطق العالم واستقطاب بعض الفنانين المشهورين بعروضهم الفنية الجيدة.
أما بخصوص تسيير المهرجانات المنظمة من طرف وزارة الثَّقافة فإن أهمَّ تغيير مُلاحَظ هو تفويضها إلى المديريات الجهوية, وذلك من خلال البرمجة والتنظيم كمرحلة أولى في انتظار تفويت ميزانياتها جهويًّا في مرحلة قادمة.
ويبقى المهرجان الوطني للمسرح بمدينة مكناس المهرجان الوحيد الذي يتمّ تنظيمه مركزيًّا مع التنسيق مع المديرية الجهوية لوزارة الثَّقافة بجهة مكناس تافيلالت.
وعلى غرار المهرجانات الموسيقية فقد شهدت السنوات الأخيرة ظاهرة مثيرة للانتباه هي الكَمُّ الهائل من المهرجانات خصوصًا الدولية منها, فعلى سبيل المثال عرف المغرب سنة 2008 تنظيم مهرجانات وطنية ودولية من جميع الأصناف الفنية نذكر منها:
-         المهرجان السينمائي الدولي حول "السينما والهجرة" في أكادير.
-         المهرجان الدولي للفيلم الفرنكوفوني في مدينة آسفي.
-         مهرجان تطوان لسينما بلدان المتوسط.
-         المهرجان الدولي لسينما الفيديو بالدار البيضاء.
-         المهرجان الوطني الأول لسينما الشباب.
-         المهرجان السينمائي الدولي لفيلم حقوق الإنسان بالرباط.
-         مهرجان المحمدية الدولي للفيلم القصير.
-         مهرجان الفيلم القصير المتوسطي في مدينة طنجة.
-         المهرجان الدولي للسينما في مدينة العيون.
-         مهرجان سينما المؤلف بالرباط.
-         مهرجان الفيلم القصير والوثائقي للمغرب وإسبانيا ودول أمريكا اللاتينية.
-         مهرجان السينما الإفريقية بمدينة خريبكة.
-         مهرجان مراكش الدولي للسينما.
-         المهرجان الوطني للفيلم بمدينة طنجة.

8-2-2 سياسات وبرامج:
سجال ساخن في السنوات الأخيرة حول ظاهرة المهرجانات ومعارضة إسلامية قوية، هذا ما كُشف عنه من ظواهر سوسيو أخلاقية جديدة في البعض منها, في إشارة إلى اختراق المخدرات فضاءات بعض المهرجانات, حتى تلك التي ترعاها الدولة بصفة مباشرة.
من الأكيد اليوم أن هناك سياسة ثقافيَّة ما تنهجها الدولة من خلال تأمُّل ظاهرة المهرجانات, ومن الواضح أن هذه السياسة ما زالت قيد التمأسُس. وما زالت تتميز بكثير من الارتجال وعدم نضج الأهداف المسطَّرة. وحتى في ما يتعلق بالتنظيم والتدبير المالي للميزانيات التي تُرصَد لها, ليس في الوقت الراهن آليات للمراقبة وتقديم الحساب، حيث حطمت مدينة تطوان على سبيل المثال رقمًا قياسيًّا في تنظيم المهرجانات بجميع أنواعها, وعارضت هيئات مدنية وسياسية هذه السياسة الثَّقافيَّة المتَّبَعة, وذلك التبذير الفاحش الذي يصاحبها إضافة إلى ظاهرة عدم تقديم الحساب, وقد زكت الهيئة الوطنية لحماية المال العام هذا المطلب السياسي والمدني.
أما بخصوص المهرجانات السينمائية فإن السؤال المطروح هو: هل يسهم هذا التراكم الهائل من المهرجانات السينمائية في إغناء وتقدم السينما الوطنية؟ سؤال حقيقي من اللازم أن يطرحه منظمو هذه المهرجانات ويطرحه مسؤولو المركز السينمائي المغربي الذي يشرف بشكل مباشر أو غير مباشر على هذه المأدبة السينمائية الشهية, والمركز مطالَب أيضًا بإنجاز تقويم موضوعي لتجرِبة سياسة صندوق الدعم الموجهة لتشجيع السينما الوطنية لكي لا تؤدِّي هذه التجرِبة إلى سيادة قيم الكسل الفني والمحاباة وضحالة الخيال والابتكار, بخاصَّة مع مظاهر التضخيم الإعلامي والصخب الفلكلوري التي تميز بعض هذه المهرجانات، بخاصَّة مهرجان مراكش الدولي للسينما الذي لا شك أنه يصرف ميزانية ضخمة لا يُعرف حجمها بالضبط. إن الزخم الهائل من المهرجانات السينمائية يعطي الانطباع بأن السينمائيين المغاربة يتلقون فرحين دعوات لحضور المهرجانات في هذه المدينة أو تلك أكثر مِمَّا يتلقون عروض عمل سينمائية.
