دور التعلم النشط فى اكساب الطلاب العديد من جوانب التعلم فى المواد الدراسية المختلفة ومنها مادة التاريخ ،وبالاضافة إلى ذلك ظهرت الحاجة إلى التعلم النشط  الذى يؤكد على فاعلية المتعلم باستمرار وذلك من خلال:
      ايجابية المتعلمين وزيادة دافعيتهم فى الأماكن ذات الكثافة الطلابية العالية .
      حرص المتعلم عادة على فهم المعنى الإجمالي للموضوع.
      تخصيص وقتاً كافياً للمتعلم  للتفكيـرفيما يتعلمه و بأهمية ما يتعلمه .
      يحاول المتعلم ربط الأفكار الجديدة بمواقف الحياة التي يمكن أن تنطبق عليها ..
      يربط المتعلم كل موضوع جديد يدرسه بالموضوعات السابقة.
      يحاول المتعلم الربط بين الأفكار في مادة ما مع الأفكار الأخرى المقابلة في المواد الأخرى
      تنمية المهارات المرتبطة بالتفكير التاريخى و مهارات البحث والاتصال لدى المتعلمين.
      اكتساب المهارات الحياتية التى تمكن المتعلمين من التعامل مع متطلبات الحياة .
     و فى إطار البحث عن أساليب واستراتيجيات جديدة تساير ما يحدث فى تعليم وتعلم التاريخ على المستوى العالمى والتى تؤكد على  زيادة فاعلية المتعلم وتجعله عنصرا أساسيا فى عملية التعلم ، ومن ضرورة التركيز على النشاط الذاتى والتفاعلى لتطوير تدريس التاريخ ، وتجعله من مجرد مادة جافه سهلة للحفظ واستظهار المعلومات والحقائق والأحداث التاريخية إلى النشاط والعمل بالتاريخ من جانب المتعلم ، مما يجعل من مادة التاريخ مادة حية وذات وظيفه فى حياة المتعلم تكسبه العديد من المهارات الشخصية والاجتماعية والعقلية والأدائية وغيرها من مهارات التفكير التاريخى  وهو مالم تحققه الأساليب والاستراتيجيات التقليدية المستخدمه حاليا فى مدارسنا ومن هنا جاءت مشكلة الدراسة.
  تتحدد مشكلة الدراسة فى السؤال الرئيسى التالى:
ما فاعلية استخدام بعض استراتيجيات التعلــــم النشــــط فى تدريس التاريخ لتنمية مهارات التفكير التاريخى والاتجاه نحو المادة  لدى طلاب المرحلة الثانوية ؟
 ويتفرع من هذا السؤال التساؤلات الفرعية  التالية:
1-     ما فاعلية بعض استراتيجيات التعلــــم النشــــط فى تنمية مهارات التفكير التاريخى لدى طلاب المرحلة الثانوية؟
2-     ما فاعلية بعض استراتيجيات التعلــــم النشــــط فى تنمية اتجاه الطلاب نحو مادة التاريخ ؟
أهمية الدراسة:
تتضح أهمية الدراسة فى أنها:
1-     تقدم بعض الاستراتيجيات و النماذج التدريسية التى تقوم على التعلم النشط والتى يمكن استخدامها من جانب معلمى التاريخ بالمرحلة الثانوية.
2-     تقدم بعض النماذج التطبيقية لكيفية تنمية مهارات التفكير التاريخى لدى طلاب المرحلة الثانوية.
3-     تقدم مقياسا لاتجاهات الطلاب نحو مادة التاريخ فى المرحلة الثانوية يمكن الاستفادة منه مستقبلا.
4-     تقدم أداة تتضمن بعض مهارات التفكير التاريخى يمكن لمخططى مناهج التاريخ والمعلمين  الاستفادة منها.
حدود الدراسة:
التزمت الدراسة بالحدود التالية:
1-     اختيار بعض استراتيجيات التعلم النشط  وهى ( التعلم التعاونى- فكر زاوج شارك -العصف الذهنى) وتقديمها بشكل متنوع ومتكامل .
2-     اختيارعينة الدراسة من طلاب الصف الأول الثانوى بمدرسة بتمدة الثانوية المشتركة بإدارة بنها التعليمية بمحافظة القليوبية .
3-     تنفيذ تجربة الدراسة على بعض الموضوعات لمادة تاريخ مصر القديم من الباب الأول وهى( الحياة الدينية، الحياة السياسية، الحياة الإقتصادية) وذلك لمدة شهر اعتبارامن( 1 أكتوبر 2005) إلى(  31 أكتوبر 2005) وذلك وفقا للجدول المدرسى( حصتان أسبوعيا ).
فروض الدراسة:
1-     توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطى درجات طلاب المجموعة التجريبية الذين تعلموا باستخدام استراتيجيات التعلم النشط ، ودرجات طلاب المجموعة الضابطة الذين تعلموا بالطريقة المعتادة  فى التطبيق البعدى لبطاقة الملاحظة لمهارات التفكير التاريخى لصالح المجموعة التجريبية.
2-     توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطى درجات طلاب المجموعة التجريبية الذين تعلموا باستخدام استراتيجيات التعلم النشط ، ودرجات طلاب المجموعة الضابطة الذين تعلموا بالطريقة المعتادة  فى التطبيق البعدى لمقياس الاتجاه نحو مادة التاريخ لصالح المجموعة التجريبة.
عينة الدراسة: تم اختيار عينة الدراسة من بين طلاب الصف الأول الثانوى بمدرسة بتمدة الثانوية المشتركة بإدارة بنها التعليمية بمحافظة القليوبية، حيث تم اختيار فصلين متساويين فى العدد ومتكافئين فى النواحى المختلفة( العمر- الجنس- المستوى الاقتصادى والاجتماعى) وتم اختيار أحد الفصلين(1/1) للمجموعة التجريبية للدراسة التى تعلمت باستخدام بعض استراتيجيات التعلم النشط، والفصل الثانى(1/2) للمجموعة التى تعلمت بالطريقة المعتادة.
خطوات الدراسة: سارت الدراسة وفقا للخطوات التالية:
أولا: مراجعة الأدبيات والدراسات السابقة المتعلقة  باستراتيجيات التعلم النشط، ومهارات التفكير التاريخى، والاتجاه نحو مادة التاريخ، وتم الاستفادة منها فى :
أ‌-      تحديد استراتيجيات التعلم النشط المستخدمة.
ب‌-    تحديد المهارات الأساسية اللازمة للتفكير التاريخى.
ت‌-    بناء مقياس الاتجاه نحو مادة التاريخ.
ثانيا : اعداد أدوات الدراسة وهى بطاقة الملاحظة أو ( بطاقة تقويم مهارات التفكير التاريخى) ومقياس الاتجاه نحو مادة التاريخ فى ضوء ما سبق وضبطها.
ثالثا: اختيار الموضوعات التى سوف يتم تدريسها باستراتيجيات التعلم النشط وتم تدريب المعلمين على تدريس الموضوعات باستخدام استراتيجيات التعلم النشط .
رابعا: تطبيق أدوات الدراسة على المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية بعديا.
خامسا: عرض النتائج وتحليلها وتفسيرها.
سادسا: تقديم التوصيات والمقترحات المرتبطة بنتائج الدراسة.


