أ-أطراف التعليم عن بعد
1.     الطلبة: وهم أساس العملية التعليمية وعليهم التمتع بالرغبة في التعلم والقدرة على مناقشة وتحليل ما يعرض عليهم من محتوى، لأن فرص اتصالهم بمعلميهم والاعتماد عليهم في حل المعضلات ضئيلة مقارنة مع التعليم الحضوري.
2.      الهيئة التدريسية: يلعب المدرس هنا دور المعد والمصمم للدروس والأنشطة التعلمية، لذلك عليه مراعاة مستويات الطلبة والفروق بينهم مع أخذ احتياجاتهم المتباينة بعين الاعتبار، كذلك ينبغي أن يكون ملما بالتقنيات الحديثة وطرق إعداد المحتوى التعليمي بالطريقة الالكترونية، لأن ذلك سيقلل من فرص تدخل التقنيين في الشكل النهائي للمحتوى خصوصا في غياب التنسيق الجيد بين الطرفين.  
3.     الوسطاء المشرفون: نظرا للأعداد الكبيرة للطلاب في هذا النوع من التعليم فإنه عادة ما يلجأ المنظمون للعملية التعلمية للوسطاء حيث يتم تقسيم المتعلمين إلى مجموعات أصغر عددا يشرف على كل منها وسيط يلعب دور الإرشاد والإشراف والوساطة بين المعلم والمتعلمين.
4.     الموظفون: وهم الذين يعملون على تسجيل الطلاب ونسخ وتوزيع المحتوى والاختبارات عليهم ورصد النقاط وحساب المعدلات وغيرها من الأمور المتعلقة بالجانب الفني، ومن بينهم التقنيين أو الفنيين الذين يعملون على إخراج المحتوى التعليمي وتحويله من شكله التقليدي إلى شكله الالكتروني القابل للنشر على الانترنت أو الأقراص المضغوطة.
5.     الإداريون: يقومون بتنظيم العملية التعلمية وحل المشكلات التنظيمية ككل وهم حلقة الوصل بين جميع الأطراف.
ب-تقنيات التعليم عن بعد 
مر التعليم عن بعد بالعديد من المراحل فمن مرحلة التعليم المسائي والتعليم بالمراسلة إلى مرحلة التعليم التلفازي وبأشرطة الفيديو و الكاسيت إلى مرحلة التعليم باستعمال الحاسب وشبكة الانترنت، وقد تميزت كل مرحلة من هذه المراحل باستعمال وسيلة من وسائل إيصال المعلومة، ونجملها فيما يأتي:
1.     المطبوعات الورقية: وتتضمن النصوص المنهجية التي يتم طباعتها على الورق.
2.     المواد الصوتية والمواد السمعية البصرية: المواد الصوتية تتضمن أشرطة الكاسيت، والبث الإذاعي، والتخاطب عبر الهاتف، أما المواد السمعية البصرية فيقصد بها الصور الثابتة أو الشرائح التقديمية، كما يقصد بها الصور الحية على أشرطة الفيديو.
3.     البث التلفزيوني: يعد البث التلفزيوني وسيلة فعالة لتعليم أعداد كبيرة من المتعلمين والمتواجدين على مسافات جغرافية متباينة. 
4.     الأقراص المضغوطة: الأقراص المضغوطة قد تحوي برامج تتعلق بموارد سمعية بصرية تسمح بالتعلم بطريقة تفاعلية.   
5.     الانترنت: ويقصد بها المواقع التي توجد على الشبكة العنكبوتية، وتتميز بانخفاض التكاليف وبإمكانية تغطيتها لعدد كبير من المتعلمين. 
بعد هذا التقديم للتعليم عن بعد يتضح جليا أن التعليم عن بعد ليس مربوطا بالتقنية الحديثة، وإن كانت إحدى أحدث أدواته، فهو تحديدا التعليم الذي لا يعترف بالحدود الجغرافية، وأن نفذ بأدوات تقليدية كالمطبوعات الورقية والبريد وغيرها.


