مراحل توزيع تدريس الخط العربي
يتوزع تعليم مادة الخط على أربع مراحل:
 أولاها: المرحلة المبتدئة، أو الابتدائية
وتشمل أربعة صفوف: الأول، الثاني، الثالث، الرابع، ويواجه المعلم في هذه المرحلة مشقة كبيرة في تدريب الطفل على الكتابة، لأن هذا التدريب يتطلب من التلميذ أن يبذل جهوداً عقلية وعضلية ترهقه؛ ولذلك، فإن التدريب يقتصر على نقل بعض الكلمات أو الجمل التي يعالج قراءتها ورسمها بالقلم، أو بصنع أشكال في حصة الرسم، ولا يطلب منه الدقة أو الإجادة، وصدق من قال: العلم في الصغر كالنقش في الحجر، ويتحسن أداؤه في النقل والمحاكاة كلما انتقل من صف إلى صف، وتتكون لديه القدرات، ويكتسب المهارات الكتابية في الصفين الثالث والرابع.
ثانيها: المرحلة الإعدادية
يوجه التلميذ فيها إلى تحسين خطه، ومحاكاة النماذج المقررة عليه، وتعليمه بعض الأسس والقواعد التي يقوم عليها علم الخط، ولعل الأجدى في هذه المرحلة أن يقتصر تدريبه على الكتابة بخط النسخ، لأنه يعايش هذا النوع من الخطوط في كتب القراءة التي تصاحبه، ولأن تدريبه على الكتابة، إنما يكون من هذه الكتب غالباً، ولا يحسن أن يستهلك التدريب على الخط الحصة كلها، لأن ذلك مدعاة للملل، ولإرهاق الجسم والعقل والعين، فلا بد إذن،  من ممارسة نشاطات أخرى كالحكايات والأناشيد وغيرها.
ثالثها: المرحلة الثانوية
ويدرب تلاميذ هذه المرحلة على خط الرقعة في الغالب، لأنه الخط المعتمد في كتاباتهم، ولا بأس من تدريبهم على استخدام خط النسخ في كتابة الآيات القرآنية، والأبيات الشعرية، والعناوين([1]).
والرابعة: المرحلة الجامعية
ويصطنع الطلبة والطالبات خطي: النسخ والرقعة في الساعة المعتمدة المخصصة لتدريس الخط، لأنهم سيقومون بتدريسهما في المراحل السابقة، ويُحمدُ تدريبهم على الكتابة بهما في كل محاضرة، ويحسن أن تتكرر العبارة الأنموذج في صفحتين متقابلتين من كراسات النماذج، تكتب في إحداهما بخط النسخ، وفي الثانية بخط الرقعة، على أن تكتب الصفحتان في محاضرة واحدة، حتى يتحسس المتعلمون الفروق بين الحروف، ويدركون القواعد التي يستقل بها كل نوع من هذين الخطين، وينبغي التوسع في تدريس الخط في هذه المرحلة، حتى يتمكن طالب العلم من الإلمام بالخط العربي وأنواعه ومشكلاته إلمامةً تفيده في حياته العملية.

([1]) انظر: الموجه الفني /365-366/ دار المعارف بمصر/1973 م.
Previous Post Next Post