محاربة الرسوب في الدراسة والهدر المدرسي 

 محاربة ظاهرة التكرار والانقطاع عن الدراسة

تذكير بالتوجهات الرئيسية المحددة في الميثاق الوطني للتربية والتكوين
 يمثل تحسين المردود الداخلي للمنظومة التربوية المغربية أكبر اهتمامات الميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي ينص على وجوب بلوغ 90% من التلاميذ المسجلين بالسنة الأولى من التعليم الابتدائي، نهاية التعليم الابتدائي، في أفق سنة 2005، وبلوغ 80% منهم نهاية سلك الثانوي الإعدادي في أفق سنة 2008.
تشخيص الوضعية : الملاحظات الرئيسية
مازال التلاميذ يعانون بشكل كبير من ظاهرة التكرار التي لم تنخفض بصورة ملموسة في الفترة ما بين  2000  و 2006، بل ظلت نسب التكرار السنوية مرتفعة في كل المستويات، وتراوحت في الغالب بين 9%  و31%.
•                   في مستوى التعليم الابتدائي، تبرز هذه الظاهرة بشكل كبير في السنوات الأولى من التمدرس حيث سجلت النسب الأكثر ارتفاعا في السنة الأولى من التعليم الابتدائي. وبهذا أضحى معدل سنوات التمدرس بالتعليم الابتدائي يناهز 6,7 سنوات عوض ست (6) سنوات.
•                   في مستوى التعليم الثانوي الإعدادي تجاوزت نسبة التكرار، بالسنة الثالثة بثلاثة أضعاف نسب التكرار في المستويات الأخرى. وبهذا أصبح معدل سنوات التمدرس في التعليم الثانوي الإعدادي 4 سنوات، أي بزيادة سنة إضافية على المدة الاعتيادية مما يشكل تكلفة إضافية مقدارها 33  %.
وقد اتخذت بعض التدابير من أجل تخفيف حدة ظاهرة التكرار، من بينها إحداث خلايا اليقظة على مستوى المؤسسات التعليمية يتمثل دورها في رصد التلاميذ المتعثرين. كما تم وضع برامج لمحاربة ظاهرة التكرار تشتمل على عمليات الدعم المدرسي، ومراكز الإنصات والدعم السوسيواقتصادي. إلا أن هذه العمليات تظل محدودة في الزمن وغير كافية لمواجهة أبعاد هذه الظاهرة.
                               الهــدف
•                   تقليص الهدر المدرسي والفشل الدراسي للتلاميذ بما يمكن :
- في سنة 2014-2015، من بلوغ نسبة استكمال سنوات الدراسة بالتعليم الابتدائي دون تكرار تصل إلى 90% بالنسبة لفوج سنة 2009-2010.
- في سنة 2017-2018، من بلوغ نسبة استكمال سنوات الدراسة بالتعليم الثانوي التأهيلي الإعدادي دون تكرار تصل إلى  80% بالنسبة لفوج 2009-2010.

التدابير المعتمدة
تفترض محاربة ظاهرتي التكرار والانقطاع عن الدراسة :
•                   ضرورة معرفة وضعية التلاميذ بصورة دقيقة حتى يتسنى الرصد المبكر لمن يعاني منهم من صعوبات دراسية وتحديد التدابير الأكثر ملاءمة لمعالجتها.
•                   تنظيم دعم دراسي للتلاميذ ذوي التعثرات، ومصاحبة فعالة لعملية تأهيلهم لمواكبة الدراسة وتجنب مغادرتهم للمدرسة.
وسيتم اتخاذ إجراءات جذرية بخصوص المحورين المذكورين بهدف اجتثاث هذه الظاهرة نهائيا.
1.                 التتبع الفردي للتلاميذ
سيتم، كتدبير وقائي، وضع خطة للتتبع الفردي للتلاميذ منذ السنة الأولى للتعليم الابتدائي، وطيلة سنوات التمدرس به. وستمكن من رصد التلاميذ المتعثرين دراسيا وإيجاد حلول لحالاتهم قبل وصولهم إلى وضعية الفشل الدراسي، والانقطاع عن الدراسة.
وسترتكز هذه الخطة على ثلاثة فاعلين حاسمين في الميدان، وهم المدرسون والمستشارون في التوجيه ومجلس القسم. إذ سيشتغل المدرسون بتنسيق وثيق مع المستشارين في التوجيه قصد تتبع مستوى التلاميذ وتطوره ورصد التلاميذ المتعثرين، وتوجيههم نحو خلايا اليقظة التي سيكون عليها تحديد أسباب تعثر هؤلاء التلاميذ وتنظيم دعم دراسي لفائدتهم.
كما أن المدرس، باعتباره المحاور الرئيسي لأولياء أمور التلاميذ، سيتكفل بإخبارهم بمستوى تحصيل أطفالهم، والاتصال بهم عند الضرورة. وسيساعدهم في تحديد الأسباب الخارجية التي يمكن أن تؤثر على التلميذ (من قبيل المشاكل العائلية وغيرها).
أما دور مجلس القسم فيتمثل في تحديد خطة العمل الدورية اللازمة لتمكين التلاميذ من سد الثغرات والوصول إلى مستويات التمكن من الكفايات المطلوبة.
وسيتجسد التتبع الفردي للتلميذ من خلال بطاقة للتتبع سترافقه خلال سنوات الدراسة، وستشكل وسيلة للتواصل بين المدرسين من مستوى إلى آخر.

Post a Comment

Previous Post Next Post