الفكرة الاجتماعية:   G. Gesellschaftsgedanke
        E. social idea
        الفكرة الاجتماعية في رأي باستيان Bastian عبارة عن فكرة تنشأ عن تأثير إحدى فئات الصفوة في المجتمع، والأساس الفكري هنا أن الفكر الفردي لا يمكن أن يوجد إلا من خلال اضطلاعه بوظيفته في جماعة معينة (قارن ريفرز Rivers)، ولا تظهر الفكرة الاجتماعية إلا في صورة فكرة الشعب.
قارن مواد: فكرة أساسية، الاتجاه من المركز، الإيحاء المركزي، الثقافة ذات قوة الطرد المركزية، التراث الثقافي النازل، الثقافة المتحركة.
مراجع:       Bastian 1860, 1881; Mühlmann 1948.

فكرة أساسية:        G. Elementargedanke
        E. elementary idea
الفكرة الأساسية في رأي باستيان هي أن شكلاً أساسيًا من أشكال الفكرة شائع بين الناس، أو يمكن أن ينشأ آليًا وبشكل مستقل عن أفكار أخرى مشابهة في بيئات ثقافية أخرى، وذلك بسبب الوحدة النفسية بين البشر، وقد صاغ باستيان هذا المصطلح في عام 1860، إلا أن فيلهلم جريم W. Grimm كان قد عبر عن الفكرة نفسها قبله بأربع سنوات. وكتب يقول في مقدمة المجلد الثالث من كتاب «حكايات البيت»: «هناك بعض الظروف التي تبلغ حدًا من البساطة والطبيعية يجعلها تتكرر في كل مكان، كما أن هناك أفكارًا تنبثق من تلقاء نفسها، ولذلك يمكن أن تظهر في أكثر البلاد تباينًا الحكايات الخرافية نفسها Märchen أو صور منها شديدة التقارب على نحو مستقل بعضها عن بعض»،
وعلى الرغم من أن مفهوم الفكرة الأساسية كان محددًا في الجزء الأكبر من كتابات باستيان، إلا أنه لم يوضح تطبيقه على الإطلاق، ومن أسباب ذلك أننا لا نستطيع أبدًا أن نعثر على فكرة أساسية بحتة، وإنما هي تبدو دائمًا كفكرة شعبية Völkergedanke مميزة، لإقليم جغرافي معين، وبعبارة أخرى، تتحدد صورة الفكرة الأساسية من خلال الظروف الجغرافية القائمة.
وقد قام لنا بواس Boas – الذي كان على دراية طيبة بنظريات باستيان – عرضًا مختصرًا وواضحًا لمفهوم الفكرة الأساسية، قال فيه: «إن من شأن تصنيف التجربة – كما تتضح بصفة خاصة في انفصال الشيء والصفة وإعادة تجسيد الصفات – أن يؤدي على الفور إلى أشكال فكرية عامة تعد  تعبيرًا عن العمليات العقلية نفسها برغم تنوعها الشكلي، ويندرج تحت هذه الفئة أيضًا الظهور العام للاختراعات والمعرفة الموضوعية عن العالم ونتائج العمل البدني، والمعرفة الميتافيزيقية الراجعة إلى مناهج التصنيف والمعرفة الدينية القائمة على استجابة الإنسان العاطفية للقوى التي تتحكم فيه، والتي يتحكم هو فيها، وتقنين الأسلوب الفني، وأخيرًا الأخلاق، وتتمتع عمومية الظهور – في رأي باستيان – بأهمية خاصة، وتعد بعض المفاهيم مثل التطور، والاختراع المستقل جزءًا من نظرية باستيان، وقد قام «هونجزهايم» Honigsheim بتحليل الأساس الفلسفي لهذه النظرية، وكذلك تأثيرها على الإثنولوجيا الألمانية (وخاصة عند كل من زيلر Seler وفون دين شتاينن Von den Steinen).
هذا وقد سلم علماء النفس – بصفة عامة – بالمبدأ العام القائل بالوحدة النفسية للإنسان، على الرغم من أن مدى هذه الوحدة يتفاوت، كما أن الأفعال والفكر الإنساني يخضعان بشكل مؤكد للأنماط الثقافية، ومن ثم تتصفان بقدر كبير من التنوع (ارجع في هذا إلى بارتليت Bartlett، وبنديكت ولينتون).
قارن مواد: الفكرة الاجتماعية، والنمو المتوازي، والسمات العامة.
مراجع:       Bartlett 1923, Bastrian 1860, 1868 a, b, 1881, Benedict 1934; Boas 1947; Eisenstädter 1912; Grimm 1856; Honigsheim.

الفكرة الثقافية:      G. Kulturgedanke
        E. cultural idea
        الفكرة الثقافية في رأي بويكارت Peuckert هي الفكرة الأساسية وراء أي شكل أساسي من أشكال الثقافة. وهو يعرف الثقافة بأنها «وجود وتحقيق فكرة أساسية»، فالفكرة الثقافية في الثقافة الزراعية هي الأرض المحروثة، أي الحقل؛ وبالنسبة لسكان المدن المال، وهكذا، وكما يتضح من هذه الأمثلة فإن نظرة بويكارت عن الثقافة نظرة تطورية ماركسية.
قارن مادتي: ثقافة، والبؤرة الثقافية.
مراجع:       Peuckert 1948.

فكرة الشعب: G. Völkergedanke
        E. Folk Idea
        يرى باستيان Bastian أن فكرة الشعب هي الشكل الخاص الذي تتخذه الفكرة الأساسية بعد تعديلها بواسطة بيئة معينة، ويطلق على هذه البيئة اسم: الإقليم الجغرافي، وكان يحدث في البداية أن تقتصر فكرة الشعب على الإقليم الجغرافي الخاص بها، إلا أنه حدثت في المدى الطويل هجرات وقامت اتصالات بحيث أصبحت البيئة الجغرافية البحتة أقل أهمية، وتكونت ارتباطات جديدة بين الأجناس والشعوب، وذلك هو ما يصنع «التاريخ والتطور الثقافي الحقيقي» وقد عرض باستيان نظريته هذه في عام 1860م.
مراجع:       Bastian 1860, a, 1881.

