الية تشغيل اقتصاديات نظم المعلومات
   تبدأ اقتصاديات نظم المعلومات بهدف تطوير المعرفة الأساسية التي سوف تساعد الزيادة الجوهرية الممكن قياسها في القيمة المنشأة عبر الوقت بواسطة مشروعات ومنتجات وصناعة البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات.
   وعند التوجه إلى الخلف من الهدف النهائي إلى الوصول لمنتج البرمجيات المستهدف، يجب تعريف شبكة المخرجات الوسيطة المهمة التي تبدأ من الاهتمامات التكتيكية مثل تحسين تقدير تكلفة مشروعات البرمجيات، حتى الوصول للاهتمامات الاستراتيجية المرتبطة بالبرهنة عن الخيارات الحقيقية بين عناصر المشروع والبرنامج المعين.
وفي هذا الصدد يمكن استعراض العوامل الثلاثة التالية المؤثرة على اقتصاديات البرمجيات:
6/1 اتخاذ القرارات الأحسن لخلق القيمة المضافة:
   الهدف من اقتصاديات البرمجيات يرتبط بالمخرج الرئيسي، حيث يجب أن يتخذ  المصممون في كل المستويات قرارات التصميم التي تكون أفضل للقيمة المضافة من تلك القرارات التي تتخذ بطريقة لا تراعي القيمة الاقتصادية لها. وتعتبر قرارات التصميم مهمة جدا وجوهرية في تصميم العملية والمنتج، هيكلة مشروع التطوير والإدارة الديناميكية للبرامج الكبيرة، توزيع البرمجيات في محفظة Portfolio  المبادرات الاستراتيجية، بالإضافة لسياسة البرمجيات الوطنية. وعلى هذا الأساس، فإن اتخاذ القرارات الأحسن يعتبر العامل المساعد الرئيسي لقيمة مضافة أعظم.
وترتبط عملية اتخاذ قرارات الأعمال المتعلقة باختيار البديل الأحسن لمشروع عرض تطوير البرمجيات بالشكل التالي:

شكل (5 ): عملية اتخاذ قرار الأعمال
وفي إطار الشكل السابق، فإن تعريف الحلول الممكنة والمعقولة فنيا واقتصاديا يجب أن تكون ابتكارية وأكثر حداثة وتمد المنتج بوظيفية جديدة، وتعمل عل تصليح الأخطاء المعروفة. كما أن مراجعة أداء العرض المختار يجب أن يراعي تواجد البرمجيات حالي وأين سوف تكون في المستقبل القريب والبعيد.
   ويعتمد اتخاذ قرار تصميم البرمجيات عل مجموعة من التطورات الحديثة الأخرى التي منها: مساحة التصميم التي يعمل المصممون من خلالها وتحتاج إلى موارد كافية لذلك، وتقرر مساحة التصميم بواسطة هيكل سوق التكنولوجيا المتاحة وتحديد أي الشركات التي تتواجد في هذا السوق وما تقوم بإنتاجه. كما تتأثر هذه الهيكلية بعدد من العوامل المتضمنة ولكنها غير مقصورة على اتخاذ القرار الاستراتيجي على المستوي القومي فقط. على سبيل المثال، سياسة الاستثمار في البحوث والتطوير الطويلة الأجل، ومقاومة الاحتكار، الخ.
     كما يقرر هيكل السوق المتاحة المواد المنتجة وخصائصها التي يمكن أن يقوم بها المصممون. وتعتبر الاستراتيجية ذات أبعاد متعددة، فعلى سبيل المثال، قد يكون تحقيق مزايا الاستثمار في خلق أو إنتاج المعرفة من خلال البحوث الأساسية غير مرغوبا فيها عند ما يتعلم ويستفاد منه عدد قليل من الأشخاص والمنظمات، لذلك يجب تعليم المصممين هندسة البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات المتقدمة حتى يمكنهم القيام بمسئوليات وظائفهم الفنية والإدارية لأداء دور أساسي في تحقيق الفوائد
    الاقتصادية من البحث والتطوير في البرمجيات بصفة عامة، بالإضافة إلى البحوث في اقتصاديات البرمجيات بصفة خاصة. ويعتمد تجميع الفوائد العائدة من مساحة التصميم الأحسن المرتبطة بتكنولوجيات البرمجيات ونماذج الاستثمار علي الخبراء المهنيين من ذوي المهارات العالية والكفاءة في استخدامها بفعالية.    
