يـمـكـنـنا أن تـتـصـوّر مـخـتـلـف الأشـيـاء الـتـي تـحـيـط بـنـا، تـتـصـوّر الـمـدرسـة الـتـي درسـنـا فـيـهـا فـي الـسّـنـوات الأولـى مـن حـيـاتـنـا، أو صـديـق لـنـا إلـتـقـيـنـا بـه آخـر مـرة. هـذه الـحـالات الـتـي تـحـدث دون أن تـخـضـع لأي مـؤثـر حـسّـي تـسـمّـى "صُـوَرٌ".
يـمـكـنـك أن تـتـصـوّر درسـا أو مـحـاضـرة حـضـرتـهـا فـي الـسـابـق، ومـعـنـى ذلـك أن لـكـلّ إدراك صـورة، فـالـتـصـور عـلـى هـذا الأسـاس طـريـقـة يـسـتـعـيـد مـن خـلالـهـا الإنـسـان مـخـتـلـف الأشـبـاء، وهـذا مـا يـجـعـلـه يـخـتـلـف مـن افحـسـاس والإدراك، فـمـا يـحـس ويـدرك يـكـون حـاضـرا يـؤثـر فـي الإنـسـان، ومـا يـتـذكـر يـكـون غـالـبـا.
نـسـتـنـتـج غذن أنّ الإدراك لـيـس مـجـرّد تـصـوّر فـوتـوغـرافـي، وإنـمـا عـمـلـيـة عـقـلـيـة، أمـا الـتـذكـر فـيـسـتـمـد عـنـاصـره مـن الـواقـع الـذي سـبـقـتـه مـعـرفـتـه، ويـلـعـب الـعـقـل فـي ذلـك دور الـبـنـاء والـتـركـيـب، إذن (الإدراك والـتـذكـر) يـعـتـمـد أن الـواقـع، لـكـنـهـمـا يـخـتـلـفـان فـي الـخـصـائـص الـتـالـيـة :
1 – فـي أغـلـب الأحـيـان تـكـون الـصـورة أضـعـف فـي الـتـذكّـر مـنـهـا الإدراك، لأن وجـود الـشـيء أمـامـنـا يـقـرض نـفـسـه بـالـلـون، الـشـكـل .... أمـا فـي عـمـلـيـة الـتـذكـر فـالـصـورة ضـعـيـفـة لـغـيـاب عـنـاصـر الـواقـع مـمـا يـجـعـل ذلـك غـامـضـا.
2 – نـادرا مـا تـكـون الـصـورة الـمـتـذكـرة أقـوى مـن الـشـيء الـمـدرك بـسـبـب الـعـواطـف والإنـفـعـالات والأشـواق (وخـاصّة حُـبّـنـا لـشـيء مّـا) مـمـا يـعـني أن الـذاكـرة لـيـسـت مـجـرّد جـهـاز تـسـجـيـل، وإنّـمـا أداة نـفـسـيّـة تـؤثـر فـي الـواقـع بـإضـافـة عـنـاصـر جـديـدة.
الـتـمـيـيـز بـيـن الـتـذكـر، الاسـتـرجـاع، الـتـعـرف
* الـتذكـر : هـو إحـيـاء مـا سـبـق تـعـلّـمـه والإحـتـفـاظ بـه.
* الاسـتـرجـاع : عـمـلـيـة اسـتـحـضـار الـمـاضـي فـي صـور مـخـتـلـفـة ألـفـاظ، حـركـات.... اسـتـرجـاع قـصـيـدة شـعـريـة أو فـكـريّـة.
* الـتـعـرف : - هـو شـعـور الـفـرد أن مـا يـدركـه الان هـو جـزء مـن الـخـبـرات الـسـابـقـة، وهـو مـعروف لـديـه أو مـألــوف، ولـيـس غـريـبـا عـنـه وهـذا يـعـنـي أن عـمـلـيـة الـتـذكـر تـمـرّ بـمـراحـل هـي :
الـتّـحـصـيـل – الاسـتـرحاع – الـتّـعـرف – أو تـحـديـد الـذكـريـات.

