الفنون الاوزان  الفــنون الجديدة السبعة المستحدثة ، وهي :
1)        السلسلة                  2) الدوبيت
3) القوما                    4) الموشح
5) الزجل                    6) كان وكان
7 ) المواليا 0

أولا : السلسلة :
   يقول الدكتور : إبراهيم أنيس " ولست أدري كــيف نشأ هذا النظم ، ولا متى بدأ الناس ينظمون منه "(1)
وأجزاؤه :
فعلن فعلاتن متفعلن فعـــلاتان * فعلن فعلاتن متفعلن فعلاتان
ومن أمثلته :
1)        السحر بعينيك ما تحرّك أو جـال * إلا ورماني مــن الغرام بأوجال
2)        أرق يتوالى مسيـطر وفــؤادان* لقيـــا نكبات عوائق ورقـييان
3)        بكيا بدموع ووقـع بالعـــيدان * شجنا لاينتهي يضيق عنه القلبان
تقطيع البيت الأول :
السحر بعينيك ما تحرّك أو جال
ا س س ح ر    رب ع ي ن ي     ك م ا ت ح ر ر    ك ا و ج ا ل
فعلن           فعلاتن             متفعلن        فعلاتان
إلا ورماني من الغرام بأوجال
إ ل ل ا         و ر م ا ن ي     م ن ل غ ر ا   م ب ا و ج ا ل
فعلن           فعلاتن             متفعلن        فعلاتان
   وهذا الوزن لا تستسيغه الأذن ؛ لأنه ليس له إيقاع موسيقي ؛ لـذا لم يقــدّر له الذيوع ، والانتـشار بخـلاف فن الموشح ، والزجل 0
ثانيا : الدوبيت :
   ومعناه بالفارسية ( البيتان ) ؛ لأنّه يشتمل على أربع شطرات والدبيت كلمة فارسية تتركب من ( دو) ومعـناها اثنان ثم كلمة ( بيت) وهي عربية 0
وأوزان الدوبيت كثيرة ، ومنها :
" فعلن متفاعلن فعولن فعلن "
ومن أمثلته :
1) عملي وتوجهـي لربي دوما * سنـدي وعدتي أراها يومـا
      بغد وزن فيه فعـــلي حتما * فهناك يرى الفتى المصيب النعمى
2)لو صادف نوح عيني غرقا * أو صادف لوعتي الخليل احترق
  أو حملت الجبـال ما احمله * صار دكا وخرّ موسى صعــقا
تقطيع البيت الأول :
عملي وتوجهي لربي دوما
ع م ل ي     و ت وج ج هـ ي   ل ر ب ب ي     د و م ن
فعلن            متفاعلن             فعولن          فعلن
سندي وعدتي أراها يوما
س ن د ي      وع د د ت ي        آ ر ا هـ ا      ي و م ن
فعلن            متفاعلن             فعولن          فعلن
ملاحظة :
   ومما تجدر ملاحظته بالنسبة لبحر الدوبيت أنه قد يكـون متحـد القوافي في شطراته الأربع ، وقد تخـتلف الشطرة الثالثة ، وعندئذ يسمى أعرج 0

ومن أمثلة الدوبيت الأعرج :
يا من فـي شـــدتي أنادي ربي * وله في ذلـة يصـلي قـلبي
أدعوك موجهــــا دواما وجهي * أن أسعد بالرضا ، ويمحي صدري
  وقد أشار أحد الباحثين(1) أن الدوبيت يستعـمل مجزوءا وصورته فعــــلن متفاعـلن فعولن*** فعـــلن متفـــاعلن فعولن
ومن أمثلته :
يا من هـجرت فـــما تبـالي *** هل ترجع دولة الــوصالي
ما أطــمع بعذاب قـــــلبي *** أن ينعـــم في هواك بالي
   والدوبيت يمثل مستوى أعلى من مستوى البحور المهملة ، لكنه مع ذلك لا يرتقي إلى مستوى الأوزان الخليلية 0
ثالثا : فن القوما :
   يرى مؤرخو الأدب أن البغداديين هم الذين اخترعوا هذا اللون من النظم ، وجاءت التسمية من قول المغنيين المسحــرين لبعـضهم البعض وقت الغناء ( قوما نسحر قوما ) ، وهو من الفنون التي لا يلزم فيها مراعاة الأعراب ، وكل بيت فيه قائم بنفسه 0
أجزاؤه :
