الافتراس بين الكائنات

مثال على التنافس
تعريف الافتراس
الافتراس بين الحيوانات
بحث عن الافتراس

الافتراس الحيواني
الافتراس الاقوى

الافتراس 

الافتراس يعني ان افراد احد النوعين تقوم بالتغذي على افراد النوع الاخر بعد قتلها (في الغالب) . ويعد الافتراس ذا اهمية من خلالثلاث وجهات نظر هي :

1 – تاثير الافتراس في تحديده لتوزيع ووفرة السكان ، ففي حالة تاثيره على الافات يعد ذا فائدة بينما في حالة تاثيره على الفرائس المهمة بالنسبة للانسان فيعد ضارا .
2 – يسهم بعض الافتراس في تنظيم المجتمعات .
3 – يعد الافتراس قوة رئيسية في الانتخاب الطبيعي حيث ان العديد من التكيفات التي نلاحظها كوسائل التحذير والتلون ، كلها توضح مساهمة علاقة الفريسة بالمفترس في التطور . ان العلاقة بين الفريسة والمفترس حسب المفهوم الذي جاء به Latka – Voltera (سمي المفهوم بهذا الاسم لان المعادلات اقترحت كنماذج من قبل Voltera , Latka في نشرتين منفصلتين سنة 1925 و 1926 على التوالي ) عن اودم Odum 1973 اعتمادا على قانونهما الرياضي المعتمد اساسا على المعادلة اللوجستية تتميز بكونها دورية ، حيث ان السكان في كل من الفريسة والمفترس تتذبذب اعدادها بشكل منتظم ومدى شدة هذا التذبذب يعتمد على كثافتهما السكانية البدائية.



ان هذا التذبذب المستقر في اعداد الفرائس والمفترسين لايمثل الا حالة من حالات اربع هي :

1 – التوازن المستقر بدون تذبذب ( وهي حالة محدودة جدا) .
2 – تذبذب مستقر( الحالة الكلاسيكية) .
3 – تذبذب متقارب .
4 – تذبذب متباعد .

ومن التجارب المختبرية التي اجريت لدراسات الافتراس وتوضيح علاقة الفريسة بالمفترس هي تجربة Guase (1930) حيث قام بتربية نوعين من الحيوانات Didinium sp. (كمفترس) في وسط غذائي فلاحظ في التجارب الاولية ان المفترس ينهي اعداد فرائسه وبالتالي ينتهي هو الاخر نتيجة للجوع وهذه الحالة تمثل علاقة الفريسة بالمفترس من نوع التذبذب المتباعد التي تؤدي الى الانقراض .

وبعد تحوير وتعقيد التجربة باضافة بعض الرواسب الى الوسط الغذائي حيث اصبح هنالك لاختباء البراميسيوم بين دقائق المادة المترسبة ، ففي هذه المرة انتهت التجربة بموت ال Didinium بعد القضاء على عدد من فرائسه وعدم تمكنه من افتراس كائنات البراميسيوم المختبئة . وعليه للمرة الثانية لم يستطيع Guase الحصول على حالة التوازن الكلاسيكية بين اعداد الفريسة والمفترس واخيرا قام بتحوير اخر حيث كان يضيف الى الوسط الغذائي وكل ثلاثة ايام فردا واحدا من الفريسة واخر من المفترس وفي النهاية حصل على نوع من التذبذب الدوري في اعداد كل من الفريسة والمفترس واستنتج ان هذا النوع من التذبذب هو ليس نتيجة لعلاقة الفريسة بالمفترس كما اشار اليها Lotka and Voltera بل هي على مايظهر نتيجة لتدخل عامل خارجي ثابت من خارج النظام .

