أبعاد المشكلة الاجتماعية
الأبعاد هي المراحل التاريخية التي مر بها مفهوم المشكلات الاجتماعية وتمثل رؤية علماء الاجتماع لها.
بدأ علم الاجتماع الأمريكي في دراسة المشكلات الاجتماعية مع بداية التصنيع السريع والتحضر في المجتمع الأمريكي. حيث ظهر مفهوم يجمع في إطاره مفهوم المشكلات الاجتماعية، أطلق عليه مصطلح العلة الاجتماعية Pathology Social   ثم تبعه مفهوم الوهن التنظيمي ”التفكك الاجتماعي“ Social Disorganization ثم السلوك المنحرف Deviant behavior.

الباثولوجية الاجتماعية Pathology Social   
العلة الاجتماعية تعني الخروج عما هو مألوف في الوضع السوي والسائد في التنظيم الاجتماعي.
ودخل مصطلح العلة الاجتماعية إلى علم الاجتماع من منظور سوسيولوجي للدراونية الإحيائية ”البيولوجية“ . حيث شبهوا المجتمع بالعضو الجسمي من حيث تطوره وعلاقته بوظائف أجزاء الجسم الأخرى من حيث السواء .
ويتميز المجتمع السوي عن المنحرف بسمات تتمثل في:الحالة الطبيعية من الصحة والظروف المعتادة الطبيعية Normal للمجتمع وأفراده، وأي انحراف عن هذه الحالة  يعتبر علة مرضية لأنها لا تمثل الحالة الطبيعية كما عدوها أو حالة شاذة أو غير سوية لأنها لا تعبر عن السواء الاجتماعي للمجتمع الإنساني.
نشأ هذا الاتجاه في جامعة شيكاغو عام 1892-وحتى أربعينات القرن العشرين. واعتبروا هذا القسم (علم الاجتماع) مركز للبحوث الاجتماعية.
ينتمي أصحاب هذا الاتجاه إلى أصول اجتماعية متماثلة، فمعضهم من أبناء الطبقة الوسطى البروتستانية، ومن مجتمعات زراعية صغيرة، وبعضهم كانوا من أبناء وزراء، ومعظمهم يمثلون تنظيمات ومؤسسات الرعاية الاجتماعية.
قاموا بدراسة أوضاع المعيشة للفقراء المهاجرين من الدول الأوربية والأفريقية والأسيوية واستوطنوا في المدن الحضرية التي تنمو بصورة سريعة وتتميز بالحراك الاجتماعي العمودي، واهتموا بدراسة المناطق المتخلفة Slums التي تعج بالعديد من الظواهر الفقر والجرائم والانحراف والطلاق والأسر المتصدعة والصراع العرقي وأطلقوا عليها مصطلح العلل الاجتماعية.
اهتم العالم مليز بدراسة أصول وقيم العلل الاجتماعية فوجدها غير ممثلة للحالات الحضرية، وإنما تمثل نمط الحياة الاجتماعية الريفية، وكشفت خصائص العينة أن معظمهم من الشباب المهاجرين وينحدرون من الطبقات الوسطى للمجتمع الأوربي الحضري، ولم يمثلوا الطائفة المسيحية البروتستانتية.
انصب اهتمامهم على دراسة الانحراف عن المعايير والقواعد التي يحددها المجتمع لأنماط السلوك المرغوبة، وكان الهدف من دراسة السلوك المنحرف لتحديد  المشكلة الاجتماعية وإيجاد وسائل وحلول لمواجهة هذه المشكلات.
في أثناء هذه الفترة ظهرت المدرسة الإيكولوجية التي اهتمت بدراسة التفكك الاجتماعي، وترى أن التفكك الاجتماعي ينشأ عندما يتعرض المجتمع لتغير اجتماعي سريع وحاد فيؤدي إلى انهيار النظام القيمي في المجتمع..
لاحظ بارك وزملاءه في دراسته انتشار مظاهر من التفكك الاجتماعي كالفقر والجريمة في مناطق معينة في المدينة، وتزداد المظاهر في وسط المدينة وتقل في أطرافها.
n    يرجع أصحاب مدرسة شيكاغو مصدر المشكلات الاجتماعية للفرد ذاته لأنه فشل في التمثل لمعاير وقيم مجتمعه، وانتقدوا الفرد لأنه غير قادر على التكيف مع الحياة الجديدة.
n    يهدف أصحاب هذا الاتجاه إلى تعزيز النظام الاجتماعي والمحافظة عليه أكثر من دراستهم للمشكلات الاجتماعية، وكانوا غير مهتمين بالخصوصية الثقافية والإنسانية للمهاجرين، وطالبوا بإعادة تعليم المهاجرين لحل مشكلاتهم من خلال إيجاد وتنظيم برامج تعليمية وندوات لتعليم المهاجرين القيم والعادات المرتبطة بطبيعة الحياة الاجتماعية للمجتمع الجديد.
التفكك الاجتماعي Social Disorganization
لا يعبر تحول مفهوم الباثولوجيا إلى مفهوم التفكك الاجتماعي عن أي تغير جوهري في المشكلات الاجتماعية التي يتطلب تحليلها. وذلك لأن ما كان يعد شواهد على الباثولوجيا أصبح مؤشر على التفكك الاجتماعي فالطلاق Divorce والهجر Desertion يعتبران مؤشرات على تفكك الأسرة.
يشير مفهوم التفكك الاجتماعي إلى ما يصيب النسق الاجتماعي من قصور أو خلل في أدائه لوظائفه الأساسية وهي تحقيق الاستمرارية والاستقرار.(قصور في أداء الأنساق الاجتماعية لوظائفها).
ويقسم ميرتون Merton المشكلات الاجتماعية إلى نمطين: 
الأول: يطلق عليه التفكك الاجتماعي ويقصد به الوهن التنظيمي.
الثاني: يطلق عليه السلوك المنحرف
والتقسيم لا يعني أن كل نمط يركز على ظواهر متباينة، وإنما يتناولان جوانب مختلفة من نفس الظاهرة.
كما يحدد مصادر للتفكك الاجتماعي وهي:
Ò   صراع المصالح والقيم: يرتبط بجماعتين كل واحدة منهما تسعى بالدرجة الأولى لتحقيق مصالحها.
Ò   صراع المكانة والتزامات الدور: يرتبط بالتغير التطوري، ونظراً لتباين مكانة الأفراد داخل المجتمع الواحد، وتعدد الأدوار الاجتماعية للفرد داخل المجتمع الواحد ، يحدث له صراع بين الأدوار بسبب غموض الدور فينتج عن هذا الصراع  فشل في أداء الدور وبالتالي يظهر التفكك الاجتماعي. 
Ò   القصور في عملية التنشئة الاجتماعية: التنشئة الاجتماعية  هي عملية يكتسب منها الأفراد الاتجاهات والقيم التي تتوافق مع أدائهم  لأدوارهم الاجتماعية، ويترتب على القصور في عملية التنشئة الاجتماعية تفكك اجتماعي ناتج عن  عدم وضوح للتوقعات المتبادلة بين الأفراد في المجتمع، بسبب الصراع القيمي، والصراع بين السلوك الجديد والسلوك القديم للأدوار.
Ò   قصور قنوات الاتصال الجماعي:يظهر التفكك الاجتماعي بسبب قصور أو خلل في أداء الأفراد لوظائفهم داخل التنظيم الاجتماعي حتى ولم يكن هناك صراع بين المصالح أو القيم.
ويفرق ميرتون بين مفهوم التفكك Disorganization وبين مفهوم اللاتنظيم
Unorganization حيث يرى أن نسق العلاقات الاجتماعية في اللاتنظيم لم يتشكل  بينما في حالة التفكك فالعلاقات الاجتماعية قائمة بالفعل والخلل يصيب تلك العلاقات الموجودة.
ويقصد ميرتون بالوهن التنظيمي فشل الأفراد في تحقيق التوقعات الاجتماعية للأدوار التي يحددها المجتمع لأفراده، فيحصل صراع بين ما يقوم به الفرد من سلوك يومي وبين توقعات المجتمع. وعادة ما يحدث الوهن التنظيمي بسبب التغير الاجتماعي المفاجئ فيحدث عدم توازن أو عدم انسجام بين أجزاء النظام الاجتماعي العام في المجتمع. أي عدم توازن في وظائف النظم الاجتماعية كأجزاء للنظام الاجتماعي العام.
وينتج عدم التوازن من فشل الأفراد في أدوارهم ، ويحدث الفشل من خلال ثلاثة طرق هي: الفشل معياري، الفشل الثقافي، الشعور بالإحباط.
وبالتالي نرجع المشكلة الاجتماعية المتضمنة في التفكك الاجتماعي إلى إخفاق النسق في أن يجعل التنظيم الاجتماعي للمراكز ملتحماً ومتماسكا مع الأدوار المتوقعة ،أي عدم قدرة النسق على القيام بمتطلباته الوظيفية بطريقة فعالة.

