تحريم بعض الأطعمة والأشربة حماية للصحة والعقل
تحريم بعض الأطعمة والأشربة يهدف إلى الحفاظ على العقل
الحكمة من الحلال والحرام في الأطعمة والأشربة
حرم الإسلام ألوانًا من الأشربة والأطعمة
تقرير عن الاطعمة المحرمة في الاسلام
الاطعمة والاشربة فقه ثالث متوسط
الاطعمة والاشربة المحرمة
بحث عن الاطعمة والاشربة المباحة والمحرمة
الاطعمة المحرمة في الاسلام واضرارها
الاطعمة والاشربة في الاسلام
الاطعمة المحرمة للصف الثامن
الاطعمة المحرمة
 

  الابتعاد عن تناول وفعل كل ما يؤذي البدن :
حرم الإسلام ألوانًا  من الأشربة والأطعمة، وقد أظهر العلم حكمة الشرع في ذلك، ونحن نذكر هذه الألوان في إيجاز، ومن أراد مزيدًا فعليه أن يرجع إلى كتب الطب في ذلك.
(*) الخمر، يقول الحق - تبارك وتعالى - : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ «90» إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَــدَاوَةَ وَالْبَغْضَـاء فِــي الْخَمْـرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ «91» ) [المائدة].
والمحافظة على العقل واحدة من الضروريات التي جاءت في كل 
الشرائع ، فبالعقل ميز الإنسان على سائر المخلوقات على ظهر الأرض ، ومن ثم كان مخاطبًا بالشرائع ، مكلفًا بتنفيذ كلياتها وجزئياتها ، منوطًا به عمارة الأرض ، فإذا فقد العقل سقط التكليف ، وإذا غيب بلون من ألوان المغيبات المحرمة فقد انهار جزء من الحياة الخيرة ، ولذا حرم الشارع كل مسكر ، وأول المحرمات الخمر، ثم يتلوها كل ألوان المسكرات مما يتعاطاه الإنسان بواسطة الفم ، أو الحقن ، أو الشم ” كل مسكر خمر ، وكل خمر حرام “ و” ما أسكر كثيره فقليله حرام “ ، كما يقول الرسول $ بل إن الرسول الكريم نهى عن كل ما يورث الجسم الفتور والخدر، ويورث بالتالي العقل الكلال ، ويحجبه عن تقدير الأشياء على وجهها الصحيح.
قالت أم المؤمنين أم سلمة : ” نهى رسول الله $ عن كل مسكر ومفتر“.
ولو تتبعنا أسرار التشريع في آيتي المائدة فيما كتبه علماؤنا لرأينا المنة الكبرى ، والنعمة الجلى التي حباها الله عباده المؤمنين إذ حرم عليهم - وهم أهل طاعته - المسكرات ، فدفع عنهم شرورًا يمليها الشيطان على أهل طاعته من السكارى ، فتدمر المجتمع ، وتخلخل توازنه ، وتغلغل في نفوس أهل الإحن والأحقاد ، وفي المقام الأول تلهيهم عن عبادة الله : وهي ركيزة كل صلاح وإصلاح.
وإلى جانب ذلك فقد أفاضت كتب الطب الحديث- فيما أثبتته البحوث والتجارب - في ذكر ما تسببه الخمر والمسكرات الأخرى من أمراض قاتلة ، وأسقام مزمنة ، تجعل من المدمن حطامًا لا هو في عالم الأحياء ، ولا هو في عالم الموتى.
نعم فللخمر آثار على الجهاز الهضمي ، وعلى الكبد والكلى ، وتضعف النسل ، وتتسبب في استاع المعدة ، وعظم البطن ، وأمراض القلب.
والضجة الكبرى التي تكتنف الدول من جراء انتشار المخدرات ، والحرب الدائرة في بقاع الدنيا بين الحكومات ، ومروجي المخدرات إن هي إلا شاهد من شواهد كثيرة على حكمة تشريع الإسلام عندما أحاط العقل بسياج من الأمان ، وأوقع العقوبة على كل من يريد أن يغتاله بالمسكرات .
(**) الدم المسفوح : 
وهو الذي يسيل من الحيوان عند ذبحه ، إذ أنه عرضة للتحلل ، والتعفن، وحتى إذا أخذ طازجًا فقد يكون حاملًا للميكروب ، وخاصة المسببة للأمراض المعدية.
