علم الدلالة انواع الدلالات
تعريف الدلالة المعجمية
انواع الدلالة في اللغة العربية
الدلالة اللغوية عند العرب
تعريف علم الدلالة لغة واصطلاحا
أنواع الدلالة
انواع الدلالة عند الاصوليين
علم الدلالة عند العرب
علم الدلالة أحمد مختار عمر
علم الدلالة
الدلالة لغةً:
من دلّ، من مادةِ دلل التي تدل على الارشاد الى الشيء والتعريف به ومن ذلك (دله على الطريق اي سدده اليه) 1
الدلالة اصطلاحاً:
علم الدلالة مصطلح حديث اول من وضعه العالم الفرنسي اللغوي برايل في سنة 1897، وقد اسماه السيمانتيك، (كما اطلقة عليه اسماء في اللغة الانجليزية 2(semanticاشهرها الان كلمة سيمانتيك
اليونانية وتعني علامة.Sema والمصطلح ماخوذ عن كلمة
ومن الغريب ان نرى ان الكلمة عربية الاصل وهي سيماء من سمة وتعني علامة ايضا بدلالة قوله تعالى ((سيماهم في وجوههم من اثر السجود))3
وكان الاولى ان يؤخذ هذا اللفظ بما انه يدل على المعنى.
الدلالة عند المنطقيين و الاصوليين:
وقد ورد هذا اللفظ عند المنطقيين وقد حددوه بالدلالة اللفظية، كما استخدم عند الاصوليين. ويعني عند المنطقيين كون اللفظ بحيث متى اطلق او تُخيل فُهم منه معنى للعلم بوضعه، فالدلالة اللفظية هو ان (دلالة اللفظ على تمام معناه، واما ان يساق ليدل على بعض معناه واما ان يساق ليدل على معنى خارج عن معناه)4.
وهكذا نجد هذا العلم دخل المنطق واصول الفقه وفقه اللغة وقد يصب هذا العلم في كل هذه المجالات الا ان هذا العلم اصبح علما قائما بذاته في العصر الحديث وان بدت بوادره عند الجرجاني.
1- تاج العروس ج 28 497 – 498 2- علم الدلالة 11
3- سورة الفتح 29 4- ضوابط المعرفة 27
فالدلالة في عرفهم (هي كون اللفظ متى اطلق او تخيل فهم منه معناه: للعلم بوضعه، وهي المنقسمة الى المطابقة او التضمن و الالتزام) 1
تعريف علم الدلالة:
(دراسة المعنى او العلم الذي يدرس المعنى، او ذلك الفرع من علم اللغة الذي يتناول نظرية المعنى، او ذلك الفرع الذي يدرس الشروط الواجب توافرها حتى يكون قادر على حمل المعنى)2
علم الدلالة بين القديم والحديث:
لم يهتم علماء القديم في دراسة اللفظ بالدقة التي يتناولونها اليوم، فالامر كان مقتصراً على الدراسات التاريخية، والاشتقاقية، وهذا ما تدل عليه معاجم اللغة الا (ان هناك من درس هذا العلم واعطاه اهتمام اكثر وهم علماء الفقه و الاصول)3
انواع الدلالات
1- الدلالة الصوتية: هي الدلالة الصوتية الطبيعية التي تعنى بوجود مناسبة مــــا بين اللفظ والمعنى. (والفضل في مثل هذا الفهم يرجع الى ايثار صوت على اخـر او مجموعة من الاصوات على اخرى في الكلام المنطوق به) 4
وهناك دلالة صوتية تحليلية يتغير بها المعنى تبعـــا لتغير الوحــدات الصوتيــة. (ومن مظاهر الدلالة الصوتية النبر فقد تستعمل (اسماً) اذا كان النبر على المقطع الاول منها، فاذا انتقل النبر تصبح فعلا)5
والنبر يكثر في اللغات الاوروبية وبعض اللغات الشرقية كالصينية مثلاً.