السلوك المنحرف Deviant behavior
n    يشير مفهوم السلوك المنحرف إلى الخروج أو الانحراف عن المعايير الاجتماعية.
n    يميز ميرتون بين نمطين من أنواع السلوك المنحرف يتباينان من حيث المسببات والنتائج المترتبة عليها وهما السلوك اللاتوافقي والسلوك المنحرف.
السلوك اللاتوافقي:
n    الفرد غير المتوافق يتخذ في معارضته للمعايير صفة العلانية.
n    يمثل سلوك الفرد غير المتوافق تحدي لشرعية المعايير الاجتماعية التي يعارضها ويرفضها.
n    يسعى اهتمام الفرد غير المتوافق إلى تحقيق هدفه المتمثل بتغيير المعايير الاجتماعية القائمة.
n    الأفراد غير المتوافقين لا يسعون لتحقيق مصالحهم الشخصية.
n    يسعى الأفراد غير المتوافقين إلى تحقيق العدالة الاجتماعية.
السلوك المنحرف:
n    الفرد المنحرف سلوكياً يخفي سلوكه المنحرف.
n    ينتهك الفرد المنحرف المعايير التي يعترف بها.
n    ينحصر اهتمام المنحرف في كيفية الهروب من العقوبات الخاصة بالمعايير الاجتماعية.
n    الأفراد المنحرفين دائماً يسعون لكسب مصالحهم الشخصية.
n    المنحرفين يسعون للتعبير عن مصالحهم الخاصة وإشباع احتياجاتهم الشخصية بأي صورة.

