اسباب وأد البنات 
وقد اختلف الباحثون في توضيح أسباب الوأد، ونلخص هذه الأسبابَ فيما يلي:
1- أرجع بعضهم سبب الوأد إلى شعور العربي في الجاهلية بالغيرة، والخوف من العار الذي تجلبه بناته إذا كبرنَ وتعرضْنَ للسّبي.
وقد وَصَمَت بعض المصادر قبيلة تميم بهذه العادة القبيحة ، وذهب المبرد إلى أن الوأد " إنما كان في بني تميم" ( )وأنّ أول من سنّ هذه السُنّةَ السيئة قيس  عاصم ( )وقد ترددت في الأخذ بهذه الأقوال ، وبرأت قيساً مما الصق (3) به وأنه لا يمكن أن يكون أول وائد لبناته ، لأنه أدرك الإسلام وأسلم، فليس من المنطقي أن ينشأ الوأد قبيل الإسلام بسنوات ويشيع في بعض البطون بهذه السرعة الزمنية(4). وذهب آخرون إلى أن الوأد قد نشأ ، أول ما نشأ ، في ربيعة …. ثم شاع ، فيما بعدُ ، بين العرب(5) .
2- ورد في القرآن الكريم أن بعضهم كان يئد بناته خشية الفقر والإملاق، فيقول سبحانه وتعالى:{ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم ، إنّ قتلَهمْ كان خطئاً كبيراً}(6) وقال تعالى : {ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم}(7) وتقديم رزق الآباء على الأبناء في هذه الآية ، يتضمنُ توقع الفقر، والخوف منه، والمقصود بهؤلاء الآباء الأغنياء منهم. أما تقديم رزق الأبناء على الآباء في الآية السابقة ، فيشير إلى حدوث فقر، والمقصود بأولئك الآباء الفقراء منهم بالفعل(8).
فالخوف من توقع الفقر عند الأغنياء ، أو الرغبة في التخفيف من الفقر عند الفقراء ، كان دافعاً إلى الوأد، لأن الظرف البيئي كان يتّسم بالشحّ وكثيراً ما قاسى ذلك المجتمع مرارة الجوع للجفاف والجدب.
3- أرجع بعضهم سبب الوأد إلى صفات في الموءودة ، كأن يتشاءم منها أهلها، فكان بعضهم يئد من البنات من كانت زرقاءَ ، أو شيماءَ ، أو كسحاء ( ) .
4- وأرجع بعضهم الوأد لأسباب دينية ، كإظهار الشكر لله على نعمة من النعم، ويذكرون أن ذلك كان أثراً من آثار تقاليدَ ، وشعائرَ دينيةٍ ، كانت معروفة  تقرباً إلى الآلهة، كما كان يفعل الفراعنةُ مثلاً، فيختارون في كلّ عام فتاة جميلة يرمونها في النيل تقرباً للإله"جعبي" . وكانت هذه العادة موجودة عند اليونان . والرومان ، وشعوب أخرى ( ) .
5- وأرجع بعض الباحثين الوأد إلى عواملَ اجتماعيةٍ ، منها ما له علاقة بصفة الطفل، إذا ولد ضعيفاً ، أو مشوهاً ، أو إذا أصيب بمرض لا يرجى منه الشفـاء ، بحيث يصبح عالة على أهله، ومنها ما له علاقة بكثرة عدد البنات ( ) .
ومما لا ريب فيه أن العامل الاقتصادي هو أقوى هذه العوامل جميعاً، وقد أشار القرآنُ الكريمُ إلى أثر الفقر، أو أثر توقعّ حدوثه ، في إقبال بعض الناس على وأد بناتهم . وقد نهى الله – سبحانه وتعالى- عن ذلك، لأن الله يرزق الأبناء ، والآباء كما يرزق الآباء والأبناء .
ومما لا شك فيه أيضا أن هذه الجريمةَ الأخلاقيةَ ، لم تكن تُقدم على ارتكابها كلّ القبائل والبطون، والأفخاذ ، ولو كان ذلك كذلك – ولا أظنه كذلك- لانقرض الجنس العربي على مدى جيل ، أو جيلين، أو ثلاثة أجيال على أبعد تقدير. يبدو أن هذه الآفةَ الاجتماعيةَ كانت تُقدم عليها بعض الأسرالضعيفة والفقيرة.
ومع ذلك، فقد كان هناك عقلاءُ، يسعَوْن إلى منع وُقوع هذه الجريمة ، منهم زيدُ بُن عمرو بنِ نفيل القرشي، ويقال : إنه أحيا ستاً وتسعين موءودة ( ). وصعصعةُ بنُ ناجبةَ ، جَدُّ الفرز دق أنقذ ثمانين ومائتي موءودة . اشترى كلّ واحدة بناقتين عشراوين ( ) وجمل مما دفع الفرزدقَ إلى الفخر بجده، وسمّاه محيي الوئيد ومما قاله( ):
         وجـدّي الذي منـع  الوائـداتِ  وأحيـا الوئيـدَ فلـم يـوأدِ

مواضيع مشابهة 



وأد البنات في الجاهلية وعلام يدل تحريم الاسلام له

وأد البنات في القرآن

وأد البنات عمر بن الخطاب

اول من وأد البنات

وأد البنات في العصر الحديث

ماذا تعرف عن موقف الاسلام من واد البنات

وأد البنات في الهند

الوأد


Previous Post Next Post