مستفعلن فـــــــعـلان *** مستفعلن فـــــــعـلان
ومن أمثلته :
يا أيـهـا النـــــــوام *** أصحــــــو هننوي صيام
الفجـر ع الأبــــــواب *** هيـــــا وصح النـــوم
استقبـــــــلوا الخيرات *** وبادروا الحــســـــنات
رمضـــــان ثوابه عظيم *** شهر الزكاة والصــــــوم
وقول الآخر :
يا سيد الســــــادات *** لك بالكـــــرم عــادات
أنا ابن أبي نقطـــــة *** تعيش أبويا مــــــــات 
التقطيع :
ي ا ا ي ي هـ ن     ن و و ا  م    ا ص ح و هـ ن ن   و ص ي ا م
    مستفعلن                فعلان          مستفعلن             فعلان         
            ومما يقال حول هذا الفن أنّ أول من اخترع هذا الــوزن ، والنظم عليه في تسحير الصائمين رجل كلن يسمى ( أبا نقطة ) ، وأن الخليفة كان يطرب له ، ويعجب بحسن أداءه ، فجعــل له راتبا سنويا ، فلما مات أبو نقطة أراد ابنه الذي أشـبه والده في جمال الصوت ، ونظم القوما ، أن يتعرّف عليه الخليفـة ؛ لينال عطاءه السنوي مثلما كان يفعل مع والده ، ويقـال أنّ الرجل لم ينجح في أول الأمر حيث أن الخليفة لم يعبأ به بعـد أن سمع أنّ أبا نقطة قد مات ، فلما حلّ شهر رمضان المعظــم جمع الرجل أتباع أبيه ، ووقف بهم تحت شرفة القصر في أول ليلة من ليالي الشهر الكريم ، وأخذ يغني كم كان يغني أبوه ، وأتباعه يرددون من ورائه 0 
يا سيـــــد الســادات *** لك بالكــــرم عــادات
   أنا ابن أبي نقطـــــــة *** تعيش أبويا مــــــات  
فطرب الخليفة ، وأمر بمنحه ضعف ما كان يأخذه والده 0
ومن أمثلة القوما قول صفي الدين الحلي :(1)
حال الهــــــوى مخبور *** يريد جــلدا صبــــــور
يصون ســـــــرو وألا *** يبقي من أهــل القبــــور
ومن هتك سر حبــــــو *** يمحي مــن الدستــــور
من كان جد عثـــــــور *** من فرد كــلمة يثــــور
يلتذ بالوصل غـــــــيور *** وهو شقي مــد ثــــور
رابعا : فن الموشحات :
   وهذا الفن اخترعه الأندلسيون للوفاء بحاجة الغناء ، وتنقسم من حيث أوزانها إلى قسمين:
1)        ما وافق البحور الخليلة الموروثة ، وجاء على أوزان الشعر العربي 0
ومثاله قول ابن الخطيب :
جادك الغيث إذا الغيث همى *** يا زمان الوصــل بالأنـدلس
لم يكن وصلك إلا حلمـــا *** في الكرى أو خلسة المختلس
والتقطيع :
جادك الغيث إذا الغيث همى
ج ا د ك ل غ ي           ث ا ذ ل غ ي            ث هـ م ى
فاعلاتن                  فعلاتن                    فعلا
يا زمان الوصل بالأندلس
ي ا ز م ا ن ل        و ص ل ب ل ا ن              د ل س ي
فاعلاتن                  فاعلاتن                     فعلا
 فالموشحة من بحر الرمل ، وعروضها ( ثهمي) مخبــــونة محذوفة ، والضرب ( دلسي ) مخبون محذوف 0
2)        ما لم يوافق البحور الخليلية ، وجاء عل غير أوزان أشـعار العرب ، وهو الجم الغفير من الموشحات ، وقــد وردت له عدة صور هي :
أ ـ المزج بين الأبحر الخليلة المستعملة 0
ومن أمثلته:
فمــــا تســـألني عـــنه  *** ولا تبــــالـــــي
لـــقد حملتــــني مـــنه *** فوق احتمــــــالـي
التقطيع :
لقد حملتني منه فوق احتمالي
ل ق د ح م ل       ت ن ي م ن هـ        ف و ق ح ت م ا ل ي
مفاعلتن             مفاعلتن                      مستفعلاتن
