جماعة انصار السنة المحمدية
* وقد تضمن غلاف  مجلة (التوحيد) عددًا من الأهداف الأخرى التي تسعى إليها الجماعة:
- الدعوة إلى التوحيد الخالص المطهر من جميع الشوائب، وإلى حب الله تعالى حبًّا صحيحًا صادقًا يتمثل في طاعته وتقواه، وحبّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حبًّا صحيحًا صادقًا يتمثل في الإقتداء به واتخاذه أسوة حسنة.
- الدعوة إلى أخذ الدين من نبعيه الصافيين -القرآن والسنة الصحيحة- ومجانبة البدع والانحرافات ومحدثات الأمور.
- الدعوة إلى ربط الدنيا بالدين بأوثق رباط، عقيدةً وعملًا وخلقًا.
- الدعوة إلى إقامة المجتمع المسلم، والحكم بما أنزل الله، فكل شرع غيره -في أي شأن من شئون الحياة- معتد عليه سبحانه منازع إياه في حقوقه.
* ويضاف إلى هذه الأهداف والأفكار ما يلي مما ورد مفرقًا في كتابات أفراد الجماعة:
- التحذير من خطر الفرق وأهل الأهواء على الفرد والمجتمع، والتصدي لغلاة المتصوفة ومنكري السنة والبهائية والرافضة والباطنية، والتصدي لحملات التغريب والعلمنة، والإلحاد والزندقة.
- العمل على توحيد المسلمين تحت عقيدة واحدة ومنهج تشريعي واحد على أساس من المنهج السلفي - لأنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
- الدعوة إلى تجديد الدين على هدي السلف وأئمة السنة، والاجتهاد لمعرفة حكم الله في النوازل والمستجدات حسب الضوابط الشرعية. وإتباع السياسة الحكيمة دون استعجال أو صدام لإقامة شرع الله تعالى في الأرض.
* وفي مجال الفكر السياسي للجماعة رؤيتها التي يعبر عنها الدكتور جمال المراكبي في كتاب (الخلافة الإسلامية بين نظم الحكم المعاصرة) إصدار إدارة الدعوة والإعلام -لجنة البحث العلمي بالجماعة في مصر- فيقول: "فالنظام السياسي الإسلامي ليس نظامًا ديمقراطيًّا بحال، وهو يختلف مع الديمقراطية في الأسس والمبادئ خلافًا غير يسير".
- النظام السياسي: الإسلام ليس نظامًا شموليًّا، وليس نظامًا اشتراكيًّا ولا يقترب من الأنظمة الديكتاتورية سواء منها الديكتاتوريات المذهبية أم الديكتاتوريات القيصرية.
- إن للنظام الإسلامي ذاتيته الخاصة، فلا يجوز أن ندرجه بحال تحت قسم من هذه الأقسام، ولا ندرجه داخل نظام من تلك النظم، إن النظام السياسي الإسلامي نظام إسلامي بحت لا علاقة له بالثيوقراطية ولا بالأتوقراطية، ولا بالديمقراطية ولا بالاشتراكية".
- وجاء في توصيات مؤتمر الخرطوم عام 1989م الذي عقدته الجماعة بالسودان ما يلي:
1- الديمقراطية نظام كافر لأنها تعطي الإنسان حق التشريع، وهو حق خالص لا يكون إلا الله تعالى، قال تعالى: {إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّه}.
2- الانتخابات بالترشيح وبالتصويت وسائل جائزة في حد ذاتها.
3- التنظيم النقابي للعاملين وغيرهم، وكذلك الاتحادات الطلابية: تنظيمات هيئية وطلابية لا شأن لها بالتشريع، والمشاركة فيها تتوقف على المصالح والمفاسد على ضوء الضوابط الشرعية لذلك.
4- مزاحمة أهل الديمقراطية لتقليل شرهم في الانتخابات العامة وغيرها أمر جائز مع مراعاة الضوابط الشرعية، إذا ترجحت المصالح على المفاسد.
* وفي مجال أصول الدعوة: ترى الجماعة شرعية العمل الجماعي ولا تقر التحزب لغير السنة والجماعة ، وتقر التنظيم بالضوابط الشرعية.
* وتعتمد التربية والتزكية المستمدة من منهج السلف الصالح على أساس من تصفية الإسلام من البدع والانحرافات العقدية والسلوكية، والتعبدية، وتصفية الأحاديث من الموضوعات وتربية الأمة على ذلك.
الجذور الفكرية والعقدية:
* عقيدة ومنهج أهل السنة والجماعة سواء في النظر والاستدلال أو في العبادات والمعاملات والسلوك.