(2-3) التعلم المتنقل(( M-learning (Mobile learning)
يعتبر التعلم المتنقلM- learning  مرحلة جديدة من التعليم الالكترونيE-Learning 
وقد أدى التطور الكبير في تقنيات الاتصالات والمعلومات، وانتشار المعرفة الالكترونية بين طلاب المدارس والجامعات إلى ظهور أشكال جديدة من نظم التعليم، ففي العقد الماضي ظهرت أدوات التعليم والتدريب المعتمدة على الحاسوب بشكل رئيسي، وأساليب التفاعل المختلفة مع الحاسوب مستفيدة من الأقراص المضغوطة والشبكات المحلية، .وخلال القرن الحالي توضح مفهوم التعليم الالكتروني وتميزت أدواته باستعمال الانترنت، أما هذه الأيام فيلوح في الأفق القريب إمكانيات استثمار تقنيات الاتصالات اللاسلكية عامة والنقالة خاصة ليظهر مفهوم جديد هو أنظمة التعليم النقالة أو أنظمة التعلم المتنقلMobile Learning Systems.
 يعتبر التعلم المتنقل شكلاً جديداً من أشكال نظم التعليم عن بعدDistance Learning والذي عرّفه انفصال المحاضر عن الطلاب مكانياً وزمنياً، تاريخياً بدأ هذا التعليم من أكثر من مئة عام وأخذ شكل المراسلات الورقية، ثم ظهر التعليم الالكتروني موفّراً للتعليم عن بعد طرق جديدة تعتمد على الحواسيب وتقنيات الشبكات الحاسوبية وأخيراً التعليم المتنقل.
أ- ما هو التعلم المتنقل؟
التعلم المتنقل أو التعليم الجوال هو مصطلح لغوي جديد يشير إلى استخدام الأجهزة المحمولة في عملية التعليم، هذا الأسلوب متعلق إلى حد كبير بالتعليم الالكتروني والتعليم عن بعد،ويركز هذا المصطلح على استخدام التقنيات المتوفرة بأجهزة الاتصالات اللاسلكية لتوصيل المعلومة خارج قاعات التدريس، حيث وجد هذا الأسلوب ليلاءم الظروف المتغيرة الحاصلة بعملية التعليم التي تأثرت بظاهرة العولمة.
يمكن تحقيق ذلك باستخدام الأجهزة النقالة والمحمولة مثل:
·   الهواتف الخلوية Cell Phones
·   المساعدات الرقمية PDA
·   الهواتف الذكية Smart Phones
·   الحواسب المحمولة Portable Computers
على أن تكون كلها مجهزة بتقنيات الاتصال المختلفة اللاسلكية والسلكية على حد سواء مما يؤمن سهولة تبادل المعلومات بين الطلاب فيما بينهم من جهة وبين الطلاب والمحاضر من جهة أخرى.
ب-أوجه التشابه بين التعلم  الإلكتروني والتعلم المتنقل
1.     يقدم التعلم الإلكتروني والتعلم المتنقل نوع جديد من الثقافة هي "الثقافة الرقمية" والتي تركز على معالجة المعرفة، وتساعد المتعلم على أن يكون هو محور عملية التعلم وليس المعلم.
2.     يحتاج النموذجان: التعلم الإلكتروني والتعلم المتنقل إلى تكلفة عالية وخاصة في بداية تطبيقهما وذلك لتجهيز البنية التحتية حيث يتطلب نموذج التعلم الإلكتروني إلى حاسبات مكتبية، وإنتاج برمجيات تعليمية، وتصميم مناهج إلكترونية تنشر عبر الانترنت، ومناهج إلكترونية غير معتمدة على الإنترنت، وتدريب المعلمين والطلاب على كيفية التعامل مع التقنيات الحديثة المستخدمة، وبحاجة أيضا إلى توفير بيئة تفاعلية بين المعلمين والمساعدين من جهة وبين المتعلمين من جهة أخرى، وكذلك بين المتعلمين فيما بينهم.
أما نموذج التعلم المتنقل فيتطلب تأسيس شبكة لاسلكية، وأجهزة لاسلكية متنقلة مثل الهواتف النقالة، والمساعدات الشخصية الرقمية، وأجهزة اللوحة، وتصميم مناهج إلكترونية، وتدريب العنصر البشري كما يتم في النموذج الأول.
