الشخصية
تعريف:
         اشتقت كلمة الشخصية في اللغة العربية من شخَصَ يشخَصُ " بفتحتين "شخوصاً، أي خرج من موضعٍ إلى غيره، والشخص سواد الإنسان تراه من بعيد (1 )، ثم استعمل في ذاته ، والشخص كل جسمٍ له ارتفاع وظهور ، والشخوص: السير من بلدٍ إلى بلد، وشخص بمعنى ارتفع ، وشخَص الشيء عينه وميزه مما سواه، والشخصية صفات تميز الشخص من غيره.(2)         
         و "مصطلح الشخصية يضم أية سمة أو صفة لها صلة بشكلٍ أو بآخر بقدرة الفرد على التكيف في محاولته الحفاظ على احترامه لذاته. ومن هنا يمكن القول بأن أي وصفٍ لشخصية الفرد يجب أن يأخذ بعين الاعتبار مظهره العام وطبيعة قدراته ودوافعه، وردود أفعاله العاطفية، وكذلك طبيعة الخبرات التي سبق أن مر بها ، ومجموعة القيم والاتجاهات التي توجه سلوكه . إن مفهوم الشخصية اصطلاح عام وشامل . " (3 )
         وفي اللغات الأوروبية اشتق اللفظ من كلمة  Person  وهو القناع الذي كان يلبسه الممثل في العصور القديمة ليظهر أمام الناس بمظهرٍ معين .(4)
الشخصية في علم النفس:
         هناك اتجاهان في النظر إلى الشخصية، يهتم أولهما بالتعريف المظهري للشخصية، بينما يهتم الثاني بالتعريف الجوهري للشخصية، وينظر علم النفس إلى الشخصية على أنها "ذلك  المفهوم أو ذلك الاصطلاح الذي يصف الفرد من حيث هو كل موحد من الأساليب السلوكية والإدراكية معقدة التنظيم التي تميزه عن غيره من الناس ، وبخاصة في المواقف الاجتماعية. "(5)
         وقد عرف عزيز حنا داود الشخصية تعريفاً إجمالياً بأنها:" ذلك التنظيم المتكامل الديناميكي الذي يتميز بــــــه الفرد، وتتكون من التفاعل المســـــــــتمر المتبادل بين المنظومات النفسية والاجتماعية. " (6 ) والمقصود بالتنظيم الديناميكي أن تكوين الشخصية لا يكون ثابتاً، بل إنه يتغير ويتبدل بمرور الوقت ،(7 ) ويمكننا الحكم على شخصية الفرد من خلال ملاحظة سلوكه ومدى تأقلمه مع مواقف الحياة التي يتعرض لها. (8 )
أبعاد الشخصية:
تنبني الشخصية على ثلاثة أبعاد (9 ) هي :
1ـ البعد التكويني:
         وله الدور الحاسم في الشخصية من خلال العوامل البيولوجية وعوامل الوراثة والنضج.
2ـ البعد الثقافي :
         حيث تطبع ثقافة ما، أفراد مجتمع ما، بمجموعة من خصائص وعادات ومفاهيم وأفكار وأنماط من السلوك تغاير خصائص وعادات ومفاهيم وأنماط من السلوك تكونت في ثقافة أخرى.
3- البعد الاجتماعي  :
         ويركز على التفرد الثقافي، وهو أحد أبعاد الثقافة، ويعتمد على التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة، وعلى الخبرات الفردية التي يمر بها الفرد والتي تكمل صياغة شخصيته . وهناك خبرات عامة " يشترك بها كل الأفراد الذين يعيشون في ظل البيئة الحضارية، والخبرات الخاصة التي تخص كل فردٍ على حدة ، ولا يسهل التنبؤ بها من خلال الأدوار التي تعرضها الثقافة المشتركة على الأفراد الذين يعيشون وفقاً لها. " (10 ) ولا ينتظر أن يكون تأثير الثقافة موحداً على جميع  الأفراد لأن لكل فردٍ منا ميوله واتجاهاته الخاصة والتي تجعل منه فرداً متميزاً عن الآخرين .
تقسيم الشخصية عند فرويد:
         أما فرويد فقد ركز على الحتمية البيولوجية وأهمل كلاً من البعدين الثقافي والاجتماعي، وقسم الشخصية إلى منظوماتٍ ثلاثة هي : (11 )
1ـ الهو :
         وهو بمثابة مخزون الغرائز ومخزون الطاقة النفسية، ويحاول الهو خفض التوتر وإزالته بالإشباع وفق مبدأ اللذة.