الفولكسكنده( ) (الفولكاور في البلاد الناطقة بالألمانية::
        G. Volkskunde = knowledge of the folk, folklore
        الفولكسكنده هي الإثنولوجيا الأوربية الإقليمية (الألمانية أساسًا) والفولكلور كما تدرس في البلاد الناطقة بالألمانية، وترجع الكلمة إلى 1806-1808م عندما نشر كل من برنتانو Brentano وفون أرنيم Von Arnim مجموعة الأغاني الشعبية (بعنوان «بوق الصبى السحري» Das Knaben Wunderhorn، المجلد الثالث)، أما المقطع الأول «فولك» فقد كان مستعملاً قبل ذلك التاريخ بحوالي ثلاثين عامًا، إذ كان كتاب هردر Herder بعنوان:«أصوات الشعوب في الأغاني» (عام 1807) قد نشر لأول مرة في 1778-1779م بعنوان: «الأغاني الشعبية» Volkslieder (وهو يستخدم في نفس الكتاب مصطلحات مثل «روح الشعب Volksseele»، المعتقد الشعبي Volksglaube التي ظهرت هنا لأول مرة)، أما في النمسا فقد استخدم مصطلح فولكسكنده لأول مرة في عام 1813م على يد يوهان فيليكس فون كنافل Johann Felix von Knaffl الذي فهمه – على نحو ما أوضح ليوبولد شميدت – على أنه «وصف الشعب، وصف الحياة في صورها الشائعة التي رسمتها التقاليد، وخاصة حياة طبقات الفلاحين»، ويبد من الواضح أن مصطلح فولكسكنده كان هو النموذج الذي استوحى منه المصطلح الإنجليزي «فولكلور» على يد تومز في عام 1846م، إلا أن هذا المصطلح لم يكن يستخدم كثيرًا حتى جاء ريل Riehl – مؤسس الفولكسكنده الألمانية العلمية الحديثة – فاستخدمه في منتصف القرن الماضي.
        والتعريفات التي وضعت للفولكسكنده كثيرة جدًا (انظر على سبيل المثال مجموعة التعريفات التي أوردها فرويدنتال Freudenthal في كتابه «النظرية العلمية للفولكسكندة الألمانية» صفحات من 208 إلى 223 * وسنقتصر فيما يلي على عرض مختارات من هذه التعريفات لتوضيح الأنواع التصنيفية المختلفة التي تنتمي إليها معظم التعريفات.
1-     الفولكسكنده تدرس الثقافة الشعبية، ويتفق معظم الباحثين على أن موضوع الفولكسكنده هو المنتجات الثقافية التي خلقها الشعب، ولكن الكثيرين منهم لا يريدون التسليم بأن هذه الدراسة للمواد الثقافية هي الهدف الحقيقي لعلمهم ولو أن هناك بعض الآراء المتفرقة التي أبديت في تأييد وجهة النظر هذه، وهكذا يعرف «هان» الفولكسكنده Hahn بأنها:الفولكسكنده بأنها: «الإثنولوجيا مطبقة على شعبنا» (وتفسر الإثنولوجيا في هذا الصدد بأنها دراسة الثقافة)، ومهما يكن من شأن فإن علماء الفولكسكنده يرفضون بصفة عام اعتبار علمهم هذا إثنولوجيا؛ وهو أمر لا يدهشنا كثيرًا لأن علم الإثنولوجيا ومفهومها أحدث بكثير من الفولكسكنده وله تراث علمي مختلف، وعلاوة على هذا فإنه بينما تعد الثقافة المفهوم الأساسي في الإثنولوجيا، نجد أن المفهوم الأساسي في الفولكسكنده هو الشعب folk، وبالرغم من ذلك نجد علماء الفولكسكنده قد قرروا حديثًا قبول «الإثنولوجيا» كاسم دولي للتعبير عن علمهم (انظر أعمال مؤتمر أرنهايم Arnhem بهولندا، عام 1955م، ص137).
2-     تدرس الفولكسكنده الرواسب الثقافية في الثقافة الشعبية، وقد كانت التعريفات التي من هذا النوع منتشرة في أواخر القرن الماضي وأوائل الحالي، من هذا مثلاً أن برينر Brenner بين بوضوح أن الفولكسكنده لا تتناول إلا «أقدم الراقات الموجودة في حضارة مختلطة»، أي ما يمكن وصفه بالتطور المتخلف، غير أن الاتجاه ضد التطوري الذي جاء بعد ذلك قوض حجج هذا النوع من التفسير، بحيث ظلت بؤرة الاهتمام الرئيسية تاريخية، ومن ثم مركزة على الراقات الثقافية القديمة.
3-     الفولكسكنده تدرس الراق الأدنى في الأمة، ويرجع هذا التعريف إلى العقد الأخير من القرن التاسع عشر، حيث صيغت فكرة «الشعب في الأمة» volgus in populo على اعتبارها الموضوع الحقيقي لدراسة الفولكسكنده، وفي عام 1895م أعلن ميشائيل هابرلاندت Michael Haberlandt «أننا لا نهتم إلا بدراسة تصوير الراق الأدنى الشعبي فقط». وقد أبديت آراء مشابهة حتى ثلاثينات هذا القرن، برغم الإقبال المتزايد على كلمة «شعبي» volkstümlich بدلاً من الراق الأدنى»، (قارن مادة «شعبي») كما هو الحال مثلاً عند شبامر Spamer وشميدت Schmidt.
4-     الفولكسكنده تدرس الفلاحين وتراثهم، وهذا هو مفهوم الفولكسكنده عند أول ممثليها على الإطلاق (مثل كنافل). والحقيقة أن الفولكسكنده ظلت تدرس وفقًا لهذا الخط الفكري حتى يومنا هذا ليس في ألمانيا وحدها، وإنما في بلاد أوروبية أخرى (انظر ما يلي) ويقول شفيتر ينج Schwietering «إن الفولكسكنده الألمانية هي دراسة الأهمية الثقافية للفلاحين الألمان»، «ويعرف شبيس Spiess الفولكسكنده الألمانية بأنها «دراسة الفلاحين».
5-     الفولكسكنده تدرس الشعب (فولك Volk). وكان «راد ماخر» Rademacher هو الذي ألمح إلى هذا الهدف في عام 1893م، ثم لاقى قبولاً في ثلاثينات هذا القرن عندما أعلن لاوفر Lauffer أن «الفولكسكنده الألمانية هي الدراسة الحاضرة للنوع الاجتماعي الألماني»، ويصف أرتور هابرلاندت هذا العلم بأنه «التفسير العلمي للشعب المستقل»، وما زالت هناك بعض تعريفات هذا النوع الشائعة حتى اليوم. ففي عام 1951م أعلن إيلج Ilg أن «الفولكسكنده هي علم دراسة الشعب». وفي عام 1954م عرف كارل مايزن K. Meisen الفولكسكنده بأنها «معرفة الشعب والمعرفة بالشعب أيضًا»، وأوضح بايتل Beitl (في مؤلفه الصادر عام 1955م) أن الفولكسكنده الألمانية هي «الدراسة العلمية للشعب الألماني من حيث نوعيته الفكرية الخاصة كما صاغتها عوامل الأصل، والبيئة، والأساس الروحي الإنساني العام، والثقافة الاجتماعية في علاقتها مع الظروف التاريخية»، ويغطي التعريف الأخير المعنى الحقيقي للتعريفات السابقة أولاً وهو: فهم الشعب من خلال ظواهره الثقافية.
6-     الفولكسكنده تدرس «روح» الشعب (قارن في هذا الصدد تعبير روح الشعب Volksseele عند هردر، والذي ظهر في الحقيقة لأول مرة – كما أشار هابرلاندت – عند مارتن لوثر في ترجمته لسفر صامويل إصحاح 36 آية 18، قارن علاوة على هذا مصطلحات: الشخصية الشعبية Volkscharakter عند جوزيف روهرر Rohrer والعقلية الشعبية، والنفسية الشعبية» عند هانز موزر Moser وفي عام 1896م عرف هاوفن Hauffen هدف الفولكسكنده بأنه «إيجاد الصيغة العلمية لمفهوم روح الشعب»، وقد صاغ بعض المؤلفين أفكارًا مشابهة، فكتب فيلار Wähler العبارة التالية في عام 1947م: «إن هدف الفولكسكنده الألمانية هدف نفسي شعبي *  إذ أنها تسعى إلى فهم روح الشعب أو جوهره من واقع المظاهر المتنوعة أي الإنجازات المادية وأساليب السلوك الفكرية الروحية».
