المواطنة الديمقراطية


ما هي المواطنة؟ 

يشير مفهوم المواطنة إلى وضع المواطن في دولة ما أو منطقة جغرافية ما بوجود حكومة تمثلها، والتمتع بحقوق الإنسان واحترام المسؤوليات والمساهمة في المجتمع.
كما ان صميم مفهوم المواطنة يعني حالة الانتماء إلى مجتمع ما،  اي إلى مجموعة من الناس الذين يدركون بأن لديهم شيء مشترك.

"ما يوحدهم قد يكون ببساطة مجرد قبول شرعية الدولة التي يعيشون فيها، وقد يكون أيضا رابط قوي وفاعل يستند إلى التاريخ المشترك، اوالعرق أو الدين أو الهدف المشترك ". (ستاركي، 2002، ص 7).

تنطوي المواطنة على مجموعة من الممارسات القانونية والاجتماعية والثقافية  بالاضافة للحقوق والواجبات.

المواطنة والجنسية
على الرغم من ارتباط المواطنة في كثير من الأحيان ارتباطا وثيقا بالجنسية (أي حالة الانتماء إلى الأمة)، الا انها مفهوم منفصل ومستقل. فالأمة أو الدولة هي المجتمع المحتمل الوحيد الذي تتم ممارسة المواطنة بداخله (أندرسون، 1991). من الناحية النظرية فان المواطنين وغير المواطنين الذين يعيشون في دولة ما يمكنهم ممارسة المواطنة،  وهذا يعني بأنهم يستطيعون المشاركة في الحياة الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية  لمجتمعهم. وفي المجتمع الديمقراطي مثلا، فان كون المرء مواطنا قد يعني المشاركة النشطة في المجتمع والشعور بأنه قادر على التأثير في صنع القرار.

المواطنة الديمقراطية

المواطنة الديمقراطية هي المهارة التي يحتاج الجميع إلى تطويرها، وهي تشمل ما هو أكثر بكثير من مجرد التصويت في الانتخابات. ان ممارسة المواطنة الديمقراطية الفعالة يتطلب المعرفة والمهارات والمواقف والسلوكيات التالية:
• معرفة كيف تعمل الدولة و المجتمع – لماذا تعمل الحكومة بالطريقة التي تعمل بها، أين يمكن الحصول على المعلومات وكيفية التصويت
• المهارات اللازمة للعيش بشكل جيد في الأسرة والمجتمع
• كيفية حل النزاعات بطريقة ودية وعادلة
• كيفية التفاوض وإيجاد أرضية مشتركة
• كيفية ضمان احترام الحقوق
• القواعد الأساسية للمجتمع الذي نعيش فيه
• المسؤوليات الشخصية التي تحتاج للاحترام
• ادراك المفاهيم الاساسية لحقوق الإنسان مثل: عدم التمييز والمساواة في النوع الاجتماعي واحترام التنوع والعدالة في الهوية
• ما تشمله المشاركة المدنية والالتزام في أنشطة المجتمع والحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية

تتطور مهارات المواطنة الديمقراطية من خلال التعليم و التنشئة الاجتماعية و التعامل مع الحياة السياسية و العامة بالإضافة إلى الخبرات اليومية.

كيف يمكن لحقيبة الأدوات أن تساعد في نشر المواطنة الديمقراطية؟
ليس من السهل نشر المواطنة الفاعلة، وبخاصة بين هؤلاء الذين تم تهميشهم تقليديا من المجالات الاجتماعية والسياسية. وتهدف حقيبة الأدوات من خلال إشراك المجتمعات المحلية في عملية التفكير النقدي و تجهيزهم وتحفيزهم على اتخاذ إجراءات ملموسة، وتعزيز قدرتهم على المشاركة بفعالية أكثر في عمليات صنع القرار في القضايا التي تمسهم وبأن يخضعوا حكوماتهم للمسائلة.

ان مناقشة معنى المواطنة في سياق مختلف الدول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي خطوة هامة في تمكين الناس ليحددوا أدوارهم كمواطنين نشطين في دولتهم. قد يساعدك نشاط 14 - كوني مواطنا نشطا يعني من قسم 3.2 الأنشطة وحالات الدراسة في التطرّق إلى الحوار حول المواطنة الديمقراطية.


