اهمية التنوع الطبيعي
إنتاج الحيوان و التّنوّع البيولوجيّ  Animal production and biodiversity  
تساهم الحيوانات المروّضة مساهمةً كبيرةً لتأمين طعام الإنسان، لكنّ لديهم تأثير كبير على الأنظمة البيئيّة الأرضيّة و أحيانًا يحدث المنافسة على الطّعام على أساس النّبات المطلوب من قبل  النّاس.
حوالي 22 مليون كم2 أو حوالي 60 بالمائة من مراعٍ العالم الدّائمة تتميز بأنظمة عشبية. أجزاء كبير من أراضى الرّعي، حوالي 6.8 مليون كم2 أو حوالي 28 بالمائة قد دمرت بالفعل بسبب الرّعي. يشتمل الرّعي على حوالي 360 مليون ماشيةً (حوالي نصف منهم في السّافانّا الرّطبة) و حوالي 600 مليون غنمًا و جديان (في الأغلب على مراعٍ جافّة / شبه جافّة). في كلّ أنحاء العالم، فقط حوالي 9 بالمائة من إنتاج اللّحم و 30 بالمائة من الحملان، لحم الضّأن و إنتاج لحم الجدي. لكنّ، إنتاج الحيوان مصدر بقاء رئيسيّ لحوالي 100 مليون شخص في المناطق الجافّة.
في مناطق كثير من أنظمة المراعي لديه إمكانيّة منخفضة نسبيًّا زيادات الإنتاج و التّكثيف لأنّ خطر التدهور عالي جدًّا. أنظمة المراعي المنتجة بدرجة كبيرة و كثيفة تقلّل التّنوّع البيولوجيّ بسبب استعمالات سماد عالية، الكثافة المخزّنة العالية و القليل من عشب العلف الغنيّة بالعناصر الغذائيّة و أيضًا يأوي خطر التّأثيرات السّلبيّة على التنوّع البيولوجيّ للأنظمة البيئيّة المجاورة خلال التّشبّع الغذائيّ أو التحمّض.
سلالات الحيوان المتأقلمة على المواقع المنخفضة الإنتاج ليس كمنتج و يُسْتَبْدَل كثيرًا بالسّلالات المنتجة أو الغريبة بدرجة كبيرة. من 2،719 سلاله حيوانيه مسجّلة، 391 اُعْتُبِرُوا معُرِّضَ للخطر. نسبة التعرّض للخطر في السّلالات الأصليّة عالي بخاصّة في أوروبّا و أمريكا الشّماليّة.
الحاجة للطّعام من مصادر الحيوان تنمو باستمرار، و الاتّجاه نحو إيجاد طرق إنتاج مركّزة و مكثّفة. إنتاج الحيوان الصّناعيّ في العمليّات المتخصّصة مرّ بمعدّل الزّيادة ستّة أضعاف أو ضعف بالمقارنة مع مزارع مختلطة تقليديّة بين ال1990 و ال1995 (سيرى و شتاينفيلد، 1996). هذا يمكن أن يُرَى أيضًا في الزيادة الواضحة خصوصًا في إنتاج الدّواجن. في عام 1996 ما يزيد عن نصف لحم الخنزير و إنتاج الدّواجن و 10 بالمائة لإنتاج اللّحم جاء من أنظمة الإنتاج المكثّف. هذا يماثل حوالي 43 بالمائة من إنتاج اللّحم العالميّ.
بالرّغم من أنّ هذا الاتّجاه جعل من الممكن العمل بدون أراضى رعي إضافيّة، طرق الإنتاج هذه تطالبت بالأكل ذو الجودة العالية، بعض منهم تُسْحَب من المخزون البشريّ. هذا الاتّجاه من المحتمل استمراره  لإرضاء ارتفاع الطّلب. هذا يعني أن الرّابطة بين قطاع الإنتاج و الموارد الأصليّة تعانى بشكل متزايد و القطاع أصبح معتمد على واردات الإمداد.
الحاجة المتزايدة للطعام مع استخدام أنظمة الإنتاج المركّزة أدى إلى التّحرّك نحو إنتاج الدّواجن كالمستهلك المستخلص الرئيسي. العلف يُزْرَع بشكل رئيسيّ على الأرض بإمكانيّة إنتاج عالية و في أنظمة الزّراعة المكثّفة. حوالي 3 ملايين كم2 أو 21 بالمائة من الأرض القابلة للزّراعة تستخدم لزراعة العلف الحيوانيّ. 32 بالمائة من إنتاج الحبوب ( الذّرة، الشّعير، القمح ) يخدم كعلف حيوانيّ. لكنّ، هذه 32 بالمائة تزرع على 20 بالمائة فقط من الأرض المستعملة لزراعة الحبوب، آي في المواقع الأكثر إنتاجيه ( شتاينفيلد و آخرون، 1997 ).
لأنّ بعض من المواقع المنتجة تستخدم في زراعة العلف، يجب على فلاحة الطّعام أن تنتقل إلى مواقع أقل إنتاجيه. هذا و الطّلب الصّاعد يؤدّي إلى ضغط استغلال مزوّد على الأنظمة البيئيّة الطّبيعيّة المجاورة و فقد التّنوّع البيولوجيّ.
إنتاج الحيوان، إلى حدّ كبير، مسئول جزئيًّا عن خسارة غابة استوائية مطيرة بالتّحويل في الرّعي و الأرض القابلة للزّراعة. لكنّ، هذا ينطبق فقط على أمريكا الجنوبيّة، طبقًا لبرينيج (1991 ) حوالي 44 بالمائة من خسائر الأرض منسوبون إلى مراعى الماشية، بينما التّحويل إلى الأرض القابلة للزّراعة مسئول عن معظم الخسارة في الغابات في آسيا و إفريقيا.
لكنّ إنتاج الحيوان أيضًا يمكن أن يساعد التّنوّع البيولوجيّ. في الأنظمة الزّراعيّة الاستوائيّة ذات الأغذية القليلة، إنتاج الحيوان يمكن أن يساعد في تأمين الحصاد و زيادة إنتاجيّة الأرض القابلة للزّراعة لأنه يوفّر المادّة العضويّة و الأغذية للحقول. خلق المزارع المختلطة يسمح بأنظمة الزّراعة المنوّعة، تحسّن في الدّورات المغذّية، ومن ثمّ، محاصيل أعلى لكلّ منطقة. هذا يقلّل التّوسّع على الحقول المجاورة. يزيد تنوّع الفلاحة تنوّع المجتمعات الحيويّة المرتبطة به أيضًا. لكن، بصفّه عامة، إنّه ممكن أن تساهم فقط في تحسين الدّورة المغذّية خلال نظام التربية و ليس في زيادة المحتويات المغذّية الفعليّة.

