الوعي المروري: مفهومه، أهمیته، أهدافه، محاوره، مؤسساته
مفهوم الوعي:
یعرف الوعي في اللغة بأنه الحفظ والتقدیر، وسلامة الفهم والإدراك، ویرى علماء
النفس أن الوعي هو شعور الكائن الحي بما نفسه وما یحیط به (الشهري، ٢٠٠٦ )، كذلك
والاسم منها Aware في القوامیس الأجنبیة كقاموس أكسفورد الصغیر جاء معنى كلمة
.( المعرفة والإدراك (النحوي، ٢٠٠٣ Awareness
الوعي على أنه: امتلاك أو إظهار – إدراك أو تصور أو Good ویعرف كود
إلى الوعي كخطوة في تكوین الجوانب الوجدانیة بما Karthwohl معرفة. كما یشیر كراثول
تتضمنه من اتجاهات وقیم. ویؤكد على أنه في مستوى الوعي لا یكون الاهتمام موجها إلى
الذاكرة أو القدرة على استرجاع المعلومات بقدر الاهتمام بأن الفرد یدرك أشیاء معینة في
الموقف أو الظاهرة، ومعنى ذلك أن الوعي یتضمن مكونا معرفیا مما یجعل الجانب
.(١٣ ، الوجداني ملازما للجانب المعرفي (الریامي، ٢٠٠٥
ویتضح من خلال هذه المفاهیم أن الوعي لا یقتصر على قیاس الجانب الوجداني
(الشعوري) للإنسان للحكم على مستوى الوعي الذي یتمتع به، بل یشمل الجانب المعرفي
أیضا، حیث یشیر تصنیف "كراثول" أن الوعي على الرغم من وقوعه في الجانب الوجداني
أساسا والذي یمثل أولى مستویاته إلا أنه مبني على أساس معرفي وبالتالي فإنه لا یمكن
للجوانب الوجدانیة أن تأخذ شكلها الصحیح إلا إذا قامت على معارف تمتاز بالكفایة
.( والوضوح(النحوي، ٢٠٠٣
ومن خلال ما سبق فإن الباحث یستنتج أن هناك مكونان للوعي لا یمكن الفصل
بینهما هما المكون الوجداني والمكون المعرفي، فكل منهما یسهم في بناء الوعي للفرد، فكما
یسهم المكون الوجداني في توجیه الفرد نحو بناء القیم والاتجاهات وبروزها في المواقف
المختلفة من حیاته، فكذلك یسهم المكون المعرفي في إدراك الفرد للأشیاء المختلفة المرتبطة
بتلك المواقف.
( ورغم انحسار مفهوم الوعي في هذین المكونین عند البعض إلا أن النحوي ( ٢٠٠٣
والنبهاني ( ٢٠٠٨ ) والریامي ( ٢٠٠٩ ) أشاروا إلى وجود مكون ثالث لیكمل سلسلة مكونات
الوعي وهو المكون المهاري، وبهذا فإن الوعي لا یقف عند مرحلة القیم والاتجاهات والمعرفة
النظریة بل ینبغي أن یظهر على شكل أداء مهاري محسوس یظهره الفرد في المواقف
المختلفة من حیاته، وبإضافة هذا المكون یصبح الوعي عبارة عن اتجاهات وقیم ومعرفة
ومهارة یظهرها الفرد في المواقف المختلفة تعكس مستوى الوعي لدیه.