ومن الامثلة على دور الافتراس في تنظيم اعداد سكان الفريسة هو ماقام به احد الباحثين في ولاية اريزونا الامريكية من احصاء عدد الغزلان في منطقة البحث ثم قام بحماية هذه المنطقة من مفترس الغزلان كالذئاب ةالاسود فضلا عن منع صيد الغزلان فيها وكان عدد الغزلان في بداية التجربة 4000 غزال (في عام 1907) وفي عام 1940 وصل عدد الغزلان الى 100000 غزال ولكن بعد مرور شتاء واخر بدأ موت اعداد كبيرة من الغزلان وهبط العدد الى 10000 غزال . فانعدام المفترسين ادى زيادة كبيرة في اعداد الفرائس وزيادة في استهلاك الغذاء المتوافر لهم مما ادى الى اخلال التوازن بين اعداد الفرائس والبيئة نتيجة لفقدان الموازنة بين اعداد الفريسة والمفترس .

ومن الدراسات الحقلية التي تتعامل مع الافتراس وتأثيره على مستوى السكان ، هناك العديد من هذه الدراسات اجريت على الاسماك منها التي اجريت على سمك السلمون Oncorhynchus nerka والذي تم فيها مهاجمته بانواع متعددة من الاسماك في بحيرة كلتس (Cultus) في كولونيا البريطانيا في كندا ، فقد قام Ricker , Foerster عام 1941 بازالة اكثر من 12300 سمكة مفترسة من البحيرة للفترة بين 1935 و 1938 وبذلك تم خفض اعداد المفترسات بصورة كبيرة وكانت النتيجة ان نسبة بقاء اليرقات (الاصبعيات) قد ازدادت بصورة مضطردة نتيجة للسيطرة على المفترس . لكنها  بدأت تقل عن التوقف عن السيطرة على المفترسات حيث كانت نسبة البقاء 1,78% قبل السيطرة على المفترسات وازدادت الى 7,81% بعد السيطرة عليها . اضافة الى ذلك ، فان صغار السمك كان بحجم اكبر عند وقت الهجرة مما هي عليه . وهذا مهم حيث اشارت دراسة Foester عام 1945 بانه كلما كان حجم السمك المهاجر الى البحر كبيرا كلما كانت نسبة العودة بالنسبة للسمك الكبير لغرض وضع البيض كبيرة.

ومن الامثلة المميزة الاخرى حول تأثير المفترس على الفريسة هو ماتم بصورة غير مقصودة عندما ادخل مفترس جديد كما هو الحال عند القضاء على سمك التراوت في البحيرات العظمى نتيجة لدخول اللامبري الى هذه البحيرات . فهذا النوع من الاسماك يعيش على شواطيء المحيط الاطلسي في شمال امريكا ويهاجر الى المياه العذبة لغرض التكاثر ، والاسماك البالغة لها فم ماص خادش والذي من خلاله تقوم بتثبيت نفسها على جانب الفريسة (الاسماك) وتعمل فتحة في جسمها ومن ثم تمتص العصارة . وكان في السابق دخول هذا النوع من الاسماك غير ممكن وذلك لوجود شلالات نياكارا ، ولكن بعد انشاء قناة ويلاند عام 1829 اصبح دخوله ممكنا . وبالفعل تم تسجيل اول سمكة من عام 1921 ، ونتيجة لذلك فان كمية سمك التراوت الذي تم اصطياده كان في تناقص مستمر وقريبة من الصفر خلال 20 سنة من دخول السمك المفترس.

وقد بدأت جهود كبيرة لغرض الحد من سكان سمك اللامبري منذ عام 1951 ولحد الان ، في محاولة للعودة بصناعة صيد السمك في البحيرات العظمى لما كانت عليه .

