· التجربة الصينية:
تستخدم الصين 385 بليون متر مكعب (72%) من مياهها المستخدمة سنوياً (وهي 535,5 بليون متر مكعب) لتروى مساحة وقدرها 50 مليون هكتار في السنة . وتهدف الى زيادة المساحة المروية إلى 60 مليون هكتار بعام 2015م ، مستخدمة نفس كمية المياه الحاليـة . وهذا يعني تخفيض استهلاك مياه الري بنسبة 20% في فترة ليست بالطويلة مما يتطلب تغييراً جذرياً في نمط ووسائل ريها الحالي . وتخطط الدولة إلى زيادة المساحات المروية بطرق حديثة من 1,4% الى 6% بعام 2015م . كما حولت الصين 25% من مساحاتها المزروعة ليتم أدارتها وتشغيلها بالمزارعين أنفسهم وتعمل على تحويل 25% من المساحة لإدارة مشتركة بين الحكومة والمزارعين وستبقى الـ 50% الأخيرة تحت إدارة الحكومة مباشرة . وتعمل الصين بأنتظام لأستنباط خير الوجوه لتقليل المياه المستخدمة على مستوى الحقل وبدأت في 1986م برنامج سمي "900 counties for water saving" بتكلفة قدرت حتى 2000م بـ 375 مليون دولار . وقد تم الأستفادة من النتائج الجيدة لهذا البرنامج لزيادة الوعي والمشاركة لدى المزارعين بفوائد الترشيد وعائداته . ورغم أن الدولة ترصد نوعية المياه ووضعت حدوداً لنوعية المياه للأستخدامات المختلفة ، ومع ذلك فقد بدأت تشجع أستخدام مياه الصرف الصحي كدعم لمياه الري حيث تستخدم 2,9 بليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي المعالجة ، أضافة الى 3,1 بليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي غير المعالجة ويمثلان حوالي 1% من المياه المستخدمة في الري . كما تجرب الصين مسألة أستخدام المياه المالحة في الري حيث تزرع حالياً مساحة تقدر بـ 67 الف هكتار .
ومن البرامج التي نجحت مؤخراً في الصين أستخدام تقنيات حديثة لزراعة الأرز سميت "shallow water depth" بدلاً من طريقة الغمر التقليدية وبذلك تم توفير 1500 متراً مكعباً من المياه للهكتار الواحد وزاد الأنتاج بـ 375 كيلو جرام للهكتار . وقد تم نشر هذه التقنية في مساحات أوسع . وكما هو معروف فأن الصين تستخدم ما يقارب ثلثي مساحة أرضها المروية وثلثي مياهها المستخدمة في زراعة الأرز . وعليه إذا تمكنت الصين من تعميم هذه التقنية في 20 مليون هكتار من أراضيها فهذا يعني توفيراً قد يبلغ 30 بليون متر مكعب من المياه سنوياً وزيادة في الأنتاج تبلغ 7,5 بليون طن من الأرز .