ب ـ تجزئة الأوزان العروضية الخليلية   
 ومن أمثلة ذلك :
لا تبــعـــن الهــــوى *** إلــــى أفـــاجيـــه
حتى يقــــول فريــــق *** رقــــت حــواشـــيه
التقطيع :
لا تبعن الهوىإلى أفاجيه
ل ا ت ب ع ن     ن ل هـ وى     ا ل ي ا ف ا      ج ي هـ ي
مستفعلن             فاعلن           مستفعلن           فاعلن
ج ـ استحداث أوزان جديدة لم يستعملها العروضيون في الشعر من قبل 0
ومن أمثلة ذلك :
كللي يا سحب الربى بالحلـي *** واجعلي سوارك منعطف الجدول
التقطيع : 

كللي يا سحب الربى بالحلي
ك ل ل ل ي ي ا      س ح ب ت ي      ج ا ن ر ر ب     ي  ب ل ح ل ي
فاعلاتن             فاعلن               مستفعلن           فاعلن
واجعلي سوارك منعطف الجدول
و ج ع ل ي س       و ا ر ك          م ن ع ط ف ل           ج د و ل ي
فاعلات           فاعل           مستعلن               فاعلن
والموشحات بأوزانها المتنوعة منها ما تستسيغه الأذن الغــربية ، وترتاح إليها ، ولا ترى فيه خروجا عمّا ألفت من نغم موسيقــي ، ومنها ما كان مضطرب الوزن مهلهل النسج مفكك النظـم 000(1) ؛ لأنها لا تعطي إيقاعا موسيقيا ، أو تتجاوب الأنغام فيه 0
خامسا : الزجل : ـ
   وهو فن أندلسي ـ أيضا ـ اخترعه رجل يقال له ابن قزمان  وقد عرف قديما بإمام الزجلين ، وإن كان يقال أن رجلا يسـمى راشد سبقه في اختراع الزجل ، ولكن ابن قزمان غلب عليــه ببراعته في تأليف الأزجال ، وأوزان الأزجال أكثر من أن تحصى في مثل هذا المجال ؛ لأنّهم قالوا صاحب ألف وزن ليس بزجال ، وكانت نشأة الأزجال متأخرة في ظهورها عن الموشحات ، ولكن الفرق بين الزجل والموشح ، أن الزجل عبارة عن أبيات كل منها يتكون من شطرة واحدة ، وعندما نتأمل ذلك فإننا نجد أنّ معظم شعراء الأغاني الشعبية في مصر قد كتبوا الزجل ، ووضـعت له الألحان ، وتغنى به المغنون 0
  ومن أمثلة هذه الأزجال الجميلة الهادفة ، ذلك الزجــــل 0
لبريم التونسي :
شمس الأصيل دهبت خوص النخيل يا نيل
تحفة ومتصورة في صفحتك يا جـــميل
والناي على الشط غنى والقدود تمـــيل
على هبوب الهـــوى لمّا يمرّ عــليل
التقطيع :
شمس الأصيل دهبت خوص النخيل يا نيل
ش م س ل ا ص ي ل    د هـ هـ ب ت     خ و ص ن ن خ ي ل     ي ا ن ي ل
مستفعلان           فاعلن           مستفعلان          فعلان
سادسا : الكان كان :
   وهو فن من الفنون البعة المستحدثة ، قال عنه صـــفي الدين الحلي " : له وزن واحد وقافية واحدة ، ولكن الشطر الأول مـــن البيت أطول من الشطر الثاني ، ولا تكون قافيته إلا مردوفة قبــل حرف الروي بأحد حروف الغلة ، ومخترعوه البغداديون ، ثم تداوله الناس في البلاد فلم يجاهم فيه مجار ، ولم يدخل لهم مبار في غبار  وسمي بذلك لأنهم أول ما اخترعوه لم ينظموا فيه سوى الحكايات ، والخرافات ، والمنصوبات والمراجعات ، فكان قائله يحكي مـا كان كان ، ولفظه قالب لذلك ، وقابل له إلى أن كثر واتسع طريق النـظم فيه ، وظهر لهم مثل الشيخ العلامة قدوة الأفاضل شمس الدين بـن الجوزي ، والشيخ الفاضل الكامل شمس الدين محمد ، فنظموا فيـه المواعظ ، والأمثال ، والحكم ، فتداولها الناس ، وصارت إلـى الآن تستحضر في المذكرات ، ويذاكر في المحاضرات (2)0