إن الدم به كرات حمراء تحمل الأكسجين من الرئتين إلى خلايا الجسم ، وتحمل غاز ثاني أكسيد الكربون الفاسد من خلايا الجسم ليخرج من الرئتين.
والكرات الحمراء تكون (45%) من حجم الدم ، وهذه الكرات طالما أنها في الجسم الحي فهي أيضًا حية ، وبعد الوفاة ، وإذا خرجت من الجسم مثلًا في نزيف فإنه تموت ، وتصبح عرضة للتحلل والتعفن.
لهذا فإن هذا السائل يكون ضارًّا إذا تناوله الإنسان ، وإن التحلل والتعفن يكون أسرع وأشد في الجو الحار، ولهذا تكثر الإصابة بالتسمم من الطعام الفاسد في فصل الصيف.
(***) الميتة .
(****) الحيوان الذي فسد بعض أجزائه.
وفي ذلك كله يقول المولى - عز وجل - : ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ) [المائــدة:3].
إن الجسم في حالته الطبيعية له القدرة على مقاومة الجراثيم التي تعيش على سطح جلده ، والأغشية المخاطية المبطنة  للفم ، والأنف ، والحلقوم ، والمسالك الهوائية ، وفي داخل أمعائه ، وفي حالة الوفاة تنعدم هذه القدرة فتتكاثر الجراثيم محدثة في الميتة التحلل ، والتعفن ، ورائحته الكريهة ، ولهذا فإن الميتة إذا أكلت تصبح سامة بنتائج التعفن بالجراثيم المتكاثر ، وما تولده هذه الجراثيم من سموم.
(*****) الخنزير : 
تناولنا آنفًا حرمة لحم الخنزير والتي ذكرت في آيات متعددة ، وما نود أن ننبه عليه هنا أنه بما يقول بعض الناء : إن كثيرًا من الناس في الأمم الغربية والولايات المتحدة يتناولنون لحم الخنزير، ومع ذلك لم يصابوا بالضرر ، ونقول لهذا القائل وغيره : إنه ثبت أن الخنزير تنشأ عنه أمراض خطيرة نذكر منها إجمالًا:
·    الدودة الوحيدة أو الشريطية.
·    التكيس بأجنة الدودة الوحيدة في الأحشاء.
·    دوسنتاريا الأهداب.
·    ديدان تريكينيلا الحلزونية.
ولا نطيل بشرح هذه الأمراض ؛ لأنها موجودة في كتب الطب الحديث التي تكشف كل يوم داء دفينًايسببه لحم هذا الحيوان الممقوت.
وما نود أن نرشد إليه هو أن شأن المؤمن الصادق أن يسلم الأمر لله ، مهما كانت الظروف والملابسات ، ومن يعتقد أن وراء كل ممنوع حكمة قد تظهر لنا ، وقد تخفى علينا بعض جوانبها حتى يماط عنها اللثام في يوم من الأيام ( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) [الملك:14].
3- التزام العفة :
جعل الله : العلاقة الجنسية سببًا في بقاء الأحياء على ظهر هذا   الكوكب ، وأودع الشهوة الداعية إلى اتصال الذكر والأنثى في نفوسهم ، فكــان
آية للمعتبرين ، ونعمة ومتعة للناس أجمعين .
واتصال الرجل بالمرأة - في حدود الشرع- له منافعه الكبيرة  الكثيرة ، فهو إلى جانب المحافظة على النوع ، وصيانة الأعراض ، وحماية الأنساب من الشبه ، فيه تخفيف أثقال الشهوة التي تسيطر على الإنسان ، فتولد فيه الكبت الذي يجر إلى الأسقام النفسية والجسدية ، وقد وصفه اللطيف الخبير بـ (العنت) عن قوله : : ( ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ  ) [النساء:25].
ومن ثم كان هذا الاتصال نعمة فيها المتعة التي تنشر الحب بين 
الزوجين ، وتجعل من الحياة سكنًا وطمأنينة ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ  ) [الــروم:21].