والنبر او الدلالة الصوتية هذا ما يقر به العقل والتجربة، فلو انك قلت فعلاً تقصد به الامر فالنبر واضح ويركز تركيزاً شديداً على الحروف الصحيحة دون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- التعريفات 104 2- علم الدلالة 11
3- استخدام عام الدلالة في فهم القرات 12 4- دلالة الالفاظ 46
5- المصدر نفسه
حروف العلة فعندما نقول مثلاً اكتب يكون التركيز على حرف الباء، اما ادعُ فيحذف منه حرف الجوف لانك لا يمكن ان تشد عليه فلا نبر فيه.
والدلالة الصوتية اطلق عليها ابن جني الدلالة اللفظية وهذا ما ينطبق عليه تعريف اللفظ عنده.
2- الدلالة الصرفية
والدلالة الصرفية اطلق عليها علماء الصرف الدلالة الصناعية ومنهم ابن جني، وهي التي تعنى بصرف اللفظ كقولنا مثلاً: رجع على وزن فعل، فالفعل تتغير دلالته لو كان على وزن افعل اي ارجع، وهذه الصيغة انتقلت من اللزوم الى التعدية، او قولنا واهب على وزن فاعل، فاذا بدلناها على وزن فعال، تغيرت الدلالة الى المبالغة.
3- الدلالة النحوية
ان الجمل في نظامها اما ان تكون فعلية، او اسمية مثلاً، فالدلالة عند التغيير من الاسمية الى الفعلية، تتغير و تولد نمطاً جديداً، وهذا ما سبق اليه علماء اللغة العربية، ومن المؤكد ان نظام الجملة و التركيب في اللغة العربية واسع، وبنيته دقيقة فالعرب ابرع من غيرهم في هذا الامر.
4- الدلالة المعجمية والاجتماعية
لا تخلو كلّ كلمة من دلالة معجمية أو اجتماعية تستقل عن الاخرى بما توصله اصوات هذه الكلمة، او صيغتها من دلالات زائدة على الدلالة الاساسية، فالدلالة المعجمية نراها واضحة عند رجوعنا الى معنى اللفظ اما الدلالة الاجتماعية فنلحظها حين تتركب الجملة من عدة كلمات تتخذ كل كلمة شكلاً معيناً، يؤدي ذلك الى التركيب النحوي ولكل كلمة وظيفة، وقد اهتم علماء اللغة في العصر الحديث بالدلالة الاجتماعية الي ولدت افقاً في اللغة واسست لعلم دلالة الالفاظ. ومثال ما تقدم كلمة يد فقد ورد معناها في لسان العرب بمعنى الكف، واليد في المعجم الوسيط من اعضاء الجسد وهي من المنكب الى اطراف الاصابع، فالمعنى الذي ذكرناه هو المعنى المعجمي، وهناك معنى اخر له دلالة اخرى عند اصحاب السياق، وهذا ما يتفق مع الدلالة الاجتماعية، ففي السياق نقول مثلاً زيد طويل اليد ونعني سمحاً، ولو قلت سقط في يده فالمعنى ندم.
أحدث النظريات في نشأة اللغة
وعلى رأس هذه النظريات (جسبر سون) فقد أسست هذه النظرية على ما يأتي:
1- مراحل نمو الطفل
2- اللغة في الامم البدائية
3- تاريخ التطور اللغوي
أ- يرى بعض الباحثين ان مراحل تطور النمو عند الطفل هي المراحل التي مر بها الانسان الاول نفسها، و من هذا المبنى قالوا بان نشأة اللغة الانسانية من اصوات و مدلولات كالتي نراها في اللغة الان. وقد فسر الباحثون و منهم لويس . على دراسة مراحل نمو الطفل، فالطفل في (Infat speech) في كتابه غضبه يصدر أصواتاً، أنفيةً، كالنون والميم، وفي سروره يكرر اصواتاً حلقية او قريبه من الحلق، كالكاف والعين.2
واعتقد ان هذه النظرية لا علاقة لها بنشأة اللغة بل تدرس تطور النمو اللغوي عند الطفل، فالطفل يخرج الى بيئته بجمع الاصوات من هنا و هناك بل قد يكون سماعه في بطن امه بدلالة قوله تعالى (( ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤلا)) 3 .
