العوامل المؤثرة على المركز التفاوضي للدولة
أولاً : عوامل أيديولوجية :
1 – عقيدة الدولة : تشكل حجر الزاوية في ما يصدر عن الدولة من قرارات وسلوكيات . وفي هذا الصدد نجد إسرائيل حددت دولتها ( من النيل إلى الفرات وكذلك فهي لا تقبل بأقل من تحقيق رؤيتها وأهدافها ) .
2 – الشخصية القومية للدولة : 
ويقصد بها مجموعة العناصر التي تنفرد بها الدولة دون غيرها وتحدد شخصيتها وتميز القوم الذين يعيشون على أرضها عن غيرهم وهي الموقع الجغرافي والتجانس العرقي واللغة والدين والعادات والتقاليد .
* وبالتالي فهذه العناصر مجتمعة تؤثر على الأسلوب التفاوضي لهذه الدولة عند إجراء العملية التفاوضية .
- لذلك فالولايات المتحدة تتبنى أسلوباً براغماتياً عملي يستند إلى القوة والنفوذ العسكري بينما الصينيون يتحلون بالصبر والأناة ويفضلون التفاوض المرحلي مع تبني استراتيجية تكفل حرية الحركة والتقسيم المستمر .
ثانياً : عوامل أخرى :
1 – الاستقرار الداخلي وتماسك الرأي العام : خاصة إذا كان التفاوض يدور حول القضايا الهامة والمصيرية . فالمتغيرات والعوامل السياسية هي من أهم العوامل التي تؤثر على العملية التفاوضية منذ بدايتها إلى نهايتها .
مثال : موقف الكنيست الإسرائيلي الذي قضى قراراً بأن أي تنازل أو انسحاب من الجولان سيكون مشروطاً بموافقته .
2 – البيئة الدولية أو الوضع الدولي :
كلما كانت البيئة الدولية والعلاقات خالية من الصراع والتأزم والتعقيد كلما خلق ذلك أجواءً إيجابية بعيدة عن التوتر والصدام ومناسبة للعملية التفاوضية . فإن الصراع والصدام يفتح المجال لظهور عوامل جديدة قد تؤثر على سير العملية التفاوضية سلباً أو إيجاباً .
3 – طبيعة العلاقات السائدة بين الطرفين :
فالمفاوضات بين الدول المتحالفة أو التي بينها مصالح مشتركة تختلف عن تلك التي بينها صراعات.
4 – مدى التوازن بين الأطراف المتفاوضة :
ويعتمد على حجم القوة التي يمتلكها كل طرف مفاوض وهو الأكثر حسماً وتأثيراً على سير العملية التفاوضية .
فالتفاوض بين دولتين متوازنتين ومتساويتين في القوة والإمكانيات والقدرات كالولايات المتحدة واليابان مثلاً يكون تفاوض متوازن يأخذ طابع التربة ويطلق عليه تفاوض ربح – ربح .
وعلى العكس من ذلك فالمفاوضات العربية الإسرائيلية يطلق عليها ربح – خساره .
5 – السجل التفاوضي للأطراف المتفاوضة:
ويبحث في هل هناك تفاوضات سابقة بين هاتين الدولتين وهل تم التفاوض على نفس هذه الموضوعات أم لا .
6 – الأهمية المعقودة على إجراء المفاوضات :
ويعتمد على مدى أهمية العملية التفاوضية نفسها ومدى ارتباطها بالمصالح الحكومية الخاصة بالأطراف المتفاوضة .
فقد يكون التفاوض مرتبطاً بوجود الدولة وكيانها ومستقبلها ومصالحها العليا أي أن حل المشكلة أمر هام ويحوي وهنا يكون موقف الدولة متشدداً ومتصلباً .
وفي المقابل : قد يكون التفاوض إجراء عادي مثل معاملات البيع والشراء والاستيراد والتصدير ويميل إلى المرونة في التفاوض .
مثال ذلك : المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية .

Previous Post Next Post