نظريات الماركسية الجديدة:
تعتبر الماركسية إحدى المصادر الأساسية لنظرية بناء الواقع أو التأثير الأيديولوجي.نظرية بناء الواقع والتوجه الماركسي وصلوا لنفس النتيجة: وسائل الاتصال الجماهيرية مليئة بالتحيزات العرقية.التوجه الماركسي يرى بالاتصال  الجماهيرية جزءا من الطبقة الحاكمة وأداه لاستمرارية سيطرته ونشر آرائه.حسب هذا التوجه ،فان وسائل الاتصال الجماهيرية تنقل صوره تلاءم وتخدم مصالح الطبقة الحاكمة وأيديولوجيتها.نظرية الهيمنة تكمل توجهات ماركسيه وتدعم الادعاء بان الايدولوجيا المسيطرة على وسائل الاتصال الجماهيرية تعرض صوره غير صحيحة عن الواقع،صوره تخدم الطبقة الحاكمة ومصالحها.

الماركسية لا تكتفي فقط بالادعاء بان الإعلام غير حيادي وليس بمقدرته على الإطلاق أن يكون حياديا،بل هي تصف الواقع الاجتماعي بأكمله كصراع واحد كبير مستمر وتدعي بان عدم الحيادية في الإعلام تدعم جانب واحد في هذا الصراع وهو الطبقة الحاكمة ومبادئها.
بحوث جمة دعمت وجود التحيزات في الإعلام الجماهيري ،مثلا وصف نمطي مقولب للطبقة العاملة الفقيرة . النتائج الأساسية لهذه البحوث تدعم بادعاء النظرية المتأثرة بمدرسة فرانكفورت: وسائل الاتصال "تسوق" للجمهور الوضع المقبول .مثلا التلفزيون بطريقة عرضه للعنف يعلم من هو مخول بان يضرب من دون عقاب . المشاهدون يتعلمون من خلال التلفزيون ما يتوقع منهم المجتمع،وتحت تأثيره يذوتون التصرفات المقبولة ويتعلمون رفض التصرفات الشاذة التي من شانها ضعضعة الوضع القائم.
حتى لو لم نؤمن بالادعاءات الماركسية المتطرفة بالاتفاق القائم بين الكم والإعلام للتصوير الغير صحيح للواقع،وبان الإعلام غير قادر على عكس الواقع"كما هو" لعدم وجود واقع خال من ايدولوجيا معينه ،فإننا في كل الأحوال سنوافق أن الواقع المنعكس في الإعلام الجماهيري لا يمكنه أن يكون مقبولا على الجميع فهذا الواقع هو اختياري يتبع لمبادئ معينه وغير حيادي.


مدرسة فرانكفورت
وهي جزء من النظرية الماركسية الجديدة التي تدعي أن وسائل الإعلام الجماهيرية تعكس قيم ومبادئ الطبقة الحاكمة وتستخدم كأداة للتعبير عن أرائها وتخدم بشكل كبير مصالحها. وتعرض وسائل الإعلام الجماهيرية صورة ملائمة ومتناسقة مع الإيديلوجيا ومصالح الطبقة الحاكمة وتعمل بالتنسيق مع مؤسسات الدولة الأخرى التي تقع تحت سيطرة وتأثير الطبقة الحاكمة. وتهدف هذه النظرية إلى تجذير العلاقة القائمة بين الطبقة الحاكمة وبين الجمهور الواسع والحفاظ على الوضع القائم. لذلك فإن وسائل الإعلام الجماهيرية تعمل على إحباط كل محاولة للاحتجاج من قبل المعارضة وكل محاولة لتشويه صورتها ورفض الاعتراف بها.

