المبحث الأول : النظرية التكوينية .
أولاً : مضمون نظرية لمبروزو .

لاحظ إبان عمله بالجيش الإيطالي احتواءه على نماذج متباينة من البشر بعضهم يتسم بالشر وبالتمرد على النظام والبعض الأخر يتسم بالانضباط والطاعة , كما تبين له أن الجنود الأشرار يتميزون بعدة  مميزات جسدية لم تكن موجود في الجنود الأخيار . ولاحظ من عمليات التشريح التي قام بها وجود عيوب في تكوينهم الجسماني وشذوذ في الجمجمة .

أقسام المجرمين عند لمبروزو

1 ـ المجرم بالميلاد .

2 ـ المجرم المعتاد .

3 ـ المجرم العاطفي .

4 ـ المجرم الصرعي .

5 ـ المجرم المجنون .

6 ـ المجرم السيكوباتي .

7 ـ المجرم بالصدفة .

المجرم بالفطرة أو بالميلاد أو بالوراثة

وهو الذي يولد  ليكون مجرما بطبيعته, ويتميز عن غيره ببعض العلامات أو الخصائص الآتية.

امتلاء الوجنتين وبروزهما كما في بعض الحيوانات.

دقن طويلة أو قصيرة أو مفلطحة كتلك التي في القردة .

اختلاف حجم الرأس وشكلها عن النمط الشائع في السلالة والمنطقة التي ينتمي اليها المجرم .

عدم انتظام وتشابه نصفي الوجه .

كبر زائد أو صغر غير عادي في حجم الأذنيين أو بروزهما من الرأس بشكل يماثل أذن الشمبانزي.

    التواء الأنف أو اعواججه أو انفطاسه , أو مشابهته للمنقار , أو وجود بروز فيه.
    امتلاء الشفتين وضخامتهما وبروزهما .
    تشويهات في العيينين.
    كبر زائد في أبعاد الفك وعظام  الوجنتين.
    مشابهة الشعر لشعر الجنس الآخر .
    طول زائد للذراعين .
    وجود أصابع زائدة في اليدين أو القدمين .
    ويتميز مجرمو هذه الطائفة كذلك ببعض الصفات , مثل قسوة النظر وعنف المزاح , كثرة الوشم , وانعدام أو ضعف الإحساس بالألم, وحب الشر للشر , وعدم المبالاة , وعدم الإحساس بتأنيب الضمير. إن نسبة هذه الطائفة إلي مجموع الجناة تتراوح بين 30- 35  %

    وفيما يتعلق بالمعاملة العقابية للمجرمين بالميلاد أو بالوراثة , ولخطورتهم وابتعادهم نهائي عن المجتمع فقد قرر بعض علماء علم الإجرام بإعدامهم أو باحتجازهم احتجازا مؤبدا بعيداً عن باقي أفراد المجتمع, وقد قرروا ذلك لأنهم أشد فئات المجرمين خطراً علي المجتمع ولا يرجي اصلاح حالتهم

ثانيا : المجرم المجنون

هو الشخص المصاب بعاهة عقلية تفقده ملكتي التمييز والاختيار. وقد تكون الاصابة العاهة راجعا الي الوراثة , كما قد تكون اصابة مكتسبة علي أثر حادث أو بسبب الادمان علي المسكرات أو المخدرات. وفي كلتا الحالتين يقوم هذا الشخص بارتكاب الجريمة لغير سبب واضح , او علي الأقل لغير دافع يتناسب مع الجريمة . وبالرغم من أن المجرم المجنون يعادل في الخطورة المجرم بالميلاد , إلا أن علماء علم الاجرام يوصون بضرورة وضعه في مؤسسة علاجية " مصحة عقلية" حتىيعالج من مرضه ويتقي المجتمع شره . أما اذا كان جنونه لا يرجي الشفاء منه , فإن هذا الشخص يجب أن يعدم .

وتنقسم هذه الطائفة إلي ثلاثة أنواع وهي :

المجرم المجنون : هو الشخص المصاب بعاهة عقلية أو مرض عقلي.

ويدخل في هذا النوع الشخص المصاب بإحدى حالات الهستيريا والمدمن علي المخدرات والمسكرات إدماناً مزمناً .

المجرم المريض بالصرع : وغالبا ما يكون مرضه الصرعى راجعا إلي الوراثة.