1 – ضـبـط مـفـهـوم الـذّاكـرة :

يـتّـضـح مـن الـتـمـهـيـد الـسّـابـق أن الإنـسـان إذا واجـهـتـه مـشـكـلـة مّـا فـإنـه لا يـعـتـمـد فـي مـواجـهـتـه لـهـا عـلـى الـمـعـطـيـات الـحـسّـيـة الـراهـنـة، ولا عـلـى الـمـعـطـيـات الـتـي تـثـيـرهـا فـيـه الـمـشـكـلـة، بـل يـسـتـعـيـن إلـى جـانـب هـذه الـعـوامـل بـخـبـراتـه الـسّـابـقـة، فـالإنـسـان لا يـقـتـصـر فـي سـلـوكـه عـلى الـحـاضـر وحـده كـمـا هـو الـحـال عـنـد الـحـيـوان، بـل هـو يـتـصـرف بـمـسـاعـدة الـمـاصـي، ويـتـخـيـل الـمـسـتـقـبـل ولـذلـك قـيـل : "الإنـسـان كـائـن ذو أبـعـاد"
إنّ هـذه الـعـمـلـيـة الـتـي يـعـود فـيـهـا الإنـسـان إلـى مـاضـيـه لـلإسـتـعـانـة بـه فـي مـواجـهـة الـمـوقـف الـحـاضـر الـرّاهـن هـي الـتـي تـسـمّـى تـذكّـر".
فـالـتـذكـر إذن عـمـلـيـّـة إحـيـاء حـالات شـعـوريـة واسـتـجـابـات مـاضـيـة مـع الـعـلـم بـأنّـهـا مـن حـيـاتـنـا الـمـاضـيـة. يـقـول "لاَلاَنْـد Laland 1867 – 1963" فـي تـعـريـفـه لـلـذاكـرة : الـذاكـرة وظـيـفـة نـفـسـيـة تـتـمـثـل فـي اسـتـعـادة حـالـة شـعـوريّـة مـاضـيـة، مـع تـعـرف الـذات لـهـا مـن حـيـث هـي كـذلـك.


2 – تـثـبـيـت الـذّاكـرة :

إن مـا نـحـتـفـظ بـه مـن ذكـريـات يـعـود أسـاسـا إلـى شـروط مـوضـوعـيّـة وأخـرى ذاتـيـة، مـن الـشـروط الـمـوضـوعـيـة نـذكـر الـتـكـرار. إن الـتـكـرار مـوزع أفـضـل مـن الـثـبـيـت مـن الـتـكـرار الـمـسـتـمـر.
الـمـقـاطـع ذات الـمـعـنـى أفـضـل مـن الـتـي لا مـعـنـى لـهـا، الإرتـفـاع والـوزن، والـتـسـمـيـع الـذّاتـي عـوامـل تـسـاعـد عـلـى الـتـثـبـيـت أكـثـر. ومـن الـشـروط الـذاتـيـة نـذكـر : مـيـول الـشـخـص، وعـواطـفـه، والـمـدح، والـذم، ودرجـة الـذكـاء، والـخـبـرة، والـنـشـاط، والانـتـبـاه..... كـلّـهـا عـوامـل تـسـاعـد عـلـى تـثـبـيـت الـذكـريـات فـي الـذاكـرة.





رغـم الـتـعـاريـف الـمـتـعدّدة لـلـذكـاء إلاّ أنّ أغـلـب الـعـلـمـاء والـفـلاسـفـة وحـتّـى عـامّـة الـنـاس يـتـفـقـون عـلـى الـصّـفـات الـتـي يـتـمـيـز بـهـا الـشـخـص الـذكـي عـن غـيـره، فـالـشـخـص الـذكـي مـهـمـا كـانـت طـبـيـعـتـه (تـلـمـيـذ، تـاجـر، فـلاّح. .. ) يـتـمـيـز بـاـلـسـرعـة فـي الـفـهـم والـقـدرة عـلـى الـتـعـلّـم، والـحـنـكـة والـمـهـارة فـي إدارة كـل مـا يـخـصّـه، وحـسـن الـتـصـرف إزاء الـقـضـايـا والـمـشـاكـل الـتـي تـعـتـرض سـبـيـلـه، والـقـدرة عـلـى تـخـيّـل الأهـداف وتـصـوّرهـا، وعـدم الـقـيـام بـأمـر مّـا – مـهـمـا كـان- إلاّ بـعـد الـتـمـعّـن والـتـبـصّـر فـي عـواقـبـه أو نـتـائـجـه التـي قـد تـنـجـز عـن الـقـيـام أو عـدم الـقـيـام بـهـذا الـفـعـل أو ذاك.
لـقد عـمد الـفلاسـفة إلى تـعريف الإنـسان بـقولـهم "إنـه حـيوان نـاطق" مـما يـجـعله يـتميـز عـن الـحيوان بـالـعـقـل، وأنـه كـائـن ذو أبـعـاد ثـلاث، يـعـيـش مـاضـيـه وحاضـره ومـستقـبله، يـسـتـعـين بـالـخـبرات والـمـهـارات والـتـجـارب الـمـاضـيـة بـالاعـتـمـاد عـلـى الـذاكـرة.