التداخل بين المشكلات الاجتماعية والانحراف والتفكك
-   إذا فشل المجتمع في إشباع احتياجات الأفراد وتحديد الأدوار الاجتماعية بفعالية يشعر الأفراد بالإحباط نتيجة الإخفاق في تحقيق الأهداف وبالتالي تظهر الصراعات في الأدوار.
-         إذا ازدادت  الاحباطات وتفجرت الصراعات أفرزت التفككات الاجتماعية .
-         إذا تفشى التفكك الاجتماعي وامتد بين قطاعات مجتمعية لها ثقلها شكل مشكلة اجتماعية.
إذا أثرت المشكلة الاجتماعية سلبا في الأفراد أو الجماعات أصبحت سلوك انحرافي وتطلب مواجهة وتدخل.
تصنيف المشكلات الاجتماعية:
صنف انكلز المشكلات الاجتماعية المتكررة التي تواجه أي مجتمع إلى ثلاث مجموعات أساسية، تتعلق كل منها بنمط مختلف من أنماط التكيف مع الحياة الاجتماعية، وتتمثل هذه التصنيفات في التالي:
1- المجموعة الأولى من المشكلات المتكررة التي تواجه المجتمع،  هي المشكلات الناجمة عن التكيف مع البيئة الخارجية الطبيعية والإنسانية على السواء.
2- المجموعة الثانية من المشكلات التي تتعلق بإشباع الاحتياجات الإنسانية الفردية لأعضاء المجتمع.
3- المجموعة الثالثة من المشكلات التي يتحتم على كل مجتمع مواجهتها والعمل على حلها هي مشكلات الوحدات الأساسية للتنظيم الاجتماعي.


كما يصنف العادلي المشكلات الاجتماعية إلى ثلاث مجموعاتك
1-               مشكلات أساسية : ترتبط بعدم كفاية الخدمات المتوفرة في المجتمع لإشباع حاجات الأفراد مثل: نقص المدارس، أو المستشفيات عن الحاجة الفعلية للمجتمع.
مشكلات تنظيمية: ترتبط بتركيز الخدمات على مناطق معينة دون أخرى،فتصبح المشكلة بسبب عدم العدالة في التوزيع للخدمات.
2-               مشكلات مرضية: مثل، السلوك الإجرامي، كالسرقة والقتل، والتسول والتشرد والأحداث والبغاء ..الخ.
3-               مشكلات مجتمعية: وترتبط بسوء العلاقات بين الجماعات المختلفة في المجتمع، وعدم اهتمام المواطنين بمشكلاتهم، وتركها للظروف

كما حدد مايس ثلاث مستويات من المشكلات الاجتماعية.:
n    الدرجة الأولى: وهي مشاكل تؤثر بصورة قوية في الظروف الاجتماعية المحيطة بها، ولها نتائج متعددة ومؤثرة في المجتمع مثل: مشاكل الحرب، الفقر، التمييز العنصري
n    الدرجة الثانية: وتتمثل في الظروف والنتائج الضارة التي تنتج بصفة أساسية عن المشاكل الاجتماعية المؤثرة، والتي يتولد عنها بدورها مشاكل إضافية أخرى. مثل: سوء التغذية الناتج عن الفقر.
n    الدرجة الثالثة: وهي تلك الظروف الضارة والتي تعد بصورة مباشرة أو غير مباشرة نتاج للمشاكل الاجتماعية الأساسية من الدرجة الأولى. مثل: البطالة الناتجة بسبب التفرقة العنصرية.
خصائص المشكلات الاجتماعية:
n    تمتاز المشكلة الاجتماعية بأنها مدركة أو محسوسة، وكلما زاد إدراك الناس للمشكلة كلما أدى إلى زيادة وضوح المشكلة.
n    لا تتوقف المشكلة الاجتماعية عند حد الرفض الذهني، وإنما تشكل نوعاً من التحفيز لتحريك السلوك المضاد واتخاذ المواقف لمواجهتها وإزالة آثارها السلبية.
n    تمتاز المشكلة اجتماعية بعدم الثبات على وتيرة واحدة من حيث قدرتها على التأثير، مثال: منظور جيل الآباء يختلف عن جيل الأبناء من حيث المعايير التي يراها الآباء بأنها مشكلة في حين أن الأبناء يراها عكس ذلك.
n    تمتاز المشكلة الاجتماعية بخاصية النسبية، وترجع هذه الخاصية لاختلاف المجتمعات الإنسانية وأفرادها وجماعاتها في تحديد مفهوم المشكلة. على سبيل المثال: ظاهرة الثار في المجتمعات العربية تشكل بعد ثقافي أما في المجتمعات الغربية فتشكل جريمة اجتماعية.
n    تخضع المشكلة الاجتماعية في حجمها وتنوعها وتأثيرها للظروف التي يخضع لها المجتمع، فكلما زاد حجم الكثافة السكانية في مجتمع ما زاد تعقيده بنائياً كلما أدى ذلك إلى زيادة في المشكلات الاجتماعية وتنوعاً في أسبابها ومصادرها وزيادة في أشكالها وأنواعها.
n    تظهر المشكلة الاجتماعية في منشأ يعكس الاضطراب الاجتماعي والشخصي، وتكون نتيجة لتمزق نسيج العلاقات الاجتماعية، أو نتاج سلسلة تصدعات تحصل داخل المجتمع.
n    تمتاز المشكلة الاجتماعية بالحتمية في وجودها فهي دائمة ومستمرة مع استمرارية الحياة الاجتماعية، ولذلك فهي تظهر في جميع المجتمعات الإنسانية سواء الكبيرة أو الصغيرة المتقدمة أو المتخلفة.
n    تمتاز المشكلة الاجتماعية بأنها تظهر بسبب التغيرات الحاصلة في الحياة الاجتماعية، أو في المؤسسات الاجتماعية.

