المدير والقائد والرئيس وأوجه التشابه والاختلاف:-
تكمن بوادر معرفة الأشياء من فهم مسمياتها فالتسمية دليل على معرفة المواصفات وطرق العمل واليات الحصول على هذه التسمية والصلاحيات الممنوحة لكل واحد منها ولان مدار البحث يصب حول القيادة الإدارية الفاعلة وما يمكن أن تقدمه من تطوير ونقلة نوعيه لإدارة الموارد البشرية والسعي لتفعيل أدائها في منظمات الإعمال.
فقد تشترك هذه المصطلحات بمجموعة صفات تجعلها متقاربة إلى حد ما فيما بينها من حيث يصعب التمييز بينها رغم وجود تلك الخطوط البسيطة التي تعتبر نقاط الاختلاف فيما بين تلك الوظائف الثلاثة ولكن الخلط لم يأت من فراغ لان المشتركات كثيرة، فلا تتحقق أي واحده منها إلا من خلال زعامة الجماعة وأن تمتلك القرار النهائي وتمتلك سلطة قانونية، تخويلية، فوقية، مردودة المادي أعلى من غيره و يمتلك حق التصرف والقرار فيما هو دونه وهكذا.
فالرئاسة نشاط خاص بمباشرة مهام وظائف التنظيم اعتماداً على السلطة الرسمية الممنوحة لها من سلطة أعلى  وغالباً ما تكون ممارسة السلطة وفق نوع سلطة الجزاء فكأن الرئاسة تعبير عن العلاقة الرسمية بين الرئيس ومرؤوسيه، الذين يصدر إليهم الأوامر في حدود السلطات، وعليهم الالتزام، وأن خالفوا تعرضوا للمسائلة، فالرئيس مفروض على الجماعة ويتقبل الأعضاء رئاسته وسلطاته خوفاً من العقاب ([1]).
أما ما يميز القائد الإداري عن المدير يتركز في جانبين أساسيين هما:-
أ‌-       قوه العلاقة والروابط الإنسانية بين القائد والآخرين ( التابعين / المرؤوسين ) ويأتي ذلك من اهتمام القائد بمهارة التفاعل الإنساني وبناء العلاقات الاجتماعية بالاستناد إلى أسس العمل الجماعي والأهداف المشتركة.
ب‌-    أسلوب القيادة إذ لا يستند القائد غالباً إلى السلطة الرسمية مثلما يفعل المدير وهو يعتمد على قدراته الشخصية في التعامل مع الآخرين وكسب قناعاتهم لتنفيذ الأهداف التي يسعى لتحقيقها ([2]).
لذلك برزت عدة مصطلحات ملازمه لمصطلح القيادة كالقيادة الرشيدة، القيادة الفاعلة، القيادة التحويلية وغيرها. فالقيادة التحويلية(Burns, 1978,Bass 1990)  كأساس لدراسة القيادة وقد استخدم في الغالب للتمييز بين الإدارة والقيادة. ويعتبر( Burns 1978) في كتابه القيادة، أول من أستخدم هذا التعبير للتمييز بين أولئك القادة الذين يبنون علاقة ذات هدف وتحفيزية مع مرؤوسيهم من أولئك القادة الذين يعتمدون بشكل واسع على عملية تبادل المنافع للحصول على النتائج المرجوة. وعرف Burns (1978:20) القيادة التحويلية على أنها " عملية يسعى من خلالها القائد والتابعين إلى النهوض بكل منهم الأخر للوصول إلى أعلى مستويات الدافعية والأخلاق". وتسعى القيادة التحويلية إلى النهوض بشعور التابعين وذلك من خلال الاحتكام إلى أفكار وقيم أخلاقيه مثل الحرية والعدالة والمساواة والسلام والإنسانية (Bass, 1985) ويبدأ سلوك القيادة التحويلية من القيم والمعتقدات الشخصية للقائد وليس من تبادل المصالح مع المرؤوسين، أي أن النمط الرئيس للقيادة التحويلية هو تبادل المنفعة بين الرئيس والمرؤوسين ([3]).
وقد تتلخص مواصفات القائد بشكل عام:-
1-   الذكاء الميداني.
2-   القدرة على اتخاذ القرار.
3-   الثقة بالنفس.
4-   الصدق والأمانة.
5-   الإمكانيات الجماعية ([4]).