ويمكن أن يتحول مرضه إلي مرض عقلي ظاهر إذا حصلت لمرضه الصرعى مضاعفات حادة .

فيصبح الشخص مجرما مجنونا وليس مجرما صراعا " فالأشخاص المصابون بالصرع معرضون لنوبات هياج عصبي , وقد تدفعه إلي الاعتداء بلا إرادة , وربما يكون المريض في حالة فقدان تام للشعور أيضاً إلي الحد الذي لا يعي معه ما يصدر عنه من سلوك .

مثال علي ذلك الحالة التي فحصها العلماء للجندي الذي يدعي مسيديا , والذي كان مريضا بالصرع. فحدث وأن سخر منه أحد رؤسائه في صورة سخرية من المقاطعة التي كان ينتمي إليها هذا الجندي , فثار الجندي ثورة عارمة وقام بقتل ثمانية من رؤسائه وزملائه, ثم استيقظ فاقدا الوعي لمدة اثنتي عشرة  ساعة, وعندما أفاق لم يتذكر شيئا مما جري له .

المجرم السيكوباتي:هو شخص تخلف عنده نمو الحاسة الأخلاقية والروحية.

ويتميز سلوكه الإجرامي  بالاندفاع والأنانية وعدم مراعاة أو لامبالاة لقواعد الأخلاق السائدة في المجتمع

وهو الأمر الذي يترتب عليه عدم تكيفه اجتماعيا مع القيم والضوابط والمعايير المتعارف عليها بين الأفراد داخل الهيئة الاجتماعية وقد يبدأ الصراع بهياج يعقبه تشنج أو لا يعقبه التشنج. وقد تقع الجريمة في أي من المرحلتين, المرحلة الأولي يكون المريض مسلوب الارادة دون الشعور , أما في المرحلة الثانية فهو يصبح مسلوب الإرادة والشعور أيضا وفي المرحلتين ينبغي ألا يعتبر مسئولا عن جريمته .

وغالبا ما يكون المجرم السيكوباتي , او المتخلف النفسي أو الخلقي , عاديا في إرادته وذكائه , ولكنه يمكن أن يُستدل علي حالته بانعدام الباعث الواضح للجريمة, وعدم شعوره بالندم علي ارتكابها.

ثالثاً :المجرم المعتاد أو بالعادةً

هو الشخص الذي تدفعه إلى ارتكاب الجريمة لأول مرة عوامل أو أسباب خارجية , أي اجتماعية , كالفقر أو الجهل أو سوء التربية أو مخالطة أهل السوء والاقتداء بهم , ثم لا تفلح العقوبة في تقويمه وإصلاحه , بل يزداد ضعفه الخلقي وتزداد بالتالي رغبته في السلوك الإجرامي نتيجة لمخالطته عتاة المجرمين في السجن وبذلك تتولد لديه عادة الإجرام وتصبح الجريمة حرفته التي يرتزق منها , خاصة عندما يكون عاطلا بلا عمل له .

إن هذه الطائفة تكاد تقترب في خطورتها من الطائفتين السابقتين أي الأولي " المجرم بالفطرة أو بالميلاد أو بالوراثة " والثانية " المجرم المجنون"  لذا يوجب عزل أفرادها عن الهيئة الاجتماعية , وعلي أن يتم تدريبهم وتعليمهم حرفة أو مهنة يتعيشون منها بدلا من الجريمة التي اعتادوا عليها . ويجب أن يتم التأكد من انصلاح أحوالهم قبل إعادتهم إلى المجتمع.

رابعا : المجرم بالصدفة

هذا الصنف من المجرمين ليس به ميل أصيل أو استعداد طبيعي للإجرام. ولكن ضعفه الخلقي قد يجعله يخضع سريعا أو بسهولة للمؤثرات  الخارجية العارضة تدفعه إلي ارتكاب الجريمة, مثل الحاجة الملحة أو الإغراء , دون تقدير عاقبة فعله .

بل انه قد يرتكب جريمة بدافع من حب التقليد أو الظهور ولفت الأنظار. فهو شخص مستقيم حسن الخلق في الغالب . وهذا الشخص هو أحد نماذج المجرم المبتدئ, الذي لا يحتمل أن يعود إلي تكرار الجريمة , اللهم إلا أن يفسده السجن نتيجة اختلاطه بالمساجين عند الحكم عليه عقوبة سالبة الحرية.