7-     الفولكسكنده تدرس الحياة الشعبية (قارن: دراسات الحياة الشعبية في السويد والنرويج)، وقد كتب لاوفر في عام 1923م يقول: إن الفولكسكنده تريد أن تكون مرآة للحياة الشعبية، إنها تسعى إلى تصوير حياة الشعب، كما هي: وتريد أن تحدد منذ متى وهي كذلك؛ كما تريد أن تفسر سبب كونها كذلك»، وقد عرض فايس Weiss مؤخرًا نظرية مشابهة، حيث كتب يقول: إن الفولكسكنده هي علم دراسة الحياة الشعبية، وتقوم الحياة الشعبية على التفاعل بين الشعب والثقافة الشعبية، وذلك بمقدار خضوعها للمجتمع والتراث»، وتذكرنا آراء فايس هذه بآراء كل من ريل وأريكسون Erixon وهي كما أكد بويكارت – آراء وظيفية بينة.
8-     الفولكسكنده تدرس الإنسان، فهي علم الإنسان، مثل الأنثروبولوجيا الأمريكية. وهذا هو رأي كورين Koren،الذي يقول: «إن الفولكسكنده هي علم الإنسان»، ويضيف: - «إن أهمية كل الظواهر الثقافية والاجتماعية بالنسبة لهذا العلم تتحدد بمقدار ما تدلنا به على حقيقة الإنسان وجوهره»، والفولكسكنده – علاوة على هذا – علم الإنسان «طالما أنه يشارك في أشكال الحياة الثقافية التقليدية غير الشخصية»، قارن مادة أنثروبولوجيا.
ومن الممكن أن نرى التغير الواضح الذي أصاب مفهوم الفولكسكنده خلال الخمسة والسبعين عامًا الأخيرة، إذ نجد أن البحث عن القوانين التطورية والسيكولوجية يميز الجانب الأكبر من الدراسات الأول ثم تبعه بعد ذلك آراء تاريخية، ثم آراء وظيفية وسوسيولوجية، ونجد في الدراسات الجارية الآن في ميدان الفولكسكنده أن البحث التاريخي هو النشاط السائد عند كثير من الدارسين, ولو أنهم لا يهملون الجوانب الوظيفية، وقد أعلن شبامر منذ ثلاثين عامًا مضت أن الفولكسكنده يجب أن تعد «علمًا تاريخيًا ذا هدف سيكولوجي»، ولا تجد من بين دارسي الفولكسكنده المعاصرين من ينكر أن النظرة السيكولوجية أو السوسيولوجية تثري النظرة ا لتاريخية، ويميز هابرلاندت بين ثلاثة أنواع من التشكيل داخل الفولكسكنده هي: «الدائرة المعيشية»، «الدائرة الثقافية»، و«الراق الثقافي»، وتفسير جميعها في ضوء التاريخ، وإن كان قد أضفى كذلك على التشكيل الأول بُعدًا وظيفيًا قويًا، ولا يستبعد ليوبولد شميدت الوظيفية، على الرغم من أن تأكيده الأساسي منصب بشكل قاطع على التاريخ وهو يقول: «إن الفولكسكنده هي علم دراسة الحياة كما أورثتنا إياها التقاليد، ويعني هذا أن الفولكسكنده تمثل علمًا أساسيًا – شأنها التاريخ السياسي – وهي شأن هذا العلم تتناول مجموعة من ظواهر الحياة البشرية»، ويعلق موزر على شميدت قائلاً: - «إنه لا يهتم بمشكلات سوسيولوجية أو سيكولوجية، وإنما يتفهم الظروف التاريخية الفكرية والثقافية... فموضوعات التراث أهم عنده من حاملها».
ومهما يكن من أمر فهناك اتجاهات أخرى عدا التي ذكرنا، فيسلم كارل مايزن بأن الفولكسكنده يجب أن تعد «علمًا تاريخيًا بصفة عامة» ولكنه يرى مع ذلك أنه يجب توجيه اهتمام خاص إلى دراسة الظروف الراهنة للشعب والثقافة الشعبية – أي «فولكسكنده الحاضر»، وقد حدد لاوفر معالم هذه الدراسة (قارن أيضًا العبارة التي اقتبسناها – سابقًا – من) مؤلفاته التي تعد رد فعل إزاء البحوث التاريخية، والرومانسية والمهتمة أساسًا بالفلاحين، وقد حدث بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بوقت قصير أن وجه عالم الاجتماع الألماني موس H. Maus هجومًا عنيفًا إلى الفولكسكنده قال فيه – من بين ما قال -: «إنه إذا أرادت أن يكتب لها البقاء فعليها أن تدع الاتجاه الرومانسي البالي وتركز بدلاً من ذلك على ميدانين من ميادين الدراسة هما: التاريخي الاجتماعي، ودراسة الحاضر دراسة شاملة»، ولكن هذا التغيير في الاتجاهات كان قد بدأ فعلاً في عشرينات هذا القرن (على يد كل من لاوفر؛ وشيفيترينج) كما أن دعوة بويكارت إلى «فولكسكنده البروليتاريا» (عام 1931م) تعد وثيقة مشهورة ترجع إلى نفس الفترة تقريبًا، ثم جاء بعد ذلك بريبول Brepohl فقدم الفولكسكنده الدينامية والاجتماعية (عام 1953م) التي تتخذ من عمال المصانع موضوعًا لها، على أن هذا النوع الجديد من البحوث لا يستبعد النظرة التاريخية (قارن بويكارت على سبيل المثال) ولم يعد دعاة التاريخ في الفولكسكنده اليوم رومانسيين، إذ يقول شميدت بوضوح: - «إن الفولكسكنده لم تعد تلك الدراسة غير العلمية التي لا تحدها حدود، وتتصف يطابع رومانسي»، ويتباعد موزر عن عملية «اصطياد الأصل» * التي كانت تشغل الفولكسكنده في الماضي، ويدعو إلى نظرة تاريخية معتدلة تتيح دراسة سلاسل التطور التي يمكن إخضاعها للبحث (أي التاريخ الثقافي للخمسمائة سنة الأخيرة)، ويضيف قائلاً: - «سوف يتحتم عند ذلك الاستفادة بجميع اتجاهات الدراسة المكتسبة من دراسة الحاضر، وهي الاتجاهات السوسيولوجية، والسيكولوجية، والوظيفية»، ويقول بحكمة: إن التناقص الذي يزعم وجوده بين مناهج الفولكسكنده والمنهج اللغوي التاريخي لا وجود له في الواقع( 1).
ارجع فيما يتعلق بالفروع المختلفة للفولكسكنده الحديثة (مثل: فولكسكنده اللاجئين وفولكسكنده الأسرى ...إلخ) إلى موزر، ويوضح الأخير أيضًا الحدود بين الفولكسكنده وبعض العلوم الأخرى، وخاصة تلك التي تعرف باسم (العلوم الثقافية)، التي تركز على منتجات ثقافية معزولة دون مراعاة وظائفها في الثقافة والمجتمع وعلاقاتها بالإنسان، وقد أبقى على التمييز القديم بين الفولكسكنده والـ...  Völkerkunde (أي الإثنولوجيا العامة أو الإثنوجرافيا التي تدرس الشعوب البدائية خارج أوروبا)، على الرغم من أن كلا العلمين يمكن أن يضما – كما أشرنا آنفًا – تحت عنوان واحد هو «الإثنولوجيا»، انظر أيضًا – فيما يتعلق بهذا الترتيب – دياس Dias، عام 1955م، وبراتانيتش Bratanic عام 1955م.
قارن إلى جانب هذا مواد: الإثنولوجيا الإقليمية، الفولكسكنده الاجتماعية، دراسة الثقافة الشعبية، دراسة الشعب.
مراجع:       Beitl 1955; Bratanic 1956; Brenner 1902; Brentano & von Arnim 1906-08; Brephohl 1953; Brunner 1925; Dias 1955; Rreudenthal 1955; von Geramb 1922; M. Haberlandt 1895; A. Haberlandt 1935; Hahn 1911; Hauffen 1896; Ilg 1951; Koren 1952; ter Laan 1949; Lauffer 1923, 1932; Maus 1945; Meisen 1954; Moser 1954; Pessler 1935; Peuckert 1931; Peuckert & Lauffer 1951; Rademacher 1893; Richl 1858; Schmidt 1947, 1951, 1956; Schwietering 1927; Spamer 1929, 1934; Spiess 1938; Wähler 1947; Weiss 1946; Woira 1952.

