العلاقة بين إدارة  الفصل والتحصيل الدراسي
أولى التربويون والمدرسون والباحثون اهتماماً متزايداً بدراسة ظاهرة التحصيل الدراسي وبخاصة التحصيل الدراسي المتدني، باعتبارها مشكلة تربوية هامة تمثل مصدر إهدار في القوى البشرية الفعالة التي  يصعب الإتيان ببديل عنها للمجتمع. ولقد عالجت بحوث عديدة هذه المشكلة محددة العوامل البيئية والفردية من حيث مدى علاقتها بالتكيف المدرسي، فقد أدرك كل من التربويين والنفسانيين أهمية التكيف المدرسي، وخاصة في المجتمعات التي تولي أهمية للتحصيل الدراسي والتنافس بين الطلبة (رمزي، 1986: 54). كما ورد في ( ناصر ’2007م ).
لذلك كانت العلاقة بين إدارة  الفصل والتحصيل الدراسي علاقة وثيقة ’ ذلك أن حياة الطالب داخل الفصل  حافلة بالخبرات التي تؤثر سلبا أو إيجابا على تحصيله الدراسي .
فإدارة الفصل هي مجموعة من الأنماط السلوكية المعقدة والتي يستخدمها المعلم لكي يوفر بيئة تعليمية مناسبة ويحافظ على استمرارها بما يمكن المعلم من تحقيق الأهداف المنشودة ( جابر ’ وآخرون ’1997 ’ص203 )
فيحتاج المعلم والتلاميذ إلى جو يتسم بالهدوء حتى يتم التفاعل المثمر بين المعلم وطلابه من ناحية وبين الطلاب أنفسهم من ناحية أخرى وهذا التفاعل يكون نتاجه التعلم ، ولا نعني بالهدوء ذلك الصمت التام الذي يكون مصدره الخوف من المعلم بل الهدوء والنظام الذي ينبع من رغبة التلاميذ أنفسهم بأن يتعلموا ويستغلوا كل فرصة تتاح لهم للتقدم والنمو وخير نظام هو الذي يقوم على أساس الاحترام المتبادل بين المعلم وتلاميذه وبين التلاميذ أنفسهم ، فمن الصعب على المعلم أن يدير صفا دراسيا لا تسوده علاقات إنسانية سوية ومناخ نفسي واجتماعي يتسم بالمودة والتراحم والوئام ، والمناخ التربوي الذي يشجع على التعلم جو ودي غير انتقامي يشعر معه التلميذ بأنة يستطيع أن يجرب ويخطئ ويصحح أخطاءه ويتعلم منها ( شفق ، الناشف ، 2000م ، ص11, 15 )  
فعملية التعليم الصفي تشكل عملية تفاعل إيجابي بين المعلم وتلاميذه ، ويتم هذا التفاعل من خلال نشاطات منظمة ومحددة تتطلب ظروفاً وشروطاً مناسبة تعمل الإدارة الصفية على تهيئتها، كما تؤثر البيئة التي يحدث فيها التعلم على فعالية عملية التعلم نفسها، وعلى الصحة النفسية للتلاميذ ، فإذا كانت البيئة التي يحدث فيها التعلم بيئة تتصف بتسلط المعلم ، فإن هذا يؤثر على شخصية تلاميذه من جهة، وعلى نوعية تفاعلهم مع الموقف التعليمي من جهة أخرى. ومن الطبيعي أن يتعرض الطالب داخل غرفة الصف إلى منهاجين: أحدهما أكاديمي والآخر غير أكاديمي ، فهو يكتسب اتجاهات مثل:الانضباط الذاتي والمحافظة على النظام ، وتحمل المسؤولية ، والثقة بالنفس ، وأساليب العمل التعاوني ، وطرق التعاون مع الآخرين ، واحترام الآراء والمشاعر للآخرين. إن مثل هذه الاتجاهات يستطيع التلميذ أن يكتسبها إذا ما عاش في أجوائها وأسهم في ممارستها وهكذا فمن خلال الإدارة الصفية يكتسب التلميذ مثل هذه الاتجاهات في حالة مراعاة المعلم لها في إدارته لصفه . وخلاصة القول أنه إذا ما أريد للتعليم الصفي أن يحقق أهدافه بكفاية وفاعلية فلا بد من إدارة صفية فعالة. (جامعة الملك سعود)

Post a Comment

Previous Post Next Post