أو قد يتحول إلي مجرم معتاد الإجرام.

ولذا يجب إرساله إلي مستعمرة زراعية أو صناعية لأجل غير مسمي ,وإلزامه بتعويض الضرر الذي يترتب على جريمته. فيجب عدم إيداعه السجن بتفادي الاختلاط مع الجناة حتى لا يتحول إلي مجرم بالعادة . والأحداث هم أكثر الناس عرضة لهذا النوع من الإجرام.

خامسا : المجرم العاطفي

هو شخص يتميز بحساسية شديدة تجعله سريع التأثر بالانفعالات العاطفية المختلفة , كالحب , الكره , والحقد , والغيرة, والغضب. وهو يرتكب الجريمة تحت تأثير عاطفته الجامحة التي تفقده سيطرته على نفسه وتعوق أو تضعف القدرة على تقدير وزن عواقب سلوكه في لحظة الهياج أو الانفعال التي تنتابه . وأغلب جرائم مجرمي هذه الطائفة عبارة عن جرائم الاعتداء على الأشخاص والجرائم السياسية .

وهذا النوع من المجرمين سريع الندم على جريمته, ذلك أنه إذا ما زالت محنته العاطفية كان هو أول النادمين على أفعاله ونتائجها. كما يعد المجرم العاطفي نموذج ثان للمجرم المبتدئ إلا أنه على عكس المجرم بالصدفة ليس عرضة للتحول إلي الاعتياد على الإجرام ويوصي بعدم إخضاع المجرم العاطفي لعقوبة ما , وإنما يحسن إبعاده عن محيط الجريمة مع إلزامه بتعويض الضرر الذي ترتب على جريمته .

كما قرر لومبروزو إمكان تهديده بعقوبة , أي دون تنفيذها عليه , وذلك بالحكم عليه بعقوبة سالبة للحرية مع وقف تنفيذها. لأن وقف التنفيذ قد يكون حافزا له على ضبط عواطفه والتحكم فيها.

أما إذا كان المجرم العاطفي قد تكرر منه السلوك الإجرامي, ؟أي إذا ثبت أنه غير قادر على التحكم في عواطفه , فان لومبروزو يري أنه يجب إبعاده عن بيئته حتي يكون بعيدا عن المؤثرات التي تدفعه إلي ارتكاب الجريمة . فإذا كان صغيراً , فيودع لدي عائلة مؤتمنة لأجل غير مسمي.

انريكو فيري 

كان انريكو فيري أستاذا للقانون الجنائي بجامعة روما , وقد دفعه هذا العمل الأكاديمي إلي عدم الاقتصار على جانب واحد أثناء دراسته وأبحاثه التي قام بها من أجل التعرف علي اسباب السلوك الاجرامي.

فكان فيري قد أيد لومبروزو فيما ذهب إليه بشأن خصائص بعض المجرمين, خاصة المجرم المعتاد الاجرام, وفيما قام به من دراسات وأبحاث , على أساس أنها تساعد في الكشف عن بعض المبادئ التي يمكن أن تسهم في تفسير الظاهرة الاجرامية - إلا أن فيري قد عاب على لومبروزو أنه اختصر في أبحاثه على الاهتمام بجانب واحد فقط من جوانب المشكلة , ألا وهو الجانب الفردي للظاهرة الاجرامية .

ويري أنريكو أن أسباب السلوك الاجرامي لا يمكن أن تنحصر في الخصائص البيولوجية أو النفسية للفرد , بل أن العوامل البيئية تعد أيضا مصدرا لجانب كبير من هذه الأسباب.

ذلك أن العوامل البيولوجية أو النفسية لا تنتج تأثيرها الاجرامي إلا إذا صادفت بيئة اجتماعية معينة , وبغير هذه البيئة أو الوسط الاجتماعي فان هذه العوامل اللفردية تظل غير منتجة لآثراها في قيادة صاحبها إلي السلوك الاجرامي.  هذا ما أؤكد عليه لومبروزو في الطبعة الخامسة من كتابه المشهور " الانسان المجرم" على أن العلامات أو الخصائص الارتدادية التي تميز المجرم عن غيره تتوافر لدي معظم المجرمين وليس لديهم جميعا.