    وكان هذا الفن معروفا في مصر في القرن السادس الهجـري ، وأن الشعراء تداولوه ، وأطلقوا عليه الزكالش (2) 0
زمن نماذج الكان كان:
قول شمس الدين الكوفي :(3)
يا قاسي القلب مالك تسمع ومـا عندك خبر
                                ومن حرارة وعظي قد لانت الأحجار
أفنيت مالك وحالك في كل ما لا ينفـــعك
                              ليتك على ذي الحالة تقلع عن الإصرار
تحضر ولكن قلبك غايب وذهنك مشتــعل
                             فكيف يا متــخلّف تحسب من الحضّار
ويحك تنبه يا فتى وافهم مقالي واستمـــع
                            ففي مجالس محاسن تحجب عن الأبصار
يحصي دقائق فعلك وغمز لحظك يعلـــمه
                              وكيف تــغرب عنه غوامض الأسرار
نلوث قولي ونصحي لمن تـــدبر واستمع
                             ما في النصيحة فضيـحة كلا ولا إنكار
ومن الباحثين(1) من يذكر " ونلاحظ أن " كان وكان  لـه وزن واحد وقافية واحدة ، ولا تكون قافيته إلا مردفة ( أي يكون حرف الروي ساكنا ، وقبله حرف لين ساكن ألف أو واو أو يـاء ) 000ووزنه :
مستفعلن فاعلاتن *** مستفعلن فاعلاتن
ومن أمثلته :
قم يا مقصــــر تضرع *** قبل أن يقولوا كــان وكـــان
للـــبر تجري الـجواري *** فــي البـــحر كالأعـــلام
التقطيع :
قم يا مقصر تضرع
ق م ي ا م ق ص                              ص ر ت ض ر ر ع
مستفعلن                                        فاعلاتن
قبل أن يقولوا كان وكان
ق ب ل ن ي ق و             ل و ك ن و ك ا ن
مستفعلن                       مستفعلان
للبر تجري الجواري
ل ل ب ر ر ت ج                  ر ل ج و ا ر ي
مستفعلن                          فاعلاتن
في البحر كالأعلام
ف ل ب ح ر ك ل                          ا ع ل ا م
مستفعلن                               فعلان
سابعا: فن المواليا :
   يرى مؤرخو الأدب أن أهل واسط أول من اخترعوا المواليا ، ثم انتقل منهم إلى البغداديين الذين هذبوه ، وأجادوا فيه حتى عرفوا به دون غيره ، وهو من الفنون التي لا يلزم فيها مراعاة اللغة العربية  فلابد فيه من اللحن ، ويمكن أن يكون الموال المعــروف الآن في الشعر العامي تطور لهذا اللون من النظم لاسيما وأن كل منهما يكثر مجيئه من بحر البسيط 0
أجزاءه:
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعل *** مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعل
ومثاله قول بعضهم :
يا عبد أبكي على فعل المعاصي ونوح * هم فين جدودك أبوك آدم وبعده نوح
دنيا غرورة تجي لك في صفة مركب * ترمي حمولها على شط البحور وتروح
التقطيع :
يا عبد أبكي على فعل المعاصي ونوح
ي ا ع ب د ا ب   ك ي ع ل ي   ف ع ل ل م ع ا   ص و ن و ح
مستفعلن         فاعلن            مستفعلن          فعلان
هم فين جدودك أبوك آدم وبعده نوح
هـ م ف ت ج د ل   د ك ا ب و ك  ا ا د م و ب ع   د هـ ن و ح
مستفعلن         فاعلن            مستفعلن          فعلان
   وهذا اللون يطلق عليه الأعرج 0
النوع الثالث من الأوزان المستحدثة :
   وعندما نتبع ما حدث من ثورة على النظام التقليدي للقــصيدة العربية سوى ما تقدّم من أوزان مستحدثة فإننا نجد أنه ظهر في هذا المجال ما يسمى :
1)        المسمط                      2) المزدوج
