البحث التجريبي
البحث التجريبي من أفضل المناهج البحثية في الميدان التربوي. حيث يتم في هذا النمط البحثي تغيير عامل أو  أكثر من العوامل ذات العلاقة بموضوع البحث بشكل منتظم. وذلك من أجل تحديد الأثر الناتج عن هذا التغيير. إن الباحث التجريبي لا يتحدد أو يتأطر بحدود وأطر الواقع وإنما يحاول إعادة بنائه في موقف تجريبي يدخل عليه تغييرا أساسيا بشكل متعمد. ويتضمن التغيير في هذا الواقع ضبط جميع المتغيرات  التي لها تأثير في موضوع البحث باستثناء متغير محدد تجري دراسة أثره في هذه الظروف الجديدة.
إن التغيير والضبط في ظروف الواقع يدعى علميا بالتجربة (Experiment) وهذا معناه أن البحث التجريبي يتميز عن غيره من انماط البحوث العلمية هو أن الباحث يقوم بدور فعال في الموقف البحثي يتمثل في إجراء تغيير مقصود في هذا الموقف وفق شروط محددة. وملاحظة التغيير الذي ينتج عن هذه الشروط. أما في البحوث العلمية غير التجريبية فالباحث يجمع بياناته بالملاحظة والقياس للمواقف والظروف والخصائص المتوفرة دون أي تغيير فيها.
إن الهدف الأساسي من البحوث التجريبية هو انشاء علاقة سببية بين المتغيرات من خلال تصميم الموقف التجريبي. والتجربة المختبرية تعني القيام بعملية استقصاء علمي تتم فيه الملاحظة وتجمع البيانات على أساس مجموعة محددة من المحكات: فالتجربة الحقيقية تتميز بما يلي من الصفات العلمية:
1. المعالجة (Manipulation): وتعني المعالجة في هذا المضمار التغيير الذي يقوم به الباحث على بعض أفراد عينة البحث.
2. الضبط (Control): ويعني الضبط هنا تثبيت بعض الخصائص المتعلقة بالموقف البحثي.
3. العشسوائية (Randomization): وتعني الشوائية في البحث التجريبي تعيين أفراد عينة البحث العلمي في المجموعة الضابطة أو المجموعة التجريبية بصيغة عشوائية غير مقصودة. وإن للبحث التجريبي خطوات تصميمية يمكن يعرضها بإيجاز صالح العساف (1996) كما يلي:
على الوجه التالي:
أ.  تحديد مجتمع البحث ومن ثم يتم اختيار عينة من هذا المجتمع اختيارا عشوائيا وتتفق هذه العينة في المتغيرات الخارجية المراد ضبطها. ويمكن معرفة المتغييرات الخارجية من خلال تطبيق بعض أدوات البحث مثل الاستبانة لمعرفة العمر الزمني والجنس والتحصيل العلمي أو مثل الاختبارات المقننة في حالة قياس الذكاء.
ب. اختبار عينة البحث في موضوع التجربة اختبارا قبليا.
ج.  تقسيم عينة البحث تقسيما عشوائيا إلى مجموعتيبن مجموعة (أ) ومجموعة (ب).
د.  اختيار أحدى المجموعتين اختيارا عشوائيا لكي تصبح هي المجموعة التجريبية.
هـ. تطبيق المتغير المستقل على المجموعة التجريبية وحجبه عن المجموعة الضابطة.
و. اختبار عينة البحث (المجموعتان)  في موضوع التجربة اختبارا بعديا.
ز. تحليل المعلومات من خلال مقارنة نتائج الاختبار البعدي بنتائج الاختبار القبلي بواسطة استخدام إحدى المعالجات الإحصائية التي تقيس الفروق ذات الدلالة للباحث من أجل معرفة ما إذا كانت الفروق بين الاختبارين ذا دلالة إحصائية أم لا.
ح. تفسير المعلومات في ضوء أسئلة البحث وفي ضوء فروض البحث.
ط. تلخيص البحث وعرض أهم النتائج التي تم التوصل لهاز
ك. إبداء بعض التوصيات ليتم النظر فيها في دراسات لاحقة.

Previous Post Next Post