من سوء الحظ أنه تمَّ في 2008 إقفال أبواب آخر قاعة سينمائية في مدينة ورزازات بسبب ضعف الإقبال والمداخيل المالية، فكيف لا تملك مدينة يسمِّيها البعض تجنِّيًا وبسطحية مُبالَغ فيها "هوليوود إفريقيا" قاعة سينمائية واحدة تستحقُّ هذا الاسم؟ ولماذا لا يتمّ التفكير في إنشاء معهد أو مدرسة أو مؤسَّسة كبرى بمعايير دولية يُعهَد إليها بالتكوين المتخصص في مهن وتقنيات السينما التي يفتقر المغرب إلى المواصفات والكفاءات الاحترافية في كثير منها.
8-3 تعليم الفنون والثَّقافة
إن تعليم الفنون في الدراسة العليا تشرف عليه وزارة الثَّقافة في المؤسَّسات التالية:
المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثَّقافي
مؤسَّسة وطنية متخصصة في تكوين أطر عُلْيَا في المهن المسرحية, هدفه التكوين والدراسة والبحث في جميع ميادين المسرح. أُحدِثَ المعهد بالمرسوم رقم 283706 في 18 يناير 1985 ويعمل تحت وصاية وزارة الثَّقافة. تقدم المؤسَّسة لطلابها:
تكوينًا أساسيًّا: التمثيل في المسرح والتلفزة والسنيما
تكوينًا فرعيًّا: الإخراج المسرحي - الكتابة المسرحية - الإدارة المسرحية.
تكوينًا أساسيًّا: سينوغرافيا: ديكور وتقنيات الخشبة.
تكوينًا فرعيًّا: فن العرائس - الملابس - الإنارة - الصوت
المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان (م.و.ف.ج)
مؤسَّسة عُلْيَا للتكوين في مجال الفنون التشكيلية والتطبيقية، تأسس سنة 1947 تحت اسم "المدرسة الوطنية للفنون الجميلة"، وتم رفعها إلى مستوى معهد عالٍ في عام 1993.
يتألف المعهد الوطني للفنون الجميلة من شعبتين رئيسيتين:
1.   شعبة الفن (Département Art).
2.   شعبة التصميم (Département Design).
تتضمن شعبة الفن: الصباغة والرسم والنحت وفنون الطباعة، بينما تتضمن شعبة التصميم: التصميم الإشهاري, والتصميم الداخلي، والتصميم الصناعي.
وقد تمَّ إحداث شعبة مستقلَّة خاصَّة بالأشرطة المرسـومـة (أو المصورة).
المعهد الوطني لعلوم الآثار والتُّراث
مؤسَّسة وطنية تابعة لوزارة الثَّقافة تمَّ إحداثها بمقتضى المرسوم الوزاري رقم 2.83.705 الصادر في 9 جمادى الأولى 1405 (31 يناير1985) والمنشور بالجريدة الرسمية عدد 3776 بتاريخ 20 جمادى الآخرة 1405 (31 مارس 1985).
وبناءً على المادَّة الثانية من المرسوم السالف الذكر، يقوم المعهد بتكوين أطر في علوم الآثار والتُّراث وبجميع عمليات البحث الميداني وبالنشر.
بالإضافة إلى مؤسَّسات التعليم العالي التابعة لوزارة الثَّقافة, ظهرت مؤسَّسات ومعاهد أخرى لتعليم الفنون البصرية والتصميم والفن التشكيلي تابعة للخواصِّ، من بينها: المعهد العالي للفنون البصرية بمراكش، والمعهد العالي للتصميم والفنون البصرية بالدار البيضاء، ومؤسَّسة "آرتكوم" التي تدرس تطبيقات الفن في المعلوميات، ومؤسَّسات لتدريس الديكور والهندسة الداخلية.
أما في ما يتعلق بتدريس الفنون في المدارس فهو يدخل في اختصاص وزارة التربية الوطنية, فقد بدأ تدريس الفنون التشكيلية في المؤسَّسات الابتدائية والإعدادية سنة 1999 حيث يركز المنهج الدراسي على إكساب التلميذ مهارات كالتلوين والخط العربي وتَمَثُّل أبعاد الفضاء.