فوائد التّنوّع البيولوجيّ   Benefits of biodiversity   
قد ساهم التّنوّع البيولوجيّ في نموّ الثّقافة الإنسانيّة، و تباعًا، المجتمعات البشريّة قد لعبت دورًا رئيسيًّا في تشكيل تنوّع الطبيعة في الجينيّ و الأنواع و المستويات البيئيّة.
هناك ثلاثة أدوار رئيسيّة مذكورة لفوائد التّنوّع البيولوجيّ.

الدّور البيئيّ للتّنوّع البيولوجيّ Ecological role of biodiversity     
كل الأنواع تؤدى دور في نظام بيئيّ. يمكن أن يخزّنوا الطّاقة، يصنعوا المادّة العضويّة، يحلّلوا المادّة العضويّة، يساعدوا في دورات الماء و الأغذية خلال النّظام البيئيّ، السّيطرة على عوامل التعرية أو الآفات، يثبت الغازات الجوّيّة، أو يساعد في ضبط المناخ.
الأنظمة البيئيّة أيضًا توفّر دعائم الإنتاج المختلفة ( خصوبة التّربة، ملقّح النّباتات، المفترسات، تحلّل الفضلات ...) و خدمات مثل تطهير الهواء و الماء، استقرار و اعتدال المناخ و انخفاض الفيضان و الجفاف و الكوارث البيئيّة الأخرى.
هذه الوظائف مهمّة للنّظام البيئيّ و بقاء الإنسان.
الأبحاث أقرت أن النظام البيئيّ الأكثر قدرة على أن يقاوم التّوتّر البيئيّ و بالتّالي يكون أكثر إنتاجًا. فقد نوع من المحتمل أن تخفّض قدرة النّظام للحفاظ على نفسه أو للتّعافي من الضّرر أو الإزعاج. مثل وجود نوع ذو تنوّع وراثيّ عالي، قد يعطى للنظام للبيئيّ بالتّنوّع البيولوجيّ العالي فرصة أعظم للتّأقلم على التّغيير البيئيّ. بعبارة أخرى، النظام البيئيّ الذي يشمل أكثر من نوع، من المحتمل أن يكون الأكثر استقرارًا النّظام البيئيّ. الآليّات الّتي تسبّب هذه الآثار معقّدة. لكنّ في السّنوات الأخيرة، قد أصبح واضحًا أن هناك آثار بيئيّة حقيقيّة للتّنوّع البيولوجيّ.