توجه الهيمنة
توصل الماركسيون رغم الاختلافات الموجودة بينهم لذات النتيجة: تكتظ وسائل الإعلام الجماهيرية بتحيز فكري / عقائدي. يرى المفهوم الماركسي وسائل الإعلام الجماهيرية كجزء من السلطة: منظومة تمكن من استمرارية سيطرة الطبقات الحاكمة وعكس مبادئها.
وفق "نظرية الهيمنة"، تعرض وسائل الإعلام الجماهيرية صورة عالمية تلائم مصالح الطبقات الحاكمة وأيدلوجيتها، وهذا بالتنسيق مع مؤسسات اجتماعية أخرى، والتي تقع هي أيضا تحت تأثير الطبقات الحاكمة. هدفهم المشترك هو ضمان وتخليد تقسيمات القوى القائمة بين الطبقات الحاكمة والطبقات المحكومة والعمل على الحفاظ على الاتفاق العام حول هذه التقسيمات.
تكمل نظرية الهيمنة مركبات في عملية النقد الماركسية-الحديثة. تسيطر ذات الايدولوجيا في المجتمع والإعلام الجماهيري، ليس فقط بفضل العلاقات الاقتصادية المتبادلة، بل بسبب التأثيرات الثقافية للطبقات الحاكمة. في كل الأحوال، تزود الايدولوجيا المسيطرة على الإعلام الجماهيري صورة مشوهة عن الواقع، صورة مريحة للطبقات الحاكمة ومصالحها. تعرض العادات والقيم السائدة "كالحقيقة الطبيعية" – الطريقة الجلية لحياة جيدة.
تستخلص التيارات الثورية ذات الأمر: تظهر دورة سحرية. تعلق وسائل الإعلام الجماهيرية بالسلطة تضمن دعمهم للوضع القائم (الثبات الاجتماعي). يولد هذا التعلق اتجاها عقائديا/مبدئيا في وسائل الإعلام الجماهيرية، والتي تؤثر على بناء الواقع للأفراد وبطريقة غير مباشرة على الحفاظ على الوضع القائم في المجتمع.
"تبيع" وسائل الإعلام الوضع القائم للجماهير. الطريقة التي يعرض بها التلفزيون العنف مثلا تعلم لمن الحق بضرب الآخر دون أن يعاقب. يتعلم الأفراد من التلفزيون ما يتوقعه المجتمع منهم: بتأثيره يذوت ويتبنى الأفراد العادات المحبذة ويتعلمون كبت العادات الشاذة التي من المحتمل أن تمس بالنظام السائد.
نظرية الهيمنة   مستقاة من الماركسية الجديدة، وهي تركز على أيديولوجية الطبقة الحاكمة، بطرق تعبيرها ونشرها. البرجوازية هي الطبقة الحاكمة والقائدة. وهي تحافظ على قوتها، ليس فقط من أجل أساسها الاقتصادي، إنما أيضا بسبب حقيقة أنها ناجحة، بواسطة تحكمها بمواقف (المفتاح) الثقافية. أن تزرع أسس القيم والأفكار التي تريدها في الطبقات المنخفضة في المجتمع. الطبقات المنخفضة في المجتمع تقلد الرموز، طرق التفكير وطريقة الحياة الرأسمالية، يشجعونه على  الانتقال من التركيز على العوامل الاقتصادية إلى العوامل الأيديولوجية تظهر وظيفة وسائل الإعلام الجماهيرية، التي تبث بكثرة الرسائل التي تتبع للطبقة الحاكمة. مسلسلات التلفاز تنشر مضامين ثقافية تخدم المؤسسة الحاكمة الحالية، الأبطال الذين نشجعهم يدعمون القيم الرأسمالية، مثل، منافسة ، قوة، ملك، نجاح ومال. المشاهدون يريدون أن يشبهوا الشخصيات الموجودة في المسلسل، وهم يشجعون طرق تصرفاتهم. كذلك، البرامج التلفزيونية تشجع القيم والتقاليد التي تخص العائلة ووظائف الأجناس، وهؤلاء يكملون النظام الاجتماعي القائم.

النظرية السياسية الاقتصادية
تفترض النظرية السياسية الاقتصادية أن الايدولوجيا التي تتوسط وسائل الإعلام الجماهيرية مرتبطة بالأساس الاقتصادي الخاص بها. وأن وجهات النظر والدوافع التي تحرك القرارات هي التي تشرح القرارات وتفسرها وهي التي تقرر ما يجوز نشره. وأن دوافع النشر والتوزيع (كلما كانت أكبر كانت نسبة الأرباح أكبر) هي التي تؤثر على المضامين التي يتم تناقلها من خلال وسائل الإعلام.

كذلك هناك سبب أخر يؤثر على اتخاذ القرارات من قبل رجال الإعلام وهو ثبات واستقرار الجهاز السياسي والاقتصادي. ويعود السبب إلى ذلك بأن هذا الثبات يضمن جني الأرباح والمدخولات لأصحاب وسائل الإعلام وللمعلنين. ولذا فإن مصالح أصحاب وسائل الإعلام تتضمن وتتوازى مع الحفاظ على الوضع والنظام الاجتماعي والاقتصادي القائمين.
وبحسب هذه النظرية فإن وسائل الإعلام تطلب الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي. وأن وسائل الإعلام هي عبارة عن مصالح اقتصادية ومن مصلحتها الحفاظ على نفسها من خلال المضامين التي تقوم بنشرها. ولذلك فإن وسائل الإعلام لا تنتقد نظام الحكم الرأسمالي. وحتى لو كشفت عن أخطاء سياسي معين فإنها لا تقوم بالكشف عن الخلل في النظام السياسي. وبذلك فإن وسائل الإعلام تتعاون بشكل عام مع السلطة في الدولة.

النظرية السياسية الاقتصادية تدعي أن الأيديولوجية التي تتحكم في وسائل الإعلام الجماهيرية (ماذا نبث ومتى) هي تتبع الأساس الاقتصادي لهم. الاعتبارات الاقتصادية هي التي تتحكم في القرارات، هي أيضا التي تفسر القرارات وهي التي تقرر ماذا يبث. هنالك نوعان من الاعتبارات الاقتصادية:
1.      اعتبارات النشر: كلما كان النشر أكبر، هكذا يكون الربح المادي أكثر. لذلك اعتبارات النشر تقرر ما هي المضامين التي تمرر في وسائل الإعلام.
2.      ثبات الجهاز السياسي- الاقتصادي: ثبات هذا الجهاز من الممكن أن يضمن دخل امن لأصحاب وسائل الإعلام من المعلنين. لذلك هدف أصحاب وسائل الإعلام هو الحفاظ على الوضع الاجتماعي القائم.

بحث متعلقة بـ نظريات الماركسية الجديدة:
نظرية الهيمنة الاعلامية
نظرية الصراع الاجتماعي رالف داهرندوف
نظرية التبعية في العلاقات الدولية
بحث حول الماركسية المحدثة
بحث حول نظريات الماركسية الجديدة
الماركسية (العلاقات الدولية

Previous Post Next Post