التنمية و التخطيط
مقدمة:
يتطلب تخطيط التنمية فهماً كاملاً، لأهداف المنظمة وسياساتها وخططها، لتحقيق هذه الأهداف، كما يتضمن تحديد الاحتياجات المستقبلية على مختلف المستويات والفئات لكل قطاع. لأن تحديد تلك الاحتياجات، يعكس الى درجة كبيرة سياسة التعليم والتدريب واتجاهاتها، ويرشد الى مواطن الضعف والقوة في طاقاتها، بغية العمل على معالجة جوانب الخلل والقصور فيها. و يعتبر التخطيط إحدى الوظائف الأساسية للإدارة الحديثة ، لما له من أهمية في تحقيق التنمية ، فهو الأساس والمتطلب الرئيسي للتنمية الإدارية ،و أول من أبرز فكرة التخطيط الاقتصادي العالم النرويجي كريستيان شوبنهيدر في بحث نشره عام 1910 ثم طورت الفكرة من الناحية العملية أثناء الحرب العالمية الأولى (1914-1918) في ألمانيا كأسلوب لإدارة الحرب وتبعتها بريطانيا والدول الأخرى للتوازن بين الحرب والاقتصاد القومي  وبعد الحرب هدأت الأوضاع وفي (1929-1930) حدث "الكساد العظيم" فعاد   المجتمع الغربي لفكرة التخطيط الاقتصادي  كعلاج حاسم و برزت أفكار جون ماينارد نتيجة البطالة المزمنة وقلة الاستثمار وتردت الأوضاع , بعد ذلك جاءت الحرب العالمية الثانية (1939-1945) فكانت الضرورة لاتخاذ التخطيط السليم للموارد الاقتصادية والسير بالمجهود الحربي وفي أعقاب الحرب وضحت أهمية التخطيط الاقتصادي بالنسبة للدول التي خربتها الحرب لأعمارها وإنعاشها من جديد واشترطت الولايات الأمريكية لمنح معوناتها تخطيطا شاملا لمشروع الإنعاش الأوربي ( مشروع مارشال) .
وقد بدأ علم التخطيط بسيطاً إلى أن أصبح علماً واسع الحدود ، له نظرياته ومبادئه ، وأركانه ، وأنواعه ، و التي تطورت مع تطور حاجات الإنسان و التي واكبت تطور عقله ، ومداركه ، واتسعت حدود تفكيره ، فتجاوزت دائرته الشخصية الفردية إلى حدود الآخرين ، فكان التخطيط نتاج هذا التفكير ، يتعدى حدود الحاضر ، الأمر الذي أدى إلى تحول التخطيط مع مفاهيمه من المفاهيم البسيطة إلى المفاهيم المعقدة ، وتنوعت أنواعه ، بتنوع مجالاته حيث تدرج من التخطيط البسيط إلى التخطيط الاستراتيجي .
وقامت بعض الدول كالفلبين وبورما واندونيسيا و دول أمريكا اللاتينية بأخذ فكرة التخطيط القومي لتحقيق التنمية بمعدلات سريعة وفي فترة وجيزة للتغلب علي الفقر والتخلف وانخفاض مستوي المعيشة, كما اتجهت بريطانيا للتخطيط الاقتصادي المركزي عندما تولي حزب العمال الحكم وانتهت عام 1951 بعد تولي حزب المحافظين الحكم لرغبتهم بالاقتصاد الحر , ولكن الكثير من الدول انتهجت أسلوب التخطيط ككندا والهند وجنوب إفريقيا ودول أوربا الشرقية.
العوامل التي ساعدت علي الاتجاه المتزايد نحو التخطيط:
·        أثر الكساد العظيم (1929-1932) في زعزعة ثقة الناس في الأسلوب التلقائي علي تحقيق النمو الاقتصادي المستمر والتغلب علي الأزمات المتكررة والبطالة المزمنة.
·        اندلاع الحربين العالمتين الأولي والثانية كان سببا مباشرا لتأييد فكرة التخطيط الاقتصادي في كثير من الدول الغربية لتتمكن من متابعة الحرب.
