تعاني البيئة من مشكلات متعددة ومتنوعة، وهي تعني المكان، والمأوى، والبيت، حيث يعيش الإنسان، ويعمل، ويطور حياته،  ويؤمن حاجاته.
 وجميع الكائنات الحية، بما فيها الإنسان تحتاج إلى ظروف بيئية مناسبة، متوازنة ومستقرة، هذا التوازن والاستقرار الذي تعرض عبر الزمن، ومازال يتعرض، للكثير من المشكلات والكوارث، التي تزايدت وتفاقمت حدتها، وأخذت أبعاداَ جديدة، خاصة بعد الثورة الصناعية، وعلى الأخص في العصر الحاضر، وتتجلى هذه المشكلات في تلوث التربة والماء والهواء، وتغير بيوسفير الكوكب بشكل عام.
إن الاهتمام بالبيئة وعناصرها المختلفة، كان وما زال وسيبقى أمراً ضرورياً لكل إنسان في كل مكان وزمان، ولأن معظم المشكلات البيئية ذات أبعاد جغرافية، مكانية محددة، والعلاقة بين علمي الجغرافيا والبيئة، علاقة قديمة متجددة، عكست باستمرار اهتمام كل منهما بالإنسان باعتباره من أهم عناصر البيئة، وعكست اهتمام الإنسان بالبيئة ومكوناتها وعناصرها.
لقد جاء هذا الكتاب منسجماَ مع هذا التوجه، وهذه العلاقة، بهدف التعريف بالكثير من المفاهيم، والمصطلحات، والمعلومات البيئية، والتعريف بالكثير من المشكلات البيئية، من تلوث، وتغيّر، وتدهور، واستنزاف تتعرض له الموارد الطبيعية، والأغلفة الجغرافية، والتعرف على الآثار والعواقب الناتجة عن ذلك، بالنسبة للإنسان وغيره من الكائنات الحية  وللبيئة بشكل عام، واقتراح أهم الإجراءات التي يمكن القيام بها، لحل هذه المشكلات والتخفيف من حدتها وآثارها السلبية، وبما يسهم في تعزيز المعرفة البيئية، وتوطيد الوعي البيئي، وزيادة الاهتمام بالبيئة وعناصرها المختلفة.

Previous Post Next Post