ان نظام المفترس – الفريسة دائما يكون حاويا على سباق تطوري متزامن حيث ان كلا منهما يحاول ان يحوي على قابلية ذاتية لغرض القنص بالنسبة للاول ونظام قابلية على التخلص من المفترس . وبناء على ذلك نجد ان المفترس غير المتخصص (العام) والذي يتغذى على مجموعة من الفرائس عليه ان يتأقلم لغرض التعامل مع تشكيلة واسعة من اساليب الفريسة في التخلص منه مقارنة مع المفترس المتخصص والذي يحتاج الى ان يتعامل مع مجموعة قليلة من انواع الفرائس . وعندما ناخذ بنظر الاعتبار استراتيجيات تفادي المفترس بالنسبة للفريسة مع الوقت التطوري فان نوعين او اكثر من انواع الفرائس سوف تؤدي الى صعوبة بالنسبة للمفترس لغرض استكشاف واصطياد كلا النوعين بصورة كفوءة ، لذلك فان تطور الفريسة يؤدي الى اجبار المفترس على تحديد مدى الغذاء الذي يتناوله .

ان وسائل تفادي المفترس من قبل الفريسة يمكن ان تتراوح مابين البسيط وصولا الى الوسائل المتعددة . فمثلا للنوع الاول فان كثيرا من الزواحف عندما تعمل انفاقها تحت الارض فانها تحوي انفاقا خاصة قريبة من سطح التربة لغرض الهروب من المفترس فيما لو حاصره داخل النفق . فضلا عن ذلك فان السلوك او المظهر الخارجي من الممكن ان يجعل بعض الحيوانات صعبة الاكتشاف او ان يتم ابقاؤها . مثل هذه التكيفات يمكن ان تكون الصوت والرائحة والالوان والهيئة والحركة . ان التلون منتشر بكثرة في عالم الحيوان وفي اعادة يكون مصاحبا لسلوك ملائم لغرض الاختباء والتخلص من المفترس . ولهذا فان الحيوان يمكن ان يختار الارضية الملائمة لغرض التلائم معها بصورة صحيحة كما هو الحال مع الجراد ، ففي المناطق القاحلة يكون رمادي اللون اما في المناطق الخضر فيتلون بلون اخضر ، فالكثير من الحشرات تشابه اجزاء النبات التي تعيش عليها وخصوصا الاوراق او الاغصان كما هو الحال مع (عصا الراعي) وبعض الحيوانات تكون مغطاة ببقع من الالوان المختلفة والتي تؤدي الى صعوبة رؤيتها كما نراه في الافعى ذات الاجراس والنمور وحتى الزرافة . ان الكثير من الطيور واللبائن تمتلك اشارات الانذار التي تعطيها لغرض تنبيه افراد النوع الاخر لوجود المفترس . ويوجد العديد من الانواع التي تطلق رائحة معينة عند التهامها او مسكها من قبل المفترس تؤدي بافراد النوع الى الهرب من الخطر وقد اطلق على هذه المواد بالفرمونات المنبه (Alarm phermons) .

اما بالنسبة للنباتات ولكونها ساكنة لاتستطيع استخدام نفس وسائل الحيوانات للتخلص من اعدائها الا انها تستخدم وسائل اخرى منها الهروب بالزمان او المكان . ولهذا فان النباتات الحولية الموجودة اليوم لاتوجد في وقت اخر من السنة عليه تلاقي الكائنات التي تقتات عليها صعوبة في ايجادها على عكس ماهو عليه في النباتات المعمرة . ان بعض النباتات وخصوصا التي توجد لاكثر من فصل قد طورت تحورات مظهرية مثل وجود الشعيرات والاشواك والزوائد الاخرى التي من شأنها ابعاد الرعي . الا ان من اكثر المواد المستخدمة ضد المفترسات هي المواد الكيمياوية الطاردة والتي هي بالاساس مواد تتكون كناتج عرضي لبعض الفعاليات الايضية في النباتات بصورة فعالة من قبل النبات ، ومن امثلة هذه المواد التانينية التي يكون تأثيرها اما جعل المادة الغذائية غير قابلة للهضم وبذلك تقل قيمتها الغذائية او ان البعض منها يرتبط بالانزيمات الهاضمة ويثبط عملها . فضلا عن ذلك توجد هناك مواد اخرى سامة للعواشب (Herbivores) كما في المركبات الحاوية على السيانيد .

Previous Post Next Post