التفسير والفهم في العلوم الإنسانية
- إذا كان المنهج الذي تسعى إليه العلوم الإنسانية هو بلوغ درجة من العلمية توازي علمية العلوم الطبيعية  أو الحقه فان ذالك يشكل مطمحا صعبا و ذلك بالنظر إلى الاختلاف في طبيعة موضوع العلوم الطبيعية الذي هو الظاهرة الطبيعية وموضوع  العلوم الإنسانية الذي هو ظاهرة إنسانية.
* يندرج"كارل بوبر"ضمن موقفه الابستيمولوجي الذي يرى ان العلوم  الإنسانية لا تخضع للتعميم والتجريب او التفسير وذلك بالنظر إلى خصوصيات الظواهر الإنسانية التي تشكل موضوع العلوم الإنسانية.ينتقد كارل بوبر مطمح العلوم الإنسانية في ان تضاهي العلوم الحقة وذلك بالنظر إلى اختلاف طبيعة النظريات في العلوم الإنسانية والنظريات في العلوم الحقة اذا كانت العلوم الحقة تبني علميتها من خلال قدرتها على التنبؤ والتفسير لان طبيعة الظاهرة الطبيعة هي طبيعة حتمية تنتظم فيها القوانين على عكس طبيعة الظاهرة الإنسانية التي هي طبيعة حرة تتباين فيها قوانين وعليه لا يمكن للعلوم الانسانية ان تضاهي العلوم الحقة.
* يوضح لنا تصور السوسيولوجي والابستيمولوجي الفرنسي"جوليان فروند"ذلك السجال الذي دار بين الجامعيين والاكادميين حول علمية العلوم الإنسانية وهو سجال يستمد مضمونه من ذالك الاختلاف الحاصل بين موقفين ابستيمولوجيين متناضرين يؤسس كل موقف تصوره لعلمية العلوم الانسانية من خلفية ابستمولوجيا ونضرية مختلفة.
* ينتهي "مالينوفسكي" الى الاعتقاد بأن علمية العلوم الانسانية لا يجب ان تتحقق بمحاكات العلوم الحقة او استعارة منهجها التجريبي فاذا كانت العلوم الطبيعية قد حققت نجاحاتها الطبيعية حينما توفقت في اختيار منهج يلاءم الظاهرة الطبيعية فمن الافيد للعلوم الانسانية ان تحقق استقلاليتها وذلك بالبحث عن نجاحاتها العلمية من خلال ايجاد منهج يراعي خصوصية الظاهرة الانسانية ولعل هذا ما حققته بالفعل الانتربولوجيا   حينما خلقت نمودج علمي خاص الذي يتلاءم مع خصوصية الظاهرة الانسانية الثقافية .

Previous Post Next Post