الفولكسكنده (الفولكاور) الاجتماعية:      G. Soziale Volkskunde
        E. Social Folklife Research
الفولكسكنده الاجتماعية هي دراسة أقسام الشعب الاجتماعية، وكذلك الارتباطات الاجتماعية بين المواد الثقافية الشعبية. وقد صاغ هذا المصطلح العالم الألماني ريل Riehl في عام 1854م وكانت اهتمامات ريل مركزة أساسًا على طبيعة الشعب «الألماني» (أو على حد تعبيره طبيعة الشعب، وعاداته وعمله). ويفرق فيلار Wähler بين الفولكسكنده الاجتماعية ودراسة المنتجات الثقافية أو دراسة الثقافة الشعبية Volkskulturkunde ويعد كلاهما فرعًا من فروع الفولكسكنده (الفولكلور) على حين يخصص باخ Bach للفولكسكنده الاجتماعية فرعًا مستقلاً هو الدراسة الاجتماعية للشعب Vokssoziologie (وكان رومف Rumpf هو أول من استخدم هذا المصطلح في عام 1931م).
مراجع:       Bach 1937; Meisen 1956; Riehl 1854; Rumpf 1931; Wähler 1947.

فولكسكنده (فولكلور) الحاضر:     G. Gegenwartsvolkskunde
        E. Research on Present – day Folk Life
        تعني فولكسكنده الحاضر في البلاد الناطقة بالألمانية تركيز دراسة الحياة الشعبية (أي الفولكسكنده) على عادات وأفكار الشعب في الوقت الحاضر. ويستخدم كل من شبامر Spamer، وفيلار Wähler، ولاوفر Lauffer  وغيرهم الحقائق التاريخية الثقافية في فهم الثقافة الشعبية الحاضرة. وهكذا يعرف شبامر الفولكسكنده على النحو التالي: «تعني دراسة الفولكسكنده الألمانية – في المقام الأول – تصوير الحياة الروحية الشعبية بطبقاتها وجماعاتها المختلفة، بالاعتماد على ملاحظة ما هو قائم»، وهناك كثير من الظروف التي حفزت إلى هذا الاتجاه، نذكر منها على سبيل المثال: التصنيع والتمدن (قارن فولكسكنده المدينة الكبيرة)، وكذلك اندماج اللاجئين من ألمانيا الشرقية في ألمانيا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية، ومن الطبيعي أن يؤدي ظهور هذا الاتجاه إلى التقريب الوثيق بين الفولكسكنده وعلم الاجتماع، إلا أن موزر Moser يميز بوضوح بين علم الاجتماع «كعلم منهجي يدرس الحقائق الاجتماعية» (وهي عبارة نقتبسها عن بريبول Brepohl)، والفولكسكنده كدراسة «تتناول ردود الفعل الفكرية الروحية إزاء هذه الحقائق».
        وقد حاول رومف Rumpf أن يفصل فصلاً واضحًا – داخل الفولكسكنده – بين فولكسكندة الحاضر و«فولكسكندة الماضي» «Vergangenheitsvolkskunde» (أي دراسة الحياة الشعبية الماضية)، فيقول إن الأولى تتناول الحياة الحديثة في المدن، في حين تتناول الثانية حياة الشعب الحقيقين أي الفلاحين، إلا أن هذا الفصل لم يلق قبولاً من جمهور المشتغلين بالفولكلور – إذ أكد الباحثون – مثلاً – أن صفة «الشعبية» (انظر مادة: شعبي) ماثلة في سكان المدن وسكان الريف على السواء.
        وقد جاء «لاوفر» بنظرة أكثر تطرفًا إلى مجال دراسة فولكسكندة الحاضر، إذ يعتبر الفولكسكنده دراسة الحاضر Gegen warts wissecn schaft (أي علم دراسة الظروف الثقافية المعاصرة). فنجد أنه من الطبيعي أن «الفولكسكنده لا تتعرض بالدراسة إلا للأشياء التي ما زالت مستعملة حاليًا، على الرغم من الخلفية التاريخية المسلم بها بديهيًا، فكل ما ينتمي إلى الماضي يكون من شأن دراسة تاريخ الثقافة والدراسات الألمانية القديمة... أما الفولكسكنده فهي كالاجتماع علم دراسة الحياة لا الموت»، إلا أن هذا الرأي أثار كثيرًا من النقد (من ذلك مثلاً الانتقادات التي وجهها نيوكيرش Neukirch). ويلاحظ موزر من ناحية أخرى «أن مسألة إعادة التشكيل وتكوين الصور الجديدة أهم من البحث عن بقايا الماضي»، وتوجد مشكلات من نفس النوع أيضًا في بعض البلاد الأوروبية الأخرى، كالسويد مثلاً.
        قارن أيضًا مادة: الأنثروبولوجيا التطبيقية.
مراجع:       Freudenthal 1955; Lauffer 1932, 1934; Moser 1954; Neukirch 1948; Peuckert & Lauffer 1951; Rumpf 1930-31; Spamer 1933.

الفولكسكنده الروحية (غير المادية):      G. Geistesvolkskunde
        E. Mental Regional Ethnology
        هي جزء من الإثنولوجيا الإقليمية يتضمن الأفكار وأوجه النشاط الروحية والفكرية (الفولكلور، والدين، والأخلاق، والنسق الاجتماعي ...إلخ).
        قارن مادة: فولكسكنده (فولكلور)
مراجع:       Moser 1954.

فولكسكنده (فولكلور) الماضي:     G. Vergangenheitsvolkskunde
انظر: فولكسكندة الحاضر.
       
فولكسكنده (الفولكلور) المدينة الكبيرة:   G. Grosstadtvolkskunde
        E. City Folk life Research
        فولكسكنده (فولكلور) المدينة الكبيرة هو الدراسة الثقافية للمدن الكبرى، كما تجري في كل من ألمانيا والنمسا، وقد بدأ هذا النوع من الدراسة في عشرينات هذا القرن، ولكن لم تظهر أول دراسة مونوجرافية فيه إلا في عام 1940م بقلم ل. شميدت L. Schmidt، ويمكن مقارنة فولكسكنده المدينة الكبيرة «بدراسات المجتمع المحلي» التي يجريها علماء الأنثروبولوجيا والاجتماع الأمريكيون، كما يمكن مقارنتها بنظرية المجتمع الحضري عند ردفيلد Redfield وغيره، ولكنها تتميز بطابع تاريخي ثقافي أوضح، وفيما يلي يشرح ريشارد بايتل R. Beitl – وهو نفسه أحد الباحثين في فولكسكندة المدينة الكبيرة على مدينة برلين – دوافع هذا النوع الألماني من الدراسات فيقول: «لم يفت أبدًا الباحثين الذين عاشوا في المدينة الكبيرة أن المجتمع المحلي والتقاليد تتعرض عند جمهور المدينة الكبيرة لإعادة تشكيل مستمر، وأن المهاجرين الجدد إلى المدن الكبرى يصحبون معهم العادات والمعتقدات التي كانت شائعة في بلدهم ويحرصون على الحفاظ عليها. على حين قام فريق آخر ببعض البحوث التي علمتنا كيف نفهم المدينة الكبيرة كوحدة عمرانية شعبية Volksiedlung ذات تراث أصيل ومحفوظ»، كذلك يقول ماكينسين Mackensen «إن الأشكال الثقافية الخاصة بشعب المدينة الكبيرة توازي الأشكال الاجتماعية للفلاحين وصيادي السمك والصيادين، بمعنى أنها صادرة عن الموقف الاجتماعي الأساسي نفسه.
        على أن فولكسكنده المدينة الكبيرة تتميز باتجاه سوسيولوجي أوضح (قارن مادة: «فولكسكندة الحاضر») وتمثل آراء فيرهي Verhey مزجًا بين الاتجاهات التاريخية والسوسيولوجية في فولكسكندة المدينة الكبيرة، على حين كرس بويكارت peukert جهده لتحليل البروليتاريا العمالية في المدن الكبيرة.
مراجع:       Beitl 1955; Freudenthal 1955; Heberlandt 1951; Haberlandt 1951; Klapper 1935; Kügler 1928; Lehamann 1934; Mackensen 1934 a; peuckert 1931; Schmidt 1940, 1951; Verhey 1949.
الفولكسكنده (الفولكلور) الوظيفية:        G. Funktionelle Volkskunde
انظر مادة: الفولكلور الوظيفي
       