·        وتتمثل كذلك مواصفات القائد في :-
1- الجاذبية ( التأثير المثالي): حيث تصف سلوك القائد الذي يحظى بإعجاب واحترام وتقدير التابعين، ويتطلب ذلك المشاركة في المخاطر من قبل القائد، وتقديم احتياجات التابعين قبل الاحتياجات الشخصية للقائد، والقيام بتصرفات ذات طابع أخلاقي.
2- الحفز الالهامى: أي تصرفات وسلوكيات القائد التي تثير في التابعين حب التحدي.
3- الاستثارة الفكرية: أي التشجيع في حل المشاكل والبحث عن أفكار جديدة ودعم النماذج الجديدة والخلاقة لأداء العمل.
4- الاعتبار الفردي: أي الاستماع بلطف وأن يولى اهتماماً خاصاً لاحتياجات التابعين ([5]).
·       أما الفرق بين القيادة والإدارة على الرغم من كونهما يشتركان في تحديد الهدف وخلق الجو المناسب لتحقيقه، ثم التأكد من اختيار المطلوب وفق معايير وأسس معينه فيمكن أن نحصره في عدة جوانب :-
1-   الحديث عن القيادة قديم قدم التاريخ بينما الحديث عن الإدارة لم بيداء إلا في العقود الأخيرة.
2-   تركز الإدارة على عدة عمليات رئيسيه ( التخطيط، التنظيم، التوجيه، الإشراف، ألرقابة ) بينما تركز القيادة على ( تحديد الاتجاه والرؤية، حشد القوى تحت هذه الرؤية ، التحفيز وشد الهمم ).
3-   القيادة تركز على العاطفة بينما الإدارة تركز على المنطق.
4-      تهتم القيادة بالكليات ( اختيار العمل الصحيح ) بينما تهتم الإدارة بالجزئيات والتفاصيل (اختيار الطريق الصحيح للعمل) ([6]).
جدول رقم (1)
أوجه التشابه والاختلاف بين المدير والقائد والرئيس
المدير
القائد
الرئيس
-         يصدر الأوامر ويقرر.
-         يعتمد على السلطات الممنوحة .
-         يهتم بحل المشكلات .
-         متخصص في أداء عمله .
-         يلتزم بتنفيذ التعليمات .
-         يسعى إلى تحقيق الأهداف الرسمية .
-         الحرص على أن تكون هناك هوة بينه وبين المرؤوسين .
-         لا يميل إلى التجدد والابتكار .
-         يكون مفروضا على الجماعة        .
-         يهتم بتحقيق الأهداف .
-         المهارات الإدارية أولا.
-         الاتصالات باتجاه واحد من الأعلى إلى الأسفل .
-         يدرب وينصح .
-         يعتمد على الثقة بالنفس والمرؤوسين .
-         يفجر الحماسة في المرؤوسين .
-         يتكلم بالصيغة الجماعية (نحن).
-         يبحث عن حلول للمشكلات .
-         يستشير ويطلب النصيحة.
-         يفجر العمل الجماعي .
-         يركز على التجديد والابتكار.
-         صلاحياته مستمده من الجماعة .
-         يهتم ببناء العلاقات مع المرؤوسين .
-         سلطة التأثير في الآخرين.
-         الاتصالات من الأعلى إلى الأسفل أو   بالعكس ([7]).
-         يقرر ويصدر الأوامر.
-         يعتمد عل سلطاته .
-         يستشعر الخوف من المرؤوسين .
-         يتكلم بصيغه (الأنا) .
-         يحدد الأخطاء ويصدر الأوامر .
-         يوجه الجهد الفردي .
-         يضع كل الأهداف والمعادلات.
-         مفروض على الجماعة.
-         لايهتم بالعلاقات الاجتماعية ويصب اهتمامه بتنفيذ الأوامر والأهداف .
-         يصدر العقوبات والواجبات ويمنح المكافآت .
أما ما يلعبه اليوم القائد الإداري من دور في مختلف المجالات وفي المواقع التنظيمية المختلفة يعود إلى التغييرات المتسارعة والمعقدة التي شهدتها الدول والمنظمات في مواجهة أعباء الحاضر والاستعداد للمستقبل على أساس منظور الإدارة العلمية لمتطلبات تطوير المنظمة في الأمد البعيد لذلك أصبح من المهم جداً أن يتولى أدارة المنظمات قادة إداريون ذوي مهارات وقدرات مميزة تمكنهم من تحقيق النجاح والتفوق باستمرار ([8]).