لتعلم النشط Active Learning
   يعرف مكينى McKinney,1998) ) التعلم النشط بأنه " أسلوب تدريسى يتطلب من المتعلم القيام بعمل أكثر من مجرد الاستماع السلبى للمعلم".
  كما عرف أحمد اللقانى و على الجمل ( 1999 , 259 ) التعلم النشط بأنه" ذلك التعلم  الذى يشارك فيه المتعلم مشاركة فعالة، من خلال قيامه بالقراءة والبحث والاطلاع ، ومشاركته فى الأنشطة الصفية واللاصفية ، ويكون فيه المعلم موجها ومرشدا لعملية التعلم".
  والتعلم النشط كما يراه الباحث فى هذه الدراسة هو "طريقة تدريس تشرك الطلاب بفاعلية في عمل أشيــــاء تاريخية وتشجعهم على التفكير فيما يتعلمونه ، وذلك من خلال  وضع الطلاب فى مواقف تعليميه تاريخية تدفعهم إلى العمل وبذل الجهد والمشاركة الفعالة المستمرة ،  ويكون فيه المعلم موجها ومرشدا ومصمما للمواقف اللازمة لعملية التعلم".
استراتيجيات التعلم النشط:Active Learning Strategies
         يعرف الباحث استراتيجيات التعلم النشط فى هذه الدراسة بأنها" الاجراءات والأساليب التى تتطلب من الطلاب فى مادة التاريخ ممارسة مهارات التفكير التاريخى من خلال  ممارسة الأنشطة التاريخية المختلفة والتى تتطلب  التحدث والكتابة ، وإلقاء الأسئلة والتفاعل مع الموقف التعليمى، والتعاون ، وتوظيف ما تعلموه فى مواقف حياتية والتى تضم استراتيجيات : التساؤل،  فكر- زاوج- شارك ، والعصف الذهنى" .
مهارات التفكير التاريخى: ويقصد الباحث بها " المهارات الشخصية والعقلية والآدائية التى تجعل من من الطلاب أن يفكروا تاريخيا وتتضمن كيفية فهم وتدبر الافكار والأحداث والمفاهيم والتفسيرات الرئيسية التاريخية ، والقدرة على التحليل نقدى للوثائق التاريخية فى ضوء السياقات،  وطرح الأسئلة والبحث واتخاذ القرار واصدار أحكام."
التعلم النشط  لا يقوم على التعلم من خلال الاستماع و كتابة المذكرات ، و إنما من خلال التحدث و الكتابة عما يتعلمونه و ربطها بخبراتهم السابقة ، بل و بتطبيقها في حياتهم اليومية ،فالمتعلمون بحاجة إلى أن يتأملوا فيما تعلموه ، و ما يجب أن يتعلموا و إلى تقييم ما تعلموا، كما أنه يعزز قدرة الطلاب على الاحتفاظ بالمعلومات وتنمية مهارات التفكير العليا مما يزيد من دافعية الطلاب للتعلم ( ,22 Meyers& Jones , 1993 ).
     كما يراعى فى التعلم النشط  استخدام  الذكاءات المتعددة ( Multiple Intelligent ) ، و أن للطلاب أساليبهم وقدراتهم المختلفة في التعلم ، و بالتالي فإن الأساليب التدريسية السليمة هي التي تراعي ذلك التعدد والاختلاف .
  مفهوم وطبيعة التعلم النشط
    أوضحت نتائج الأبحاث  أن الطريقه التقليديةالسائدة فى مدارسنا  لا تسهم في خلق تعلم حقيقي . و ظهرت دعوات متكررة إلى البحث وتطوير طرق وأساليب تدريس جديدة تجعل من المتعلم محورا للعملية التعليمية وتشركة في تعلمه بطريقه فعالة وتضعه دائما فى موقف يجبر فيه على بذل الجهد والتفكير فيما يتعلمه ، من خلال القراءة ، والتحدث، والتفكير العميق، والكتابة، والقدرة الذاتية على تنظيم ما يتعلمه ) Dodge,1996  ، محمد عدس,1996 , 46-65 ).
