تعريف القومية

لم تفلح جهود الباحثين التي بذلت خلال قرن كامل في دراسة القومية ، التي هي، حسب رأي (بويد شيفرد)  ،"نوع من الولاء للجماعة يحرك الإنسان ويحفزه إلى ابعد حد ممكن "[1] في الوصول إلى تعريف دقيق مقبول لها. وظهرت حول القومية العديد من النظريات. التي  ظهرت آراء مختلفة حول سبب الخلاف بشأنها وهو خلاف يرجعه بعض الباحثين إلى: ([2])
1)            إقدام الكثير من غير المختصين على الكتابة في القومية.
2)            إنها كلمة تقوم على واقع اجتماعي، سياسي، فالقومية تتسع وتتنوع لتكيف نفسها مع أوضاع سياسية وجغرافية مختلفة، مع الضرورات الاجتماعية الخاصة بكل مجتمع.
3)            تأثير استراتيجية المصالح الذاتية والأهداف الخاصة بكل  مجتمع لمعظم الذين كتبوا ووضعوا تعاريف لهذا المفهوم.
    ويرجع (مة ريوان وريا قانيع) سبب الاختلاف في التعاريف والنظريات إلى عدم وجود منظر أو مفكر خاص بالقومية كما هو بالنسبة للأيديولوجيات الأخرى مثل (الاشتراكية والليبرالية والفاشية)، وأنه فقط منذ ثمانينات القرن العشرين بدأ بعض المنظرين والمفكرين يكتبون بشكل أكاديمي وجدي وموضوعي حول القومية([3]). وبهذا الصدد أيضاً، يقول (فريد هاليداي) بأن القومية ليس لها مفكر مؤسس لها، ولكن توجد مجموعة من الأفكار والآراء حول القومية([4]). وهناك نقطة أخرى في هذه المسألة وهي أن لكل أمة أو قومية تجربتها الخاصة بها في فكرها وحركتها القومية، لذلك يجري التعبير عن  قومية كل أمة بشكل يخالف الآراء الأخرى ويتميز عنها([5])، وبذلك فإن جُلّ ما كتب عن القومية قد جاء بأقلام قوميين على درجة كبيرة من الاعتزاز بالذات، كانت النتيجة أن صار لدينا فيض من أدب القومية يفاخر فيه هذا وذاك بمناقب قومه، ولكن هذه الأدبيات خالية من الرؤية العلمية والموضوعية، ويتهم (أنتوني سميث) هؤلاء الكتاب بأنهم أخفقوا في الالتزام بقواعد البحث العلمي لأن الموضوعية ليست داخلة في حساباتهم([6]).
      هكذا خلّف لنا هؤلاء القوميون نمطاً من الفكر التقليدي يفسر القومية كما لو كانت قوة تلقائية واضحة تحرك أحداث التاريخ، ولكن إلى جانب هؤلاء، ظهرت مؤخراً محاولات جدية وموضوعية لدراسة القومية، ولكنها حسب رأي (بنديكت أندرسون) تواجه ثلاثة تناقضات وهي:- ([7]).
1)            هناك محاولات لبناء نظرية موضوعية حديثة عن القومية، ولكنها تقوم على قواعد ذاتية قديمة، وهذا يوقعها بالضرورة في شرك (يانوس حديث)*.
2)            هناك أيضاً شمولية أو عمومية المفهوم التي تجور على خصوصية التطبيقات، ففي عالم الأمم تمثل كل أمة حال متفردة.
3)            هناك قوة سياسية للفكرة، التي تتعارض تعرضاً بالغاً مع خوائها الفلسفي لذلك فإنه يتعين على هذه النظريات أن تعترف بهذه التناقضات وأن تشرح مبرراتها.
    لتحديد وتعريف مفهوم (القومية)، يجب الإشارة إلى مجموعة أخرى من المفاهيم المقاربة لها والمتداخلة معها في المعنى مثل (الشعب، الوطنية، الجنسية، الإثنية، العرق). ولكن قبل التعريف والمقارنة بين هذه المفاهيم نوضح المعنى اللغوي لكل من (القوم، والقومية، والأمة)، ثم نحدد هذه المفاهيم باختصار، لتوضيح الخطوط الفاصلة بينها.
