مجال إدارة الاستثمار و الفكر الاستراتيجي

مجال إدارة الاستثمار واقتباس تطبيقات الفكر الاستراتيجي
شهدت العقود الأخيرة تطورا كبيرا في المجالات الصناعية و الخدمية،
و قد تطلب هذا التطور و ما رافقه من تقدم وتطور مماثلا الفكر الإداري، خصوصا بعد ظهور المنظمات الكبيرة وتزايد المنافسة و اشتدادها على صعيد البيئة العالمية، وزيادة المخاطر و حالات عدم التأكد البيئي  التي تواجهها منظمات الأعمال , وفي ضوء ذلك، زادت توجهات الباحثين و المفكرين، في مجال إدارة الاستثمار واقتباس تطبيقات الفكر الاستراتيجي ومضامينه الذي برزت استخداماته في المجال العسكري بصورة واضحة لتلبية حاجة الإدارة لاستقرار المستقبل, ووضع الخطط الإستراتيجية التي تسهم في نجاح المنظمات، بالاعتماد على فهم وإدراك متطلبات التغيرات البيئة المحيطة بما تمثله من فرص و تهديدات OPPORTUNITIES & THREQTS، وانسجاما مع واقع المنظمة و ظروفها بما تمتلك من نقاط قوة) Strengths (. وما تعانيه من نقاط ضعف ( Weaknesses)، إذ تهدف هذه الإدارة الإستراتيجية بفكرها إلى إنارة الطريق أمام المديرين لصنع القرارات  الإستراتيجية المناسبة .

و تعد دراسات الإدارة الإستراتيجية و سياسات الأعمال من الدراسات المتقدمة في مجال إدارة الأعمال، إذ تحتاج إلى خلفية متكاملة عن مبادئ الإدارة و وظائفها، فبناء الخطة يحتاج إلى فكر متعمق و قدرة على التحليل و التفسير و الربط بين العوامل و المتغيرات و الموارد و الإمكانات، فكيف بصياغة إستراتيجية و تطبيقها و مراجعتها.

و إذا تأملنا من حولنا متغيرات الحياة الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و التكنولوجية و الثقافية، فإننا نلمح ضرورة إلمام المنظمات بصفة عامة و المديرون بصفة خاصة بجوانب و كيفية صياغة إستراتيجية ملائمة تضمن للمنظمة سواء كانت إنتاجية أو خدماتية النمو و الاستمرارية و البقاء في مجتمع و محيط لا يعترف إلا بالقادر على مجراته .

ولأننا في عصر السرعة و الثورة المعلوماتية و توسيع شبكة الاتصالات فنحن نعمل في محيط ديناميكي و معقد و بالتالي فعلى الإدارة العليا للمنظمة أن تتيح أسلوب إداري مدروس و مرن يمكنها من تحقيق النتائج المرغوبة فيها و يضمن لها تحقيق أهدافها الأساسية و المتمثلة في : الربحية، النمو و الاستمرار, و من اجل دلك فعلى رجال الإدارة تجنيد إستراتيجية العمل للمنضمة و التي تتلاءم مع التقلبات البيئية التي تعمل في خضمها، و دلك بامتلاك و اكتساب القدرة على التحليل و التغير و التنبؤ، و هدا ما يحقق الإدارة الإستراتيجية و التخطيط الاستراتيجي للمنظمة من الوصول إلى الأهداف المسطرة .