قصيدة أموا عميد قريش في أرومته 
يومٌ لرغدان من أيام عدنان أعاد ما كان من عزّ وسُلطان
لن يبلغ العرب ما يرجون من رغد إلا إذا اغترفوا من بحر رغدان
وحكمة تقف الأحداث حائرة إزاءها وهي في ذل وإذعان

هي قصيدة لشاعر الأردن مصطفى وهبي التل (عرار) القاها بمناسبة الاحتفال الذي اقامته بلدية عمان
بمناسبة زيارة الزعيم السوري عبدالرحمن الشهبندر الى الأردن و استقبال الأمير عبدالله _ انذاك _ له.


يوم لرغدان من ايام عدنان ... أعاد ما كان من عز و سلطان

تزاحمت فيه أبطال غطارفة ... من الاعراب من شيب و شبان

يؤمهم مِدرَهٌ كالدرّ منطقه ... ينسيك ما قيل عن قُسٍّ و سحبان

و بينهم من سراة القوم انجبهم ... ما شئت من ادب جمٍّ و عرفانِ

يدعون للوحدة الغراء ، لا وجل ... فيهم ، ولا بينهم فيه لونان

موفقون الى الخيرات يعصمهم ... حزمٌّ تفجر من عقل و ايمان

جائت دمشق الى عمان زائرة ... و طالما سادت الأوطان أوطاني

ان الحمية ما زالت كعهدكم ... ذخر الميامين من علياء عدنان

و الهاشميون ادرى الناس قاطبة ... بأن زمزم و الأردن صنوان

اذا تفرقت الاسماء و اختلفت ... فالقصد يجمع اخوانا باخوان

أمُّوا عميد قريش في أرومته ... و ما لهم غيره من موئل ثاني

هو البقية فيهم و الملاذ لهم ... و السابق الفذ لا كلٌّ ولا واني

لن يبلغ العرب ما يرجون من رغدٍ ... الا اذا اغتَرفوا من بحرِ رغدانِ

علمٌ و فضلٌ و أراءٌ مسددةٌ ... و همّةٌ تجعلُ القاصي هو الداني

و حكمةٌ تقف الأحداث حائرةً ... ازاءها و هي في ذلٍّ و اذعانِ

ان السياسة في رفقٍ بلا صخبٍ ... غير السياسة في مينٍ و بهتانِ

و كاذب الفعل لن يفلح وان صدقت ... منه الألاعيب حينا بعد احيانِ

فمرحبا بزعيم لم يرمُ أبدا ... غير الحقيقة في سرٍّ و اعلان

و حوله نخبةٌ ملءُ العيون ... لهم قدرٌ سما شرفاً ما فوق كيوانِ

فحقق الله امالا معلقةً ... بكم و زين تيجاناً بتيجانِ

حتى نرى العرب من أبناء مملكةٍ ... توحدت تحت ظل السابق الباني




واستغرق بناء قصر رغدان ثلاث سنوات، من عام 1924م وحتى عام 1927م، ولعل السند في تحديد هذا التاريخ هو استقبال سمو الأمير عبدالله للشعراء فيه، وحدث أن الشاعر العراقي عبدالمحسن الكاظمي أورد في ديوانه أنه زار قصر رغدان عام 1927م، وأنشد فيه يقول:
هل مثل رغدان في الورى علمُ تأوي إليه الــدنيـا وتلتجىء
أولــه للعلا وآخره  منتهى للندى ومبتـدأ
لو جرؤ المالكون أن يصلوا      إلى أدانــي عٌلاه ما جرؤا
هيهــات لا يرتقي البغاة إلى      ما يرتقي في العلا وقد خسئوا

        
وقصر رغدان هو البداية لمجمع العمارة الهاشمية التي تقف بزهو امتدادا لاكثر من حضارة شهدتها عمان من عهد عين غزال التي هي من اوائل المستوطنات البشرية في العالم الى تاريخ العمارة الرومانية والتي إن وقفنا في وسط الساحة الهاشمية وأجلْنا النظر نحو الغرب والأعلى، نرى امتداد سور عمان بحجارته الضخمة وأطراف القلعة الكبيرة تتربع فوق جبل الطهطور(الحسين حاليا) ولتمتد نحو الغرب لتلتقي مع الأعمدة الباسقة التي هي بقايا معبد والى جوارها معاصر زيتون وعنب وامتداد لشوارع مبلطة كانت أسواقا تجارية.

Previous Post Next Post