ولما قضت حكمة الله - جلت قدرته - ألا يسير الكون على وتيرة واحدة ، بل جعله متغيرًا ، يتجدد فيه نشاط الناس فيستمتعون بما هو حاضر بين   أيديهم ، ويتشوقون إلى ما هو مقبل عليهم، وجعل لاتصال الرجل والمرأة  أوقاتًا ، ومنعه وقتًا آخر لا تكون الطبيعة البشرية ملائمة لهذا الاتصال ، ومن ذلك أيام المرض - وبخاصة المعدي - وأيام النفاس ، وأيام الحيض.
·    الحيض : 
يقول المولى - سبحانه - في الآية الجامعة : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ  قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) 
[البقرة:222].
والرجل والمرأة على حد سواء ، وينقلب الأمر إلى ضده ، فبدلًا من أن يكون الأمر متعة تجلب راحة وسعادة نفسية ، أصبح شيئًا ممقوتًا يورث   النفرة ، ويثير الاشمئزاز.
والأذى متحقق ، فهو أذى للرجل وللمرأة ، فأما أذى الرجل فأوله 
القذارة ، وأيضًا فإن هذا الدم السائل من عضو تناسل للمرأة ، وهو يشتمل على بيضات دقيقة يكون منها تخلق الأجنة بعد انتهاء الحيض ، وبعد أن تختلط البيضات بماء الرجل ، فإذا انغمس في الدم عضو التناسل في الرجل يتسرب إلى قضيبه شيء من ذلك الدم بما فيه ، فربما احتبس منه جزء في قناة الذكر فاستحال إلى عفونة تحدث أمراضًا معضلة ، فتحدث بثورًا وقروحًا ؛ لأنه دم قد فسد وبرد ، أي : فيه أجزاء حية تفسد في القضيب فسادًا مثل موت الحي فتئول إلى التعفن .
وأما أذى المرأة فلأن عضو التناسل منها حينئذ بصدد التهيؤ إلى إيجاد القوة التناسلية ، فإذا أزعج إزعاجًا في وقت اشتغاله بعمله فدخل عليه بذلك مرض وضعف.
وأما الوليد فإن النطفة التي اختلطت بدم الحيض أخذت البيضات في التخلق قبل إبان صلاحيتها للتخلق النافع الذي وقته بعد الجفاف.
أما كتب الطب فقد أظهرت : أن الاتصال الجنسي أثناء الحيض له مخاطره ” لأن المعاشرة الجنسية أثناء الحيض وخلال الأسابيع الأولى بعد الولادة تؤدي أحيانًا إلى إصابة المرأة بأمراض خطيرة ، بسبب انتشار الجراثيم بسهولة في المسالك التناسلية ، مما يسبب لها عقمًا أكيدًا ، وذلك لأن شرايين الرحم مما يسهل دخول الجراثيم بسهولة عن طريقها إلى الرحم وملحقاته “.
وقرر الطب بعد أن أفاض في بيان المحاذير من الاتصال إبان الحيض والنفاس من أن الجنين قد يولد مشوهًَا إذا ما حملت المرأة أثناء ذلك .. فسبحان من خلق وقدر ، وشرع فرحم ، وهو اللطيف الخبير.
·    الزنا :
الإنسان مجموعة من الغرائز التي لا تنفك تدفعه إلى تحقيق شهواته ، ونزواته ، فحب المال ، وحب السيادة والتملك ، وحب الجنس والأولاد ، وحب الفخر والخيلاء ، كل ذلك مركوز في طبع الإنسان.
كما قال - جل وعلا - : ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ) [آل عمران:14].
وأجمل الحياة الدنيا في قوله : ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ  )[الحديد:20].
فإذا ما انطلق الإنسان وراء واحدة من هذه الشهوات ، أو مجموعة منها فإنه لا يستريح إلى غاية ، ولا يركن إلى نهاية ، بل تتقاذفه أمواج البحث عن الجديد في عالم شهواته.
ومن ثم جاءت الشريعة موائمة للفطرة ، فلم تمنعه مما هو مركوز في طبعه ، بل أباحت له الطيبات كلها يتقلب في خيراتها كيف يشاء ، ولكنها رسمت له حدودًا ، ووضعت له علامات تنتهي إليها مطامعه ، حتى لا يقتحم حدود الآخرين فيصبح من المعتدين ، فقواعد الشرع مشذبات ومهذبات لغرائز الإنسان.
