المستقبلات المثبطة والمنشطة
تُعبّر الخلايا القاتلة الطبيعية عن أنواع من المستقبلات بالإضافة إلى مستقبل Fc، تفيد المستقبلات المنشطة أو المثبطة في تنشيط أو تثبيط الفعالية الحالّة للخلايا القاتلة الطبيعية.  ترتبط هذه المستقبلات بروابط عديدة في الخلايا الهدف، وتكون داخلية المنشأ أوخارجية المنشأ، وتلعب دوراً مهماً في ضبط جواب الخلايا الفاتكة الطبيعية.
الآلية
تُعتبر الخلايا الفاتكة الطبيعية سامة للخلايا، تحوي الهيولى على حبيبات بروتينية صغيرة مثل البيرفورين والبروتياز. تُعرف هذه البروتينات باسم الغرانزيم(granzyme). عند تحرر البرفرين بالقرب من مكان الخلية الهدف، يشكل البرفرين شقوب في الغشاء الهيولي للخلية الهدف مما يسمح للغرانزيم والجزيئات المرتبطة بالدخول لداخل الخلية، وتحرّض بالتالي حدوث عملية الموت الخلوي. في علم المناعة، يجب التمييز بين الانحلال  الخلوي والموت الخلوي: تتحرر الفيريونات عند انحلال الخلية المخموجة بالفيروس، بينما يؤدي الموت الخلوي إلى تدمير الفيروس داخلياً.
تتفعل الخلايا الفاتكة الطبيعية كاستجابة للإنترفيرون والسيتوكينات المشتقة من البلاعم. وتفيد في احتواء العدوى فيروسية، في حين يقوم الجهاز المناعي التلاؤمي بتوليد خلايا تائية سامة للخلايا نوعية تجاه المستضدات لها القدرة على إزالة العدوى. يكون المرضى المصابون بعوز بالخلايا القاتلة الطبيعية أكثر عرضةً للإصابة بالمراحل الباكرة من عدوى الحلأ الفيروسي.
تحتاج الخلايا الفاتكة الطبيعية إلى آليات معينة تمكنها من تحديد فيما إذا كانت خلية ما مصابة بالعدوى أم لا، وذلك لكي تقوم الخلايا القاتلة الطبيعية بدورها الدفاعي عن الجسم ضد الفيروسات والإمراضيات الأخرى. تبقى الآليات الدقيقة موضوع التحقيقات والدراسات الحالية، لكن يعتقد أن آلية التعرف على الذات المتبدل لها علاقة بذلك. تملك الخلايا القاتلة الطبيعية نوعان من المستقبلات السطحيّة، المستقبلات المنشطة والمستقبلات المثبطة ، من أجل التحكم وضبط الفاعلية السمية للخلايا القاتلة الطبيعية. لا تتواجد معظم هذه المستقبلات على سطح الخلايا القاتلة الطبيعية فحسب، إنما يمكن إيجادها أيضاً في مجموعات أخرى من الخلايا التائية.
تتعرف المستقبلات المثبطة على ألائل معقد التوافق النسيجي الكبير من النمط الأول (MHC class I)، وهذا ما يفسر قيام الخلايا القاتلة الطبيعية بقتل الخلايا التي تملك مستويات منخفضة من جزيئات معقد التوافق النسيجي الكبير من الصنف الأول. هذا التثبيط يعتبر حاسما في الدور الذي تقوم به الخلايا القاتلة الطبيعية. تشتمل جزيئات معقد التوافق النسيجي الكبير على الآلية الأساسية التي تعرض الخلايا من خلالها المستضدات الفيروسية وتظهرها للخلايا التائية السمية. من التلاؤمات الشائعة لهذه الآلية ما يحدث في حالة الجراثيم داخل الخلوية والأورام حيث يحدث تنظيم أدنى مزمن لجزيئات المعقد التوافق النسيجي من النمط الأول مما يجعل الخلية لا تتأثر بالمناعة المتواسطة بالخلايا التائية. يُعتقد أن الخلايا القاتلة الطبيعية بدورها تطورت كرد فعل على هذا التلاؤم الحاصل، هذا وإنّ انخفاض مستويات معقد التوافق النسيجي الكبير سيحرم الخلايا من التأثير التثبيطي لمعقّد التوافق النسيجي الكبير وسيجعل هذه الخلايا المحرومة أكثر عرضة للانحلال الذي تتوسطه الخلايا القاتلة الطبيعية 

تعريف وظيفة السيتوكينات
تلعب السيتوكينات دوراً حاسماً في تفعيل الخلايا الفاتكة الطبيعية. تتحرر السيتوكينات، على اعتبارها من جزيئات الشدة، عقب العدوى الفيروسية، توصل السيتوكينات الإشارة إلى الخلايا الفاتكة الطبيعية لإعلامها بوجود العوامل الممرضة الفيروسية.
تعريف مستقبلات القطعة Fc' (يرمز له بـ FcR)
تُعبّر الخلايا القاتلة الطبيعية مع البلاعم إضافةً إلى عدة أنواع خلوية أخرى، عن جزيء FcR. يُعتبر FcR مستقبل كيميائي حيوي منشّط يعمل على ربط القطعة Fc من الأضداد. مما يسمح للخلايا القاتلة الطبيعية باستهداف خلايا معينة خلال عملية الجواب الخلطي التي تحرضت سابقاً، ويسمح لها بحلّ الخلايا عن طريق السمسة الخلوية المعتمدة على الأضداد (ADCC).
.

Post a Comment

Previous Post Next Post