المحافظة على الصحة النفسية .
لا ينكر أحد أن كما أن  سلوكيات الإنسان الخاطئة في الطعام والشراب والنظافة تجلب له عللًا وأمراضًا للبدن ، فكذا اعتقاداته الباطنة وأفكاره المنحرفة ، وطبيعته الانفعالية الثائرة ، ونفسه المتوترة إذ تقتل النفس بهذه العلل ، فيقتل بعلتها البدن ، فيصبح مريضًا نفسيًّا.
وكما اتجه القرآم الكريم في حفاظه على صحة البدن والعقل إلى الأسلوب الوقائي فكذلك كانت وجهته في حفاظه على صحة النفس لا سيما ضد العلة الأساسية التي تتهددها مثل : القلق ، والإحباط ، والنكوص.
ويزيد على ذلك المنهج الوقائي النفسي الذي طرحه القرآن الكريم ، يحمل في طياته وبنفس القدر : منهجًا علاجيًّا ناجحًا في علاج شتى ما يعتري النفس من علل.
ويمكن اختزال هذا المنهج القرآني في خطوة واحدة هي : تقوية صلة الإنسان بربه ، لأنه إذا قويت هذه الصلة تغيرت نظرة الإنسان لكون والحياة ولنفسه وللناس ، وأيضًا للمشكلات التي يشعر بالعجز عن مواجهتها ، والتي كانت سببًا في قلقه وخوفه ، ثم في مرضه ، فإذا بهذه المشكلات تبدو تافهة ، وليست بالحجم الضخم الذي كانت عليه في عينه.
فعن طريق صلة الإنسان بربه تتعدل أفكاره وعاداته وسلوكه واتجاهاته ، وهذه هي أنجح وسيلة في علاج الأمراض النفسية فضلًا عن الوقاية منها.

Previous Post Next Post