3.     يقدم التعلم الإلكتروني في نماذج ثلاثة مختلفة كما سبق ذكره: التعلم الالكتروني الجزئي، التعلم الالكتروني المختلط، التعلم الالكتروني الكامل، ويمكن استخدام التعلم المتنقل في نفس النماذج السابقة، فقد يكون جزئيا مساعدا للتعلم الصفي التقليدي، أو التعلم المتنقل المختلط الذي يجمع بين التعلم الصفي والتعلم المتنقل، أو التعلم المتنقل الكامل وهو التعلم المتنقل عن بعد حيث لا يشترط مكان ولا زمان في التعلم.
4.     يؤدى التعلم الإلكتروني أو التعلم المتنقل إلى نشاط المتعلم وفاعليته في تعلم المادة العلمية لأنه يعتمد على التعلم الذاتي.
5.     يقدم المحتوى العلمي في النموذجين في هيئة نصوص تحريرية، وصور ثابتة ومتحركة، ولقطات فيديو، ورسومات.
6.     يسمح النموذجان للطلاب بالدخول إلى الإنترنت وتصفحه والحصول على محتوى المادة الدراسية.
7.     يسمح النموذجان بحرية التواصل مع المعلم في أي وقت وطرح الأسئلة، ولكن تختلف الوسائل فقد تكون عن طريق البريد الإلكتروني في النموذج الأول، وعن طريق الرسائل القصيرة SMS في النموذج الثاني.
8.     يتنوع زملاء المتعلم من أماكن مختلفة من أنحاء العالم فليس هناك مكان بعيد أو صعوبة في التعرف على أصدقاء وزملاء.
9.     يعتمد النموذجان على طريقة حل المشكلات، وينميان لدى المتعلم قدراته الإبداعية والناقدة.
10.      يسمح النموذجان بقبول أعداد غير محددة من الطلاب من أنحاء العالم.
11.      سهولة تحديث المواد التعليمية المقدمة إلكترونيا في كلا النموذجين.
ج-أوجه الاختلاف بين التعلم الإلكتروني والتعلم المتنقل
1-       يعتمد التعلم الإلكتروني على استخدام تقنيات إلكترونية سلكية مثل الحاسبات المكتبية Desktops والحاسبات المحمولة Laptops، أما التعلم المتنقل فيعتمد على استخدام تقنيات لاسلكية مثل الهواتف النقالة، والمساعدات الشخصية الرقمية، والحاسبات الآلية المصغرة، والهواتف الذكية.
2-       يتم الاتصال بالإنترنت مع تقنيات التعلم الإلكترونية سلكيا، وهذا يتطلب ضرورة الوجود في أماكن محددة حيث تتوفر خدمة الاتصال الهاتفي، أما في التعلم المتنقل فيتم الاتصال بالإنترنت لاسلكيا (عن طريق الأشعة تحت الحمراء)وهذا يتم في أي مكان دون الالتزام بالتواجد في أماكن محددة مما يسهل عملية الدخول إلى الإنترنت وتصفحه في أي وقت وأي مكان.
3-       يمتاز التعلم المتنقل بسهولة تبادل الرسائل بين المتعلمين بعضهم البعض، وبينهم وبين المعلم عن طريق رسائل SMS  أو MMS ، أما في التعلم الالكتروني فالأمر يحتاج إلى البريد الإلكتروني وقد لا يطلع عليه المعلم أو الطلاب في الحال.
4-       يسهل التعلم المتنقل في أي وقت وفى أي مكان حيث لا يشترط مكان معين على عكس التعلم الإلكتروني الذي يتطلب الجلوس أمام أجهزة الحاسوب المكتبية أو المحمولة في أماكن محددة.
5-       يسهل تبادل الملفات والكتب الإلكترونية بين المتعلمين في نموذج التعلم المتنقل حيث يمكن أن يتم ذلك عن طريق تقنية البلوتوث أو باستخدام الأشعة تحت الحمراء، وهذا لا يتوفر في التعلم الإلكتروني.