    وفي إطار التجربة الهندية المتميزة في الارتقاء بصناعة البرمجيات كان لقراراتها الرشيدة في إنشاء معاهد التكنولوجية لتنمية رأس المال البشري بها منذ أكثر من خمسين عاما وخاصة في وادي السليكون Silicon Valley التي كان لها أكبر الأثر في نمو هذه الصناعة. [Pandey, et al, 2004] كما حددت الهند بجانب ذلك مجموعة من المحددات التي ساهمت أيضا في نجاح وادي السليكون التي تتضمن التالي:
* الخبرة الفنية،                                                                  
* المعرفة الكاملة بالغرب والقدرة علي العمل مع نظم الدول المتقدمة وعلي الأخص الولايات المتحدة الأمريكية،
* إتقان اللغة الإنجليزية،
* جمع المهارات الفنية مع المهارات الإدارية الجيدة التي استخدم بعضها لحركة المؤسسات وخاصة في الولايات المتحدة  الأمريكية،
* الروابط مع الشركات والمؤسسات في الهند التي يمكن الاكتشاف للعمل خارج الهند وتقليل تكاليفها التشغيلية بدون التضحية بالجودة.
6/2 مراقبة إدارة الاستثمار الديناميكي والتحكم فيه بطريقة أحسن:
    يحدث تصميم النظم ذات البرمجيات الكثيفة في حالات عدم التأكد وقصور المعرفة المتاحة. ويواجه المصممون بعدم التأكد عن المنافسين، تطور التكنولوجيا، خواص المنتجات، أوضاع الاقتصاد الكلي، وواقع المشروعات الكبيرة المتضمنة في النشاط الاقتصادي المعين.  وفي هذا الإطار، يمكن ملاحظة أن الأوضاع تتغير باستمرار، كما أن المعلومات الجديدة التي يتزود بها تتدفق بمعدلات سريعة بصفة مستمرة، والفوائد التي قد يتنبأ بها وتتوقع في بداية مشروع تطوير البرمجيات المعين تكون في الغالب غير تلك المحققة بالفعل، كما أن المسارات التي تتقدم بها الأنشطة المخططة سلفا لا تكون المستخدمة في نهاية مشروع التطوير، وقد تأخذ المشروعات المعقدة مسارات تتسم بالتعقيد أيضا، كما أن البحث عن القيمة المضافة في مساحات التصميم الجزئية قد تكون الأكثر ديناميكية وفعالية.
    وحتى يمكن تحقيق فهم أحسن لتصميم البرمجيات كعملية اتخاذ قرارات، يجب تواجد مساحة تصميم أحسن في التطبيق والتشغيل، فهم أفضل لروابط السياق المعتمدة فيما يتصل بالخواص الفنية وقيمة الخلق والإنتاج، وتوافر متخذي قرارات ملمين وعالمين أحسن باقتصاديات البرمجيات وعمليات تطويرها. ويحتاج مصممو البرمجيات إلي آليات لمساعدتهم الإبحار في المواقف المعقدة بطريقة تستجيب ديناميكيا للمعلومات والأوضاع المتغيرة الجديدة. كل تلك العوامل تستلزم توافر النماذج المختلفة لكل من النظم التي تطور ولعمليات اتخاذ القرارات التي تساند مراقبة أنشطة تطوير البرمجيات المعقدة والتحكم فيها. وبذلك تعتبر إدارة الاستثمار عملية ديناميكية في مواجهة عوامل عدم التأكد والفجوات في المعرفة الضرورية من العوامل الحرجة علي كافة المستويات من سياسة الاستثمار البحثية والتطويرية في البرمجيات فيما يتصل بكل من مستويات المشروع والمنظمة والدولة.
    وتستخدم نماذج أنواع تطوير البرمجيات العديدة مباشرة في أي برنامج تطوير معقد. ويحتاج استخدام هذه النماذج إلي توجيه ومساندة المراقبة والتحكم في منتج البرمجيات (كالمعمارية والصحة)، العمليات المؤداة (كما في دورة الحياة الكلية)، الخواص (مثل الاعتمادية)، التكاليف (وارتباطها بالفشل بسبب الصعوبات الفنية أو الإدارية)، الفرص المتاحة (كما في حالة تحسين منتج البرمجيات والتوسع فيه لاكتشاف أسواق جديدة أو مصادر قيمة أخرى، أو تتبع وظيفة جديدة تعاون الوظائف الأخرى)، البرامج الرئيسية (مثل اعتمادات بين المشروعات التي تقرر الوصول النهائي)، محفظة أوضاع الشركة أو المنشأة أو الأوضاع الوطنية (كالمشروعات التأسيسية وكيفية مساندة الأهداف الاستراتيجية)، الأسواق (المرتبطة بالموارد، الحاجات، المنافسين)، عدم التأكد( المرتبط بمخاطر المشروع في إطار البرامج وخواص التباين المشترك)، الخ.