·       ويمكن تلخيص مواصفات القائد الإداري بالاتي:-
-         السمعة الطيبة والأمانة والأخلاق الحسنة.
-         الهدوء والاتزان في معالجة الأمور والرزانة والتعقل عند اتخاذ القرارات.
-         القوة البدنية والسلامة الصحية.
-         المرونة وسعة الأفق.
-         القدرة على ضبط النفس عند اللزوم.
-         المظهر الحسن والايجابية في العمل.
-         خصائص ذاتيه (فطرية ) كالتفكير والتخطيط والإبداع والقدرة على التصور.
-         مهارات إنسانية (اجتماعية ) كالعلاقات والاتصال والتحفيز ([9]).
-         القدرة على الابتكار وحسن التصرف.
-         تتسم علاقته مع زملائه بالكمال والتعاون.
-         الجمع بين المعرفة بأنظمة وأهداف وقوانين العمل والقدرة على التأثير في الآخرين.
-         الفهم الكامل لأبعاد الشخصية العاملة.
-         أن يمتلك ألقدره على محاورة الآخرين والاستماع إليهم وتحفيزهم على أداء أعمالهم.
مما تقدم أعلاه يمكن القول أن اكتمال الشخصية القيادية التي تدير موقعاً معيناً في أي منظمة لابد أن يمتلك المعرفة بقوانين العمل، مُلماً بأهدافها مع ما يمتلكه من مواصفات شخصية (المرونة، ألقدره على الاستيعاب، التواضع، الالتزام) هذا الخليط من المعارف والمواصفات أذا ما توفر في شخصية القائد الإداري الذي يتصدر موقع القيادة في إدارة الموارد البشرية كمثال لحالة الدراسة يمكن أن يوفر للمنظمة عوامل رئيسية منها:-
أولاً: الحصول على أفراد كفيئين لشغل الوظائف داخل التنظيم.
ثانياً: كسب ولائهم وخلق روح الإبداع والابتكار لتحقيق أهداف التنظيم .
ثالثاً: زيادة فاعلية المنظمة في تنفيذ خططها ورسم إستراتيجياتها وضمان         أستمراريتها.
رابعاً: خلق ميزة تنافسية غير قابلة للتقليد مع ألمساهمة في زيادة رأس المال الفكري للتنظيم بصورة عامة.

(1)   عبد الرحمن الدويرج ، القيادة ، منتديات مهارات النجاح للتنمية البشرية ، سنه 2000، الانترنيت www.sst5.com
(1) صلاح عبد القادر ألنعيمي، المدير القائد والمفكر الإستراتيجي، مصدر سابق، ص 101 .
(2) سعد بن مرزوق العتيبي ، دور القيادة التحويلية في أدارة التغيير ، ورقه عمل للملتقى الإداري الثالث أدارة التغيير ومتطلبات التطوير في العمل الإداري ، جامعه الملك سعود ، كليه العلوم الاداريه ، الرياض ، سنه 1426 هـ ، ص 5-6 .
(1) علي ألحسناوي، القيادة كإحدى ضروريات الإبداع ، مجلة النبأ، الانترنيت ، ص 1 ،www.annabaa.org
(2) سعد بن مرزوق العتيبي، دور القيادة التحويلية في أدارة التغيير، مصدر سابق ، ص 7-8 .
(1) أحمد عبد المحسن العساف، مهارات القيادة وصفات القائد، النشر العلمي والمطابع، الطبعة الأولى،الرياض، سنه 2005، ص 5 . 
(2) سمير محمد عبد الوهاب، دور القيادة المحلية في أدارة المعرفة مع الاشاره إلى رؤساء المدن المصرية ، مركز دراسات واستشارات الاداره ألعامه، كليه الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعه القاهرة، سنه 2007، ص 11  .
*  جدول رقم (1) من إعداد الباحث.
(1) صلاح عبد القادر ألنعيمي، المدير القائد والمفكر الإستراتيجي، مصدر سابق، ص 102.
(2) أحمد عبد المحسن العساف، مهارات القيادة وصفات القائد، مصدر سابق ، ص 40 .

Previous Post Next Post