فيما بدأ تدريس التربية الموسيقية في المؤسَّسات الإعدادية بشكل نظري بحت تدرس فيه القواعد دون تطبيق منذ سنة 1995، غير أن التغيير الجديد للمقرر سنة 2009 تَبَنَّى فلسفة جديدة تشرك التلميذ في ممارسة الغناء والسماع.
بالإضافة إلى ذلك, فقد تمَّ اعتماد تدريس مادَّة الثَّقافة الفنية في المؤسَّسات الثانوية, وهي مادَّة نظرية تهدف إلى إكساب التلميذ معلومات حول أهمِّ الحركات الفنية في مجال الموسيقى والتشكيل والمسرح والإلمام بالمصطلحات الأساسية المستخدمة فيها.
وبخصوص تعليم الفن خارج المؤسَّسات التعليمية, تتناثر مبادرات من هنا وهناك تقوم بها الجمعيات الثَّقافيَّة ووزارة الشبيبة والرياضة، غير أنها تبقى مبادرات غير رسمية وتفتقر إلى فلسفة واضحة المعالم.
8-4 الإسهامات الاجتماعية الثَّقافيَّة وفنون المجتمعات الْمَحَلِّيَّة.
8-4-1 الأنشطة الثَّقافيَّة غير الاحترافية:
تبقى مجموعة من المحاولات التي يقوم بها بعض المكوِّنات المجتمعية المدنية ذات قيمة أساسية لأنها تعطي فئاتٍ عريضةً من الشباب فرصة عرض منتَجهم الفني من أجل المناقشة والمشاهدة. ضمن هذا الإطار يمكن مَوْقَعة بعض المهرجانات التي ينظمها بعض الجمعيات المغربية المهووسة بثقافة الصورة، ومن بينها مهرجان مدينة سطات الوطني الخاصّ بفيلم الهواة كنموذج الذي يشق طريقه على الرغم من كل الصعوبات المادية، وهو مهرجان من توقيع نادي الفن السابع في سطات والمجلس البلدي لنفس المدينة, وعلى نفس النهج شهدت مدينة الناظور بالمركب الثَّقافي ما بين15 و16 غشت من عام 2009م المهرجان الثاني لمبدعي الأفلام القصيرة من صنف هواة، وتشرف على هذا المهرجان جمعية "Action" للسينما بالناظور في شخص مديره الفنان سعيد عابد المعروف بكتابة سيناريوهات الأفلام القصيرة الهاوية.
وقد تبارت في هذا المهرجان الوطني عشرة أفلام قصيرة من فاس، وبني ملال، والناظور، وشفشاون، والدار البيضاء، والصويرة.
8-4-2 البيوت الثَّقافيَّة والنوادي الثَّقافيَّة الْمَحَلِّيَّة:
تضطلع دور الثَّقافة بالأهداف التالية:
- تقديم خدمات ثقافيَّة وفنية، وخلق فضاءات للإبداع والتواصل.
- الانفتاح على المستجدات الثَّقافيَّة والفنية في العالم.
- تحفيز وتشجيع الإبداعات الفنية والاعتناء بمختلف أساليب التعبير الفني.
ولتحقيق هذه الأهداف تسهر دار الثَّقافة على:
- تنظيم المحترَفات والمعارض والتظاهرات الثَّقافيَّة لتنشيط الحركة الفنية والثَّقافيَّة.
- تسيير ولوج واستعمال تقنيات التواصل الحديثة.
- إحداث نوادٍ ثقافيَّة مختصة تشكِّل إطارًا لتبادل الآراء ووجهات النظر بين المبدعين والمهتمِّين.
تختلف أحجام دور الثَّقافة حسب أعداد السكان المستفيدين من خدماتها. حيث تتراوح ما بين دور للثَّقافة تؤدِّي حدًّا أدنى من الوظائف، وتلك التي تقدم أقصى ما يمكن من الخدمات. ويمكن تصنيفها على الشكل التالي من خمسين إلى مئة ألف نسمة:
1- دار الثَّقافة من صنف "أ": (50 إلى 100 ألف نسمة) من خمسين ألفًا إلى مئة ألف نسمة
2- دار الثَّقافة من صنف "ب": (30 إلى 50 ألف نسمة) من ثلاثين ألفًا إلى خمسين ألف نسمة
3- دار الثَّقافة من صنف "ج": (15 إلى 30 ألف نسمة) من خمسة عشر ألفًا إلى ثلاثين ألف نسمة
4- دار الثَّقافة من صنف "د": (5000 إلى 15 ألف نسمة) من خمسة آلاف إلى خمسة عشر ألف نسمة.