2)        المخمس                     4) الشعر الحر
أولا :المسمط :
   والمسمط لون من الشعر استحدثه الشعراء العــباسيون في إطار تجديدهم في الإيقاع الشعري ، وقد اهـــتدوا إليه نتيجة لمحاولاتهم في التلوين في الأداء الموسيقي ، والمسمطات تشبه إلى حد كبير المخمسات ، ولا تختلف عنها إلا في صعوبة نظام التقفية فيها ، ويمكن أن نضبط نظام القصيدة في المسمطات بأن تتكرر قافيتان أو أكثر بعد كل عدد من الأبيات ، وعلى هذا يمكن أن تدرج الموشحات تحت هذا النوع ، وقد ترتقي المســـمطة درجة حيث تكون كل مجموعة من الأبيات نظاما خـــاصا في قافيتها بحيث تخضع كل المجموعات داخل المسمطة لشـــكل زخرفي خاص في قوافيها ، وهذا النظام يقــتضي أن تختتم كل مجموعة بقافية متماثلة هذه القافية التــي تختــتم بها كـل المجموعات هي عادة قافية مطلع المسمطة ، أو قــافية خـتام المطلع ، وتسمى عمود المسمطة ، واشتقاق التسميط من السمت وهو أن تجمع عدة سلوك في ياقوتة أو خرزة ما ، ثم تنـظم كل سلك منها على حده باللؤلؤ يسيرا ، ثم تجمع السلوك كـلها في زبرجده ، ثم تنظم ـ أيضا ـ كل سلك على حدته ، وتصنـع به كما صنعت أولا ومن أمثلة المسمطات :
توهمت من هند معالم أطـلال * عفاهن طول الدهر في الزمن الخالي
مرابع من هند خلت ومصايف * يصيح بمغنــاها صد وعوازف
التقطيع :
توهمت من هند معالم أطلال
ت و هـ هـ م    ت م ن هـ ن د ن   م ع ا ل    م ا ط ل ا ل ي
فعولن           مفاعيلن           فعولن        مفاعيلن
عفاهن طول الدهر في الزمن الخالي
ع ف ا هـ ن   ن ط و ل د د هـ     ر ف ز ز    م ن ل خ ا ل ي
فعولن           مفاعيلن             فعول        مفاعيلن
ثانيا : المزدوج :
   هو أن تكون أبيات القصيدة مشطورة أي أنّ البيت عبــارة عن شطرة واحدة( ثلاث تفعيلات أو أربع ) بحسب البحر الذي نظمت فيه  وأن كل بيتين منها أي كــل شطرتين أصلا تجمعهما قافية واحدة ، وحرف روي واحد ، وعندما نقرأ الشطرة المكونة من ثلاث تفعيلات مثلا ، أو أربع تفعيلات نعتبرها بيتا كاملا لا نصف بيت 0كــما أنّ القافية ، وحرف الروي يتغيران في البيتين التاليين ، ولــذلك فإنّ الطريقة المثلى في كتابة المزدوج ألا توضع الشطـرتان أي البيتان في سطر واحد ، ولكن توضع الشطرتان في سطرين متـتاليين تحت بعضهما بحيث تكون كل شطرة في بيت مستقل ، وعلى سببل المثال فإن الأبيات التالية لأبي العتاهية تكتب هكذا :
العيش فيما جاوز الكفافا
من اتقى الله رجا وخافا
حسبك فيما تبتغيه القوت
ما أكثر القوت لمن يموت
إن الشباب حجة التصابي
روائح الجنة في الشباب
فهذه ستة أبيات كل بيتين مزدوجين ، أي تجمعهما قـافية واحدة ، وحرف روي واحد 0
التقطيع :
العيش فيما جاوز الكفافا
ا ل ع ي ش ف ي      م ا ج ا  و ز ل     ك ف ا ف ا
مستفعلن                مستفعلن           متفعلن
من اتقى الله رجا وخافا
م ن ت ت ق ل         ل  ا هـ ر ج ا       و خ ا ف ا
متفعلن                مستفعلن              متفعلن
حسبك فيما تبتغيه القوت
ح س ب ك  ف ي         م ا ت ب ت غ ي    هـ ل ق و ت و
مستعلن                   مستفعلن                مستفعل
ما أكثر القوت لمن يموت
م ا أ ك ث ر             ق و ت ل م ن        ي م و ت و