ويجب أن تكون النماذج المستخدمة في كل هذه المستويات متوافقة مع اتخاذ قرار تصميم البرمجيات فنيا، وقرارات تصميم معمارية منتج البرمجيات، علي سبيل المثال، يكون التصميم ذا طبيعة حرجة عند تقدير الفرص الاستراتيجية وتخفيف الأبعاد الفنية والمخاطر الأخرى. كما يجب أيضا تطوير النماذج وعمليات القرارات الديناميكية المرتبطة بها التي تتكامل معا في أنشطة تصميم البرمجيات، والارتباط بمعايير تصميم البرمجيات المتوافرة بالفعل، ومساعدة استخدام هذه النماذج في مستوي الأداء العملي التي تحتاج إلي توافر إدارة وبيئة مساندة تدعم كل ذلك.
6/3 مراحل تطور الميزة التنافسية:
حدد [Porter, 1990] أربع مراحل أساسية لتطور الميزة التنافسية لأي صناعة والتي منها صناعة البرمجيات والتي تتمثل في التالي:
(1) مرحلة قيادة عوامل الإنتاج: Factor-Driven Stage
تعتمد هذه المرحلة علي عوامل الإنتاج الرئيسية سواء كانت موارد محلية طبيعية أو وفرة عنصر العمالة شبه الماهرة منخفضة الأجر. ويكون تصنيع المنتجات معتمدا علي السعر، وأيضا تكون الإنتاجية المستخدمة في كافة العمليات متواضعة ورخيصة  أو مستوردة من دول خارجية أخرى. كما لا تنتج المعرفة الخاصة بالمنتجات داخل الدولة بل تطبق عن طريق المحاكاة أو مستلمة تسليم مفتاح  Turn-Key systems. وفي هذه المرحلة تتواضع الصادرات حيث يكون النشاط الصناعي قائما علي أساس استراتيجية الإحلال محل الواردات، وتفرض الدولة قيود حماية تنخفض في ظلها جودة الإنتاج.
(2) مرحلة قيادة الاستثمار: Investment-Driven Stage
     تعتمد هذه المرحلة علي السرعة في الاستثمار بشكل مكثف ومتواصل، لأن الاستثمار يمثل الركيزة الأساسية لتحقيق ميزة تنافسية للصناعة. وتهدف قيادة الاستثمار الحصول علي تسهيلات إنتاجية وتكنولوجيا عالية المستوي من خلال الترخيص والتسليم علي مفتاح. وإلي جانب استيراد التكنولوجيا فقد يتم عليها بعض التحسينات والتطوير. ويكون التنافس في هذه المرحلة علي أساس السعر كما في المرحلة السابقة. أي أن الميزة التنافسية في هذه المرحلة تعتمد علي تحسين عوامل الإنتاج وتحديد هيكل الصناعة وطبيعة المنافسة المحلية، ولا يتحمل اقتصاد هذه المرحلة الصدمات أو المخاطر العالمية وتحركات أو تقلبات سعر صرف العملة المحلية.
(3) مرحلة قيادة الإبداع: Innovation-Driven Stage
     ترتبط هذه المرحلة بابتكار وتجديد التكنولوجيا واستخدامها لرفع مستوي العمليات الإنتاجية باستمرار. ويكون الطلب في هذه المرحلة أكثر تميزا وتعقيدا من المراحل السابقة، حيث يرجع ذلك إلي ارتفاع مستوي الدخل ومستوي التعليم والرغبة المتزايدة في الحصول علي الأحسن والأجود والأرخص، ويكون التنافس العالمي علي أساس ذلك.


(4) مرحلة قيادة الثروة: Wealth-Driven Stage  
     علي الرغم من أنه في المراحل الثلاثة السابقة تتطور الميزة التنافسية للصناعة وتتحقق وتتعزز من خلال التحول الديناميكي إلي مراحل الميزة التنافسية الأكثر تميزا كما تعتبر المراحل الثلاثة السابقة سلسلة متصلة ومستمرة من المزايا التنافسية وفقا لمراحل النمو الاقتصادي، إلا أن مرحلة قيادة الثروة تمثل تدهور الميزة التنافسية حيث يكون الاقتصاد مدفوعا بالتراكم السابق للثروة ويصبح أقل قدرة علي توليد ثروة جديدة وغير قادر علي المحافظة علي الثروة التي تحققت في المراحل السابقة لعدة أسباب من أهمها:
- تراجع المنافسة لزيادة التركيز عل المكانة التي تم التوصل إليها بالتركيز عل تقوية وزيادة الحافز الملائم للاستثمار،
- تزايد الاتجاه نحو قطاع الخدمات،
- انخفاض الحافز للابتكار والإبداع والتجديد،
- انخفاض الاستثمارات واتجاهها نحو سوق المال

Previous Post Next Post