التنشئة اللّغويّة الأسريّة للطّفل الجزائري في منطقة القبائل.
أ. خير الدين معوش - جامعة بجاية-
إنّ معرفة المكتسبات القبلية للطفل والربط بينها وبين لغة المدرسة أمر في غاية الأهمية لاسيما وإن اختلفت لغة المحيط عن لغة المدرسة وهو وضع اللغة عندنا في الجزائر فالطفل يكتسب ما يعرف عندنا بالعامية أو الدّارجة العربية أو الأمازيغية أو هما معا أو حتّى لغة أجنبية أو خليطا من هذه الاستعمالات المتنوّعة الّتي تميّز محيطنا اللغوي. وإيمانا منّا بالدّور الهام الّذي تلعبه الأسرة في التنشئة اللغوية الاجتماعية للأطفال، وخاصة أنّ الأخيرة تعدّ من المسائل الّتي لقيت اهتماما من المتخصصين في علم الاجتماع وعلم النفس وعلم النفس الاجتماعي، وعلم التربية ، ذلك أنّها أحد الدعامات الأساسية لبناء الفرد ومعرفة متطلباته واحتياجاته خاصة في مرحلة الطفولة.وانطلاقا من أنّ المسألة اللغوية في الجزائر تكتسي أهمية ومكانة، لما لها من خصوصيات ثقافية واجتماعية متنوّعة تجعلها محلّ استقطاب واهتمام الدّارسين والباحثين، وهذا قصد تناولها تناولا أكاديميا يُبعدها عن أيّ التباس سياسي أو ايديولوجي قد يزيدها تعقيدا ، وكلّ باحث يدرس هذه المسألة اللغوية من زاوية معيّنة وفي مناطق مختلفة من القطر الوطني. إلاّ أنّ الاهتمام بالمسألة اللّغوية داخل الأسرة بصفة عامة واكتسابها وممارستها من قبل الأطفال، لا يكون من خلال دراستها في بحوث أكاديمية فحسب، بل من حيث تداولها والتشبّع بها داخل الأسرة، أي الوقوف على فعالية هذه اللغة داخل الأسرة. انطلاقا من كلّ ما سبق ذكره فإنّ أهمية دراستنا تبرز في مؤسسة الأسرة عندما تحاول تلقين وتعليم لغة ما للطفل في مراحل نموّه اللغوي فهي نجحت في تحقيق إستراتجيتها اتّجاه الطفل، واتّجاه الثقافة الجزائرية بصفة عامة ،واللغة مهما كانت طبيعتها، فإن أهلها هم الأولى بخدمتها، وبهم تترقى وهم المحافظون على أصالتها بشرط أن تؤخذ كأداة التواصل اللغوي من زاوية البناء لا من زاوية الهدم. انطلاقا من هذه الرؤية تجد هذه الدراسة مكانها في محاولة للوقوف عند معالم هذه القضية/ الإشكالية المتمثلة في: ما طبيعة اللغة الّتي يكتسبها الطفل من أسرته؟ وعلاقة هذه اللغة بلغة المدرسة؟ هل تساعد أسرنا في منطقة القبائل الطفل على اكتساب العربية الفصحى؟
أ. خير الدين معوش - جامعة بجاية-
إنّ معرفة المكتسبات القبلية للطفل والربط بينها وبين لغة المدرسة أمر في غاية الأهمية لاسيما وإن اختلفت لغة المحيط عن لغة المدرسة وهو وضع اللغة عندنا في الجزائر فالطفل يكتسب ما يعرف عندنا بالعامية أو الدّارجة العربية أو الأمازيغية أو هما معا أو حتّى لغة أجنبية أو خليطا من هذه الاستعمالات المتنوّعة الّتي تميّز محيطنا اللغوي. وإيمانا منّا بالدّور الهام الّذي تلعبه الأسرة في التنشئة اللغوية الاجتماعية للأطفال، وخاصة أنّ الأخيرة تعدّ من المسائل الّتي لقيت اهتماما من المتخصصين في علم الاجتماع وعلم النفس وعلم النفس الاجتماعي، وعلم التربية ، ذلك أنّها أحد الدعامات الأساسية لبناء الفرد ومعرفة متطلباته واحتياجاته خاصة في مرحلة الطفولة.وانطلاقا من أنّ المسألة اللغوية في الجزائر تكتسي أهمية ومكانة، لما لها من خصوصيات ثقافية واجتماعية متنوّعة تجعلها محلّ استقطاب واهتمام الدّارسين والباحثين، وهذا قصد تناولها تناولا أكاديميا يُبعدها عن أيّ التباس سياسي أو ايديولوجي قد يزيدها تعقيدا ، وكلّ باحث يدرس هذه المسألة اللغوية من زاوية معيّنة وفي مناطق مختلفة من القطر الوطني. إلاّ أنّ الاهتمام بالمسألة اللّغوية داخل الأسرة بصفة عامة واكتسابها وممارستها من قبل الأطفال، لا يكون من خلال دراستها في بحوث أكاديمية فحسب، بل من حيث تداولها والتشبّع بها داخل الأسرة، أي الوقوف على فعالية هذه اللغة داخل الأسرة. انطلاقا من كلّ ما سبق ذكره فإنّ أهمية دراستنا تبرز في مؤسسة الأسرة عندما تحاول تلقين وتعليم لغة ما للطفل في مراحل نموّه اللغوي فهي نجحت في تحقيق إستراتجيتها اتّجاه الطفل، واتّجاه الثقافة الجزائرية بصفة عامة ،واللغة مهما كانت طبيعتها، فإن أهلها هم الأولى بخدمتها، وبهم تترقى وهم المحافظون على أصالتها بشرط أن تؤخذ كأداة التواصل اللغوي من زاوية البناء لا من زاوية الهدم. انطلاقا من هذه الرؤية تجد هذه الدراسة مكانها في محاولة للوقوف عند معالم هذه القضية/ الإشكالية المتمثلة في: ما طبيعة اللغة الّتي يكتسبها الطفل من أسرته؟ وعلاقة هذه اللغة بلغة المدرسة؟ هل تساعد أسرنا في منطقة القبائل الطفل على اكتساب العربية الفصحى؟
Post a Comment