الدّور الاقتصاديّ للتّنوّع البيولوجيّ Economic role of biodiversity   
التّنوّع البيولوجيّ أوّلا ً هو مورد للحياة اليوميّة. جزء مهمّ للتّنوّع البيولوجيّ هو تنوّع المحصول الّذي يُسَمَّى أيضًا التّنوّع البيولوجيّ الزراعي Agrobiodiversity.
معظم النّاس يرى التّنوّع البيولوجيّ كخزّان موارد لصناعة الطعام، المنتجات التّجميليّة و الصّيدليّة. هذا المفهوم لتدبيرات الموارد البيولوجيّة ربّما يشرح معظم المخاوف لاختفاء الموارد المتعلّقة بتآكل التّنوّع البيولوجيّ. لكنّ، هو أيضًا أصل للنّزاعات الجديدة للتعامل مع قواعد التّقسيم و تخصيص الموارد الطّبيعيّة.
بعض من السلع الاقتصاديّة المهمّة من مخزونات التّنوّع البيولوجيّ إلى البشريّة :
• طعام : المحاصيل و الماشية و صيانة الغابات و السمك،
• دواء . نوع النّبات البرّيّ قد اُسْتُخْدِمَ لأغراض طبّيّة منذ قبل بداية التّاريخ. على سبيل المثال، الكيوانين  quinine يجيء من شجرة الكينا (اعتاد معالجة الملاريا)، الديجيتاليسdigitalis  من نبات قفّاز الثّعلب (متاعب قلبيّة مزمنة)، و المورفين من نبات الخشخاش (تسكين الألم). طبقًا للمعهد القومي للسرطان، ما يزيد عن 70 % من الأدوية المضادّة للسّرطان المبشّرة تجيء من النّباتات في الغابات الاستوائيّة الاستوائيّة. أيضًا قد تلعب الحيوانات دورًا محدّد في البحث العلمي. قُدِّرَ أنه من ل250،000 نوع نبات معروف، فقط 5،000 قد بُحِثُوا للتّطبيقات الطّبّيّة الممكنة.
• صناعة : على سبيل المثال، الألياف للملابس، تزوّد بحطب للمأوًى و الدّفء. قد يكون التّنوّع البيولوجيّ مصدر طاقة (مثل الكتلة الحيويّة). المنتجات الصّناعيّة الأخرى هي زيوت، الشّحوم، العطور، الرّوائح، الصّبغات، الورق، الشّمع و المطّاط و اللاتكس و الراتنج و السّموم و الفلّين الّتي يمكن أن تُسْتَمَدّ من أنواع نباتية مختلفة. الإمدادات من أصل الحيوان تتضمّن الصّوف و الحرير و الفراء و الجلد و الشّحوم و الشّمع. الحيوانات قد تُسْتَخْدَم كأسلوب نقل أيضًا.
• السّياحة و التّرفيه : التّنوّع البيولوجيّ منبع ثروة اقتصاديّة لمناطق كثيرة، مثل متنزّهات كثيرة و غابات، حيث الطبيعة البرّيّة و الحيوانات منبع الجمال و فرح لكثير من لناس. السّياحة البيئيّة، نشاط ترويحيّ خارجيّ متنامي.
يصر علماء البيئة الأوائل على الجانب الاقتصاديّ لحماية التنوّع البيولوجيّ. من ثمّ، إدوارد ويلسون كتب في عام 1992 أن : التّنوّع البيولوجيّ هو إحدى الوفرة الكبيرة للكوكب، و مع ذلك الأقلّ تعرّف
تقدير قيمة التّنوّع البيولوجيّ شرط مسبق ضروريّ إلى أيّ مناقشة على توزيع غنى التّنوّع البيولوجيّ. هذه القيمة يمكن أن تُقَسَّم إلى قيمة الاستعمال ( مباشر مثل السّياحة أو غير مباشر مثل التّلقيح ) و القيمة الذّاتيّة أو التّرك.
إذا مثّلت الموارد البيولوجيّة فائدةً بيئيّةً للمجتمع، قيمتهم الاقتصاديّة تزيد أيضًا. المنتجات الجديدة تُطَوَّر بسبب التّكنولوجيات الحيويّة، و خلقت الأسواق الجديدة. للمجتمع، التّنوّع البيولوجيّ أيضًا حقل نشاط و مكسب. يتطلّب نظام إدارة مناسبًا للتّحديد كيف ستُسْتَخْدَم هذه الموارد.
أغلبيّة الأنواع تنتظر أن تُقَيَّم للأهمّيّة الاقتصاديّة المستقبليّة أو الحاليّة الخاصّة بهم.

الدّور الأخلاقيّ للتّنوّع البيولوجيّ  Ethical role of biodiversity   
أخيرًا، التّنوّع البيولوجيّ لديه دور أخلاقيّ إذا اعتبر النّاس أن النّوع الآخر لديه حقّ جوهريّ للتّواجد. فلاسفة علم البيئة يؤكّدوا أن عدم تعرّف هذا الحقّ الجوهريّ للبيئة قد يؤدى إلى الانقراض. مستوى التّنوّع البيولوجيّ مؤشّر جيّد لحالة علاقاتنا مع نوع حيّ آخر. التّنوّع البيولوجيّ أيضًا جزء من التّراث الدّينيّ لكثير من الثّقافات.

الدّور العلميّ للتّنوّع البيولوجيّ Scientific role of biodiversity   
التّنوّع البيولوجيّ مهمّ لأنّ كلّ نوع يمكن أن يعطي العلماء بعض الدّلائل بخصوص كيف تطوّرت الحياة و ستستمرّ في التّطوّر على الأرض. بالإضافة لذلك، التّنوّع البيولوجيّ يساعد العلماء على أن يفهموا كيف تشتغل الحياة و دور كلّ الانواع في تدعيم الأنظمة البيئيّة.


Previous Post Next Post