   لقد اشتقت القومية في اللغة العربية  من كلمة (قوم)، والقوم مصدر قام أي اعتدل المرء أو الأمر واتزن، وقام بالأمر أي تولاه واعتنى به، قام الحق ظهر وثبت، والقوم أقرباء الإنسان الذين يجتمعون معه في أصل واحد، أو أرومة واحدة، والقوم الجماعة من جد واحد، وقومية الإنسان تعني قوامه أو ما يقوم به أمره أو يسند به، أو ما يقيم به أمره وشأنه، والإنسان يقوم أمره ويسند بقومه أي أهل نسبه، فقامة المرء تقوم بقومه وانتمائه إليهم وولائه لهم، وقوام أمر المرء أي اعتداله، وقيمته وقوته تكون بقوم، فالقومية بهذا المعنى تعني علاقة القوم فيما بينهم وكلمة القوم جمع لا واحد له، والقوم هم جماعة من الناس تربطهم ببعض علاقة اجتماعية([8])، وقوم الرجل شيعته وعشيرته، إذاً القومية مصدرها اللغوي في العربي من القوم، أي جماعة من الناس تجمعهم جامعة يقومون لها([9]). أما الأمة في اللغة العربية،فهي مشتقة من أمّ، والأم، بالفتح ثم السكون هو القصد، أم يؤمه توخاه،و قصده، وهناك معانٍ أخرى عديدة لها منها (القرن من الزمن، الطريقة، الدين، الشرعة والدين، كل الجيل من الناس، الحين، الجماعة، جمع لهم جامع من دين أو زمان أو مكان أو غير ذلك)([10]).والمدلول أو المعنى الشائع للأمة الآن هي جمع لهم جامع من دين أو زمان أو مكان أو غير ذلك، والأصل في هذا الباب هو القصد أو وحدة القصد للجماعة أو الفرد، وتميزهم به وانفرادهم عن غيرهم بذلك القصد أو النهج أو الشريعة أو الدين أو الأصل، والأمة في هذه الحالة إشارة إلى وحدة النسب للجماعة البشرية من جهة الأم([11]).أما في اللغة الإنكليزية، فيقابل القومية (Nationalism) والأمة (Nation)، واشتقت (Nation) من (Natio) اللاتينية التي تعني الولادة([12]).ولكن  (بويد شيفر) يؤكد على أن دراسة اشتقاق الكلمة الأساسية (nation) لا يساعدنا في هذا المجال إلا قليلا لأن قومية كل شعب من الشعوب قد عبرت عن نفسها بشكل يخالف الآخر كما انها تغيرت وتعدلت بمرور الزمن لذلك اختلف معنى الكلمة بالنسبة لكل لغة ولكل قوم ولكل فترة زمنية لأن الشيء نفسه تغير وتبدل.[13]إذن الأمة هي جماعة اجتمع أمرها لأحد الأسباب التي قد تكون (قصد واحد، دين واحد، شريعة واحدة، نهج واحد، أو فكر سياسي واحد، أو أصل واحد، أو حال واحد، أو غاية واحدة)، أو هي جماعة تجتمع على أكثر من واحد من تلك الشرائط، فيميزها اجتماعها ذاك أمة عن غيرها من الأمم([14])، والشعور بالأمة هو ما يسمى بالقومية التي تجسد الشعور بوعي والانتماء لهذه الأمة، وفي الاصطلاح الدولي يقصد بالأمة أحياناً الدولة، بدليل ورودها في تسميتي عصبة الأمم و الأمم المتحدة([15]).

وورد في (موسوعة السياسة) حول مفهوم الأمة "بأنهم مجموعة بشرية متجانسة، يكون تآلفها القومي عبر مراحل تاريخية تحققت خلالها لغة مشتركة والعيش على أرض واحدة ومصالح اقتصادية مشتركة، بما يؤدي إلى إحساس بشخصية قومية، وتطلعات ومصالح قومية واحدة ومستقلة، ومع هذا فإن هذه الشروط ليست نهائية ولا قاطعة فهناك أمم لا تتوفر فيها كل هذه الشروط وهناك شعوب توفرت فيها ولم تبرز إلى حيز الوجود كأمم بل كجماعات قومية داخل أمم متفرقة أخرى([16])، ولكن هناك خلط بين مفهومي القومية والإثنية، وهذا ما نحاول أن نوضحه لاحقاً في سياق تحديد المفاهيم المتقاربة للأمة والقومية.