فولكلور:      E. Folklore
        F. folklore
        G. Folkore (Volkskunde)
        الفولكلور هو التراث الروحي للشعب، وخاصة التراث الشفاهي، وهو كذلك العلم الذي يدرس هذا التراث.
        وقد رأينا – لأسباب عملية – تقسيم المادة إلى قسمين، يتناول الأول منهما مواد الفولكلور، ويتناول الآخر علم الفولكلور.
أولاً: مواد الفولكلور:
        الفولكلور هو التراث الروحي للشعب، وخاصة التراث الشفاهي، ويطابق هذا التعريف توصيات وفود مؤتمر أرنهايم Arnhem في هولنده عام 1955م (انظر أعمال المؤتمر ص137 وردت في قائمة المراجع تحت Expert Committee). فهو يأخذ في اعتباره الاتجاه الذي أخذه علم الفولكلور، أو الطريق الذي يسير فيه حاليًا، والواقع أن مركز الثقل في هذا العلم قد تغير كما كان عليه عندما صك ويليام جون تومز Thoms هذا المصطلح لأول مرة في عام 1846هـ، إذ عرف الفولكلور بأنه: «المعتقدات والأساطير والعادات التقليدية الشائعة بين عامة الناس»، وبأنه: «آداب السلوك والعادات، وما يراعيه الناس observances، والخرافات، والأغاني الروائية ballades، والأمثال ...إلخ التي ترجع إلى العصور السالفة»، معنى هذا أن «تومز» قد عدّ الفولكلور جزءًا من الثقافة الشعبية التي تمتثل للتراث القديم. ونلاحظ تأثره بالروح الرومانسية التي سادت عصره في اهتمامه الكبير بالخرافات والعادات الغريبة أو المؤثرة (التي كانت تعرف حتى ذلك الوقت باسم: «الآثار العتيقة الدارجة»، وهذا الفهم للفولكلور هو المسئول عن كل ما تلا ذلك من جدل حول مفهوم هذا المصطلح والتباين الكبير في التعريفات الذي لا يزال مستمرًا حتى اليوم. وهو المسئول كذلك عن العلاقات الغامضة بين الإثنولوجيا والفولكلور.
        ويمكن تصنيف تعريفات الفولكلور المختلفة التي نورد هنا بعضها إلى الأقسام الرئيسية التالية:
1-     الفولكلور هو مخلفات الثقافة القديمة السابقة على التحضر، أو الرواسب في البيئة الحضرية الحديثة، ويقترب هذا التعريف كثيرًا من المعنى الذي قصد إليه «تومز»، وقد زاده أندرو لانج A. Lang إحكامًا،إذ وصف علم الفولكلور بأنه: «دراسة الرواسب (الثقافية)». ومازلنا نصادف هذه الفكرة حتى في أيامنا هذه، وهكذا نجد فارنياك Varagnac يقول إن الموضوع الحقيقي والمشروع لدارسي الفولكلور هو: «ذلك الجزء من الماضي الذي يحتوي عليه الحاضر»، وعلاوة على هذا يقوم مفهوم الفولكلور عنده على التقليد الشعبي للأساليب الأرستقراطية («الحضارة الأثرية») والعناصر القديمة إلى حد ما («الحضارة التقليدية»)، كما يرى تيودوروبولوس Téodoropulos أن «الفولكلور ليس سوى الرواسب... استمرارًا لإبداع شعبي، يمثل جزءًا من منبع بعيد لا ينضب عن إمدادنا». قارن أيضًا التعريفات التالية المقتبسة من قاموس فونك للفولكلور Standard Dictionary of Folklore: يعرفه ميش Mish بأنه «الكيان الكامل للمعتقدات والعادات والتقاليد الشعبية القديمة، التي ترسبت حتى يومنا هذا بين العناصر الأقل تعلمًا في المجتمعات المتحضرة»، ويقول بوتر Potter:  «الفولكلور هو الحفريات الحية التي ترفض أن تموت».
2-     الفولكلور هو الجزء التقليدي من الثقافة الشعبية (قارن مادة: تراث). ويعد هذا التعريف تعديلاً للتعريف السابق، فقد قدمه ليموان Lemoine في عام 1892م، حيث يقول: إن الفولكلور هو «كل ما يعرفه الشعب من خلال التراث» وهو «تراث العصور الماضية». قارن تعريفات باليس Balys وهارمون Harmon وتايلور Taylor وتومبسون Thompson، وفوجلين Voéglin الواردة في قاموس فونك للفولكلور، فيرى باليس أن: «الفولكلور يشمل الإبداع التقليدي للشعوب البدائية والمتحضرة على حد سواء»، ويقول تايلور إن «الفولكلور يتكون من المواد التي تنتقل تقليديًا من جيل إلى جيل دون إسناد – يعتد به – إلى مبدع أو مؤلف معين»، وتقودنا هذه المجموعة من التعريفات، إلى النوع التالي:
3-     الفولكلور هو المصطلح الشامل للدلالة على فئة من الظواهر التقليدية، تجمع بينها الحقيقية التي مؤداها أنها تعبر – أكثر من سواها من الظواهر الاجتماعية أو الثقافة – عن دور التراث، ويتميز هذا التعريف – الذي يمكن وصفه بأنه يعكس اتجاهات تومز – بسعة الانتشار، وهو يكشف إلى حد ما أن التراث العلمي – راجع تعريف تومز – قد حدد أي أجزاء الثقافة هي التي يجب أن نعدها فولكلورًا، ونورد من بين هذا النوع من التعريفات الواردة في قاموس فونك للفولكلور (كتعريفات جاستر Gaster وجيمسون Jameson وماك إدوارد ليتش Leach وتومبسون) ويمكننا هنا أن نسوق نص تومبسون الذي يقول فيه الفولكلور: «يتضمن الرقصات، والأغاني، والحكايات، والأساطير Legends والتقاليد،والمعتقدات، والخرافات Superstitions وأمثال الشعوب في كل مكان»، وكذلك العادات الاجتماعية، والممارسات، والمباني، والأدوات المنزلية ...إلخ إذا ما كانت هذه الأشياء الأخيرة جزءًا من المواد الثقافية في مجتمع متعلم (قارن ما يتبع). ونورد من التعريفات الأخرى تعريف كراب Krappe: «يقتصر الفولكلور على دراسة التراث الشعبي غير المدون على نحو ما يظهر في الرواية، والعادات، والمعتقدات السحرية والطقوس الشعبية»، ويقول فارانياك إن الفولكلور هو «المعتقدات الجماعية بلا أساس تجريدي نظري، والممارسات الجماعية بدون نظرية»، ويقول بودكر Bodker إن الفولكلور هو «العلم الذي يتناول ذلك الجانب من الحضارة المكون من الميثولوجيا (الخرافات الروائية) Myths، والأساطير Legends، والحكايات، والألغاز، والأغاني، والأمثال، والتمثيليات والألعاب، والرقصات، والمعتقدات الشعبية مع مراعاة أن الجزء الأكبر من هذا التراث ينتقل عن طريق عملية النقل الشفاهي»، ويقول قاموس وبستر Webster إن الفولكلور هو «علم (دراسة) العادات والمعتقدات والآداب التقليدية الخاصة بشعب معين».
4-     الفولكلور عبارة عن دين وصل إلى حالة من الانحطاط، وعلى الرغم من أن «كوراث G. Kurath * تتفق أساسًا مع التعريف السابق، إلا أنها تقول إن أضيق تعريف للفولكلور «يقصره على البقايا المبهمة للطقوس الدينية القديمة التي ما زالت مندمجة في حياة الأميين والأجلاف rustics»، وهذا تفسير مشكوك فيه لتعريف «تومز» للمصطلح وللاتجاهات التي تلته في علم الفولكلور، ولو أن بعض الدارسين – ومنهم كراب  يعدون الدين الشعبي ميدانًا رئيسًا في الفولكلور.
5-     الفولكلور يعني الحكايات الشعبية، وتشير ليومالا Luomala – بحق – إلى أن مصطلح فولكلور يدل في بعض الأحيان على «فئة غير محددة من القصص لا تميز تمييزًا واضحًا عن الميثولوجيا، إذ يقال إن رواتها البدائيين لا يأخذون به الميثولوجيا»، ويقترب هذا التعريف كثيرًا من النوع التالي.