ولما أباح الخالق - تبارك وتعالى - استمتاع الزوجين بعضهما ببعض جعل دائرة الحلال كبيرة في الاختيار ، ولم يستثن منها إلا القليل فحرم بعضًا
من ذوات النسب ، ومثلها من ذوات الرضاعة.
ولقد حرم الزنا على الإطلاق ، وشدد في حرمته في كتابه العزيز في العهدين المكي والمدني ، حيث قرن تحريمه بتحريم الشرك بالله : وقتل النفس في قوله : ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً «68» يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً «69» ) [ الفرقــان].
وقوله : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ  ) [الممتحنـة:12] .
وسماه فاحشة ( وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً  ) 
[الإسراء:32].
وحد له العقاب من الجلد والرجم ، وشدد في ثبوته لما يصيب المجتمع كله بفعله من الأذى البالغ ، والإزعاج الشديد ، فأصبح الإقرار ، أو شهادة أربعة عدول من المؤمنين هو الوسيلة لإثبات الزنا ، وجعل التلاعن بين الزوجين عند إنكار الولد ، أو الاتهام بالزنا ، ثم الفرقة الأبدية بينهما.
ومضار الزنا إلى جانب التعدي على حقوق الآخرين ، واختلاط الأنساب ، وزلزلة المجتمع بالشكوك والهواجس ، ولحوق العار بأهل الزناة ، وبخاصة المرأة كثيرة وخطيرة.
وما يهمنا منها في هذا المقام هو الوقاية من الأمراض التي تنشأ في جسم الإنسان بسبب الزنا ، والرسول الكريم $ وهو الصادق المصدوق ينبؤنا أن الزنا ما ظهر في قوم إلا سلط الله عليهم الموت ، وذلك بسبب الأسقام التي تصيبهم ، حيث يقول فيما أخرجه الحاكم وصححه : ” ما نقض قوم العهد قد إلى كان القتل بينهم ، ولا ظهرت الفاحشة في قوم إلا سلط الله عليهم الموت ، ولا منع قوم الزكاة إلى حبس الله عنهم القطر “ ([1]).
وعن عبد الله بن عمر قال : أقبل علينا رسول الله $ فقال : ” يا معشر المهاجرين ، خمس إذا ابتليتم بهن ، وأعوذ بالله أن تدركوهن ، لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها ، إلا فشى فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا “ ([2]).
·    اللواط :
لم تكن البشرية تعرف هذه الجريمة المنكرة المستقذرة قبل قوم لوط a الذي كان قريبًا ومعاصرًا لأبي الأنبياء إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - .
فقد أخبرنا القرآن على لسانه بقوله :( وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ ) [العنكبوت:28].
والفاحشة المقصودة هنا هي إتيان الرجال شهوة من دون النساء كما يخبرنا الرب : : ( وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ «54» أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ «55» ) [النمــل].
وهؤلاء قوم قد تجردوا من إنسانيتهم ، وسلكوا مسلك البهائم ، بل انحطوا عن مرتبتها ، وقد وصفهم القرآن بذميم الصفات حيث بين أنهم يأتون في ناديهم المنكر ، ومن أجل دناءتهم وأنهم لا يعملون إلا للأقذار ، ولذلك تواصوا بإخراج لوط ومن معه من بلادهم لا لشيء إلا لأنهم يتنزهون عن هذه الفعلة القبيحة : ( وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ) [الأعراف:82].
فالزنا والاستمناء وغير ذلك حرام منكر، وأشد نكيرًا إتيان الرجال والعياذ بالله ، ومضار اللواط الخلقية لا تخفى على أحد ، إلا أن مضاره الصحية كثيرة ، وخطيرة كذلك ، وآخرها هو مرض (نقص المناعة المكتسبة) الذي يسبب الذعر في الدنيا كما يفعل الطاعون ، والذي ينشأ عن العلاقة الجنسية الآثمة من الزنا واللواط.
وفي كل يوم يظهر من المكتشفات ما يبرهن على أن تعاليم هذا الدين تمكن فيها من الأسرار والمعجزات ما يبهر النفوس ويحير العقول ، ويدفع أهل القلوب السلمية للإيمان به.

([1]) أخرجه الحاكم في المستدرك ( 2577 ) .  
([2]) أخرجه ابن ماجة ( 4019 ).  

Previous Post Next Post