 ومن التعريف ،يعرض لنا (ساطع الحصري) مجوعة من التعاريف المتنوعة ومنها([17]): تعريف يعود إلى أواسط القرن الثامن عشر،وهو التعريف المسطور في (الانسكلوبيديا- Ensyclopedie) (1751-1755م)أي الموسوعة المشهورة التي نشرت تحت إشراف (ديدرو ودالامير)، لقد شرحت هذه الموسوعة كلمة (Nation) الأمة بما يلي، "اسم جمع يستعمل للدلالة على كمية كبيرة من الناس الذين يعيشون على قطعة من الأرض داخل حدود معينة، ويخضعون لحكومة واحدة"، وكذلك شرحت الموسوعة كلمة الدولة (Etat) بأنها "اسم جنس، يدل على جماعة من الناس الذين يعيشون معاً، تحت حكومة واحدة وفي حالة سعادة أو شقاء". ويبدو أن الموسوعيين ما كانوا يميزون بين الجماعة التي تؤلف (الأمة) وبين الجماعة التي تعرف باسم (تبعة الدولة ورعاياها)، أي المواطنين، أو الشعب إن نظرتهم للأمة كانت تستلزم اعتبار جميع رعايا الدولة الواحدة أمة واحدة ،وحسب رأي (ساطع الحصري) أن هذه النظرية كانت خاطئة، وفقاَ للكثير من النظريات القومية اللاحقة عليها. وعرفت (الأكاديمية الفرنسية)، الأمة، مقتفية أثر (الإنسكلوبيديين)، بأنها "مجموع الأشخاص المولودين في البلاد، أو المتجنسين بجنسيتها، والعائشين تحت رعاية حكومة واحدة"، ولكن بعد مدة، شعرت (الأكاديمية) بعدم كفاية هذا التعريف فأضافت إليه الفقرة التالية"، ويطلق كذلك على مجموع المواطنين الذين يؤلفون هيئة اجتماعية متميزة عن الحكومة التي تدير شؤونها". وينتقد (ساطع الحصري) كل الآراء التي لا تميز بين الأمة والدولة، أو الأمة والشعب (رعايا الدولة)و الواردة في الفكر الفرنسي والإنكليزي، وهو يؤكد على التمييز بينهما، ويقول بأنه قد تفقد الأمة استقلالها فتحرم من الدولة الخاصة بها من جراء الاستيلاء أو الاحتلال على دولتها، وأن ذلك لا يغير ماهية الأمة، فلا يستلزم تغيير تسميتها، وهو يفضل التمييز بين الأمة والدولة ويؤكد على أن كل أمة تنزع إلى تكوين دولة خاصة بها، أي أن الأمة موجودة قبل وجود الدولة. ولكن هناك آراء مخالفة لهذا الرأي، وسنعرضها من خلال النظريات المختلفة حول القومية، ويشير (الحصري) إلى تعريف(مانشيني) الإيطالي، الأمة بأنها "مجتمع طبيعي من البشر، يرتبط بعضها ببعض بوحدة الأرض والأصل والعادات واللغة، من جراء الإشتراك في الحياة وفي الشعور الاجتماعي". ويعترض بعض الباحثين على عنصر وحدة الأصل في هذا التعريف، لأن من الصعب من الناحية العلمية والتاريخية إيجاد مجموعة بشرية ذات أصل نقي واحد نتيجة للاختلاط بين الأجناس والأعراق عبر التاريخ. ويعرف (إميل دوركهايم) (الأمة) بأنها "جماعة إنسانية ، تريد لأسباب إثنية أو تاريخية فقط أن تحيا في ظل قوانين معينة، وأن تشكل دولة سواء أكانت صغيرة أم كبيرة، وهو الآن مبدأ مقرر عند الأمم المتمدنة"([18])، وفي كتابه (رسائل حول حب الوطن) عام (1779)، عرف فردريك الثاني القومية بدلالة "الشعور الموجود والواقعي بحب الوطن"([19]). ويترافق هذا الشعور مع ما يعرف بـ(الترابط القومي)، والذي بدلالته نتلمس الوجود القومي الذي يعرف بوصفه الترابط العضوي بين أجزاء الجسد الواحد وفقاً لمقوماته الأساسية مثل