تجارب الهيئة العالمية للمياه (IWA):
هنالك منظمات أهلية عالمية عديدة تعني بشئون مياه الشرب ، إلا أن الهيئة العالمية للمياه (IWA) ضمت في أطار إهتماماتها إنشاء فريق لدراسة الفاقد من المياه المنقاة وتقديم النصح في طريق تقليل هذا الفاقد (Water Loss Task Force-WLTF) . ويتكون WLTF من مجموعة من الأشخاص الذين يتعاملون مع التحديات الجديدة والتطورات العلمية وتقاسمها مع كل من يطلبها . وقد تم تكون هذا الفريق في عام 1997م لإيجاد مؤشرات أداء للفاقد من المياه . ونسبة لأهمية المسألة وأستمراريتها في دول العالم فقد تم في عام 2002م أعتبار WLTF جزءاً دائماً من IWA . وقد قدم الفريق العديد من الانجازات في هذا المجال كان أهمها المؤتمر التخصصي "Water Loss 2007" والذى عقد في مدينة بوخارست برومانيا في عام 2007م والذى شارك فيه 275 متخصصاً حضروا من 45 قطراً . وقد نشرت محتويات هذا المؤتمر (99 ورقة) في ثلاث أجزاء وفي الموقع الإلكترونى الخاص بـ IWA . كما استفاد البنك الدولي من مطبوعات WLTF في تحضير مجموعة من البرامج التدريبية ، كما تنشر في كل عدد من مجلة الـ IWA (Water 21) مقالات عن إدارة الفاقد في المياه ، والتنوير عن المبادرات الجديدة والتطورات ونتائج البحوث . ومن أهم ما أنجزه الفريق الإطار الذى أعدته كمرجع لأعداد ميزان متكامل لتقييم الفاقد من المياه (شكل 1) . وقد استخدمته العديد من الدول في أوربا وأمريكا وآسيا وأفريقيا لإعداد حالاتها الدراسية عـن الفاقد . وقد تم إستعراض بعضها في التجارب التي ذكرت سابقاً كالتجربة الإيرانية .
ورغم أيمان الفريق بعدم إمكانية المنع الكامل لفواقد المياه من الناحية العملية والاقتصادية ولكن في نفس الوقت يقفون بشدة ضد الفاقد الكبير الذي ينتج عن عدم كفاءة إدارة المرفق ويؤدي الى نقص في المياه وتكاليف عالية للتشغيل . ولا بد من وجود منطقة وسطى بين الحدين تمثل الوضع الأمثل لتخفيض الفاقد . وقد أعدت WLTF خارطة طريق يمكن إستخدامها في كل منطقة أو دولة . وتشمل هذه الخارطة: الأسباب المؤدية لوضع هدف محدد للخفض ، والعوامل التي تؤثر على الوصول الى الهدف ، وقياس سير العمل ، والخطوات الرئيسية لخفض التسربات ، وتناقص العائد من العملية ، وعنصر الوقت وغيرها . وليس من الممكن إبراز نجاحات هذا الفريق في حيز ضيق مثل هذا الأطار ، لذا نوصى بأن تضطلع أي جهة تبدأ في عملية كبح الفاقد على نتائج أعمال هذا الفريق والأستفادة منه .