1 – ضـبـط مـفـهـوم الـذّكــاء :

تـدّل كـلـمـة "ذكـاء" فـي الـلّـغة عـلـى سـرعـة الـفـهـم وحـدّتـه، كـمـا تـفـيـد مـعـنـى "الـتّـمـام" الـذي هـو مـعـنـاه الأصـلـي، فـالـذكـاء فـي الـسّـن هـو تـمام الـسـن، والـذكـاء فـي الـفـهـم هـو تـمـام الـفـهـم وذكـيّـت الـنـار مـعـنـاه أتـمـمت إشـعالـها...إلـخ.

ب – الـمـعـنى الاصـطـلاحي للـذكـاء : الذكاء عـند "ابـن سـينا" هـو "قـوّة الـحدس، والـحدس هـو تـمـثـل الـحـدّ الأوسـط فـي الـذهـن دفـعـة، أو هـو فـعـل لـلـذهـن يـسـتـنـبـط بـه بـذاتـه الـحـدّ الأوسـط". وهـو عـنـد "كـلابـاريـد Claparede" "قـدرة الـفـكـر عـلـى حـلّ الـمـشـاكـل". وقـيـل أيـضـا هـو الـقـدرة عـلـى الـقـيـام بـعـمـلـيـات الـتـفـكـيـر الـمـجـرّد، وقـيـل هـو الـقـدرة علـى الـتـكـيّـف.
         هـذه الاخـتـلافـات فـي تـعـريـف الـذكـاء تـعـود إلـى كـونـه لـيـس مـلـكـة ثـابـتـة بـل هـو عـمـلـيـة مـعـقـدة تـتـدخـل فـيـهـا عـوامـل عـديـدة. كـالـتـفـكـيـر والـذاكـرة، والـخـيـال، وإلـى كـونـه أمـر نـسـبـي لا يـمـكـن تـعـريـفـه تـعـريـف تـامّـا.
ولـكن إذا كان تعريف الذكاء أمرا صعـبـا، فـإن وصـف الـسّـلـوك الـذكـي أمـر مـمـكـن ومـفـيـد فـي تـسـلـيط الـضـوء عـلـى الـذكـاء، والـسّـلوك الـذكـي يـتـمـيـز بـكـونـه سـلـوك مـبـتـكـر لا يـظـهـر إلاّ فـي الـمواقـف الـجديـدة والـمشـكلات الـتي تـتـجاوز قـدرة الـغريـزة والـعـادة كـمـا يـحدث لـلـطالب أثـناء الامـتحان، وكـما يـحدث لـلـشـخص الـذي يـجد نـفـسه فـجـأة أمـام مـشـكلات.
أما الـنّـاس الأذكـياء فـيـتـميّـزون عـادة بـحـدّة الفـهم وسـرعـته، وبـالقـدرة عـلى حـل الـمـشـكـلات الـتي تـعـتـرضـهـم، وقـد أكـد "بـيـنـه Pinet" أنّ لـلـذكـاء أربـع وظـائـف أسـاسـيـة هـي : الـفـهـم – الاخـتـراع – الـنـقـد – الـتـوجـيـه.

– أسـئـلـة الـتّـصـحـيـح الـذّاتـي :

1 – نـصّ الـمـقـالـة :
إذا كان من شرط الـذكاء أن يـؤدي إلـى الإبـداع، فـكـيـف يـكـون ذلـك؟



7 – أجـوبـة الـتـصـحـيـح الـذاتـي :