الممارسات الفضلى و قصص النجاح

آثار الثورة المصرية على تعزيز المواطنة وتحويل النزاع (بقلم أكرم أمين)

في القاهرة، مصر، وفي ميدان التحرير أثناء ثورة عام 2011، كانت هناك حركة اجتماعية تعمل لإيجاد وحدة وطنية بين المسلمين والمسيحيين في احتجاجات مناهضة للحكومة من خلال الجمع بين جميع الأشخاص الذين كانوا على قناعة بأن بلادهم بحاجة إلى الاطاحة بالحكومة المصرية التي لعبت دورا حاسما في تأجيج العنف وخاصة بين المجتمعات القبطية والمسلمة. وقد كافح المسلمون والمسيحيون معا ضد النظام الحاكم تحت شعار "مسلمون ومسيحيون نحن جميعا مصريون" و "نحن جميعا يد واحدة"، ووقف الجميع يدا بيد لحماية بعضهم البعض والكفاح بنفس الدرجة من دون احتكاكات أو مضايقات،  وكانت علامة الهلال  يحتضن الصليب في كل مكان.

المشاركة الفعالة من المصريين في الاستفتاء على التعديلات الدستورية مارس 2011 (بقلم أكرم أمين)

في 19 مارس 2011، أدلى الناخبون المصريون بأصواتهم لاجراء مجموعة من التعديلات على الدستور، وعلى بنود كانت تميل في السابق لصالح مبارك وحزبه الوطني الديمقراطي. وقد سجل هذا الاستفتاء عددا قياسيا من الناخبين، ومهد الطريق لإجراء انتخابات جديدة في سبتمبر 2011.  وقد قبل جميع المصريين من جميع الأطياف السياسية نتائج الاستفتاء، و لوحظ  الالتزام الحضاري الذي أبداه الرأي العام المصري في اتباع القواعد والتعليمات  كما عملت هيئات الرقابة  على الاستفتاء على تيسير الإجراءات للناخبين وإزالة العقبات التي وقفت دائما في طريق المصريين وصناديق الاقتراع. واختفت الرشوة الانتخابية والعنف تقريبا، مما ساعد في بناء الثقة مع الهيئات القائمة على إدارة التصويت، كما كانت هناك مشاركة قوية من قبل الشباب والنساء والأقباط والمجموعات التي كانت دائما بعيدة عن العملية السياسية، فضلا عن المشاركة المصرية من فئات مختلفة من المواطنين مما عكس المواطنة الحقيقية التي بنيت بعد الثورة.


















مصادر لهذا القسم


التعلم والحياة الديمقراطية، مجلس أوروبا
http://www.coe.int/t/dg4/education/edc/1_What_is_EDC_HRE/EDC_Q&A_en.asp
استرجع في 17 آب، 2011.

هارتي، س. وميرفي، م.  (2005). في الدفاع عن المواطنة المتعددة الجنسيات. فانكوفر: مطبعة  UBC.

جونستون، ل. (2001). السياسة: مدخل إلى الدولة الديمقراطية الحديثة. بيتربورو: مطبعة بروادفيف محدودة المسؤولية

جوزيف س. 2002. النوع الاجتماعي والمواطنة في العالم العربي، جامعة كاليفورنيا، ورقة مفهوم، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، منتدى المتوسط للتنمية، 8 نيسان 2002، عمان، الأردن. استرجع في 4 أبريل 2011
http://www.pogar.org/publications/gender/suad/gender.pdf

بارولين، جيانلوكا  ب. (2009). المواطنة في العالم العربي: القرابة و الدين والدولة الأمة. أمستردام، هولندا: مطبعة جامعة أمستردام.

ستاركي، هـ. (2002). المواطنة الديمقراطية، اللغات والتنوع اللغوي وحقوق الإنسان.
http://www.coe.int/t/dg4/linguistic/Source/StarkeyEN.pdf
استرجع في 3 نيسان، 2012.

Previous Post Next Post