أ‌- النظرية:
إن هدف العلم هو الوصول إلي تحقيق ثلاثة أشياء رئيسية تتعلق بمادته أو موضوعه, الوصف والتغيير والتنبؤ (أي وصف الظاهرة وتفسيرها والتنبؤ بما يترتب عليها) وهذه العمليات الثلاث تفسر بوضوح السبب في كون "النظرية" هي المدخل لعلم  الإدارة , فعملية الوصف تعني ببساطة ملاحظة الظاهرة وتسجيل هذه الملاحظات بانتظام, ولكن هذا يتطلب أن يكون لدي الملاحظ أساساً نظرياً أو منطقياً يستند عليه, وهنا يأتي دور النظرية, فعملية التفسير إنما تتم علي أساس نظري, وهدف النظرية هو تفسير للعلاقات المتداخلة للظاهرة والهدف من هذه العملية بالطبع هو نفس الهدف الأسمى للعلم وهو التنبؤ, أي توقع الحدث أو مترتباته المستقبلية. والموضوع الرئيسي الذي يسيطر علي دراسة هذا المقرر "نظريات وعمليات الإدارة التعليمية" هو الوصول إلي نظرية للسلوك الإداري يمكن علي أساسها وصف طبيعة الإدارة وجمع المعلومات والحقائق وتوجيه البحوث نحو استخلاص معلومات جديدة. (31)
ب- النموذج:
يعتبر النموذج مرادفاً للنظرية, فهو إطار تصوري, وخطة نظرية, حيث يبدأ بناء النموذج بجمع المفاهيم المرتبطة ذات الأهمية في الموقف المراد بحثه, وينتهي عندما ينتج نظام – أو نموذج ذو أفكار متصلة – يحسن فهم الموقف, وباختصار فإنه يمكن استبدال كلمة "نظرية" بكلمة "نموذج" وعلي هذا فإن النموذج يمكن أن يعرف علي أنه إطار ذهني مجرد يتكون من مجموعة مفاهيم متشابكة ومتفاعلة, والذي له القدرة علي تفسير اتجاهات يمكن تعميمها, وعلاقات متبادلة تسود في العالم الواقعي.
وهناك بعض التعليقات حول هذا التعريف المحدد للنموذج والنظرية, فيعرض ماسيا Maccia فرقاً بين نموذج "من"ونموذج "د" ففي العبارة الأولي, يمثل النموذج شيئاً ما , وفي العبارة الثانية يتمثل النموذج في شيء وزعم "ماسيا" أن النظرية والنموذج كلمتان متطابقتان فقط عندما توجد إشارة "د" نماذج ممثلة.
مهما يكن من أمر فإن النظرية والنموذج مترادفتان, فمصطلح النموذج ميزة عدم ارتباطه بالتضمينات الغير عملية التي ترتبط بدون مبرر بكلمة نظرية, وربما يسهل هذا الفرق غير الواضح في المعني, استخدام الإداريين إطاراً تصورياً في التغلب علي المشاكل اليومية المتعددة للعمليات التربوية المدرسية وتنميتها.
وعلي ضوء ما ورد في قاموس وبستر فالنموذج هو:
J الذي يشبه تماما شيئاً ما أي صورة منه.
J تمثيل مصغر لشيء ما.
J شيء مقصود به أن يكون نمطاً.
J مثال للتقليد.
والملاحظ علي هذه التعريفات التي وردت في هذا القاموس ليست كلها متطابقة مع التعريف السابق للنموذج , ذلك أن النموذج هو تمثيل للواقع, أي صورة مبسطة للعالم الحقيقي, تحتوي فقط علي تلك المظاهر الهامة لفهم أو ضبط أفضل, أنه تقريب رمزي للموقف الحقيقي, وهكذا فإنه أقرب إلي صورة أو رمز أو قياس من صورة فوتوغرافية أو فحص دقيق للموقف الحقيقي كما هو ظاهر في تعريف القاموس.
أن النموذج هو تبسيط للواقع الذي يحافظ فقط علي تلك الملامح التي تعتبر ضرورية للفهم أو الضبط, والنماذج كذلك تجعل العالم قادراً علي إدراك العلاقات التي ترتكز عليها الحقائق ذات الصلة الوثيقة, ومن ثم فإن استخدامها أصبح علي نطاق واسع في معظم العلوم الطبيعية والسلوكية, كذلك فإن أحد دلائل النضج العلمي في أي مجال هو درجة اعتماده علي خلق واختبار واستخدام النماذج وربما لن تحقق الإدارة التربوية نظريات صارمة ومبنية بناء محكماً كتلك التي حققتها الفيزياء, لأنه يبدو أن حركة الكواكب والإلكترونات محكومة بمثيرات أقل من تلك التي تحكم السلوك الإنساني, وبالرغم من هذا كله يمكننا أن نحدد علي الأقل بصورة تقريبية العلاقات الوظيفية بين المقدمات والنتائج في السلوك الإنساني, وهذا يمكننا من تقليل مجال الخطأ في القرارات الإدارية, إن لم يمكننا من حذف هذا الخطأ. (32) وأيضاً (33)

Previous Post Next Post