وحدة الأصل واللغة والدين والعادات والتقاليد ليتداخل الوطن (الوطنية) مع القومية([20]). ويعرف (أنتوني غدنز) القومية بأنها "منظومة من الرموز والمبادئ التي تضفي على الفرد الإحساس بأنه جزء من جماعة سياسية واحدة، وتتضح القومية في أجلى مظاهرها عند بناء الدولة الحديثة([21]). وأما (ارنست غيلنر، يقول حول القومية بأنها مبدأ سياسي يعتقد بأن الوحدة السياسية والقومية ينبغي أن تكون منسجمة والنزعة القومية كعاطفة أو كحركة يمكن تعريفها على أفضل وجه بلغة هذا المبدأ، والعاطفة القومية هي الشعور بالغضب الذي يستثيره انتهاك المبدأ، أو الشعور بالرضا الذي يبعثه تحقيقه، والحركة القومية هي التي تُفعلها عاطفة من هذا النوع([22])، وحسب رأي (غيلنر) أنه توجد تشكيلة من الطرق التي يمكن أن ينتهك بها هذا المبدأ، والحدود السياسية لدولة معينة يمكن أن تفشل في أن تضم كل أعضاء أمة بعينها، ويقول (غيلنر) باختصار، إن القومية نظرية للشرعية السياسية، التي تتطلب عدم تقاطع الحدود الإثنية مع الحدود السياسية، وبخاصة ينبغي على الحدود الإثنية في دولة معينة أن لا تفصل القابضين على السلطة عن البقية وهو شرط استبعده شكلياً المبدأ في صياغته العامة"([23]).
      وجاء في (قاموس أكسفورد) الإنكليزي بأن "القومية هي الإرادة والرغبة لجماعة بشرية معينة تشترك في العنصر والثقافة، اللغة... الخ، في تأسيس دولة مستقلة"([24]). و عرف (المعجم الفلسفي) لـ(جميل صليبا)، المذهب القومي (Nationalism) بأنه مذهب سياسي قوامه إيثار المصالح القومية على كل شيء، فأما أن يظهر هذا الإيثار في منازع الأفراد، وأما أن يظهر في منهج حزب سياسي يناضل في سبيل قومه، ويدافع عنهم ويعتز بهم([25]). ويشير البعض في مسألة القومية إلى عنصري الوعي الذاتي والحركة السياسية لدى أبناء (الأمة) في سعيهم لتقرير مصيرهم وإثبات حقهم في خلق سلطتهم أو كيانهم المتميز (ثقافياً وسياسياً واقتصادياً)، أي في إنجاز مشروع دولتهم المستقلة، فإذا كانت مقومات الأمة موجودة موضوعياً، فإن القومية هي الوعي الذاتي الجماعي بهذا الوجود والحركة القومية السياسية هي من أجل التعبير عنه في شكل سياسي، ويكون هدفه في العادة هو إنشاء الدولة([26]). ويقول (أنتوني سميث) حول القومية "تمثل القومية كأيديولوجية أهم ركائز العصر الحديثة، فلم يقدر لأي رؤى في العالم أن تترك بصمتها على الخريطة العالمية مثلما خلق القومية في تحريك الوجدان والوعي بالهوية، فالقومية تعطي الإنسان الشعور بالهوية والأهمية، ومبدأ القومية فرض على الأيديولوجيات الأخرى أن تكيف نفسها مع أيديولوجية القومية"([27]).
   ويورد (بويد شيفر ) خمسة تعريفات اساسية للقومية هي:[28]
·       حب الأرض المشتركة او العنصر المشترك او اللغة المشتركة أو ألثقافة ألمشتركة .
·       رغبة في الأستقلال السياسي للأمة وسلامتها وهيبتها.
·       إخلاص غامض لكائن اجتماعي مبهم يعلو على الطبيعة يعرف أحيانا بالأمة أو الشعب folk  هو أكثر من مجموع أجزائه كلها.
·       عقيدة خلاصتها إن الفرد لا يعيش إلا من اجل الأمة مع ما يتبع ذلك من أن الأمة غاية في نفسها.