مستعلن                   مستعلن                متفعل
   وقد اتجه الشعراء لهذا اللون المزدوج لنظم القـصص الطويلة ، وحقائق العلوم المختلفة ؛ ليسهل حفظها مثل قول ابن مالك فـــي ألفيته في النحو ، والصرف مثل :
كلامنا لفــظ مفيد كاستقـــم  * واسم وفعـــل ثم حرف الكلم
ثالثا المخمسات :
    وبنظرتنا إلى الشعر العباسي نجد أنّهم اهتدوا إلى شكل جديد يعد فريدا من نوعه ، والشكل في حد ذاته ينطوي على تجديد كبـير في نظام التقفية هذا الشكل هو المخمس ، ومعنى المخــمس أن يأتي الشاعر بخمسة أقسام ( شطرات ) على قافية ثم بخمسة أخرى ، في وزنها على قافية غيرها وكذلك إلى أن أن يفرغ من القصيدة هذا هو الأصل(1) ، وتكون الأشطار الخمسة بمثابة الدور ، وهناك نوع آخر من المخمس ، يأتي فيه الدور ، وقد اتحــدت فيه القافية في أربع شطرات فقط ، أما الشطرة الخامسة فتكــون مخــتلفة عن قافية الشطرات الأربع الأولى ، ثم يأتي الدور الثاني ويحـتوي على أربع شطرات تختلف في قافيتها عن الشطرات الأربع الأولى ، ثــم يأتي الدور الثاني ويحتوي على أربع شطرات تخــتلف في قافيتها عن الشطرات الأربع الأولى في الدور الأول ، أما الشطرة الخـامسة من الدور الثاني فتتحد في قافيتها مع الشطرة الخامسة من الدور الأول وهكذا حتى تنتهي القصيدة 0وإليك الشكل التوضيحي :
         ــــــــ ب       ــــــــــ ب  
                                                           دور
 ــــــــ ب        ــــــــــ ب
                        ــــــ ج
        ــــــــ د         ــــــــــ د
                                                           دور
        ــــــــ د         ــــــــــ د
                       ـــــــ ج
ومن أمثلة هذا النوع من المخمسات قول صفي الدين الحلي :
قبيح بمن ضاقت عن الرزق أرضه* وطول الفلا رحب عليه وعرضه
ولم يبل سربال الدجى منه ركـــضه * إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه
فكل رداء يرتديه جميل
    وهذه المخمسة من بحر الطويل :
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
   تقطيع المخمسة :
  البيت الأول :
قبيح بمن ضاقت عن الرزق أرضه
ق ب ي ح ن     ب م ن ض ا ق ت    ع ن ر ر ز    ق ا ر ض هـ و
فعولن            مفاعيلن           فعولن        مفاعلن
البيت الثاني :
وطول الفلا رحب عليه وعرضه
و ط و ل ل    ف ل ا ر ح ب ن     ع ل ي هـ     و ع ر ض هـ و
فعولن          مفاعيلن           فعولن        مفاعلن
البيت الثالث:
ولم يبل سربال الدجى منه ركضه
و ل م ي ب     ل س ر ب ا ل د     د ج ي م ن     ه ر ك ض هـ و
فعولن          مفاعيلن           فعولن        مفاعلن
البيت الرابع :  
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه
إ ذ ل م ر    ء ل م ي د ن س     م ن ل ل ء    م ع ر ض هـ و
فعولن          مفاعيلن             فعولن            مفاعلن
البيت الخامس :
فكل رداء يرتديه جميل
ف ك ل ل    ر د ا ء ن ي ر     ت د ي هـ     ج م ي ل و
فعول          مفاعيلن             فعول         مفاعي
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

Previous Post Next Post