أنواع درجات الكذب
تتعدد أنواع الكذب بتعدد دوافعه وأسبابه، ومن أكثر الأنواع شيوعاً:
أ. الكذب الخيالي:
وهو القول الناشيء من الخيال الواسع الذي يوجد في ذهن صاحبه، إذ تتكوّن في ذهن الطفل صوراً ومشاهد خيالية كثيرة لاواقع لها وراء الكلام فيتحدّث بها على أنّها حقائق واقعة. وبعضهم لايعد هذا النوع من الكذب لدى الأطفال كذباً حقيقياً لأنّ غايته ليست إخفاء حقيقة ما، ومنشأه التصورات الخيالية الموجودة في أذهان الأطفال. ولذا فإنّ على الآباء والمعلمين والمرشدين أن يوظّفوا قدرات الأطفال وقابلياتهم الخيالية في الجوانب العلمية والإبداعية واستثمارها في أحسن وجه، وأن لايصفوهم بالكذب لأنّ ذلك سيعودهم عليه فيما بعد.
ب. الكذب الالتباسي:
وهذا النوع من الكذب ينشأ لدى الأطفال بسبب التباس الحقائق عليهم فيخلطون بين الحقيقة والخيال. وهذا النوع من الكذب سرعان ما يزول عندما تبدأ القدرات العقلية بالنمو لدى الأطفال ويعالج الأمور معالجات عقلية ومنطقية.
وعادة ما يحدث هذان النوعان من الكذب في مرحلة الطفولة المبكرة.
أ. الكذب الادعائي:
وهو أن يدّعي الإنسان لنفسه أمراً ليس له، كأن يدّعي الطفل بأنّه يمتلك قدرة فائقة في مجال ما أو يدّعي بأنّه مظلوم ومن أبرز أسباب هذا النوع من الكذب شعور الطفل بالنقص. ويعالج عن طريق إمكانية المرشد في كشف النواحي الطيّبة لديه وتوجيهها أفضل توجيه.
ب. الكذب الانتقامي:
وهو الكذب الذي يكون دافعه الانتقام من الغير في سبيل إيذائهم والتقليل من شأنهم، ويقوم الأطفال بمثل هذا النوع من الكذب بدافع الغيرة من إخوانهم أو زملائهم نتيجة تفريق أهلهم أو معلميهم بالتعامل معهم، وعدم الاكتراث بمشاعرهم وأحاسيسهم. وعلاجه يتم من خلال مراعاة الآباء والمعلمين لقدرات الأطفال ومراعاة الفروق الفردية فيما بينهم وعدم إحراج الأطفال الذين تكون قدراتهم ضعيفة، وكذلك عدم المبالغة بتعظيم أصحاب القدرات العقلية والمهارية.
ت. الكذب الدفاعي أو الوقائي:
وهو الكذب الذي يمارسه الطفل بسبب الخوف الناشيء من المصير الذي سيلاقيه وقسوة العقاب الذي يتوقعه، أو بسبب الحفاظ على حسن صورته لدى الآخرين.
ويعالج هذا الكذب بعدم استخدام الشدة والقسوة في عقاب الأطفال، وبتعظيم الصدق وتحقير الكذب.
ث. كذب التقليد:
ويراد منه تقليد الأطفال لمن معهم من الآباء وغيرهم ممّن يحيطون بهم إذا كانوا يكذبون، ويمثل هذا النوع البادرة الأولى للأفعال السيئة عند الأطفال. إذ إنّ
الطفل إذا اعتاد على الكذب منذ صغره سيتخذه منهجاً في حياته والعكس بالعكس. ويعالج باعتماد أفراد العائلة الصدق وعدم الكذب ولو بالهزل فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) ما مضمونه: " لعن الله الكاذب ولو كان مازحاً".