·        الدمار المادي من بعد الحرب العالمية الثانية والحاجة الملحة لإعادة التعمير و وضع خطط للتنمية
·        وضوح الرؤيا لأسباب النمو الاقتصادي وأن التخطيط هو الأسلوب البديل لنجاح التنمية الاقتصادية السريعة.
تعريف التخطيط:
يعرف التخطيط بأنه عملية مفتوحة تكفل التفاعل الحقيقي بين ما هو متوفر من المعطيات والإمكانيات وكافة المدخلات من جهة ، والمخرجات المحيطة من جهة أخرى ، فالتخطيط هو عملية تضمن تحديد مختلف الأهداف ، والسياسات ، والإجراءات ، والبرامج ، وكذلك طرق العمل ، ومصادر التمويل ، ومعرفة المشاكل المتوقعة وطرق معالجتها .
ونتيجة لأهمية هذا العلم فقد تصدى له العلماء والباحثون رغبة في الوصول إلى تحديد وتعريف هذا العلم ، وفي هذا المجال يقول فارويك حيث عرف التخطيط بأنه : "عملية ذكية ، وتصرف ذهني لعمل الأشياء بطريقة معينة للتفكير قبل العمل ، والعمل في ضوء الحقائق بدلاً من التخمين .
ويقول بالدوين في تعريفه للتخطيط أنه : أسلوب لاستخدام الموارد النادرة المتاحة في المجتمع بما يحقق الحصول على أقصى إشباع ممكن .
أما واترسون فيقول بأن التخطيط هو : "عبارة عن اختيار أحسن البدائل المتاحة لتحقيق أهداف محددة .
إن ما يمكن استنتاجه من هذه التعريفات المتعددة ، أنها تلتقي جميعاً في عناصر مشتركة ، هي في الواقع الأركان الرئيسية للتخطيط ، وهذا ما يؤكد أنه بالرغم من تعدد هذه التعريفات.
و لذلك قامت الدول المتطلعة لعمليات التنمية بمواجهه التخلف الاقتصادي وذلك بعدم ترك الاقتصاد القومي للعوامل التلقائية والمصالح الفردية وأخذت بالأسلوب البديل وهو أسلوب التخطيط .
أهمية التخطيط للتنمية :
1.     التنمية غير المخططة نتائجها غير مؤكدة.
2.     التنمية غير المخططة قد تفضي إلي الضياع الاقتصادي.
3.     التنمية غير المخططة لا تحقق النمو للتوازن الاقتصادي القومي.
4.     التنمية غير المخططة لا تساهم في مشروعات التنمية الأساسية.
5.     التنمية غير المخططة لا تضمن اختيار مشروعات التنمية.
6.     التنمية غير المخططة لا تضمن معدلات النمو المتطلبة.
7.     التنمية غير المخططة لا تحقق العدالة الاجتماعية.
أهداف التخطيط لمجالات التنمية:
1.     يساعد التخطيط علي وضع أهداف واضحة للتنمية وتعتبر مقياس لنجاح العمل.
2.     يضمن التخطيط الارتباط المنطقي بين القرارات.
3.     يحدد التخطيط مراحل العمل والخطوات التي تتبع والطريق الذي يسلكه العاملون.
4.     يعمل التخطيط علي تحقيق التناسق بين الأهداف كي لا تتعارض مع بعضها.
5.     يعاون التخطيط  في التعرف على مشكلات المستقبل ودراستها وإيجاد الحلول لها.
6.     يساعد التخطيط علي ضبط النفقات والاستخدام الأمثل للموارد لتحقيق الكفاءة الإنتاجية.
7.     يزيد التخطيط من فاعلية المديرين في اتخاذ القرارات الصائبة.
8.     يوفر التخطيط وسائل الرقابة الداخلية والخارجية والمتابعة على التنفيذ.
9.     يحقق التخطيط الأمن النفسي للعاملين لأنها تقلل من الأخطاء فترفع من إنتاجيتهم.
Previous Post Next Post