بل أنه أكد أن بعض هذه العلامات ممكن أن تتواجد لدي أفراد من غير المجرمين , وهذا يعني أن هذه الخصائص الارتدادية والانحطاطية لا تؤدي بذاتها الي اندفاع صاحبها حتما الي ارتكاب الجريمة . لدي فقد اتجه فيري لأبحاثه إلي "المجتمع " أي إلي البيئة التي تخرج    وتصنع المجرم, لم يقتصر في أبحاث على شخص هذه الأخيرة بذاته .

وقد توصل انريكوفيري الي القول بأن الجريمة سلوك إنساني مثل أي سلوك إنساني آخر.

وأنها ذات مصدر مركب بيولوجي _ أجتماعي – طبيعي , وأن هذا المصدر يتراوح من حيث وسائله وقوته بحسب الظروف بين الأشخاص والأشياء والأزمنة والأمكنة.

فالجريمة ليست مقدمة لنتيجة ما , وإنما هي نتيجة لمقدمات متنوعة حتمت قواها وأحداثها وهذه المقدمات هي محصلة تضافر عوامل تكوينية واجتماعية وطبيعية .

وهذا التفسير التوفيقي يقوم على قاعدتين هما .

القاعدة الأولي : تقضي بأن الجريمة ليست ظاهرة محض بيولوجيا , ولا طبيعية, ولا اجتماعية بل هي نتائج تفاعل كل هذه العوامل مجتمعة , وذلك أية كانت درجة خطورتها أو تفاهتها , أي كان نوع الجريمة , أي سواء اعتبرناه شاذاً بصفة خاصة , أم دائمة , أم عابرة , بصفة مورثة أم مكتسبة .

القاعدة الثانية : تعني أن لدي كل مجرم , أيا كان نوعه , وفي كل جريمة , أي كان نوعها, يتفاوت مدى قوة العامل السائد سواء أكان ينتمي إلى الدوافع البيولوجية أم الطبيعية , أم الاجتماعية, أم إلى دوافع أخري خاصة به .

وهكذا يؤكد فيري _ بهاتين القاعدتين _ أن عوامل الظاهرة الإجرامية ثلاثة:

-1عوامل داخلية تكوينية , مثل الجنس والسن والتكوين العضوي والعقلي والنفسي ,

2- وعوامل طبيعية مثل المناخ والموقع الجغرافي , أي المكان_ -- 3وعوامل بيئية مثل العادات والتقاليد والظروف الاجتماعية والحالة الاقتصادية .

وبالرغم من أن فيري لا ينكر أهمية دور العوامل الذاتية , أي الفردية, مثل الوراثة والمرض العقلي أو العصبي أو النفسي , إلا أنه يضع الأسباب والعوامل الخارجية , طبيعية أم اجتماعية أم اقتصادية, في المقام الأول فهو يقرر أن الظاهرة الإجرامية ترتبط _ في حجمها ونوعها _ بالبيئة وما يكتنفها من ظروف مختلفة : طبيعية ( جغرافية ومناخية) وأخلاقية, ودينية      
وخصائص في البنيان الاقتصادي والعمراني والسكاني والصحي والتعليمي وخلص القول إلي ما أسماه "قانون الكثافة الجنائية " أو " قانون الشبع الإجرامي " ويعني قانون الشبع الإجرامي هذا أن البيئة.

الاجتماعية التي تعيش في ظل ظروف معينة لا تحتمل أكثر من درجة أو نسبة معينة من الإجرام لا تزيد ولا تنقص وبالتالي فانه يجب على المجتمع أن يعمل على تفسير هذه الظروف الاجتماعية وتصحيحها لبلوغ درجة التشبع الإجرامي بأسرع ما يمكن. على سبيل المثال فان الطريق المظلم يغري بارتكاب عدد من الجرائم أكثر من الطريق المضاء ومن الأفضل إضاءة هذا الطريق بدلا من وضع عدد من الحراس أو رجال الأمن به إنشاء السجون لأن ذلك يعد وسيلة أكثر اقتصاديا وذكاء .

خلاصة القول أن الوقاية من الجريمة قبل وقوعها خير من العقاب عليها بعد ارتكابها , وإن تحسين مستوي معيشة الأفراد ومحارة البؤس في كل مظاهر أجدي في الحد من الظاهرة الإجرامية من العقوبات على اختلاف أنواعها .

