الثقافة المادية وغير المادية:
الثقافة المادية: تتألف من أشياء ملموسة ينتجها الإنسان يمتلكها ويستخدمها في حياته مثل البيوت، وسائل القتال،  وسائل النقل، الكتب وأدوات العمل. الثقافة المادية التي أنتجها المجتمع تعكس الثروات التي يملكها وتعكس مستواه التكنولوجي وحاجات الأفراد فيه، فالمجتمع الحديث خلق ثقافة مادية متطورة تعتمد على المناجم ومصادر الطاقة والتكنولوجيا المتطورة فهو ينتج السيارات، القطارات، الطائرات والفاكس. أما في مجتمعات فقيرة بالثروات والتكنولوجيا تطورت ثقافة مادية أقل تقتصر على نقل البضائع على ظهور البهائم أو بعربات تجرها الخيول. لا تعكس الثقافة المادية حاجات أفراد المجتمع فقط بل تعكس قيمهم أيضاً. ففي المجتمع الحديث ينتجون العديد من السيارات ولكن الفرد يستخدمها بتأثير قيمة الفردانية في المجتمع الحديث والسيارة تحرره من التبعية للمواصلات العامة يتنقل بها اين ومتى يشاء لذلك يختار سيارة تعكس ذوقه الشخصي.
عندما يخطط ويبني الانسان المدن فهو يعكس من خلالها قيمه ومعاييره الاجتماعية حيث يسكن في عمارة متعددة الطوابق فيها مصعد مشترك لكن علاقته مع الناس تكون قليلة.

الثقافة غير المادية: هي غير الملموسة والمجردة كالقيم، المعتقدات، الرموز والطقوس وسنشرح ذلك بتوسع لاحقاً.
مركبات الثقافة (غير المادية)
أ) القيم : هي مبادئ عامة تشكل أساساً للمعتقدات وهي مقاييس تميز بين الجيد والسيئ، ين الجميل والقبيح وبين الصحيح والخطأ. توجه القيم أفراد المجتمع في سلوكهم مثل الوصايا العشر في الديانة اليهودية ومبادئ كل من الديانة المسيحية والإسلامية. تختلف المجتمعات عند بعضها من ناحية القيم وتختلف القيم في نفس المجتمع من فترة زمنية إلى أخرى مثلاً قيمة المساواة بين الجنسين وقيمة الديمقراطية والاحتشام ليست مقبولة في كل الثقافات.
سلم القيم: يمكن تدريج قيم المجتمع على سلم القيم حيث تترأس أعلى السلم القيم العليا أو السامية وتسمى أساسية لأنه يوجد إجماع من أفراد المجتمع عليها ويضحي الفرد من أجلها.
كل مجتمع يرتب سلم القيم حسب ثقافته ويتغير سلم القيم من مجتمع لأخر. ومن زمن لأخر ومن اجل تطبيق قيمة مهمة يتنازل الفرد عن قيمة اقل أهمية في نظرة مثلاً من أجل قيمة الاستقامة يضطر الفرد للتنازل عن قيمة النجاح.
صراع القيم:  عندما يضطر الفرد إلى الاختيار بين عملين قائمين على قيمتين في اعلي سلم القيم وعند الاختيار سيتنازل عن أحداهما فإنه سيعاني من تخبط أخلاقي ويصاب بحيرة ويختار مضطراُ  "أحلى المرين أو أهون الشرين".
مثلاً في الامتحان تطلب صديقة رلى منها المساعدة فهي تصبح في صراع بين قيمتين : المساعدة والصداقة مقابل الاستقامة. كما أن القاضي يجد نفسه في صراع قيم عندما يتقدم مريض ميئوس من حالته للمحكمة لقطع التنفس الاصطناعي عنه.

Previous Post Next Post