6-     الفولكلور هو الأدب الشعبي الذي ينتقل شفويًا أساسًا (قارن مادة: الرواية الشعبية، ولقد كان علماء الإثنولوجيا الأمريكيون هم الذين ضيقوا موضوع هذا الميدان على ذلك النحو، إذا أنهم صنفوا المواد الثقافية تبعًا لعلاقاتها داخل الثقافة بمفهومها الواسع، ويتضمن قاموس فونك للفولكلور كثيرًا من التعريفات المندرجة تحت هذا النوع (منها تعريفات: باسكوم Bascom وفوستر Foster، وهيرسكوفيتس Herskovits، وليومالا، وسميث، وفوجلين، ووترمان Waterman). وقد تسبب هيرسكوفيتس بتضييقه نطاق الفولكلور على هذا النحو في خلق كثير من المجادلات الحية، ولو أننا نجد اليوم أن مصطلحات مثل «الأدب غير المكتوب» أو «الأدب البدائي (الشعبي)» قد أصبحت أكثر شيوعًا في الدوائر الإثنولوجية من مصطلح فولكلور، ويفضل سميث Smith مصطلح: «المواد القولية»، ويفضل باسكوم Bascom تعبير: «الفن القولي»، ويقول باسكوم إنه قد اقترح المصطلح الأخير «كي يميز الحكايات الشعبية والخرافات الروائية Myths، والأساطير Legends، والأمثال والأشكال الأدبية الأخرى عن المواد الأخرى التي تندرج تحت مفهوم الفولكلور عادة، ولكن علماء الأنثروبولوجيا يدرجونها تحت فئات أخرى».
إلا أن هناك ميلاً عند الفولكلوريين أنفسهم نحو احتضان هذا التعريف، فيعرف الأمريكي أتلى Utley الفولكلور بأنه «الأدب الذي يتناقل شفاهيًا»، ويشعر تومبسون أن غالبية علماء الفولكلور في الولايات المتحدة: «يميلون إلى اعتبار الفولكلور مختصًا بالكلمة المنطوقة»، ويعارض كثيرون – بالطبع – هذا التعريف، ومنهم بايارد Bayard على وجه الخصوص، وقد حدث في أوروبا أن نمى بعض الدارسين – مثل كرون Krohn وفون سيدوف Von Sydow – فكرة أن الفولكلور أدب شعبي في المقام الأول، وقد حدث ذلك بشكل مستقل عن زملائهم الأمريكيين، إلا أن أتباعهم يستخدمون بصفة عامة مفهومًا أوسع للفولكلور.
7-     الفولكلور هو الثقافة عمومًا المنقولة شفويًا (التراث الشفاهي)، وقد أعلن جايدو Gaidoz في حديثه عن الفولكلور عام 1907م: «أن دراسة المشكلات، والتراث، والتقاليد، والخرافات، والأدب الشعبي هي دراسة التراث الشفاهي وذلك بهدف إرجاعها إلى كنهها الحقيقي»، ومن المحدثين الذين يأخذون بهذا التعريف: بوتكين Botkin، وإسبينوزا Espinosa وهيرتزوج Herzog (انظر قاموس فونك للفولكلور).
8-     الفولكلور هو الثقافة الشعبية (قارن هنا أيضًا مادة: التراث الشعبي)، ومعنى هذا أن الفولكلور يدرس الظواهر الثقافية للشعب في الثقافات «المتحضرة» (الحضرية)، وقد أعلن فان جنب Van Gennep في عام 1924م أن الفولكلور «علم تركيبي يتناول بصفة خاصة الفلاحين والحياة الريفية، وكذلك استمرارها في البيئات الصناعية والحضرية»، وقد قدم نفس التعريف كل من كورسو Corso وسانتيف Saintyves، إذ يرى الأخير أن الفولكلور يدرس: «الحياة الشعبية في البلاد المتحضرة» أو «الثقافة المادية والفكرية في الطبقات الشعبية داخل البلاد المتحضرة».  والمقصود في تلك التعريفات هو ذلك القسم من المجتمع الأوروبي التقليدي الذي عناه تومز عندما قال إن الفولكلور يتناول تراث الطبقات الدنيا (قارن أيضًا مادة: الراق الأدنى)، وهذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل هذا النوع من التعريف مقصورًا في الغالب على أوروبا واليابان، حيث توجد مجتمعات متدرجة.
إلا أن إريسكون كان أول من أثر تأثير تبشيريا محددًا على المفاهيم الأمريكية عن الفولكلور، إذ يشير إلى الإثنولوجيا الإقليمية، أو دراسة الحياة الشعبية أحيانًا على أنهما فولكلور، وهكذا نجد ستومبسون يصرح في مؤتمر الفولكور الذي عقد في بلومنجتون عام 1950م قائلاً: «إنني لست وحدي على الإطلاق في رغبتي توسيع مدلول كلمة فولكلور بحيث تشمل ذلك النوع من دراسات الثقافة المادية الذي فرغنا توًّا من سماع مناقشته (يقصد هنا حديث إريكسون)، ويبدو من غير المحتمل – في الوقت الحاضر – أن يكون هناك قبول عام لهذا التوسيع لمفهوم الفولكلور وذلك بسبب العلاقات المعقدة بين الإثنولوجيا (الأنثروبولوجيا) والفولكلور في الولايات المتحدة * ونلاحظ من ناحية أخرى أن باربو Barbeau – في كندا – يستخدم هذا المفهوم الموسع للفولكلور، كما يفعل ذلك بعض زملائه في أمريكا اللاتينية.
ويدلنا هذا العرض السريع لمعنى كلمة فولكلور على أن هناك ثلاثة مجموعات كبيرة من التعريفات، تعتمد جميعها على تراث علمي خاص أو ظروف تاريخية محلية معينة، فهناك أولاً: الفكرة القائلة بأن الفولكلور يمثل التراث الثقافي، وخاصة في بعض الميادين، وهذا هو الميراث الحقيقي الذي خلفه لنا تومز، ثم هناك فكرة أن الفولكلور يجب أن يقصر على الأدب الشعبي، وهو ما نادى به علماء الأنثروبولوجيا الأمريكيون الذين يخضعون الفولكلور للثقافة (مع ملاحظتنا هنا أن هذا المفهوم الأخير أقل غموضًا من سابقه)، وأخيرًا: يفهم الفولكلور على أنه مجموع الثقافة الشعبية تمييزًا له عن ثقافة الطبقات العليا، وقد نمت هذه الفكرة في أوروبا بسهولة كتوسيع وظيفي لتعريف تومز.
وقد قرر أعضاء مؤتمر أرنهايم Arnhem – المشار إليه من قبل – رفض التفسير الأخير للفولكلور، وربط التعريفين الأولين بعضهما ببعض، وقد جاء في توصيتهم: «يتفق الخبراء على التوصية لدى الهيئة الدولية للفنون الشعبية والفولكلور CIAP بقصر استخدام مصطلح فولكلور – على المستوى العالمي – على معنى الثقافة الروحية، وهو المعنى الذي يضيفه عليه اليوم فعلاً عدد كبير من علماء الإثنولوجيا، وخاصة غالبية المتخصصين في الأدب الشفاهي».
ثانيًا: علم الفولكلور:
        الفولكلور هو العلم الذي يدرس التراث الروحي (اللامادي) للشعب، وخاصة التراث الشفاهي، وقد كان إسبينوزا Espinosa وكراب من بين من عرّفوا تنظيم ومجال هذا العلم، فيذهب إسبينوزا إلى أن علم الفولكلور بطريقة الفرع من المعرفة الإنسانية الذي يجمع، ويصنف ويدرس مواد الفولكلور بطريقة علمية، وذلك من أجل تفسير حياة الشعوب وثقافتها عبر العصور»، ويقول كراب إن «مجال الفولكلور هو إعادة بناء صورة التاريخ الروحي للإنسان، لا كما يتمثل في الأعمال البارزة للشعراء والفنانين والمفكرين، ولكن كما تتضح في أصوات الشعب غير المصفولة»، ويبدو الفولكلور هنا كعلم تاريخي، غير أن هذا لا يصدق إلا بشكل جزئي فقط على مفهوم الفولكلور عند إريكسون ومفهوم «الفولكلور التفاضلي» عند فارانياك Varagnac، ولا يصدق إطلاقًا على مفهوم «الفولكلور الوظيفي» عند «شرنين» Schrijnen و«الفولكلورية الجديدة» عند مارينوس Marinus، ونجد أنه حتى علماء الفولكلور القدامى – مثل جوم Gomme – لم يذكروا صراحة أنهم مهتمون بالتاريخ، فيعرِّف جوم الفولكلور بأنه الدراسة السيكولوجية للرواسب التاريخية في الراقات الثقافية الحديثة نسبيًّا، ونلاحظ من ناحية أخرى أن تومز – مؤسس الفولكلور (عام 1846م) – كان ذا ميول تاريخية واضحة.