عدد دور الثَّقافة الحالية إلى غاية 31 دجنبر 2002
1.   دور الثَّقافة التابعة للوزارة: 20 دارًا للثَّقافة.
2.   دور الثَّقافة المحدثة في إطار الشراكة مع الجماعات الْمَحَلِّيَّة: 19 دارًا للثَّقافة.
3.   دور الثَّقافة في طور الإحداث: تمَّت برمجة وتمويل هذه الدور في إطار برنامج التعاون مع الاتحاد الأوربي والجماعات المعنيَّة وهي: قلعة مكونة, تزنيت، سيدي رحال، آزرو، الزمامرة، الحسيمة، زاكورة، قصبة تادلة.
4.   دور الثَّقافة المبرمجة على المدى المتوسط والبعيد: تمَّت برمجة هذه الدور في إطار أولويات الوزارة، وسيتم إحداثها حسب الاعتمادات التي ستتوفر لدى الوزارة، والجماعات المعنيَّة وهي: فكيك، واد زم، آيت أورير، مشرع بلقصيري، زمور، الفقيه بنصالح، أزيلال، ورزازات، تاوريرت، سيدي قاسم، بركان، بني ملال، القنيطرة، مارتيل، سوق الأربعاء، صفرو، بن أحمد، بوعرفة، الحاجب، وزان.
وبالإضافة إلى دور الثَّقافة، يتناثر هنا وهناك بعض الفضاءات الثَّقافيَّة (من صالونات أدبية ومراكز ونوادٍ ثقافيَّة) التي تشرف عليها شخصيات عمومية، وتسهم، من جهتها، وبإمكانياتها الذاتية ومجهوداتها الفردية، في إثراء المشهد الثَّقافي المغربي، على مستوى تنظيم الأنشطة الثَّقافيَّة واللقاءات الفكرية والأدبية والفنية، وأيضًا على مستوى ما تصدره هذه الصالونات والمراكز والنوادي من منشورات وكتب، وفي هذا الإطار يمكن الحديث عن بعض تلك الفضاءات التي ما زالت تحافظ على انتظام أنشطتها ولقاءاتها ومنشوراتها، وأهمُّها:
نادي الجراري بالرباط، ويشرف عليه الدكتور عباس الجراري. وبيت آل محمد عزيز الحبابي، بالرباط (المسمى «ندوة»)، وتشرف عليه الدكتورة فاطمة الجامعي الحبابي. ومركز طارق بن زياد بالرباط، ويشرف عليه الباحث حسن أوريد. والصالون الأدبي «الرفقة العشرون» بالدار البيضاء، وتشرف عليه الأديبة زهرة زيراوي. والصالون الأدبي بالرباط، وتشرف عليه الشاعرة فاطمة الزهراء الإدريسي.
وتقوم هذه الفضاءات بتنظيم لقاءاتها وندواتها وأنشطتها داخل بيوت المشرفين عليها، باستثناء مركز طارق بن زياد الذي ينفرد بفضاء خاصٍّ ومستقلٍّ وسط مدينة الرباط. وتختلف درجة الحضور الثَّقافي لكل فضاء من هذه الفضاءات الثَّقافيَّة داخل المشهد الثَّقافي العامِّ، كما ينفرد كل واحد منها بخصوصياته ونكهة أجوائه، على مستوى أزمنة أنشطته ونوعيتها والإصدارات المرتبطة بهذا الفضاء أو ذاك.
هذا وقد أسهم موقع "فيسبوك" الشهير في ظهور عدد محدود من نوادي القراءة التي تتعارف على شبكة الإنترنت ثم تنتقل لمناقشة الكتب على الشبكة العنكبوتية أو في فضاءات عامَّة. وأبرز هذه المجموعات هي "RABAT BOOK CLUB" التي تتشكل من نحو ثلاثين قارئًا يلتقون بشكل شهري لمناقشة الكتب التي طبعت الفكر الإنساني العالمي في حقول معرفية مختلفة، ويجري الآن تحويلها إلى جمعية قانونية هدفها تعزيز البناء المعرفي لأعضائها عبر القراءة المنتظمة المكثفة الاحترافية.

Previous Post Next Post