النظرية الاشتراكية 



تأخذ هذه النظرية بالتفسير المادي للظواهر المختلفة ، فالجريمة تعتبر ـ في نظر (كارل ماركس) ـ أحد ملامح النظام الرأسمالي . وتعتبر لذلك النتيجة المنطقية له , لما يعتري هذا النظام من عيوب تتمثل في أبرز مظاهره بالسعي إلى تحقيق الربح الفردي ولو بوسائل غير مشروعة .


النظرية الاشتراكية 


وإذا كانت الجريمة أحد ثمار المجتمع الرأسمالي ، فإنها تؤثر في ذات الوقت على قوى وعوامل الإنتاج .


فالمجرم لا ينتج فقط الظاهرة الإجرامية ، بل ينتج القانون الجنائي ، والمدرسين الذين يتولون تدريسه ، من خلال مؤلفات يتولون بيعها وما يصحب ذلك من زيادة في الموارد .


كما ينتج جهاز الشرطة والقضاء والنيابة العامة , وما يتطلبه من وظائف ؛ مما يخلق طائفة جديدة تعمل في المجتمع .


ويلعب المجرم دوراً هاماً في التطور الفني لمهن كثيرة ، فمثلاً صناعة الأقفال تتقدم بسبب حالات السرقة .


تباع النظرية الاشتراكية 


والربط بين الجريمة والحالة الاقتصادية وجد له أنصار من علماء الإجرام في : بلجيكا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا . واستمرت الاشتراكية العلمية في نهاية القرن التاسع عشر ترى في  الإجرام ظاهرة اجتماعية غير عادية ترجع إلى الحالة الاقتصادية .


ولكن التفسير الاقتصادي للظاهرة الإجرامية وصل إلى أقصى مداه مع العالم الهولندي (بونجر) وذلك في مؤلفه (الإجرام والأوضاع الاقتصادية) الذي نشره في (أمستردام) عام 1905م


ثانياً : تقدير النظرية الاشتراكية 


1 ـ منطقها يترتب عليه التسليم بأن الجريمة هي فعل المقهورين اقتصادياً , أي الفقراء الذين هم ضحية الظلم الاجتماعي .


2 ـ من الإسراف القول بأن الجريمة ثمرة للنظام الرأسمالي , فالتعميم هنا لا أساس له من الصحة .


3- التجربة العملية تدحض منطق النظرية الاشتراكية , فلم نسمع حتى اليوم عن اختفاء الجريمة من المجتمع الشيوعي


المبحث الثالث : النظريات الاجتماعية الأوربية


أولاً : نظرية الوسط الاجتماعي .


ثانياً : نظرية التأثير النفسي الاجتماعي .


أولاً : نظرية الوسط الاجتماعي .


الوسط الاجتماعي لدى الطبيب الفرنسي (لاكساني) يشمل العوامل الطبيعية والمناخية والتكوينية والثقافية والاجتماعية . بالإضافة إلى سوء التغذية والمسكرات والمخدرات واضطرابات في الوظائف العصبية والإصابة ببعض الأمراض : كالسل والزهري


وهو يرجع الجريمة إلى الوسط الاجتماعي


تقدير نظرية الوسط الاجتماعي 


يرجع الفضل لها في توجيه الأنظار إلى الجوانب الاجتماعية للإجرام غير العوامل الاقتصادية


ولكن يؤخذ عليها أنها أهملت إلى حد كبير الجوانب الشخصية للإجرام .


وهي لا تفسر الكيفية التي يؤثر بها الوسط الاجتماعي على شخص المجرم .


كما أنها لم تستطع أن تبرر تأثير الوسط الاجتماعي على ثلة من أفراد المجتمع هم المجرمون دون سواهم


تقدير نظرية التأثير النفسي الاجتماعي 


    1- دور التقليد في تحديد تأثير البيئة على الفرد دور رئيس , ولكن نسبة السلوك الإجرامي إلى عامل التقليد وحده هو قول ينطوي على مبالغة , فالتقليد ليس العامل الوحيد الذي يفسر الإجرام , والدليل على ذلك أن كل أفراد المجتمع ليسوا مجرمين , بل فئة منهم , ولو كان التقليد هو العامل الوحيد لقلد كل أفراد المجتمع بعضهم بعضاً


2- أن احتراف الإجرام قد يصلح تفسيراً بالنسبة لفئة من المجرمين وهم معتادي الإجرام فقط ، ولكن لا يصلح بالنسبة لبقية طوائف المجرمين .


المبحث الرابع : النظريات الاجتماعية الأمريكية


أولاً : نظرية الجماعات المتباينة .


ثانياً : نظرية صراع الثقافات .


أولاً : نظرية الجماعات المتباينة 


    تقوم على مقدمة رئيسة مؤداها أن السلوك الإجرامي لا يورث بل هو مكتسب يمر بعدة مراحل عدة :

    1 ـ أن السلوك الإجرامي يكتسب بالتعلم .

    2 ـ أن تعلم السلوك الإجرامي يتم عن طريق الاتصال بالأشخاص الآخرين سواء بالقول أم بالإشارة أم بالتقليد .

    3 ـ أنه يساعد على تعلم السلوك الإجرامي أن يتم بصفة خاصة داخل جماعة صغيرة، يربط بين أفرادها علاقات شخصية . فكلما كان عدد الجماعة ضئيل وكانت صلاتهم ببعضهم البعض قوية ، كلما كانت عملية تعلم السلوك الإجرامي ميسرة وبسيطة .


تابع : نظرية الجماعات المتباينة 


    4 ـ أن عملية تعلم السلوك الإجرامي تتكون من عنصرين : الأول : فن ارتكاب الجريمة . والآخر : توجيه الميول والدوافع وتبرير التصرفات الخاصة .

    5 ـ أن توجيه الميول والدوافع ـ  سواء بالموافقة أم بالمخالفة للقانون ـ  مكتسب أيضاً . ففي بعض الجماعات يحاط الفرد بأشخاص يحترمون النصوص القانونية . وفي جماعات أخرى يحيط بالفرد أشخاص ينتهكون أحكام القانون .

    6 ـ يصبح الشخص مجرماً عندما تغلب عوامل مخالفة القانون على عوامل احترام أحكامه


ثانياً : نظرية صراع الثقافات 


صاحبها هو عالم الاجتماع والإجرام الأمريكي (ثورستين سيلين) وقد نشر كتابا عام 1938م بعنوان (تنازع الثقافة والجريمة)


وأعطى تفسيراً لنظريته على أساس أن المجتمع يتضمن مجموعات إنسانية متعددة : الأسرة والمدرسة واللعب والعمل والنادي والنقابة .


وتختلف هذه المجموعات فيما بينها تبعاً لعدد أفرادها ودرجة التضامن بينهم ، وطبيعة المصالح أو الأهداف التي تربطهم , ولكل جماعة يتوافر نوع من التفاهم المشترك بين أفرادها.


تابع : نظرية صراع الثقافات 


    وأن تعدد الجماعات التي ينتمي إليها الشخص ، قد ينشأ عنه احتمال التنافر والتصارع بين قواعد السلوك الخاصة بكل منها . فقد تقضي قواعد السلوك في جماعة معينة إتباع تصرف معين ، فيستجيب لها الفرد ، بينما تقضي قواعد السلوك في جماعة أخرى ينتمي إليها نفس الفرد بوجوب إتباع سلوك مخالف . وعن مثل هذا الموقف ينشأ الصراع بين الثقافات .


ويمكن أن يكون صراع الثقافات داخلياً ، كما هو الحال بالنسبة للمهاجرين .


Previous Post Next Post