أسـباب الـمشكـلات الاجـتمـاعيـة
كما أنه يصعب الوصول إلى تعريف واحد ( جامع مانع ) للمشكلة الاجتماعية ، وكما تلعب النسبية دورا بارزا في تحديد المشكلات ، فإنه يصعب أيضا وضع أيدينا على سبب واحد لها . فأسباب المشكلات ومسبباتها تتنوع وتتعدد من ناحية بل وتختلف من زمان إلى زمان ومن مكان لآخر ومن ظروف إلى ظروف ، بل ومن باحث إلى باحث آخر ( طبقا لخلفيته وتكوينه ) من ناحية أخرى . وعلى سبيل المثال فإنه إذا كان التغالي في المهور سببا في تأخير الزواج لدى الشباب السعودي فإن أزمة الإسكان تقف وراء نفس المشكلة في مصر . وإذا كان النفط ومن بعده الطفرة المادية والوفرة الاقتصادية تقف وراء الكثير من مشكلات دول الخليج العربية ومن ضمنها السعودية ، فإن الحروب ونقص الموارد الاقتصادية كانت هي الواقفة وراء الكثير من الأزمات والمشكلات الاجتماعية في بلدان مثل مصر ثم العراق ولبنان ( حاليا ) .
من ناحية أخرى فإنه في الوقت الذي قد يعزو الشخص العادي مشكلة ما إلى سبب أو عامل واحد ، يردها الباحث الاجتماعي المدقق إلى أسبابها وهي في الأغلب الأعم متعددة. وفي الوقت الذي يرى فيه عالم إجرام ـ مثلا ـ أن الوراثة تقف وراء هذه الظاهرة المشكلة   ( الإجرام ) ، يرد عالم الاجتماع هذا إلى البيئة المحيطة بكل أبعادها ومؤثراتها وإن كان لا يستبعد تأثير الوراثة كأحد العوامل أو الاحتمالات على الأقل .
هذا ويرجع بعض الباحثين أسباب المشكلات الاجتماعية إلى عدم إشباع الاحتياجات بين أفراد المجتمع وهي الاحتياجات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والبيولوجية والصحية والتعليمية والترويحية ... ويرجعوا عدم الإشباع  لمجموعة من العوامل المرتبطة بالفرد ذاته" عوامل  ذاتية"  أو أسرته" عوامل أسرية"  أو للعوامل الاجتماعية أو البيئية أو العوامل المجتمعية.
ومن المسببات الرئيسية للمشكلات الاجتماعية التفاوت في سرعة التغير الاجتماعي والثقافي، الناتج عن سرعة التفاوت في أحد جوانب الثقافة عن الجانب الآخر.
وعلى أية حال فإنه على الرغم من تعدد مسببات المشكلات الاجتماعية فإنه يمكن وضع أيدينا على بعض الأمور مثل : الوضع الاجتماعي والثقافي ( أساسا ) ـ إلى جانب العوامل الذاتية "الوراثية" والبيئية "البيئة الطبيعية" والبيئة الاجتماعية بما فيها من ظروف ثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية باعتبارها واقفة وراء هذه المشكلة أو تلك ومتحكمة في خط سيرها .
فالعوامل الوراثية " هي عوامل تتعلق بذات الفرد،  وقد تلعب هذه العوامل دورا في حدوث المشكلات، وتمثل الانحرافات الناتجة عن أسباب بيولوجية أو عضوية أو وراثية مثل الانحرافات الجنسية والأمراض العقلية والعصبية ـ إلى جانب الميول الإجرامية ـ مشاكل اجتماعية، كما يدخل في الانحرافات الشخصية الميل إلى النفعية والسعي وراء المصالح الشخصية عموما، وسواء تأتى ذلك من قبل أفراد أو جماعات .
والعوامل البيئية الطبيعية تتمثل في المناخ والتضاريس والتغيرات البيئية التي تحدث فجأة بسبب البراكين أو الزلازل أو الفيضانات جميعها تسبب في حدوث المشكلات الاجتماعية، على سبيل المثال: المناخ الحار قد يورث حساسية الأعصاب وثورتها بسهولة .
كما أن هناك عوامل بيئية غير طبيعية تحدث من خلال الفعل الاجتماعي وتكون مصدر لتفريخ المشكلات الاجتماعية، على سبيل المثال أحياء سكنية توسم ببيئة المجرمين أو الفقراء، وفي الغالب تفرخ مزيدا من السلوكيات المنحرفة... وهكذا .
ويندرج تحت العوامل البيئية غير الطبيعية الظروف الاقتصادية، والسياسية، والأوضاع الاجتماعية والثقافية.
فالظروف الاقتصادية ( المسببة للمشكلات ) يمكن تمثلها في كثير من الأوجه والتي يأتي على رأسها أمران أولهما الفقر وثانيهما عدم العدالة في التوزيع.
والظروف السياسية المسببة للمشكلات يمكن أن تتركز أساسا في اتجاه نظام الحكم السائد في عدالته أو عدمها، وفي ديمقراطيته أو دكتاتوريته، كما يتمثل في مدى سيطرتها على مجريات الأمور في الدولة وتسييرها من عدمه ، هذا المناخ قد يعصف بكل جهود التنمية ويقف في طريق التطور والتقدم.
أما الأوضاع الاجتماعية / الثقافية التي تسهم في خلق المشكلات فيمكن تمثيلها في كثير من الاتجاهات ومنها :
                          1) اختلاف التنشئة الاجتماعية .
                          2)  اختلاف المستويات التعليمية .
                          3)  التضارب والتصارع الثقافي : وتؤدي إليه العديد من الأمور التي منها :
§       اختلاف الموجهات والمعطيات الثقافية .
§        الجمود والتزمت الثقافي أو الانفتاح الثقافي اللا محدود .
§        التفاوت في سرعة التغير ( أو التغيير ) الاجتماعي والثقافي .
                          4) الضبط الاجتماعي القاسي أو المتساهل .
                          5)  عدم وضوح الأهداف والمعايير .
                          6)  النزعات الانعزالية والانفصالية .
ويعتبر التغير الاجتماعي من  أهم  العوامل المسببة لحدوث المشكلات، وكلما زادت سرعة واستمرار عملية التغير الاجتماعي، زادت احتمالات ظهور المشكلات الاجتماعية داخل المجتمع. وقد يكون التغير إيجابياً بحيث يعمل على حل المشكلة الاجتماعية. أو سلبياً يؤدي إلى حدوث المشكلات الاجتماعية.
التغير الاجتماعي:Social change