وانطلاقا من هذه الأفكار قسم انريكو فيري المجرمين إلي خمس فئات كما يلي :

1-المجرم بالغريزة أو بالفطرة , فهو الشخص الذي يحمل من ميلاده استعدادا ً أو اتجاها ً للأجرام .

2-المجرم المجنون , هو الشخص المصاب بالمرض العقلي .

3-المجرم بالعاطفة , هو الشخص الذي يرجع السبب في سلوكه الإجرامي إلي دافع عرضي يصعب عليه مقاومته بسبب ما يتصف به من حساسية شديدة تجعل منه شخصا سهل الاستثارة .

المجرم المعتاد على الإجرام , هو الشخص الذي يبدأ انحرافه وسلوك طريق الجريمة منذ طفولته ويستمر في هذا السبيل بسبب الظروف السيئة التي تحيط به والتي تتعلق بالبيئة التي ينشأ فيها والتي غالبا ما تتعلق بالأسرة والحالة التعليمية والحالة الاقتصادية.

المجرم بالصدفة , ويري فيري أنهم , أي المجرمون بالصدفة , يمثلون أغلبية مرتكبي الجرائم , وتكون عوامل سلوكهم طريق الجريمة هي العوامل البيئية المختلفة.

 رافائيل جاروفالو

         يعد القاضي "رافائيل جاروفالو" القطب الثالث للمدرسة الوضعية الايطالية في مجال القانون الجنائي. وأنه وإن لم يأتي بفلسفة أو وجهة نظر معينة في تفسير السلوك الإجرامي , محددا أسبابه ودوافعه واهتمامه إلي فكرة الشذوذ النفسي أو الخلقي . فالمجرم الحقيقي هم من يعاني نقصا في نمو وتكامل مشاعره الغيرية . ولا يعد هذا النقص من قبيل الأمراض العقلية, بل شذوذ ينتقل بالوراثة وقد قسم جاروفالو المجرمين إلي أربع فئات طبقا لدرجة الشذوذ الخلقي وهم :

1- المجرم القاتل .

2- المجرم بالعنف .

3- المجرم السارق .

4- المجرم الشهواني .

وإن رافائيل جاروفالو معروفا في مجال القانون الجنائي كأحد مؤسسي المدرسة الوضعية , وبتفرقته الشهيرة بين ما سماه "بالجريمة الطبيعية" و " الجريمة المصطنعة أو التنظيمية"

        الجريمة الطبيعية _ هي سلوك ضار غير خلقي ينطوي على ازدراء المجتمع والمساس بمشاعره الخلقية التي تتجسد في مشاعر الشفقة والعطف على الآخرين والأمانة فنظراً لأن هذا السلوك يتنافي مع مشاعر العدل والخير الأساسية السائدة في كافة المجتمعات , فان جميع التشريعات الجنائية يجب أن تعاقب عليها .

        الجريمة المصطنعة أو التنظيمية _ فهي تختلف من مجتمع للآخر في زمن معين كما تختلف في المجتمع الواحد باختلاف الزمان , وذلك باختلاف النظم السياسية و الاجتماعية والاقتصادية والحضارية السائدة في المجتمع مثلا للجريمة المصطنعة بالجرائم السياسية وجريمة الزنا ,حيث أن هذه الجريمة هي جريمة سياسية عائلية . كذلك يمكن القول أن نضيف الجرائم الاقتصادية المختلفة, كالتهريب الضريبي, الجمركي .

وخلاصة القول أن رافائيل جاروفالو يعطي عناية خاصة لدراسات علم الإجرام في مجال الجرائم الطبيعية , وهي تلك التي تمس مشاعر الشفقة والأمانة لدي أفراد المجتمع , ويري أن المجرم الحقيقي هو من يرتكب هذه الجرائم.

   وقد فرق رافائيل جاروفالو بين الجريمة الطبيعية والجريمة المصطنعة وتوصل   إلي النتيجة المنطقية التي أرادها , والذي تتمثل في ضرورة التفرقة في المعاملة العقابية بين المجرمين , ليس فقط بحسب اختلاف ظروف كل مجرم والطائفة التي ينتمي إليها ولكن أيضا تبعا لاختلاف نوع الجريمة ذاتها , أي ما إذا كانت طبيعية أم مصطنعة أي تنظيمية .