2ـ الأنا :
         وينبثق الأنا لمواجهة الواقع الموضوعي، وتضطرنا الأنا إلى تأجيل الإشباع ، فيضطر الطفل مثلاً إلى تأجيل الإلحاح على الطعام حتى يأتي موعده .
3ـ الأنا العليا:
         وهي المنظومة الأخلاقية للشخصية، وتنحو نحو المثالية، وتتجاوز الواقع وتحكم عليه حكماً قيمياً(صواباً أو خطأ ) مكتسباً من واقع الثقافة التي يعيشها الفرد . ويفرق علماء النفس بين الشخصية والخلق ، فالسرقة والخيانة من صفات الخلق ، بينما التفاؤل والانطواء من صفات الشخصية ، فالخلق جانب من جوانب الشخصية وليس الشخصية كلها، وكذلك المزاج يؤلف جانباً من الشخصية يتوقف على العوامل الوراثية مثل حالة الجهاز العصبي والجهاز الغددي الهرموني، ويتوقف المزاج على عملية الأيض*والصحة العامة للفرد. لذا فمن الصعب تغيير الصفات المزاجية للفرد، ومن الصفات المزاجية للفرد : مستوى الحيوية والنشاط والمرح أو العبوس، والخجل، ودرجة الحساسية للمثيرات، والاندفاعية، وتقلب المزاج .(12)
         فالشخصية إذن نظام متكامل من الصفات يميز الفرد عن غيره، والشخصية حين تتصرف، تتصرف بناءً على حوافز تدفعها إلى القيام بفعلٍ معين، والحوافز إما إيجابية كالرغبة وشكلها الأبرز هو الحب،والتواصل،ويتحقق عن طريق الإفضاء بمكنونات النفس إلى صديق، والمشاركة وتتحقق عن طريق المساعدة، وإما سلبية تتمثل في الكراهية، وتقابل الحب في الرغبة،والجهر مقابل الإسرار في التواصل،والإعاقة وتقابل المساعدة في حافز المشاركة .(13)
الإنسان وشخصيته:
         الإنسان له أربع شخصيات مختلفة أو متباينة، كل اثنتين منها متقابلتان، فهناك شخصيته العامة ـ أو الظاهرية ـ التي يبدو بها أمام الناس ويتعامل بها معهم، ويتصرف بها في علاقاته بالمجتمع، وتقابل هذه الشخصية العامة شخصيته الخاصة ـ أو السرية ـ التي   لا تظهر إلا حين يخلو بنفسه " بمفرده أو بين القلة من خاصته " فيؤدي أفعالاً وأقوالاً تختلف كل الاختلاف عما يؤديه بشخصيته الأولى." (14)
         أما الشخصيتان الأخريان فتشملان الشخصية الواعية، وتقابلها الشخصية غير الواعية(الشخصية الشعورية والشخصية اللاشعورية)، والشخصية الشعورية إرادية، يتصرف الفرد فيها بكامل رغبته وإرادته، أما في الشخصية اللاشعورية فيكون مرغماً على تقمص شكلٍ معين، أو الانخراط في مسلك ضد إرادته، دون إدراك لما يقوم به .(15)
         والشخصية إما فردية تمثل فرداً في خصائصه وسماته الشكلية والنفسية، وسلوكه في حياته الخاصة والعامة، بحيث لا ترقى إلى تمثيل طبقةٍ اجتماعيةٍ في خصائصها الفكرية الاجتماعية والنفسية، والشخصية النموذجية تمثل طبقةً اجتماعيةً بكل خصائصها وتطلعاتها الطبقية وتقاليدها وطريقتها في الحياة، فهي شخصية نمطية أو نموذج يصدق على أفرادٍ كثيرين يمثلون تلك الطبقة بكل قيمها واتجاهاتها، وهذه الشخصية تتجاوز المألوف، ولكنها لا ترتفع لتكون شخصية نادرة لا نجدها في الواقع، والشخصية النموذجية تتصل في جوهرها بالعوامل الموضوعية التي تحدد بعض الملامح الأساسية في تطور المجتمع .(16)

مواضيع ذات صلة


اقسام وابعاد الشخصية
انماط الشخصيه وطرق التعامل معها
انواع الشخصيات وكيفية التعامل معها طارق الحبيب
انواع الشخصيات في علم النفس وكيفية التعامل معها
انماط الشخصيات
انماط الشخصيات وكيفية التعامل معها
انماط الشخصية في علم النفس
أنماط الشخصية الأربعة
انماط الشخصية ناعمة الهاشمي


Previous Post Next Post