-تاريخ العمل التطوعي ونشأته:تناولت كثير من الدراسات مثل دراسة كل من:(النعيم،2005م) (القرشي،2002م) (المنيف،2005م)(الشبيكي،1992م و(الباز،2002م)و(الشهراني،2006م)نشأة العمل التطوعي وتاريخه وأكدت أن العمل التطوعي نشأ بنشأة الإنسان وبداية الخليقة وفي كل مكان نشأت فيه حضارة من الحضارات ،حيث دلت الصور والرسوم الموجودة على المعابد الفرعونية على أن العمل التطوعي يتمثل بمساعدة الآخرين ، وكذلك كان اهتمام الإغريق الأغنياء بالفقراء وأبناء السبيل بتوفير الطعام وتقديم المساعدة ،كما أن الرومان كان العمل التطوعي يتمثل بطبقة النبلاء حيث يوزعون المساعدات على الفقراء وأكدت الفلسفات الإنسانية كالكنفوشية والهندوسية على أهمية التطوع في الحياة الاجتماعية وممارسته كجزء من العبادة التي دعت إليها ، وفي الأديان السماوية كذلك ففي اليهودية هناك نصوص تحدد نماذج العمل التطوعي ومنها الوصايا العشرانية نزلت على موسى عليه السلام ومنها النظر للمساكين وتقديم العون لهم ،أما النصرانية فقد جاءت مكملة لليهودية واستمراراً لها في الإحسان ورعاية المحتاج فهناك نصوص تدل على الرعاية الاجتماعية والاهتمام بالأيتام والأرامل ، وفي العصر الجاهلي فقد اتصف العرب بصفات حميدة منها إغاثة اللهفان ومساعدة المحتاج ونصرة المظلوم ومن ذلك حلف الفضول الذي عقدته بعض بطون قريش لنصرة المظلوم يمثل صورة حية للعمل التطوعي (الشرباصي،1981م،33)
وأخيراً جاء الإسلام ليحارب الفقر ويقرر التكافل الاجتماعي ويدعو له ويقرر حق الفرد المحتاج على المجتمع المسلم ،فالفرد الذي يعجز ولا يستطيع إعانة نفسه أو إعانة ذويه يصبح المجتمع مسؤولاً عنه ،وكان لعلماء الدين الإسلامي والموسورين دور كبير في الجهود التطوعية التي تعتمد على الفرد والمنظمات الخيرية من خلال شحذ همم أفراد المجتمع للتطوع في أعمال الخير والبر فتأسست المساجد والمدارس والمستشفيات ودور الأيتام وخدمة الحجاج ومساعدتهم .
ويشير(زرمان،1421هـ،7)لولا الأعمال التطوعية التي يقدمها المسلمون للحجيج ومساعدتهم لما كان بإمكان التعليم أن يحرز تقدماً في خدمة الحجاج والانتشار الواسع في ذلك والذي أهلهم لقيادة البشرية .
ولقد حدث تطور كبير في تاريخ ومسيرة العمل التطوعي بظهور المنظمات والجمعيات الخيرية التي أسست بدافع إنساني لمساعدة الجمعيات المحتاجة مثل جمعية Philadelphia Society for Alleviating the Miseries of Public Prisonersوهي جمعية ومنظمة خيرية أسست عام 1787 م لتخفيف معاناة المسجونين،وMassachusetts Charitable Fire Society وهي منظمة خيرية أسست في عام 1794 م لمساعدة ضحايا الحرائق
وذكر(النعيم،2005م،56)أن عدد المنظمات الخيرية في أوروبا والاتحاد الأوروبي بنحو مليون منظمة تهدف إلى تقديم المساعدات للفقراء والمعاقين والأطفال ورعايتهم وتأهيلهم وحماية البيئة والأسرة والصحة العامة .
وفي الولايات المتحدة الأمريكية ما يزيد عن مليون منظمة تطوعية وخيرية تقوم بمكافحة المخدرات وإيواء المدنيين والعناية بالمسنين.
وفي المملكة العربية السعودية فقد اعتنت الحكومة بالعمل التطوعي والخيري من أجل تقديم العون للمحتاجين والأرامل والمساكين والمطلقات والأيتام والمرضى من خلال تقديم العون المادي لهم ، ويوجد بالمملكة العربية السعودية ما يقارب 245 جمعية ومنظمة تطوعية وخيرية (الشهراني،2006م،8)
وأخيراً يجب التأكيد والإشارة أن العمل التطوعي إما أن يكون على مستوى الجهد الفردي أو الجهد المؤسسي حيث أنه في أغلب دول العالم المتقدمة وجود مؤسسات وهيئات وجمعيات تعنى بتنظيم العمل التطوعي ،حيث تشير التجارب العالمية إلى نجاح تلك المؤسسات والجمعيات في إيصال الخدمة، ويذكر(يعقوب والسلمي،2005م، )إلى أن الأسباب تعود إلى امتلاك الجمعيات والمنظمات والمؤسسات الخيرية سرعة اتخاذ القرار وإلى التركيبة الإدارية تخلو من التعقيد والبيروقراطية وإلى الدوافع الإنسانية وعدم وجود الربح المادي لها وتوافر العناصر البشرية الكافية