والمعنى ان السمع المرحلة الاولى من بين حواس الانسان. وهذا الرأي أو بالاحرى هذه الدراسه لا تبين لنا نشأة اللغة بل تطور اللغة
____________________________________________.
1- دلالات الالفاظ 26 2- دلالات الالفاظ 28-29 النص مقتبس 3- سورة الاسراء 36
ج- الدراسة التأريخية
وهذا ممّا يمكن حصرهُ بأن الباحثين درسوا اللغة تأريخياً فبدؤوا بالعكس. فقد بدؤوا بدراسة اللغة في العصر الحاضر ثم عادوا الى العهود الماضية فبدأت المقارنة ما عليه من اللغات، كاللغة الالمانية الحديثةوالقديمة واللغة الانگليزيه ولغة شكسبير وقد توصلوا الى نتائج لا بأس بها.
وإن كان اصل النشأة لا يمكن حصره في مثل هذه الدراســــــة. لكن الفائدة يمكن القــول بأنها قد انتفعت من مستحدثـــات اللغة والميل الى السهولة وترك مــــا هو صعب.
ويمكنني القول هنا إن اللغات كانت في البداية معقدّه لأنّ اللسان لم يعتد على أصوات مطورة بل قد نرجع هنا الى رأي الخليل ومن سبقه بأن اللغة كانت تقليداً ومحاكاه و التقليد والمحاكاة عادة ينتج من اصوات متقاربة، لعدم وجود اوتار متحركة في اصوات الطبيعة أو تقليد الحيوان، فهذه الكائنات اصواتها تجري على نمط واحد، واما الانسان فاصواته متغيرة بحسب طبيعة التركيبة الانسانية، فلذا نجد في اللغات القديمة الفاظاً صعبة متنافرة الحروف او حروفا حلقية تؤدي بالانسان الى عسر النطق، وهذا ما نشأ في التطور اللغوي، وخير دليل على ذلك القران الكريم، فالفاظه نجدها واضحة صريحة لم نجد ما هو عسير في نطقها وهو اسمى الكلام ، فضلا عن جمال اللفظ الذي يناغم حواس الانسان. ومما يلفت النظر او يثير الاستغراب في الدراسات اللغوية حديثة او قديمة وبخاصة لغة الطفل، ان هذه الدراسة مبنية على التصورات اكثر من التصديقات بل على الخيال اكثر من الواقع. فهناك عدم انسجام في اغلب النظريات الحديثة رغم ان بعضها لا يخاو من الصحة، مثال ذلك نظرية المحاكاة. وقد غفل كثير من الباحثين عن
ان هناك فرق كبيراً بين الانسان والحيوان، فالانسان حيوان ناطق بالاصل، وهذا النطق عززه بالكسب، أما الحيوان فلا وسيلة له الا الغريزة الم تر ان الحيوان يمكنه ان يمارس حياته الشهوانية من غير معلم له، فالحالة الغريزية عنده قد تتفق في شيء ولكنها تختلف كثيراً، اذ ان الانسان يتعلم بالكسب، فلو انك قربت جمرة من الحيوان لابتعد و نفر منها وهرب، ولو انك قربتها من طفلٍ لمسكها ولا يخفى ان الانسان عاقل والحيوان غير عاقل.
ومن قال بان اللغة توقيف بالكامل فقد اخطأ في ما يتصور اذ ان الانسان في الوقت الحاضر يجتمع عندما يخترع شيئا فيضع له تسمية بالاتفاق، وقد يغير هذا الاسم بالاتفاق ايضاً، فمثلاً اصطلح العرب (سيارة) فوضعوا لها لفظا يتفق مع العقل. واخيراً نقول ان هناك عدة عوامل يمكن الاستناد اليها، فالنظرية الواحدة غير كافية ولكن جمع شتات هذه النظريات يعطي حلاً ولذا يمكننا القول ان اللغة في بداية نشأة الخليقة كانت توقيفاً، ثم انتقلت الى الكسب فوضعت على ما هي عليه الان