أوجه الاختلاف بين التدريس الالكتروني عن بعد و التدريس التقليدي  .

يعتمد المدرسون في الصفوف المدرسية العادية على عدد من ردود
الأفعال التلقائية لدعم إيصال المحتوى التعليمي.

فمن خلال نظرة فاحصة سريعة مثلاً، يمكن ملاحظة الطلبة الذين يدونون, أو الذين يواجهون صعوبة في فهم مسألة معينة أو من يريدون التعليق أو الاستفسار عن مسألة، كما يمكن ملاحظة الحالة النفسية للطالب من انزعاج أو تخبط أو تعب أو ملل.
وهكذا فإن المدرّس النبيه يقوم بتلقي وتحليل هذا الإشارات الملاحظة سواءً بعقله الواعي أو اللاواعي ليقوم بإيصال المعلومة بأسلوب يتناسب وحاجات الصف خلال دروس معينة. وعلى النقيض من ذلك فإن المدرّس عن بعد، لا تتوفر لديه أية إشارات مبنية على الملاحظة.

إلا أنه يمكن أن يتوفر ذلك من خلال وسائل تكنولوجية، مثل شاشات الصوت والصورة. فمن الصعب التوصل إلى إقامة حوار بناء بين المدرّس والصف عند تشويه التفاعل التلقائي بسبب المسافة والمتطلبات التقنية.

لا يستطيع المدرس عن بعد تلقي أي معلومة عن طريق الملاحظة البصرية دون استعمال الوسائل المرئيّة الحيّة مثل التلفاز. فهو مثلا غير قادر على معرفة إن كان الطلاب نائمون، أو يتحدثون مع بعضهم البعض، أو حتى إذا ما كانوا موجودين في الغرفة.

إن الإقامة في مجتمعات متباينة أو مواقع جغرافية مختلفة، أو حتى في دول وولايات مختلفة، يحرم كل من المدرّس والطالب من الرابط الاجتماعي المشترك

فلسفة التعليم عن بُعد :-

ينطلق التعليم عن بعد من المسلمات التالية:

أن العصر الحالي، سواء في القرن العشرين أو القرن الحادي والعشرين هو عصر الانفجار المعرفى، إذ أصبحت المعارف تتضاعف كل ثلاث سنوات تقريباً وبوجود هذا الزخم الهائل من المعرفة فإن اساليب التعلم التقليدية التي مازالت تؤكد على: دور المعلم على حساب دور المتعلم وحفظ المادة الدراسية، وبناء النظام التربوية من هذه المنطلقات بما في ذلك عقد الإمتحانات للتأكد من حفظ المتعلمين للحقائق واسترجاعها عند الحاجة، واستخدام طرائق التعليم التقليدية كالمحاضرة والإلقاء وغيرها من الممارسات التي سادت لعقود طويلة...لم تعد ذات جدوى الآن.

وآن الأوان للبحث عن أساليب وطرائق جديدة تمكن المتعلم من مسايرة الإنفجار المعرفي، ولعل الأسلوب الأكثر فائدة في تحقيق ذلك هوأسلوب التعلم الذاتي، فهذا الأسلوب يحقق التعلم عن بعد، حيث يمكن للمتعلم أن يبلغ أهداف التعلم المستمر؛ فالتعليم عن بعد هو الأسلوب الأكثرملائمة لمواجهة عصر تفجر المعرفة الذي نشهدة اليوم.

يحقق التعليم عن بعد مبدأ ديمقراطية التعليم والتي تنطلق من ضرورة توفير فرص التعليم لكل راغب فيه بعض النظر عن الظروف الإقتصادية والإجتماعيه و الزمانيه و..... التي يمر بها،                                                                                                       فالتعليم حق لكل إنسان سواء كان كبيراً أو صغيراً ، غنياً أو فقيراً .   

فالتعليم اليوم أصبح باهظ التكاليف، بحيث لاتستطيع الفئات المحرومة من نيل حظها منه، وبما أن التعليم عن بعد هو أقل كلفة من التعليم التقليدي فإنه يكون بذلك أكثر ملائمة لشرائح عددية من المجتمع، لاسيما لأولئك الذين تمنعهم ظروفهم الإقتصادية أو الجغرافية من الإلتحاق بالتعليم كدارسين نظاميين.

يمكن للمتعلم أن يتعلم بمفرده، فلقد انقضى عهد الإعتماد على  المعلم في التعليم، فالإعتماد على المعلم في كل شيء يقلل من شأن المتعلم وأهمية دوره في التعلم؛ فلقد أثبتت الدراسات أن ما يتعلمه المتعلم بنفسه أفضل وأبقى مما يتعلمه المتعلم اعتماداً على الأخرين، والتعلم عن بعد يحقق مبدأ التعلم الذاتي، مع حد أدنى من الإعتماد على المعلم، وحتى إن حدث ذلك فسيكون طبقاً لحاجات المتعلم الحقيقيه وبمبادرة منه، الأمر الذي يجعل التعلم بأسلوب التعليم عن بعد فعلاً.

Previous Post Next Post