        ولقد كان الفولكلور منذ البداية خلقًا إنجليزيًّا (على الرغم من أنه يحتمل أن تكون كلمة فولكلور ترجمة للكلمة الألمانية فولكسكنده (فولكور) التي كانت موجودة منذ عام 1806م)، ولقد رسخت الكلمة عندما تأسست «جمعية الفولكلور» في لندن عام 1877م، وقد فضلت القارة الأوروبية – في البداية – أسماء أخرى غير مصطلح فولكلور، أما في البلاد الناطقة باللغات اللاتينية فقد استبدلت كلمة فولك folk (شعب) بالكلمة اليونانية ديموس demos (شعب)، فاستخدمت فرنسا مصطلحي «دراسة الشعب» demologie أو «علم نفس الشعب» démosychologie (وسمي أيضًا:«علم نفس الإنسان Anthropopsychologie). حتى جاء جايدو وسبيوه Sébillot في ثمانينات القرن الماضي وتبنيا مصطلح فولكلور وفي الوقت نفسه تقريبًا عرفت أسبانيا المصطلح «فولكلور» حيث كانت توجد من قبل مصطلحات demotechnografia, demosofia, demologia (التي تعنى جميعًا «دراسة الشعب»)، أما في البرتغال فقد استخدم «براجا» Braga لفترة طويلة كلمة «ديموطيقا» demotica التي تقابل كلمة الفولكلور في إيطاليا «ديمولوجيا» و«سينساديميكا» sienza demica (أي علم الشعب)، وكذلك المصطلح العتيق علم نفس الشعب demopsicologia الذي استخدمه «بيتري» pitré الذي عرف المصطلح تعريفًا شديد التحرر بأنه دراسة الحياة المادية والروحية للشعوب المتحضرة وغير المتحضرة، إلا أن مصطلح الفولكلور قد حل محل جميع هذه المصطلحات منذ أواخر القرن الماضي وأوائل هذا القرن.
        ولقد تعددت المدارس الفولكلورية نتيجة تنوع تفسيرات مفهوم فولكلور، واختلاف الأهداف والمناهج المستخدمة في الدراسة، ويرجع القارئ فيما يتعلق بهذه المدارس إلى المجلد الثاني من هذا القاموس، ونورد هنا باختصار بعض اتجاهات دراسة الحكاية الشعبية: المدرسة الأدبية (ومن أعلامها: كوسكان وبنفي Benfey) التي حاولت إثبات الأصل الهندي للحكايات الشعبية الأوروبية، والمدرسة الميثولوجية (ومن أعلامها: ماكس موللر Max Müller ودي جوبرناتيس De Gubernatis، وجاستون بارى Gaston Paris) التي ترى أن الحكايات الشعبية ما هي إلا رواسب للميثولوجيا myths القديمة، وخاصة المتعلقة منها بالطبيعة، والمدرسة الأنثروبولوجية (ومن أعلامها: لانج، وجايدو، وبواس... وغيرهم) التي دحضت آراء المدرستين السابقتين وأوضحت الخلفية الثقافية للحكايات الشعبية، والمدرسة الطقوسية أو الشعائرية (ومن أعلامها راجلان Raglan، وهايمان Hyman وغيرهم وقد حاولت إثبات الأصل الطقوسي للحكايات)، والمدرسة التاريخية الجغرافية (ومن أعلامها كرون Krohn وآرني Arne وتومبسون) والتي تدرس باستفاضة انتشار الحكايات المختلفة، ثم مدرسة التحليل النفسي (ومن أعلامها روهايم Roheim ولاجركرانتس Lagercrantz وغيرهما) وأخيرًا المدارس الوظيفية الحديثة التي تدرس الحكايات في بيئاتها.
        ولم يستقر الفولكلور كعلم مستقل بسبب طبيعته غير المتجانسة، فنجد أنه حتى أحد علماء الفولكلور - مثل سانتيف – يرى أنه «يجب أن ندرج دراسات الفولكلور تحت تخصصات متنوعة»، والعلوم الشعبية للعالم، والفنون والحرف الشعبية لرجل التكنولوجيا، ويفضل فولكلوريون آخرون – مثل شارلوت بيرنز Burns وبراتانيتش Bratanic – قصر مصطلح فولكلور على المواد التي يدرسها العلم، ويرفضون استخدامه للدلالة على العلم نفسه (قارن في هذا الصدد مفهوم كلمة «التاريخ» التي تتسم بالغموض نفسه).
        والمشكلة الرئيسية بالنسبة لمفهوم فولكلور – بوصفه علم دراسة الفولكلور – هو صدامه مع علم الإثنولوجيا الشامل المحكم التنظيم، والذي يدور أساسًا حول مفهوم الثقافة المحدد إلى درجة كبيرة، وقد استطاع بعض علماء الفولكلور فعلاً – مثل كراب – أن يعثروا على خط فاصل بين العلمين: فيحيل كراب تراث الشعوب ذات الثقافات العليا إلى الفولكلور، على حين يخص الإثنولوجيا (الأنثرويولوجيا) بتراث الشعوب البدائية، ومن ناحية أخرى يعد الإثنولوجيون الفولكلور أحد فروع علمهم. ويستخدم بعض الفولكلوريين والإثنولوجيين الاسمين مناوبة للدلالة على العلمين المعنيين (وهو ما يفعله كورزو Korso وإريكسون، وهويلر لوجلين). وهكذا نجد الموقف مضطربًا بعض الشيء.
        وأحد الحلول الممكنة هي أن نعد الفولكلور علمًا مستقلاً، ويلاحظ ليفي شتراوس Levi-Strauss في هذا الصدد «إن دراسة الفولكلور مرتبطة ولاشك بالأنثروبولوجيا إما من خلال موضوع دراسته أو مناهجه (وربما من خلالهما معًا)»، وقد أبدى تومبسون نفس الملاحظة، وكما قال كاجاروف Kagarow – منذ ثلاثين عامًا مضت *  – إنه يمكن اعتبار الفولكلور «قسمًا خاصًا من أقسام الفولكسكنده» (الفولكلور الألماني) Volkskunde». وهناك كثير جدًا من الفولكلوريين الذين يقولون اليوم صراحة إن الفولكلور جزء من الإثنولوجيا، سواء كانت الإثنولوجيا العامة أو الإقليمية، ويمكن أن نشير في هذا الصدد إلى علماء أمريكيين مثل: باسكوم، وجيمسون، وأمريكيين لاتينيين مثل: دي كارفالو نيتو de Carvalho Neto وأوروبيين مثل دياس Dias وبراتانيتش، ويقول دياس: «كما أنه يطلق على أخصائي المسالك البولية وأخصائي القلب اسم الطبيب، كذلك يجب أن يطلق علينا جميعًا اسم إثنولوجيين»( 1) والواقع أن توصيات مؤتمر أرنهايم عام 1955م تتضمن أن الفولكلور علم مستقل وأنه كذلك فرع من فروع الإثنولوجيا.
المراجع:      Bascom 1953, 1955; Bayard 1953; Boberg 1953; Bodker 1955; Bratanic 1956; Burne 1913; Caramella 1954; de Carvalho Neto 1955; Cocchiara 1952; Corso 1951; 1953; Dias 1956; Dorson 1951; 1959; Erixon 1951 b, 1952, 1956; Expert Committee 1956; Foltiny & Jvanicek 1955; Giadoz 1907; van Gennep 1924; G.L. Gomme 1890; A. Gomme 1952k 1953; Hautala 1957; Herskovits 1946; de Hoyos Sainz 1947; Hultkrantz 1956; James 1952; Kagarow 1929; Krappe 1930; Krohn 1926; ter Laan 1949; Lang 1885; Lemoine 1892; Levi-Strauss 1954; Lindgren 1939; Marinus 1939; Pitre 1911; Raglan 1946; Romero 1942; Saintyves 1936; Standard Dictionary of Folklorek Mythology and Legend 1949; Theodoropoulos 1956; Thompson 1953 a,b; Thomas 1846; Toschi 1952; Utley 1958; Varagnac 1938, 1956; Webster 1924.