    ومما سبق يتضح أن طبيعة التعلم النشط  تقوم على  المشاركة الفعالة من قبل المتعلم فى عملية التعلم ، واستخدام مهارات تفكير عليا كالتحليل و التركيب و التقويم ، وقيام المتعلمون بأنشطة تفاعلية تتطلب منه الحركة والأداء فيما يتعلق بالقراءة و الكتابة و المناقشة و حل مشكلة تتعلق بما يتعلمونه أوعرض عملى ، وتطبيق ما تعلموه فى مواقف حياتية.
         واستخدام التعلم النشط فى العملية التعليمية ليس بجديد لأنه قد نال اهتمام العديد من الفلاسفة والمربين منذ القدم ، حيث يظهر من خلال الحقائق التاريخية أنه كان أول طريقة تعليمية يستخدمها الانسان ، وكانت تلك الطريقة هى الأكثر استخداما فى المجتمعات البدائية  للتعامل مع الحياة واكتساب الخبرات الحياتية، وهذا النمط من التعليم استخدمه الإغريق واتبعه سقراط فى تركيزه على التفاعل بين المتعلمين أثناء حل المشكلة ،  والتركيز على أهمية اكتساب الخبرات التعليمية من خلال الخبرات المحسوسة والعمل Lorenzen,2001) )، كما أكد جون ديوى على ضرورة أن يكون المتعلم محورا لعملية التعلم ، واكتساب التعلم من خلال الخبرة ، وبالتالى فإن مسئولية المدرسة تقوم على تقديم أنشطة للطلاب تتناسب مع ظروفهم ومستواهم الاجتماعى  وتوجيههم إلى الاكتشاف والتعلم ، ويقاس الانجاز بمدى تقدم المتعلم من خلال خبراته و قدراته على التعامل مع المواقف الجديدة (Eakin,2000 ).
     و فى هذا الإطار يرى ( محمد الحيلة ,2003، 288) أنه يمكن تنمية قدرة المتعلم على تنمية مهارات التفكير العليا وتطويرها ، من خلال استخدام بعض استراتيجيات التعلم النشط التى تقوم على التفاعل والمشاركة النشطة من جانب المتعلم والتوجيه المستمر تحت إشراف وتوجيه المعلم .
   وتعد النظرية البنائية من أهم النظريات التى أكدت على أهمية بناء المتعلمين لمعارفهم من خلال تفاعلهم مع بيئتهم و إشراكهم فى عملية تعلم نشطة ،  وبالتالى فهى تقوم على أساس أن المعرفة شيئ يبنى من قبل المتعلمين من خلال قيامهم بأنشطة تعليمية محددة تتم تحت إشراف وتوجيه المعلم ،(,76-78  Reinhartz& Beach,1997 ).
   وبناء على ماسبق نجد أن التعلم النشط لقى اهتماما متزايدا فى عالم اليوم حيث انتقل الاهتمام بالعملية التعليمية من المعلم كمصدر لعملية التعلم إلى المتعلم ، وتحويل المتعلم من وضع المفعول به السلبى إلى وضع الفاعل المشارك المفكر المتعاون بصورة إيجابية،ومساعدته على الاحتفاظ بالمعلومات وتطبيقها فى مواقف جديدة ، وامتلاك أدوات العلم، وتنمية مهارات التفكير العليا، مما يكسبه العديد من المهارات الشخصية والمعرفية والعقلية والآدائية وبالتالى تنمية الشخصية المتكاملة لدى المتعلم.




استراتيجيات التعلم النشط 101

استراتيجيات التعليم

استراتيجيات التعلم الحديثة

استراتيجيات التعلم التعاوني

انواع استراتيجيات التدريس

استراتيجيات التعلم النشط

استراتيجيات التدريس الحديثة



Previous Post Next Post