يشير مفهوم التغير الاجتماعي إلى الاختلافات والتغيرات التي تحدث عبر الزمن لمجتمع ما، وتشمل هذه التغيرات العادات والقيم والقوانين والتنظيمات الخاصة بالنظام الاجتماعي الموجودة في المجتمع، كما قد يشمل التغير الاجتماعي التحول في التركيب السكاني للمجتمع أو بنائه الطبقي، أو في أنماط العلاقات الاجتماعية. بمعنى آخر يؤثر التغير الاجتماعي المفاجئ على البيئة الطبيعية و البيئة الاجتماعية.
ومن عوامل التغير الاجتماعي
n    الأيديولوجية: حركة فكرية هادفة لها فاعلية إيجابية في البيئة الاجتماعية، وفي العلاقات الاجتماعية، والقيم الاجتماعية، والعمليات الاجتماعية. وتنبثق الإيديولوجية من الوضعيات والفئات اجتماعية.
n    التجديد الثقافي: ويأخذ أشكال متعددة مثل الاكتشاف والاختراع
n    الفعل الإنساني: أداء الأفراد والجماعات والهيئات المقصود في عملية التغير الاجتماعي.
n    التكنولوجيا: السبب المباشر للتغيرات الاجتماعي والثقافية التي تحدث في المجتمع، وغالباً ما يترتب عليها حدوث التخلف الثقافي أو الهوة الثقافية، فينتج عنها عدم مسايرة النظم الاجتماعية مع تطورات المجتمع الحديثة، مما يؤدي إلى عجز النظم الاجتماعية عن استيعاب التغيرات الجديدة نوعاً من الانعزال بين الأفراد والنظم الاجتماعية، فتحدث المشكلات الاجتماعية.
n     الهجرة: سواء كانت هجرة داخلية أو خارجية تعمل على تحويل الأفراد من مكان لآخر وهم يحملون معهم قيمهم وعاداتهم وكذلك ظروفهم الصعبة التي قد تضطرهم إلى عدم التوافق فتنشأ المشكلات الاجتماعية بسبب عدم توفقهم مع المجتمع الجديد نتيجة لهجرتهم. 
n    الحروب: الحرب بحد ذاتها مشكلة اجتماعية، ويؤدي الحرب إلى مشكلات عديدة منها الهجرة والتفكك والفقر والبطالة والتعصب وغيرها من المشاكل الاجتماعي.
n    الوهن التنظيمي أو التفكك الاجتماعي: يترجم مفهوم الوهن التنظيمي إلى التفكك الاجتماعي الذي يتضمن عدم فاعلية أو ضعف في أدوار ومراكز بنائية داخل التنظيم أو عدم أدائها لأدوارها كما هو مطلوب منها هيكلياً، وهذا بدوره يؤثر على وظيفة النسق أو أنساق البناء، أو يحدث توتر شخصي ناجم عن العيش ضمن نسق تنظيمي يصعب التحكم فيه بشكل تام. كما يشير أيضاً إلى معاناة الأفراد في تحقيق ذواتهم داخل التنظيم بسبب جمود بعض من قيمه. ومن الإفرازات التي يحدثها الوهن التنظيمي الفساد الإداري.
n    التصنيع: يؤثر التصنيع في البيئة وكذلك الإنسان ويولد أنماط جديدة من العلاقات المبنية على العمل بحد ذاته، وهذا ينكر ثقافة المجتمعات المبنية على العلاقات الاجتماعية.
المشكلات الاجتماعية والتغير الاجتماعي:
تشير الدراسات التي أجريت على المجتمعات المحلية إلى حقيقتين أساسيتين:
الأولى: شهدت المجتمعات المحلية خلال السنوات الأخيرة من القرن العشرين تغيرات اجتماعية سريعة ومستمرة، وترتب على هذه التغيرات نتائج متعددة منها: حدوث تعديلات في كل من الخصائص السكانية لهذه المجتمعات، والنسق الإيكولوجي، والبناء الاقتصادي،والأنماط التنظيمية.
الثانية: عانت معظم المجتمعات المحلية الحديثة من الكثير من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسكانية والإيكولوجية، ومنها: مشكلة الفساد الإداري، الفقر، الهجرة ...الخ.
وتنشأ المشكلات الاجتماعية عندما لا تتزامن التغيرات التي تطرأ على جزء من الثقافة اللامادية مع التغيرات التي تطرأ مع الثقافة المادية، نتيجة تفاوت معدلات التغير الثقافي في جانبي الثقافة.
n    ويشير مفهوم التخلف الثقافيCultural lag  إلى الموقف الذي يتغير فيه أحد عناصر أو مكونات الثقافة بشكل أسرع مما يتغير به غيرها من العناصر الأخرى للثقافة.
ملخص لما سبق عرضه:
أ -المشكلة الاجتماعية تعتبر انحرافا عن المستويات الاجتماعية ـ المتفق عليها علما بأن المستويات الاجتماعية ذاتها تختلف باختلاف الزمان واختلاف المكان
ب- المشكلة الاجتماعية هي التي يراها الناس كذلك ـ أي هي هذا النوع من السلوك أو الحدث الذي تجمع غالبية الناس ( في مجتمع ما ) على أنه مشكل .
ج - المشكلة الاجتماعية تتمايز من مكان إلى آخر ومن زمان إلى غيره ومن ظروف إلى ظروف ، بل أن النظرة إليها قد تختلف من قطاع اجتماعي ( أو حتى مجتمعي) إلى آخر ـ وهذا يعني أن النسبية تلعب دورا كبيرا في تحديد ملامحها .
د – المشكلة الاجتماعية تعكس الصالح والمواقف والاهتمامات ( الخاصة بطبيعة الحال) أي أن كل فرد وكل جماعة وكل مجتمع يعبر عن الشيء باعتباره مشكلا أو غير مشكل من وجهة نظر ذاتية Subjective بحتة.
هـ - المشكلات الاجتماعية متداخلة ومتشابكة ومن الصعوبة تحديدها بدقة بالفصل بينها فصلاً قاطعاً
و- المشكلات الاجتماعية مستمرة ولا يمكن إيجاد حلول جذرية لها، أو متفق عليها، فهي تظهر في كافة المجتمعات الإنسانية .
ز- تتشكل تدريجياً على مراحل مترابطة لذا فإنها لا تظهر فجأة أو عفوية وبناءً على ذلك فهي متطورة اجتماعيا .
ح- لا يمكن شرحها وتشخيص حدوثها من خلال سبب واحد بل عدة أسباب مترابطة
ط- مرتبطة بالقيم الاجتماعية في أغلب الأحيان . وتمثل الآداب العامة والأخلاق الاجتماعية نواتها.
ي- تظهر في منشأ يعكس الاضطراب الاجتماعي والشخصي وهذا يعني أنها ملتصقة بالفساد و التفسخ الاجتماعي داخل المجتمع .
ك- لا بد أن تتضمن نمطا من السلوك قابل للتدخل الإنساني.