·       أو أن يعتقد القومي أن أمته يجب أن تسيطر على الأمم الأخرى .
ومع انه ليس بين هذه التعريفات ما هو صحيح بالكامل، و أنها جميعا  أضيق  من اللازم وأشد تخصيصا ، ولو إننا بحثناها واحدة بعد الآخر على انفراد لوجدنا أن كلا منها لا يصف إلا وجها واحدا فقط من أوجه القومية، مع إن القومية الحديثة تتكون من هذه المظاهر ومن غيرها جميعا.

   ويذهب البعض إلى تعريف القومية بكونها انطباع أو نزعة حيث عرفوها بأنها : "انطباع عن هوية معينة لها خصوصية ثقافية وتاريخية وحضارية فضلاً عن الخصوصية الهوية الجغرافية لهذه القومية" ويعرفها خيري حماد بأنها "نزعة اجتماعية تربط الإنسان الفرد بالجماعة التي ينتمي إليها وتدفعه إلى ايلائها الحب والزهو بانتمائه إليها والعمل المصحوب بالتضحية من اجلها"([29]). ويرى  وميض عمر نظمي القومية بأنها " ظهور جماعة من الناس على شكل كيان يعي ذاته ويتطلب تعبيراً جماعيا ًعن نفسه في أشكال قانونية وسياسية وتتميز الأمة بصفات مختلفة أبرزها اللغة والتاريخ والأرض والآراء والوحدة الاجتماعية الاقتصادية"([30]).
   ونستخلص من التعريفات السابقة حول كل من (الأمة والقومية)، وحسب مايذهب إليه كل من (علي عباس مراد وعامر حسن فياض)، بأن (القوم يقابل الأمة)، والقومية هي ميل ووعي نحو القوم أو الأمة، وأن تقارب مصطلحي القومية والأمة في دلالاتهما اللغوية والاصطلاحية يستند إلى مابينهما من عناصر مشتركة تتمثل في (الإشارة إلى وجود جماعة مشتركة) والإشارة إلى وجود مجموعة من الروابط والمشاعر التي تمنح لكل جماعة هويتها وشخصيتها المميزة والمختلفة عن الجماعات الأخرى؛ والإشارة إلى إدراك الجماعة البشرية ذات الروابط والمشاعر المشتركة والمميرة لهويتها وذاتيتها وحرصها عليها، ودفاعها عنها لإثباتها وتأكيدها)([31])، فهكذا يرتبط مفهوم القومية بمفهوم الأمة، فيتأسس عليه ويستند إليه، وبقدر ما تعكس القومية رابطة الولاء والانتماء الشعوري الواعي لدى الأمة، بمعنى أنها رابطة معنوية، تعكس الأمة الأساس المادي للقومية، التي تمثل الرابطة الشعورية المعنوية الواعية وتمثل مرتكزها الواقعي، لتعني القومية والأمة في النهاية مجموعة بشرية ذات وجود مادي ملموس يرتبط بروابط مادية ومعنوية، ذاتية وموضوعية، مثل وحدة الانتماء ووحدة الطابع الحضاري ووحدة اللغة... ومشتركات أخرى، تتفق عليها الأمة وتعتبرها مشتركات موحدة لها، وبذلك فإن وجود الأمة يشكل الأساس المادي لخلق الإحساس القومي وبلورته وتعميقه([32]).

(2)  بويد شيفر، القومية (عرض وتحليل)، ترجمة: جعفر خصباك وعدنان الحميري ، دار مكتبة الحياة، بيروت ، 1966، ص65.
([2]) علي عباس مراد؛ عامر حسن فياض، الظاهرة القومية، م.س.ذ، ص25 ومابعدها.
([3])مة ريوان وريا قانيع، ناسيوناليزم وسة فة ر (كورد لة دياسثورا)، ض1، جاثخانة ى رة نج، نيَوة ندى رة هة ند بوليَكوَلينةوةى كوردى، سليَمانى، 2005، ص40 ومابعدها.
([4]) نقلاً عن: موسليح ئيرواني، ناسيوناليزم لة كوردستاندا، ض1،  دة زطاى ئاراس، هة وليَر، 2003، ص204.