* مصنفات علماء السلف المتقدمين في الاعتقاد والأصول.
* مصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب وعلماء الدعوة في الجزيرة العربية والشوكاني والصنعاني والألباني وغيرهم من علماء الدعوة السلفية.
الانتشار ومواقع النفوذ:
* تتركز جماعات أنصار السنة المحمدية في مصر؛ حيث أصبح لها في مصر قرابة المائة من الفروع والألف من المساجد، كما تتركز في السودان وإريتريا وليبيريا وتشاد وإثيوبيا وجنوب أفريقيا وبعض الدول الأفريقية، وكذلك بعض الدول الآسيوية مثل: تايلاند وسيرلانكا، وفي كل دولة تقريبًا يوجد للجماعة مركز تتبعه فروع موزعة على المناطق والأقاليم إلا أنه لكل جماعة قيادة مستقلة في كل دولة مع أنه يجمعهم جميعًا منهج واحد.
* كما أن للجماعة علاقات وطيدة بجماعات الدعوة السلفية في مصر وعلماء الدعوة بالسعودية وبجمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت ودار البر بالإمارات العربية، وجمعية التربية الإسلامية بالبحرين، وجمعية أهل الحديث في شبه القارة الهندية والجمعية المحمدية في جنوب شرق آسيا وبالعديد من الجمعيات والاتحادات السلفية في أوروبا وأمريكا والجمعيات السلفية في أفريقيا.
يتضح مما سبق:
* إن جماعة أنصار السنة المحمدية أحد الأعمال الجماعية المنظمة التي تقوم على العقيدة السلفية للتصدي لغلاة المتصوفة ومحاربة البدع بكافة أشكالها، وبيان التوحيد والحض على إتباع السنة، مما كان لها الأثر الإيجابي في انحسار تيار التصوف في مصر في بيئات محدودة، وكذلك في السودان كان لها تأثير بالغ في قطاع واسع من الشباب رغم تجذر الطوائف والطرق الصوفية هناك.
* يحمد للجماعة السعي للتعاون مع الدعوات السلفية والإصلاحية الأخرى في بعث كتب السلف، ومناهجهم مما كان لذلك الأثر الإيجابي في تبني تيار الصحوة الإسلامية لمنهج أهل السنة والجماعة بشكل عام، وعودة الحجاب ومقاومة التغريب في المجتمعات الإسلامية بوجه خاص.
* يتصف علماء الجماعة بقلة التأليف والبعد عن الشهرة حيث تغلب الدعوة إلى المنهج عن الدعوة إلى الجماعة، وهذا يفسر قلة كتاباتهم عن الجماعة وجهودها مما ممكن منافسيهم من التحقير من شأنهم.
* للجماعة الحظ الأوفر في وضع لبنات النهضة العلمية بالمملكة العربية السعودية من خلال تأسيس المعاهد والجامعات الشرعية ووضع المناهج لها مما أثار أعداء دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ضدهم وتسميتهم بالوهابية.
* وترى الجماعة أن تحقيق التوحيد الخالص والمتابعة الصادقة هما أساسا توحيد كلمة الأمة كما هما شرطا تحقيق وعد الله تعالى بالنصر والتمكين وعودة الخلافة. ويقول الدكتور المراكبي في كتابه (الخلافة الإسلامية بين نظم الحكم المعاصرة): وباستعراض حالات الخروج التي شهدتها الساحة الإسلامية منذ نشأة الدولة الإسلامية وإلى يومنا هذا، لم نرَ حالة واحدة تبشر بالخير، بل إنها جميعًا لم تؤتِ ثمارها المرجوة، فهي غالبًا ما تفشل ولا ينتج عنها إلا اتساع دائرة الفتن.. وعلى العكس من ذلك؛ فإن كل حركات الإصلاح التي شهدتها الدولة الإسلامية لم تتخذ الخروج والقتال سبيلًا لها.." ثم يدلل على ذلك بما حققه عمر بن عبد العزيز من إصلاح، وكيف تصدى أحمد بن حنبل للفتنة بدون سيف ولا رجال مع قدرتهما على ذلك؛ ولأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شرع لأمته إيجاب إنكار المنكر ليحصل بإنكاره من المعروف ما يحبه الله ورسوله، ولكن إذا طرأ على الحاكم الكفر البواح الذي فيه من الله البرهان فيجب الخروج عليه مع مراعاة ترجيح المصالح على المفاسد بعد تحقق القدرة والاستطاعة.


Previous Post Next Post