القاعدة الثقافية للمشكلات الاجتماعية
تكشف المشكلات الاجتماعية (بغض النظر عن نوع المجتمع الذي تظهر فيه) عن اتجاهها المضاد لمعايير وقيم المجتمع ومن أبرز مكونات هذه القاعدة ما يلي:
n    التفسير الغيبي: يرجع السلوك الصادر من الناس والمضاد للمجتمع وقيمه إلى الجذور الشريرة .
n    الوظيفة الاجتماعية للقيمة الاجتماعية: مدى ما يقوم به الفرد من خلال قيمة الشيء. مثال: عندما يزو ضيف أسرة بدوية لابد من ذبح خروف له إكرام له. وفي الغرب لا نجد مثل هذا العمل.
n    إفرازات التغير الاجتماعي: تجلب المعطيات العصرية قيماً ثقافية مختلفة تؤدي إلى حدوث مشكلات لم يعهدها المجتمع من قبل مثل: انتشار الرشوة والفساد الإداري والواسطة وتبدل مفاهيم الشرف والعلاقة الزوجية داخل الأسرة وانتشار ظاهرة العنف والمخدرات..الخ
n    الجانب الذاتي للمشكلة: لكل مشكلة جانب ذاتي، ونفور الفرد من ممارسة سلوك معين وتم فعله من قبل البعض يعد مشكلة.
n    قيم الأغلبية: المعايير الاجتماعية هي التي تحدد ما هو مقبول ومرفوض  في المجتمع.