الفولكلور التفاضلي:         F. Folklore différentiel
        E. Differential Folklore
        الفولكلور التفاضلي هو المقارنة بين أقاليم مختلفة داخل منطقة ثقافية، وفارانياك Varagnac هو صاحب هذا المفهوم والمصطلح، ويعرف الفولكلور التفاضلي بأنه: «المقارنة المنهجية بين المناطق»، ويمدنا الفولكلور التفاضلي «بتفسير الخصائص الإقليمية للظاهرة التقليدية».
        قارن مادتي: - حضارة تقليدية، وفولكلور.
مراجع:       Varagnac 1945k 1948.

الفولكلور السوسيولوجي:   F. folklore sociologique
        انظر مادة: الفولكلورية الجديدة.

فولكلور في البلاد الناطقة بالألمانية:
        انظر مادة: فولكسكنده.

الفولكلور الوظيفي:  E. Functional Folklore
        F. folklore fonctionnel
        G. funktionale Volkskunde
        الفولكلور الوظيفي هو دراسة الفولكلور طبقًا للمنهجين الوظيفي والسوسيولوجي، وكان علماء الفولكور الفرنسيون هم أول من بدأ هذا النوع من الدراسة، فيقول «فان جنب»: إن الفولكلور يدرس «الوقائع في تفاعلها مع البيئات التي تطورت فيها»، وهو يصف هذه الوقائع بأنها ليست مجرد رواسب، وإنما هي وقائع راهنة، أرى تسميتها «الظواهر المتولدة»، ومنذ ذلك الحين وشرينن Schrijnen يدعو إلى هذا النوع من الدراسة مطلقًا عليه اسم «الفولكسكنده (الفولكلور) الوظيفية».
        ويتضمن مصطلح الفولكلور الوظيفي – من ناحية معينة – توسيعًا لمفهوم الفولكلور، وهو ما أشار إليه ليليبلاد Liljeblad بوضوح، إذ يقول: «علينا بمجرد أن نشرع في دراسة وظيفة أي من الأشكال القولية، أن ننتقل إلى مسألة المعتقدات والعادات، وكلما ازددنا إدراكًا لأهمية الدراسات الوظيفية للأدب الشعبي، ازداد احتمال اتساع مجال اهتمام عالم الفولكلور بمجموع الحياة الثقافية للشعب موضوع الدراسة».
        قارن مادتي: الفولكلورية الجديدة، ووظيفة.
الفولكلورية الجديدة (النظرية الفولكلورية الجديدة):     F. Néo-Folklorisme
        E. Neo-Folkloristic Theory
        الفولكلورية الجديدة هي النظرية التي قدمها مارينوس Marinus والتي تعد الظواهر الفولكلورية ظواهر اجتماعية ولذلك يجب دراستها من وجهة نظر سوسيولوجية وظيفية، ويؤكد مارينوس أن: «الفولكلورين الجدد يقولون إن كل العلوم تسير من الخاص إلى العام، وإن الهدف الأساسي لرجل العلم هو أن يسير نحو القضايا التركيبية»، وقد أمكن تحقيق ذلك في علم الاجتماع: فرجل الاجتماع يبحث عن الجوانب المشتركة بين الظواهر، وكل ما يمكن أن يقر بها بعضها لبعض، إذ تكمن في هذه التشابهات – التي ستكتشف – الأسباب المفسرة المشتركة، ولا يمكن التوصل إلى هذه الأسباب إلا عن طريق التعميم، وهذا هو الطريق الذي ينبغي أن يسلكه الفولكلور، «ويجب أن يكون الغرض النهائي والاتجاه العام لكل من الفولكلور والإثنوجرافيا هو تقديم إسهامهما في إنضاج علم الاجتماع البحت، ويطلق مارينوس على هذا النوع من الفولكلور اسم «الفولكلور السوسيولوجي».
        على أننا نلاحظ أن مارينوس لا يعرّف الفولكلور (فيما عدا أنه لا يرى فرقًا بين الفولكلور «الروحي» والإثنوجرافيا «المادية»)، ولكنه يميز بين الفولكلوريين التاريخيين الوصفيين من ناحية، والفولكلوريين التعميميين من ناحية أخرى، فيقتصر أصحاب الاتجاه الأول على شكل المظاهر وتفاصيل الأشكال، أما الآخرون فلا يرون إلا الميكانيزمات (الآليات) والوظائف، ويؤكد مارينوس أن هذه الفائدة السوسيولوجية أعظم قدرًا من الفائدة التاريخية، ويمكن للاتجاه الثاني، كما هو الحال في كل العلوم الاجتماعية أن يساعد الأول، إلا أن الاتجاه الثاني وحده لا يكفي، ينبغي إذن أن نعمل لمستقبل فولكلور سوسيولوجي، وألا نتوقف عن البحث عن الأصول، ولكن ينبغي أن نبحث عن الأسباب، عندئذ سنقيم علمًا بكل ما يعنيه اصطلاح العلم.
        على أن هذا لا يعني القول بأن مارينوس يتجاهل تمامًا أهمية الفولكلور التاريخي، فهو يقول في صدد حديثه عن الظواهر الفولكلورية «كظواهر اجتماعية» إنه: «ينبغي دراستها عن طريق الملاحظة المباشرة، وخاصة في الواقع الحي، والتوقف نهائيًا عن النظر إليها على أنها من رواسب الماضي»، ثم إن «الفولكلور عندما ينظر إليه من وجهة النظر السوسيولوجية يكون أهم وأكثر إفادة علميًا منه لو نظر إليه من منظور تاريخي».
        قارن مادة: وظيفة
مراجع:       Marinus 1935 a, b, 1936, 1938, (with further references), 1939, 1941, 1948.

قانون:        E. Law
انظر مادة: عادة (اجتماعية 


مواضيع ذات صلة 
علم الفولكلور والأدب الشعبى
مناهـــــج دراســـــة الفولكلور
الفولكلور
تحميل كتاب علم الفولكلور
علم الفولكلور محمد الجوهري
الفولكلور اللبناني
ما هو الفلكلور
مجالات دراسة الفولكلور
فلكلور مصري
اهمية الفلكلور
ارشيف الفولكلور
)

Previous Post Next Post