أهم خصائص ومظاهر التغير الاجتماعي في المجتمع السعودي تنحصر في الآتي:
1 – لقد كان مصدر التغير في المجتمع السعودي داخلياً، أي من تفاعل الأفراد داخل البناء الاجتماعي للمجتمع، التحول في مراكزهم ومكاناتهم الاجتماعية، بمعنى أنه يحدث من الآثار غير المباشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية على الأعضاء داخل النسق الاجتماعي، وهذا النمط من التغير يعرف في الدراسات الاجتماعية بالتغير التفاعلي، حيث أن العلاقات الاجتماعية بين الأفراد تكون في حالة تداخل السلوك أكثر منها في حالة من التوازن.
2 – قد يكون التغير من داخل البناء الاجتماعي ولكن لا يكون تفاعلياً في ظل القيم والمعايير الشرعية، بل قد يكون في بعض الأحيان صراعياً يقوم على فكرة الصراع وفكرة التعارض بين قوة التحضر وقوة المعايير الثقافية (الدينية أو الاجتماعية).
3 – قد يكون الصراع داخلياً بشكل مباشر ولكنه ثقافي، فيكون هناك مواجهة بين ثقافة المجتمع (المعايير الدينية والاجتماعية) وقيم التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تتبناها سياسة المجتمع، فقد تصطدم أهداف البرامج التنموية مع قيم ومعايير اجتماعية رئيسة مرتبطة بقوة ثقافة المجتمع، مثل تعليم البنات والتلفزيون في أول ظهور لها.
4 – ومن ناحية أخرى فإن إضفاء صفة الشرعية والحماية للجوانب الثقافية المعنوية في سياسة التغيير الاجتماعي أبرزت حقيقة بالغة الأهمية وهي حدوث (هوة ثقافية) بسبب التغير في العناصر المادية للمجتمع وثبات الجوانب الثقافية المعنوية أو تغيرها بنسبة أقل من تغير الجوانب المادية، ومعنى ذلك حدوث تخلف ثقافي كلما حدث تغير مادي.