  أفكار خاطئة عن المشكلات الاجتماعية
يختلف أفراد المجتمع في الدراية والمعرفة عن المشكلة الاجتماعية السائدة في المجتمع، ويرجع هذا الاختلاف إلى درجة القرب أو البعد من المشكلة وإلى نوع العلاقة بينهم. إن جميع المشاكل الاجتماعية يتم إدراكها بدرجة أقل أهمية عند البعيدين عنها اجتماعياً وجغرافياً.  لأن المعرفة بها تكون قليلة وبالتالي تفقد الأهمية ، كما أن اهتمام الناس بالمتاعب الذاتية للأفراد يكون أكثر من اهتمامهم بالشؤون العامة للمجتمع، ويزداد إدراك الناس للمشكلات الاجتماعية إذا كانت "المشكلات" تمثل حالات مستعصية، أو ذات صيت واسع،  أو تمس جانب من اهتمامات الناس.
معظم الناس لديهم معدل محدود من الدراية والمعرفة حول المشكلات الاجتماعية وغالباً لا تكون منتظمة وأحيانا تسمى متناقضة ومرات تغدو غير صحيحة ،والذي يستمع إلى المغالطات الواسعة المتعلقة بالمشكلات الاجتماعية يكتشف أن معظم معرفة الناس حولها سطحية غير متعمقة ،الأمر الذي يتطلب عدم الوثوق بها.   
وتتمثل الانطباعات الخاطئة عن المشكلات الاجتماعية في التالي:
1-   عدم الاتفاق بين الناس على ما يعتبر مشكلة اجتماعية:
يرجع عدم الاتفاق إلى الفروق في القناعات الشخصية للأفراد فما هو متفق عليه بين بعض الناس على انه يمثل مشكلاً لا يكون هكذا مع جميعهم .
إذا يتفق معظم الناس على أن الفقر والبطالة و أزمة السكن تمثل مشكلات اجتماعية, لكن البعض الآخر لا يراها هكذا بل يجد لها مردودا حسنا للإنسان لأنها تساعده على إدراك حالة البؤس الإنساني. فالأغنياء يرون أن الفقر ضروري للمجتمع لأنه يجعل مالكي المال و الثروة في أعلى السلم الاجتماعي .
ويرى البعض الأخر أن وجود العاطلين عن العمل ضروري للعاملين لكي يزيدوا من اندفاعهم للعمل وحرصهم عليه وإخلاصهم فيه.
وهناك من يرى المشكلة العرقية بين السود و البيض تمثل مشكلة اجتماعية بينما لا يراها البعض الآخر هكذا لأنها تضع الأعراق في المكانات التي تليق بها .
2-   اعتبار المشكلات الاجتماعية شيئاً طبيعياً وأمراً لا يمكن تجنبه: البعض ينظر إلى المشكلات الاجتماعية على أنها حالات طبيعية محتومة يتعذر اجتنابها، وفي الواقع لا توجد هناك مشكلة محتومة ومتعذر اجتنابها إنما هناك ظروف معينة تعمل على إنتاج أو طرح أو إفراز ناتج لا محال لا يمكن اجتنابه أو منع وقوعه. أي أن المشكلة ناتجة عن القانون الطبيعي ويمتلك الحتمية الأكيدة.
3-   المشكلات الاجتماعية ما هي سوى حالة شاذة وغير عادية:
البعض من علماء الاجتماع ينظر إلى المشكلات الاجتماعية على أنها حالات غير طبيعية لأنها أحدثت كسر للنظام الاجتماعي أو اختراق أو انحراف عن السلوك الاجتماعي السوي السائد بين الناس، ويرى أصحاب هذا الرأي أن المجتمع يسير حسب قوانين موضوعة ومتفق عليها في المجتمع ويعد الخروج على هذه القوانين هو الشذوذ ويتطلب الحل التصدي لهؤلاء الخارجين وبالتالي يتم القضاء على المشكلة ، هذا التحديد أو هذه الرؤية تنطبق على بعض المشكلات مثل الإدمان على المخدرات أو بعض الجرائم.. ولكن في الواقع قد تحدث المشكلة بسبب من السلوك السوي وليس عن اختراق القوانين أو الخطأ.
4-   تتسبب المشكلة الاجتماعية من قبل الأشرار و السيئين من الناس:
هذه أوسع مغالطه على الإطلاق , إذ أحيانا يحلل بعض الناس المشكلات الاجتماعية تحت مضمون الثنائية المتبادلة أو المتقابلة مثل طيب وسيئ أو مقارنة الأشرار مع الأخيار . وفي الواقع قد يكون الناس السيئون هم ضحايا لأخطاء يرتكبها غيرهم من الناس البريئون ، إن معظم المشكلات قد تصدر عن الناس الأخيار وبالذات عند الذين يتمتعون بعقلية تجارية أكثر من الأشرار .