([5]) بويد شيفر، القومية (عرض وتحليل)، م س ذ ،1966، ص66.
([6])بيتر تيلور؛ كولن فلنت، الجغرافية السياسية لعالمنا المعاصر (الاقتصاد العالمي، الدولة القومية، المحليات)، ترجمة: عبد السلام رضوان؛ اسحق عبيد، ط1، سلسلة عالم المعرفة 283، الكويت، 2002،ص51.
([7]) المصدر السابق، ص ص51 -52.
* إاه يوناني قديم، ينظر إلى اتجاهين في نفس الوقت.
([8]) علي عباس مراد و عامر حسن فياض، الظاهرة القومية، م.س.ذ، ص26؛ ابن منظور، لسان العرب، المجلد 11، ط3، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، 2004، ص ص223-228.
([9])للمزيد من التفصيل ينظر: جميل صليبا، المعجم الفلسفي بالألفاظ العربية، الفرنسية، الانكليزية، اللاتينية، ج2، م.س.ذ، ص205.
([10]) علي عباس مراد و عامر حسن فياض، الظاهرة القومية، م.س.ذ، ص30.
([11]) المصدر السابق، ص30.
([12])جةمال نةبةز، بيرى نةتةوةيى كوردى، ض2، بلآوكراوةى بنكةى كوردنامة، لةندةن، 2002، ص ص-7،8. ويشير (جةمال نةبةز) إلى انه يستخدم في اللغة الكردية (نةتةوة) مقابل الأمة (Nation) و(نةتةوايةتى) مقابل القومية (Nationalism).
(6) بويد شيفر، القومية، م س ذ ، ص ص،66-67.
([14]) علي عباس مراد و عامر حسن فياض، الظاهرة القومية، م.س.ذ، ص31.
([15])ناظم عبد الواحد جاسور، موسوعة علم السياسة، م س ذ, 2004، ص76.
([16]) عبد الوهاب الكيالي، موسوعة السياسة، ج1، ط3، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1997، مادة الأمة، ص305-306.
([17]) أبو خلدون ساطع الحصري، ماهي القومية (أبحاث ودراسات على ضوء الأحداث والنظريات)، ط2، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت-لبنان، 1985، ص 31 الى 36.
([18]) نقلاً عن: أسعد مفرج، موسوعة عالم السياسة 42، م.س.ذ، ص137.
([19]) نقلاً عن: علي عباس مراد، عامر حسن فياض، ظاهرة القومية، م.س.ذ، ص27.
([20]) المصدر السابق، ص27.
([21]) أنتوني غدنز، علم الاجتماع، م.س.ذ، ص468.
([22]) ارنست غيلنر، الأمم والقومية، ترجمة: مجيد الراضي، ط1، دار المدى للثقافة والنشر، سوريا-دمشق، 1999، ص15.
Ernest Gellner, Nations And Nationalism, 2nd edition ,Blackwell Publishing,USA.,2007.p1.

([23]) المصدر السابق، ص16.
([24]) The Oxford English Dictionary, 6th Edition, Edited by Solly Welimeie, Oxford University Press, Britannica, 2001 P.847.
([25]) جميل صليبا، المعجم الفلسفي، م.س.ذ، ص205.
([26]) سعد الدين إبراهيم وآخرون، اتجاهات الرأي العام العربي نحو مسألة الوحدة (دراسة ميدانية)، ط1، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1980، ص26-27.
([27]) نقلاً عن: بيتر تيلور؛ كولن فلنت، الجغرافيا السياسية لعالمنا المعاصر، م.س.ذ، ص16.
[28] ) بويد شيفر،القومية، م س ذ ، ص69.
([29])  محمد طارق قائدبيه،أركان القومية العربية ثوابت في خضم المتغيرات، دار الطليعة، بيروت، 2001 ص 5.
([30])وميض جمال عمر نظمي ، الجذور السياسية والفكرية والاجتماعية للحركة القومية العربية الاستقلالية في العراق ، ط 1 ، مركز دراسات الوحدة العربية ، لبنان– بيروت ، 1984 ، ص 59.
([31]) علي عباس مراد و عامر حسن فياض، الظاهرة القومية، م.س.ذ، ص32.
([32]) المصدر السابق، ص33.

Previous Post Next Post