حقوق المسلمين في ارض الغرب

معاملة المسلمين في



حقوق المسلمين في بلاد الغرب الاجنبية

حقوق المسلمين في الدول الغير الاسلامية
حقوق احوال المسلمين في المجتمع غير الإسلامي

ذكر مصطفى سيرتش ( رئيس العلماء، ومفتي عام البوسنة والهرسك ) في موضوع بحثه حول الإسلام والمواطنة الأوربية، والذي قدمه ضمن وثائق صورة الإسلام في الغرب من خلال المناهج الإسلامية، بأنه لا يعتبر أوربا اليوم دار حرب، بل هي دار للصلح ودار للعقد الاجتماعي، فأوربا ليست دار إسلام؛ وذلك لأن المسلمين لا  يشكلون الغالبية الحاكمة في الأراضي الأوربية، الأمر الذي لا يمكن معه تطبيق الشريعة الإسلامية تطبيقا شاملا في كل مناحي الحياة؛ لذلك يرى سيرتش بأن أوربا هي دار العلم؛ وذلك لأن المسلم يمكن أن يعيش فيها ملتزما بالإسلام في إطار العقد الاجتماعي.
       ويذكر سيرتش بأن المرء لا يجد صعوبة في أن يثبت أن فكرة العقد اجتماعيا كان أو غير ذلك تعد فكرة مشروعية في الإسلام، إذ أن لدينا العديد من الوثائق التاريخية والعقدية تشير إلى مفهوم الصلح والسلام والتصالح الذي يقف ضد مفهوم الحرب والقتال، ما يعني أن الأصل في العلاقة بين المسلمين وغيرهم هو السلام وليس الحرب.
       ومن الجدير بالذكر أن الصعوبة تتمثل في ذلك بعدم وجود مفهوم حقيقي لدار الصلح يمكن أن يطبق في إطار البيئة الأوربية التي توفر وضعا محترما للإسلام كنمط للحياة وللمسلمين كمواطنين أوربيين، كما لا بد من معرفة القضايا التي يجب أن تضمن في إطار العقد، وأن ننشئ منظمة أو هيئة يمكن أن تمثل الإسلام كدين عالمي، والمسلمين كمواطنين أوربيين صالحين.
       إن الأوضاع في أوربا تعبر في توجهها إلى استعدادها للتسامح مع الإسلام وأهله، ولكنها غير مستعدة حتى الآن لقبول المسلمين في حياتها السياسية والاجتماعية والثقافية. ومن ناحية أخرى يقبل المسلمون أوربا على شكلها الحالي، وهم لا يقومون بما هو كاف لزيادة مستوى معرفتهم بالبيئة السياسية والاجتماعية والثقافية في أوربا، والتي من شأنها أن تغير وضعهم في المجتمع الأوربي.
إن سيرتش لا يرى ضرورة اعتبار الديار الأوربية وغيرها ديار حرب، ولا ضرورة ابتعاد المسلمين عن هذه الساحة التي يقاد العالم اليوم منها، بل يدعو إلى دراسة جدية من أجل العمل على جعل كل من وجود الإسلام كدين عالمي والمسلمين كمواطنين دوليين أمرا مؤسسيا؛ وذلك أملا في أن يكون أمرا واضحا لكل إنسان أن التمثيل الطوعي للإسلام والمسلمين في أوربا، والذي يعد أمرا مضللا باعتباره شيئا ضد كرامة المسلم والسلام.
ويرى سيرتش بأن ثمة ضرورة ملحة تحتم تحسين العلاقة وأوضاع المسلمين في تلك المجتمعات؛ وذلك حتى يندمجوا في الكيان الأوربي ككيانات تسهم في بناء المجتمع وتنميته.[1]
       ويقرر عجيل جاسم النشمي في تناوله لجانب آخر من هذا الموضوع، وذلك في دراسته التي بعنوان  ( التأصيل الشرعي للمواطنة، والعلاقة بين المواطنة والانتماءات القومية والعرقية والدينية )، إلى أن من أصعب ما يواجهه المسلمون الذين يعيشون في البلاد غير الإسلامية اليوم، يتمثل في الموازنة بين مفهوم المواطنة في الإسلام والوطنية في هذه البلاد، وهي قضية خطيرة أكثر مما يظنه النظر العابر، فالمسلمون هناك ممن يحمل الجنسية ما بين الذوبان والتمسك بالهوية الإسلامية.[2]   
       إن رابطة المواطنة بما يترتب عليها سواء لغير المسلم في المجتمعات الإسلامية، أو للمسلم في المجتمع غير الإسلامي ينبغي أن تؤطّر ضمن منهجية تحقق المصلحة وتقوم على تلبية التعامل مع المتغيرات والمستجدات. ومالم توضع الاعتبارات لهذه الأمور فإنه لا يمكن تلبية الاحتياجات للتفاعل مع هذه المستجدات، وهو ما يتطلب تصور يُستقرئ من خلاله مختلف الأبعاد لهذه المشكلة.

[1] مصطفى سيرتش، الإسلام والمواطنة الغربية، وثائق ندوة صورة الإسلام في الغرب من خلال المناهج الدراسية، فينا – النمسا من 11 – 12 شعبان × 19 – 20 نوفمبر 1999، رابطة العالم الإسلامي، الأمانة العامة، مكة المكرمة – السعودية، ص 106.

[2] النشمي - عجيل جاسم، التأصيل الشرعي للمواطنة والعلاقة بين المواطنة والانتماءات القومية والعرقية والدينية، بحث مقدم لندوة المواطنة - حقوق وواجبات -، والمنعقدة في        23 ربيع الآخر 1429 - 29 أبريل 2008، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، المنامة – البحرين، ص 9.

Previous Post Next Post