الإدارة
 Administration
من خلال الاستقراء التاريخي لحركة الإنسان عبر العصور نجد أن الإدارة كانت حاضره ومتجذرة فيه - من خلال الإرث الحضاري الذي وصل ألينا لأسباب - عده منها:
 أولا: أن الحضارات القديمة مثل ( السومرية، البابلية، الفرعونية ) لم تكن وليدةً للفوضى أو العفوية بل كان للتنظيم والتخطيط والتوجيه ورقابة الأداء حضوراً في كل الميادين وكل هذه الوظائف تصب في صلب العملية الإدارية.
 وثانياً: إن المُطلع على مفهوم الإدارة يعي معنى الإدارة بالأهداف، أي  أن الإدارة ترتبط ارتباطا مباشراً بالهدف مهما كان نوعه ( كزيادة الربحية أو تحقيق النجاح أو تجاوز العراقيل) كلها أهداف تحتاج لان تجتمع عناصر الإنتاج بيد إدارة قادرة على توجيهها بغية الوصول للهدف المطلوب. 
وثالثاً: يمكن اعتبار كل مواصل ألينا وما عندنا اليوم هو نتاج للجهد الجماعي المشترك وحتى على مستوى الأفكار الفردية فهي بحاجه إلى تلاقح أفكار من اجل إنضاجها كفكره كأمله، وعموماً فأن الإدارة ترتبط ارتباط وثيقاً في توجيه وتحريك العمل الجماعي تجنباً للتداخل والتقاطع والنزاع والفوضى.
- إن الإدارة كما عرفها (زايد، 2003 ) هي عملية استخدام الموارد التنظيمية المتاحة لتحقيق أهداف محدده ([1]).
- وكما عرفتها موسوعة العلوم الاجتماعية بأنها العملية التي يمكن بواسطتها تنفيذ غرض معين والإشراف عليه.
- وعرفها رالف دافيز (Ralph Davis) بأنها عملية القيادة التنفيذية.
- وعرفها جونيف مي (Jonef.Me) بأنها فن الحصول على أعلى النتائج بأقل جهد حتى يمكن تحقيق أقصى رواج وسعادة لكل من صاحب العمل والعاملين مع تقديم أفضل خدمه ممكنه للمجتمع.
- وكما عرفها هنري فايول (Henri Fayil)  معنى أن تدير هو أن تتنبأ  وتخطط  وتنظم  وتصدر الأوامر وتنسق  وتراقب ([2]).
- كما عُرفت الإدارة على أنها نوع من التفكير الذي يشخّصه الواقع ويحدد المشاكل وكذلك المعوقات التي تواجه الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها والعمل على اتخاذ كل ما يلزم من قرارات تتضمن أساليب مناسبة من أجل التغلب على هذه المشكلات وذلك ضمن أطار الموارد المتاحة.
- كما وعُرفت على أنها نشاط ذهني يرتبط بتحقيق الأهداف بأعلى كفاءة ممكنه وذلك بالاعتماد على الجهود المتاحة ضمن أطار الموارد المتاحة أيضاً ([3]).
ولقد برزت أهمية الإدارة في أوضح تفاصيلها بعد الحرب العالمية الثانية عام (1945) للتوسع الكبير في الصناعات لمختلف مجالاتها والذي دفع المتخصصين في هذا المجال إلى إيجاد نقله نوعيه في تطوير الإدارة كعلم قائم بذاته.
وما زاد من أهمية الإدارة كعلم عن باقي العلوم الأخرى هو وجود تلك المساحة الواسعة للفكر البشري في مجالات التطوير والخلق والإبداع ولا يمكن إغفال الدور الحيوي الذي لعبته ولا زالت تلعبه الإدارة في مختلف المنظمات في عالم اليوم لمساهمتها في تسهيل الإعمال وتحديد أنجع السبل لاداءها وتوضيح المهام بغية التوجيه الصحيح وتركيز الانتباه حول تحقيق الأهداف المرجوة من أي تنظيم.
وقد تباينت وجهات نظر الكتاب والباحثين في الحقل الإداري في تناول الإدارة من حيث كونها: علم، فن، ممارسه، مهنه.
- الإدارة كعلم: من خلال مجموعة القواعد والأسس العلمية التي من خلالها يتم التأكيد على الحقائق التي لا تقبل الشك أو الجدل والتي يمكن الحصول عليها من خلال الدراسة الجامعية أو المعاهد المتخصصة والدورات التدريبية.
- الإدارة كمهنه: من خلال ما تقدمه الإدارة كخدمة للآخرين من أجل تحسين مستوى أدائهم ونوع المخرجات التي تقدمها المنظمات وسينعكس ذلك بالتالي على رفاهية المجتمع ([4]).
