نقطة الصفر
وهي تلك النقطة التي يفترضها الباحث بداية لتغير اجتماعي في المتجمع المعني، ومنها يبدأ قياس التغيرات الاجتماعية في المجتمعات التي خضعت لعوامل التغير.
إن افتراض نقطة صفر للمقارنة بين فترة سابقة على التغير وفترة التغير في مجتمع معين تقتضي إتباع طرق منهجية مختلفة في الحالتين، ففي دراسة المجتمع في حالة الاستقرار (أي فيما قبل التغير) يستخدم الباحث المدونات والوثائق التاريخية ويعتمد على جوانب من الفولكلور كالأدب الشعبي من قصص وأساطير وأمثال جارية، كما يعتمد على ذاكرة المسنين وفي هذه الحالة تتجه الدراسة نحو ثقافة المجتمع منهجاً وموضوعاً استناداً إلى أن الثقافة يمكن أن تعيش من خلال المصادر أجيالاً بعد الأجيال التي أنشأتها وصاغتها، أما في دراسة المجتمع في فترة التغير فيعتمد الباحث على الملاحظة والوقائع الإحصائية.
ترى (لوسي ميرو) أن نقطة الصفر هي تحول تاريخي يتحدد بدخول عوامل مؤثرة في المجتمع المعني، ففي دراسة أجريت على قرية شاميريت في الهند إلى اتخاذ عام 1948م نقطة الصفر إذ قسمت البلاد إلى جزأين هما الهند وباكستان أي أن ذلك العام هو حدث تاريخي ابتدأت عنده التغيرات الاجتماعية.
ورغم ما تحاوله بعض الدراسات من تحديد نقطة بدء تاريخي للتغيرات الثقافية والاجتماعية في هذه المجتمعات إلا أنها لا تحدد بالدقة بداية محددة لهذه التغيرات كما أنها لا تفصل فصلاً تاماً بين مرحلتي الوجود الاجتماعية المستقرة والمتغيرة، وهو ما يجعلها نقطة اعتبارية افترضت على طريقة التطور الاجتماعي.
بذلك نعد نقطة الصفر للتغير في المجتمع بداية تنفيذ برامج وخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة عام (1390) وبذلك يكون هذا العام نقطة صفر تفصل بين فترتين متعارضتين وغير متماثلتين، حيث يفصل ذلك التاريخ بين مرحلة سابقة على التغير ومرحلة التغير.