5-    المشكلات الاجتماعية توجد بسبب كثرة الحديث عنها:
إن الحديث عن وجود مشكلة اجتماعية بين الناس كالفقر و البطالة و الجريمة أو هروب التلاميذ من المدرسة يعمل على إثارة مشاعرهم وهواجسهم وخيالهم ويوسع حجمها أو يبالغ في خطورتها بحيث تصور و كأنها معضلة مستعصية الحل تعيش في أحشاء المجتمع يفهمها السامع بأن المسئولين في المؤسسات الإصلاحية و العقابية غير قادرين على السيطرة عليها أو معالجتها . إذ أن تضخيم المشكل بين عامة الناس يعمل على إقلاقهم وعدم ارتياحهم فيصبح هذا التضخيم مشكلة اكبر من حجمها و آثارها تتعسر على المصلحين معالجتها بيسر وسهولة، هذا الرأي خاطئ لأن كتم المشاكل وعدم الكتابة عنها لا يحل المشكلة وإنما يزيد من تفاقمها وتزداد حدتها.
6-   المشكلات الاجتماعية سوف تحل نفسها بنفسها:
يعتقد الكثير من الناس بأنه مع مرور الزمن وتواتر الأحداث وخضوع المجتمع لقانون التغير والتطور، فان المشاكل القائمة تكون في طريقها إلى الزوال وهذه رؤية غير واقعية إن لم تكن وهمية، لأن العمل والمثابرة من القيم الإسلامية التي أوصى الله عباده امتثالاً لقوله تعالى: " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" والتغيير يتم من خلال الجهود المثابرة والكفاح في مواجهة المشكلات التي تعيق تطور ونمو المجتمع.
7-أماني الناس:
البعض من الناس لا يرغب في رؤية المشكلة محلولة وذلك  إما لكون حلها يعود بتأثير سلبي عليهم، أو أن حلها يتعارض مع معاييرهم وقيمهم، أو لكون معالجتها مكلفة لهم .مثال:كأن يدفعوا ضرائب إضافية أو باهظة فتصبح إزالة المشكلة مؤثرة على نفوذهم وسلطتهم, لذا فإن بقاءها قائمة -في نظر هؤلاء الناس – داخل المجتمع يعزز نفوذهم ويزيد من تأثيرهم الاجتماعي ويقلل من خسارتهم المادية.
8-عندما تصبح المشكلة حقيقية تكون محلولة:
من المعروف أن دراسة المشكلة تتطلب الحصول على الحقائق المتعلقة بها، وإن معرفة هذه الحقائق أمر مهم جداً ولكن الأهم من ذلك هو معرفة كيف نستطيع التحقق منها بواسطة التعرف على أبعادها وعناصرها. ويصبح للحقيقة معنى إذا استندت إلى قيم الإنسان، وعندما يكون للناس قيم مختلفة فإن وجود الحقيقة لا يستطيع حل عدم اتفاقهم. والحقائق التي يتم الحصول عليها تحتاج إلى تفسير وترجمة في صورة خطط علمية، تتطلب الكثير من الجهد والمال وأحيانا تغيير اتجاهات كثير من الناس.
9- يمكن معالجة المشكلات الاجتماعية بعيدا عن تغير المؤسسات الرسمية:
يعتقد البعض بأنه يمكن معالجة المشكلة الاجتماعية دون دفع تكاليف معالجتها – ماديا أو معنويا – وهذا الاعتقاد بعيد عن الواقع لأن معالجة أية مشكلة يتطلب تغيرا سريعا وجادا في المؤسسات و ممارستها الوظيفية . 
  من الخطأ التوقع من قبل المرء بأن المشكلات سوف تحل بسهولة ويسر, ولكون المؤسسات تتغير ببطء فإنها لا تستطيع معالجة المشاكل بسرعة بل ببطء أيضا، وهذا يعني أننا لا نستطيع القضاء التام على ( الفقر و البطالة و الجريمة ) إنما يمكننا وضع برنامج متطور لتقليل حجمها وتأثيرها الاجتماعي, وفي نفس الوقت لا يمكن القضاء أو إقصاء ( الأمراض العصبية و العقلية ) من المجتمع إنما بإمكاننا تطوير وسائل علاجها في المستشفيات المتخصصة بها.


مواضيع ذات صلة 



تعريف المشكلة الاجتماعية وأسبابها

انواع المشكلات الاجتماعية

امثلة على المشكلات الاجتماعية

مفهوم المشكلات الاجتماعية

المشكلات الاجتماعية وحلولها

المشكلات الاجتماعية المعاصرة

المشكلات الاجتماعية في المجتمع السعودي

بحث عن المشكلات الاجتماعية وعلم الاجتماع


Previous Post Next Post