* الإدارة كممارسه: من خلال ألاستخدام الكفء لكل عوامل الإنتاج عن طريق العمليات الإدارية المتمثلة بالتخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة من أجل تحقيق الأهداف ([5]).
* الإدارة كفن: فلو أخذنا تعريف الفن فسنجد أن معناه هو الوصول إلى الأهداف المنشودة عن طريق تطبيق المهارة، وسنجد الكثير من الناس يعتمد على فن الإدارة من خلال الملكات الشخصية المكتسبة والوراثية التي حصل عليها من خلال تجاربه أو التي منحها الله سبحانه وتعالى للإنسان ([6]).
من خلال استقراء الفرضيات الأربعة للإدارة كونها علم وفن وممارسه ومهنه نجد أن الإدارة لا تخلو من هذه الوجهات الأربعة، فأن قيل أن بعض الشخصيات في عالم الإعمال لم يكونوا أكاديميين ولم يدرسوا الإدارة كعلم ولكن اعتمدوا على مواهبهم وهذا فن بحد ذاته، نقول أنهم حين اتسعت أعمالهم استعانوا بذوي الخبرة والمتخصصين والعارفين بشؤون الإدارة العلمية للخروج من حالة التجربة واحتمالات الخطأ والصواب التي يلازمانها.
إما اعتبار الإدارة كممارسة فمن المعلوم أن التجربة والممارسة يساهمان في زيادة ونضج الخزين المعرفي للإنسان ويساعدهُ ذلك في ترشيد القرار وتجاوز العقبات، وهي مهنه أيضاً لان الإدارة بطبيعتها توفر خدمه للفرد وللمنظمة والمجتمع فأن ما يقدّمه التعليم وكذلك الطب وغيرها من المهن، نرى في مخرجاتها دلاله واضحة على الأثر المهني لإدارته.
إن قدرة الإدارة على توجيه عوامل الإنتاج الوجهة الصحيحة لتحقيق أهداف الفرد والمنظمة والمجتمع جعلت الجميع بحاجة لخدماتها فهي بلا شك راعية وموجهة لذلك ومن الأسباب الرئيسية لنجاح وازدهار كافة الوظائف.
من كل ذلك يتضح أن الإدارة علم وفن وممارسة ومهنة في آن واحد ومن خلال الإطلاع على مجموعة التعاريف نجد أنها تشترك بالاتي :-
1-   وجود هدف مشترك وواضح لجميع العاملين.
2-   تنفيذ الأهداف وتحقيقها يكون بمشاركة جماعية وان وجدت أهداف فردية وخاصة.
3-   بالرغم من إن الأهداف تُحدد من قبل الإدارة العليا ولكن تنفيذ وتحقيق هذه الأهداف يقع على عاتق الآخرين.
4-   تسعى الإدارة لتحقيق أفضل النتائج بأقل التكاليف.
5-   القدرة على التنبؤ من أجل التخطيط ومواجهه الأحداث والتقلبات المستقبلية.
6-   بصورة عامة فأن الإدارة تسعى لتحقيق أهدافها الخاصة، لكنها بالتأكيد تأخذ بعين الاعتبار أهداف الفرد والمجتمع.
من خلال ما تقدم يمكن أن نشتق تعريفاً إجرائيا للإدارة مفاده:
أنها عملية فنية علمية ومهنية تسعى من خلال وظائفها المتمثلة بالتنبؤ والتخطيط والتوجيه والرقابة وإصدار الأوامر والتنسيق.... إلى قيادة عوامل الإنتاج ( المادية وغير المادية) نحو تحقيق أهداف المنظمة والفرد والمجتمع بأقل التكاليف أخذتا بنظر الاعتبار تقلبات البيئتين الخارجية والداخلية للعمل.

(1)     عادل محمد زايد ، أداره الموارد البشرية رؤية إستراتيجيه ،  الانترنيت ، سنه 2003 ، ص 11 .
(1) أحمد العبد العزيز ، مبادئ أدارة الإعمال ، المملكة العربية السعودية ، الإدارة العامة لتصميم وتطوير المناهج ، ص 2 ، الانترنيت ، WWW.elibs.info
(2) محمد العقله ،  مفهوم الإدارة ودورة حياة المشروع ، ص 3 ، mohammad-okla@aloola.sy   
      
(1) مبادئ أدارة الإعمال ، أحمد العبد العزيز ، ص 3 ، مصدر سابق .
(2) محمد العقله ، مفهوم الإدارة ودورة حياة المشروع ، ص 4 ،  مصدر سابق .
(3) أحمد العبد العزيز ، مبادئ أدارة الإعمال ،  ص 3 ، مصدر سابق .




Previous Post Next Post