قـبـل الإشـكـالـيـة عـلـيـك أن تـحـدّد دلالـة الألـفـاظ والـمـصـطـلـحـات لإدراك الـعـلاقـة بـيـنـهـمـا، ثـم تـحديـد وظـيـفـة أداة الاسـتـفـهـام وبـهـذه الـكـيـفـيّـة تـتـوصّـل إلـى مـعـرفـة الـطريـقـة الـتي تـعـالـج بـهـا الـمـقـالـة
الـذكـاء : القـدرة عـلى الـفهم والـتـعـلّم وحـسن الـتـصـرف.
يـؤدي : يـؤول إلـى ....
الـشـرط : الـعـامـل الأسـاسـي أو الـضـروري أو الـكافـي.
كـيـف : تـطـلـب وصـف الـظـاهـرة.
الإبـداع : كـل مـا يـخـتـلـف عـن الـمـألـوف أو الـمـعـتـاد.
اسـتـنـتاج الـطـريـقة  اسـتـقـصائـية الـتـحريـر
1) الـمـقـدمـة (الإشـكال) :
 إن الـسـؤال يـدعـو إلـى الـتـفـكـيـر فـي وظـيـفـة الـذكـاء وقـيـمـتـه، والـبـحـث عـن حـقـيـقـتـه الـتـي تـتـمـثـل فـي الاخـتـراع والـتـطـويـر فـي مـخـتـلـف الـمـجـالات والـمـيـاديـن، وهـنـا تـكـمـن قـيـمـة الـذكـاء الـذي يـؤدي إلـى الإبـداع بـاسـتـمـرار. فـالأذكـيـاء هـم الـذيـن يـدفـعـون عـجـلـة الـتـطـور بـفـضـل مـايـبـدعـون ويـخـتـرعـون، هـذه الأعـمـال أصـبـحـت مـيـزة ومـقـيـاسـا عـلـى الـذكـاء، ومـادام الـنـاس يـتـفـاوتـون فـيـمـا بـيـنـهـم كـأفـراد أو جـمـاعـات، فـإن أعـمـالـهـم وتـفـكـيـرهـم غـيـر مـتـسـاويـة الـقـيـمـة، سـواء كـانـت هـذه الـقـيـمـة أخـلاقـيـة او مـعـرفـيّـة أو نـفـعـيّـة .... إلـخ.
إذن فـالـذكـي هـو الـمـتـفـوق ذهـنـيـا، فـهـل الـذكـاء يـعـنـي الـتـفـوّق؟ وهـل هـذا الـتـفـوّق يـؤدي إلـى الإبـداع؟
2 – الـتّـحـلـيـل :
أ – طـبـيـعـة الـذكـاء : يـخـتـلـف الـنـاس فـي سيـلـوكـهـم، وتـخـتـلـف قـيـمـة أعـمـالـهـم فـي جـانـبـهـا الاجـتـمـاعـي لأنـهـا تـتأثـر بـالـظـروف، فـإذا قـارنـا بيـن سـلـوك فـرديـن أو حـتـى جـمـاعـتـيـن. لاحـظـنـا هـذا الاخـتـلاف أو الـفـرق الـذي قـد يـكـون كـبـيـرات أحـيـانـا، يـعـود إلـى مـخـتـلف الـتـأثـيـرات الـتـي كـان مـن الـضـروري الـتـكـيّـف مـعـهـا، لـذلـك يـشـعـر بـدافـع إلـى تـعـديـل الـسـلـوك قـصـد ضـمـان اسـتـمـراره والـمـحـافـظـة عـلـى وجـوده، هـذه الـسّـلـوكـات والتـصـرّفـات الـمتـنوعـة ترتـبـط بـعوامل ذاتـية وأخرى مـوضـوعيـة.
إذن فـالـفـروق الـفـرديـة بـيـن الـنـاس قـائـمـة سـواء كـانـت هـذه الـفـروق فـطـريـة أم مـكـتـسـبـة، أي أن الـنـاس يـتـفـاوتـون فـي الـقـدرة عـلـى الـفـهـم والـتـحـصـيـل الـمـعـرفـة وكـيـفـيـة اسـتـخـدامـهـا، وفـي مـخـتـلـف أنـمـاط الـتـكـيـف الاجـتـمـاعـي.
عـلـى الـرغـم مـن اخـتـلاف الـعـلـمـاء مـن تـعـريـفـهـم لـلـذكـاء إلاّ أنـهـم يـتـفـقـون جـمـيـعـا عـلـى أنـه يـعـنـي سـرعـة الـفـهـم، وإيـجـاد الـحـلـول لـلـمـشـاكـل الـمـعـقـدة، والـقـدرة عـلـى الـتـمـيـيـز بـيـن الأشـيـاء وإدراك الـعـلاقـات الـمـجـرّدة، إضـافـة إلـى الابـتـكـار والـنـجـاع فـي الـحـيـاة.