ففي الجريمة الطبيعية نكون أمام المجرم الحقيقي وبالتالي لا يكون هناك ما يمنع من الوصول في معاملته العقابية حد الإعدام عندما يكون خطرا علي المجتمع ولا أمل في حماية المجتمع منه بإصلاحه .

أما عندما تكون الجريمة مصطنعة أو تنظيمية, فإننا نكون بصدد مجرم" نسبي" أو  "مؤقت" ويجب بالتالي معاملته بما يتفق مع حالته النسبية أو المؤقتة .

وبنظرته عن " التفريد العقابي " يكون رافائيل جاروفالو قد أسهم في تأسيس المدرسة الوضعية الايطالية في مجال القانون الجنائي.

ثانياً : تقدير نظرية لمبروزو .

    الأول : عدم إتباع المنهج العلمي القويم .
    1 ـ إن العينة التي أجرى عليها أبحاثه كانت قليلة نسبياً من حيث العدد . وهي حوالي (400) مجرم ميت وحوالي (600) مجرم حي .
    2- أنه لم يستخدم المجموعة الضابطة في دراساته بالرغم من أنها كانت معروفة لديه
    3- لجأ إلى التعميم الخاطئ في استخلاص نتائجه حيث إن ما توصل إليه من نتائج كان بصدد حالات فردية محددة (فيليلا – فرسيني- مسديا)

تابع تقدير نظرية لمبروزو

    الثاني : عدم سلامة نتائج بحثه .
    1- تصدعت هذه النظرية بعد أن أثبت علماء آخرين ومنهم الطبيب الإنجليزي (جارلس كورنيك) بأن المجرمين لا يتميزون عن غيرهم من الناحية الجسمانية
    2- أن فكرة المجرم بالميلاد فكرة يرفضها المنطق السليم ؛ لأن اعتبار سلوك ما جريمة أمر يتوقف على المجتمع الذي يجرمه
    3- ثبت علمياً عدم صحة ما ذهب إليه لمبروزو من توافر صفات وملامح عضوية أو مرضية معينة يتميز بها المجرمون عن غير المجرمين

نظرية السلوك الإنساني 

تعد نظرية (دي توليو) في تفسير السلوك الإجرامي من أشهر النظريات البيولوجية في علم الإجرام وتسمى بنظرية (التكوين الإجرامي) أو (الاستعداد السابق للإجرام)

مضمون نظرية دي توليو 

    تعتمد على فكرة التكوين الإجرامي الفطري
    فكما يتمتع الإنسان بتكوين نفسي وتكوين عقلي وتكوين عصبي، بل وتكوين يجعل له قابلية الإصابة بأمراض معينة : كالسل ، يوجد أيضاً تكوين إجرامي .

ويقرب فكرته للأذهان فيشبه السلوك الإجرامي بالمرض ، فكما أن إصابة الجسم بالمرض ترجع إلى ضعف مقاومته للجراثيم ، فكذلك الجريمة يتوقف ارتكابها على ضعف قوة الشخص على التكيف مع مقتضيات الحياة الاجتماعية نتيجة لخلل عضوي ونفسي يتمثل فيه الاستعداد الإجرامي 

أسباب عدم القابلية للتكيف مع المجتمع 

    الأول : عوامل مصدرها النمو العاطفي المعيب للشخص بسبب ظروف داخلية تتصل بطاقته الغريزية، وما يصحب ذلك من عدم تقبله للقيم الاجتماعية المكتسبة والسائدة .
    والثاني : عوامل ترجع إلى العيوب الجسمانية الناجمة عن الوراثة أو عن خلل وظيفي له صلة بإفرازات الغدد .

أقسام المجرمين ذوو الاستعداد الاصيل

1- طائفة المجرم الناقص في نموه العقلي .

2- طائفة المجرم ذي الاتجاه العصبي السيكوباتي .

3- طائفة المجرم ذي الاتجاه السيكوباتي .

4- طائفة المجرم ذي الاتجاه المختلط .

معادلة دي توليو

الاستعداد الإجرامي + البيئة = الجريمة



النظريات المفسرة للسلوك الاجرامي
تعريف السلوك الاجرامي
بحث عن السلوك الاجرامي
نظريات الجريمة
النظريات النفسية في تفسير السلوك الاجرامي
النظريات المفسرة للجريمة
النظريات المفسرة للسلوك الاجرامي
السلوك الاجرامي في علم النفس

Previous Post Next Post