6-       إمكانات التخزين في التقنيات اللاسلكية التي يستخدمها التعلم المتنقل هي أقل من إمكانات التخزين في التقنيات السلكية التي يستخدمها التعلم الإلكتروني.
د-التحديات أو الصعوبات التي تواجه التعلم الجوال/ المتنقل:
رغم التقدم الهائل والسريع في صناعة الأجهزة المتنقلة بأنواعها المختلفة، ومحاولة التغلب على نواحي قصورها، إلا أن هذه الأجهزة ما زالت بها بعض جوانب القصور التي من المتوقع أن يتم التغلب عليها في القريب العاجل، نظرا للبحوث والتطبيقات المتقدمة للأجهزة اللاسلكية، هذا من جانب، ومن جانب آخر قد يواجه نموذج التعلم المتنقل بعض التحديات أو الصعوبات أثناء عملية التطبيق في الواقع الميداني في العملية التعليمية، نحاول أن نستعرض العيوب الحالية للأجهزة المتنقلة وكذلك التحديات والصعوبات التي تواجه تطبيق التعلم المتنقل وذلك لإجراء المزيد من البحوث للتغلب عليها والاستفادة الكاملة من هذا النموذج الجديد.
صغر حجم الشاشة Small Screen في الأجهزة المتنقلة وخاصة الهواتف النقالة والأجهزة الرقمية الشخصية مما يقلل من كمية المعلومات التي يتم عرضها.
سعة التخزين محدودة وخاصة في الهواتف النقالة والأجهزة الرقمية الشخصية.
يستغرق عمل البطاريات مدة قصيرة ولذلك تتطلب الشحن بصفة مستمرة، ويمكن فقد البيانات إذا حدث خلل عند شحن البطارية.
كثرة الموديلات واختلافها يؤدى إلى عدم الألفة السريعة مع الأجهزة وخاصة مع اختلاف أحجام الشاشات وأشكالها.
يمكن فقده أو سرقته بسهولة أكثر من أجهزة الحاسبات المكتبية.
اقل قوة ومتانة من أجهزة الحاسبات المكتبية.
صعوبة استخدام الرسوم المتحركة Moving Graphics خاصة مع الهاتف النقال (ولكن أجهزة الجيل الثالث والرابع سوف تسهل ذلك).
يصعب ترقيتها وتطويرها.
تغير سوق بيع هذه الأجهزة المتنقلة بسرعة مذهلة، مما يجعل الأجهزة قديمة بشكل سريع.
محدودية القدرة على التوصيل والتوافق مع الأجهزة الأخرى، على الرغم من أن تقنية البلوتوث بدأت في تناول هذه القضية.
هناك قضايا أو أمور أمنية قد يتعرض لها المستخدم عند اختراق الشبكات اللاسلكية باستخدام الأجهزة النقالة Mobile Devices .
قد تقل كفاءة الإرسال مع كثرة أعداد المستخدمين للشبكات اللاسلكية.
هناك صعوبة في الطباعة إذا لم يتم توصيل الجهاز بشبكة ما Network   .
يحتاج المعلمون والطلاب إلى تدريب لاستخدام تلك الأجهزة بإتقان وفاعلية.
يتطلب تطبيق نموذج التعلم النقال إلى تأسيس بنية تحتية: شبكات لاسلكية، أجهزة حديثة.
تغيير أو تعديل الآراء والاستخدامات الخاطئة للأجهزة المتنقلة وتوظيفها توظيفا صحيحا.
وضع إستراتيجية واضحة المعالم لتطبيق نموذج التعلم النقال.
تصميم وإعداد المناهج الدراسية المناسبة.
  إن التطور التكنولوجي مهما سما وتطور لا يغني عن الطرق التقليدية في التعليم والتعلم، فكما لم تغني التجارة الالكترونية عن التجارة التقليدية وكما لم يغني البريد الالكتروني عن البريد العادي ولم تغني تكنولوجيا المعلومات عن الورق، فإن التعلم الكتروني لن يكون بديلا عن التعلم  التقليدي ولا عن المعلم الإنسان ولا الفصل المدرسي والمدرج الجامعي.
Previous Post Next Post