ب – وجـود الـذكـاء :
نـسـنـطـيـع الـقـول أن الـحـيـوانـات في بـعض أفـعالـهـا تـتـفـوّق عـلـى الإنـسـان فـي الـمـيـزات والـخـصـائـص الـسـابـقـة، فـهي تـعكس نـماذج رائـعة الجـمال، رغـم أنـها تـسـتخدم إمـكـانـات بـسـيـطـة، لـكـن هـذه الـقـدرة الـعـجـيـبـة مـوجـودة لـديـهـا بـالـفـطـرة، غـيـر أن غـرائـز الإنـسـان مـحـدودة مـقـارنـة بـالـحـيـوان، وهـذا مـا دفـع بـه إلـى تـنـمـيـة الـقـدرات واسـتـحـدات الـوسـائـل والـطرق لـمواجـهـة الحـيـاة، بـالـتـعـلّـم والاسـتـفـادة من خـبـرات وتـجـارب ومـهـارات مـاضـيـة، فـتـمـيّـزت أفـعـاله بـالـتـنـوع والـتجـدد.
إذن فـالـخـبرات والـمـمـارسـة الـمـاضـيـة يـتـفـاعـلان قـصـد الـتـحـصـيـل والـتـكـيـف، سـعـيـا وراء مـا يـنـفـعـه واجـتـنـاب مـا يـضـرّه، فـالإنـسـان أضـعـف الـمـخـلـوقـات وأكـثـرهـا حـاجـة إلـى الـرعـايـة بـالـتـعـلـم والـتـربـيـة حـتـى يـضـمـن حـيـاتـه.
نـسـتـنـتـج أن "الـغريـزة مـضادة للـذكـاء" ويـدل مـعـنـاه أنـه لا يـمـكن قـيـام الـذكـاء إلاّ بـضـعـف الـغـريـزة غذن فـالـعلاقـة بـيـنـهـمـا عـلاقـة عـكـسـيـة.
لـقـد أدّى تـنـوع الـسّـلـوك لـدى الإنـسـان إلـى نـشـوء الـحـضـارات وتـطـور الـثـقـافـات، ورغـم ذلـك لازال يـرغـب فـي الـتـحـرر مـن مـخـتـلـف الـقـيـود والـعـوائـق.
ج – قـيـمـة الـذكـاء :
مـن الـواضـح أن الـفـرق بيـن الـذكـي والـبـلـيـد يـكـمـن فـي الـفـرق بـيـن درجـات الـذكـاء بـيـنـهـم فـالـذيـن يـحـقـقـون الإبـداع والابـتـكـار فـي مـخـتـلـف مـجـالات الـحـيـاة. يـلـفـتـون انـتـبـاه الـغـيـر إلـى مـواهـبـهـم، ولـهـذا فـالـسّـلـزك الـذي يـرفـع مـن قـيـمـة افنـسـان، ويـسـاعـده عـلـى تـحـقـيـق الـغـايـات والأهـداف هـو الـسّـلـوك الـذكـي، والـتـاريـخ لا يـدع مـجـالا لـلـشـك بـأن الإبـداع والابـتـكـار هـمـا الـسّـمـة الأكـثر مـعـقـولـيّـة لـلـدلالـة عـلـى الإنـسـانـيـة وعـلـيـه فـالـذكـاء يـعـدّ الـعـامـل الـحـيـوي الأسـاسـي لـلـنـجـاح فـي أي مـجـال مـن مـجـالات الـحـيـاة.
3 – الـخـاتـمـة :
مـهـمـا تـعـدّدت واخـتـلفـت تـعـاريـف الـذكـاء إلاّ أنـهـا تـلـتـقـي فـيـمـا بـيـنـهـا بـعـلاقـة تـداخـل، فـالـقـدرة عـلـى الـتـفـكـيـر الـمـجرّد تـسـاعـد عـلـى الـتـحـصـيـل الـعـلـمـي والـمـعـرفـي، وعـلـى الإسـتـبـصـار، وهـي كـلّـهـا تـسـاعـد عـلـى الـتـكـيّـف، فـهـو قـدرة ذهـنـيـة فـطـريـة ومـكـتـسـبـة، تـسـاعـد عـلـى الـفـهـم والابـتـكـار والـنّـقـد والـتـوجـيـه.

Previous Post Next Post