التعريف اللغوي للفقر:
الفُقر: ضد الغنى، مثل: الضَعف، والضُعف. وقيل الفقير أحسن حالا من المسكين، وقد جاء في التنزيل العزيز " إنما الصدقات للفقراء والمساكين"، وقد سئل أبو العباس عن الفقير والمسكين في هذه الآية فقال: الفقير هو الذي له ما يأكل، أما المسكين فهو الذي لا شيء له. وقيل الفقير سمي فقيراً لزمانه تصيبه مع حاجة تمنعه التقلب في الكسب على نفسه.
وخلاصة القول " أن الفقير هو الذي له ما يأكله لكنه لا يستطيع ضمان كسب رزقه وتأمينه على كل حال، وهو أفضل حالا من المسكين".
التعريف الاصطلاحي للفقر
على الرغم من أن الفقر كان سببا ودافعا للعديد من الثورات الاجتماعية , والتغيرات الكبرى , والاضطرابات السياسية الممتدة , وعلى الرغم من أنه كان أيضا مصدر إلهام للفكر الإنساني والفلاسفة والمصلحين الاجتماعين , ولظهور العديد والعديد من النظريات السياسية والاتجاهات الفكرية والأيدلوجية , على الرغم من ذلك فأنه لا يوجد حتى الآن تعريف علمي دقيق لمفهوم الفقر , ويمكن إدراك ذلك من خلال إلقاء نظرة سريعة على الأدبيات الواسعة التي نشرت وتنشر حول هذه الظاهرة الاجتماعية , في الأقطار المتقدمة والنامية , ومن قبل المفكرين المستقلين أو المنظمات الدولية , والفقر من المفاهيم المجردة النسبية , فهو مفهوم يحاول وصف ظاهرة اجتماعية واقتصادية بالغة التعقيد والتشابك من جهة , وهو مفهوم يختلف باختلاف المجتمعات والفترات التاريخية وأدوات القياس , والخلفية الفكرية والأخلاقية للمتصدي لدراسة الظاهرة من جهة ثانية .
والجزء المشترك في تعريف الفقر يدور حول مفهوم " الحرمان النسبي " لفئة معينة من فئات المجتمع , وفي ما بعد ذلك تختلف تلك التعريفات في حدوده ومكوناته . وحتى أن التعريف الشامل الذي حاول البنك الدولي وضعه لهذه الظاهرة , والذي يقول بأن " الفقر هو عدم القدرة على تحقيق الحد الأدنى من مستوى المعيشة " فأنه يعتمد بدرجة كبيرة على مفهوم الحد الأدنى , ومفهوم مستوى المعيشة , كما يعتمد بدرجة كبيرة على المجتمع الذي تتم فيه حالة التوصيف , فالفقر في الريف الهندي أو الصيني مثلا , والذي يؤدي أحيانا إلى الموت بسبب الجوع يختلف عن الفقر في أقطار أوربا الغربية أو الولايات المتحدة .
وقد حاول د. محمد بن حسين باقر إيجاد تعريف بأنه " حالة الحرمان المادي الذي تتجلى أهم مظاهرها في انخفاض استهلاك الغذاء , كما ونوعا , وتدني الحالة الصحية والمستوى التعليمي والوضع السكني والحرمان من تملك السلع المعمرة والأصول المادية الأخرى , وفقدان الاحتياطي أو الضمان لمواجهة الحالات الصعبة كالمرض والإعاقة والبطالة والكوارث والأزمات وقد عرف الدكتور عبدالرزاق الفارس الفقر بأنه " عدم القدرة على تحقيق مستوى معين من المعيشة المادية يمثل الحد الأدنى المعقول والمقبول في مجتمع ما من المجتمعات في فترة زمنية محددة " .
والنظرة الصحيحة للفقر: أنه حالة يعجز فيها الإنسان بسبب مجموعة من العوامل الموضوعية والذاتية عن تلبية حاجاته المادية والمعنوية في ظل نظام اجتماعي وثقافي محدد.
ويتضح لنا من كل ما سبق أن تعريف الفقر قد يختلف من مجتمع إلى مجتمع ومن ثقافة إلى ثقافة بناء على الظروف المصاحبة.